تلقَّى تعليمه الأساسي في كُتّاب تالة والكاف والمدرسة الصادقية، والعالي في معهد الدراسات العليا في تونس؛ وحصل على إجازة اللغة العربية ودبلوم الدراسات العليا في الحضارة الإسلامية من جامعة السوربون بفرنسا عام 1960. كما درس اللغات العبريّة والآرامية والآرامية والسريانية في جامعة ليدن بهولندا، وحصل على دكتوراة الدولة في اللغة العربية وآدابها من جامعة السوربون عام 1972.
عمل أثناء دراسته في الخارج معيداً في جامعة ليدن بهولندا ومدرساً في جامعة السوربون في باريس، وبعد حصوله على الدكتوراة، انضم إلى سلك التدريس في الجامعة التونسية، وتدرَّج في المناصب الأكاديمية حتى أصبح أستاذاً للتعليم العالي. تولَّى عدداً من المسئوليات الأكاديمية والثقافية في بلاده، فكان مديراً لمعهد بورقيبة للغات الحيّة، ومديراً لدار المعلِّمين العليا في تونس، ومديراً للتعليم العالي بوزارة التربية التونسية، ومديراً للمركز الثقافي الدولي بالحمّامات. شارك في إنشاء جمعيّة المعجميّة العربية عام 1983، وأسس مجلة “المعجميّة” وكان مديراً لتحريرها لعدّة أعوام، كما كان مشرفاً على عدّة أقسام ثقافيّة بالصحف التونسيّة والعربيّة. وكان عضو مؤسس لاتحاد مجالس البحث العلمي العربي في بغداد، وعضو دائم في اللجنة الاستشارية المغربية للتعليم، وعضو مراسل في مجامع اللغة العربية في القاهرة، ودمشق، والعراق.
درَّس في جامعة الإمارات العربية المتّحدة، وجامعة عنّابة في الجزائر، وجامعة السلطان قابوس في عُمان. كما شارك في العديد من المؤتمرات العربية والدولية، وعمل خبيراً لدى مكتب تنسيق التعريب بالرباط التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وكان عضواً في وفد جامعة الدول العربية للحوار العربي الأوروبي الأوروبي بفلورنسا.
ألّف البروفيسور الحمزاوي ما يقرب من خمسة وعشرين كتاباً علمياً وأدبيّاً باللغات الثلاث العربية والفرنسيّة والإنجليزيّة، بالإضافة إلى إنتاجه الغزير من المقالات والبحوث اللغويّة. ومن طليعة مؤلفاته حول المصطلحية في اللغة العربية: “معجم المصطلحات اللغوية الحديثة في اللغة العربية”، “المعجميّة: مقدّمة نظرية ومطبّقة: مصطلحاتها ومفاهيمها”، “المنهجية العامة لترجمة المصطلحات وتوحيدها وتنميطها، ونظرية النحت العربية”، و”من قضايا المصطلح والمصطلحية في العربية قديماً وحديثاً: مقاربات نظرية ومطبّقة”. تمثّل أعماله – في مجملها – جهداً علمياً رائداً في استقراء وجوه من المصطلح العربي في القديم والحديث، والسعي إلى تطوير نظرية لعلم المصطلح في إطار المعجمية عامة والمصطلحية خاصة، والعمل على بلورة خطة منهجية إجرائية لصياغة المصطلح في العربية. عزَّز معرفتَه بالتراث وعي عميق بالمصطلحية الحديثة وما تطرحه من قضايا وإشكالات حرص على توظيفها في خدمة العربية من خلال المصطلح العلمي.
حصل البروفيسور الحمزاوي على جائزة البهلوان للرواية العربية عام 1962، ووسام الاستقلال التونسي من الصنف الرابع عام 1976، ووسام الجمهورية التونسي من الصنف الرابع عام 1977، ووسام “الأغصان الأكاديمية” الفرنسية.
كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.
توفي البروفيسور محمّد الحمزاوي بتاريخ 2018/11/15.