تلقى تعليمه الأساس في حيفا وعكّا وتخرَّج معلمًا من الكلية العربية في القدس عام 1941، ونال الليسانس في الأدب العربي ودرجتي الماجستير والدكتوراة من كلية الآداب في جامعة القاهرة عام 1954. قام بالتدريس في كلية غردون التذكارية في السودان، ثم جامعة الخرطوم، فالجامعة الأمريكية في بيروت عام 1961، التي شغل فيها منصب رئيس دائرة اللغة العربية ولغات الشرق الأدنى، ومن بعد ذلك في الجامعة الأردنية بعمّان؛ وكان عضوًا في مجامع اللغة العربية المختلفة، وفي المجمع العلمي الهندي (عن فلسطين)، وفي جمعية النقد الأدبي، وعضو شرف في الجمعية الألمانية للدراسات الشرقية.
شارك البروفيسور إحسان عباس في ضروب شتى من النشاط الأكاديمي والتربوي في الجامعات والمحافل العلمية، وله إنتاج علمي فريد يقرب من 90 كتابًا؛ تأليفًا وتحقيقًا وترجمة؛ إضافة إلى عدد كبير من البحوث والمقالات الأدبية. ومما ألَّفه من الكتب عن الشعر العربي المعاصر: “اتجاهات الشعر العربي المعاصر”، “بدر شاكر السيَّاب”، و”عبدالوهاب البياتي”. ومما حققه: “خريدة القصر” للعماد الأصفهاني، “رسائل ابن حزم الأندلسي”، و”ديوان لبيد بن ربيعة العمري”. ومما ترجمه: “كتاب الشعر” لأرسطو، “إرنست همنغواي” لكارلوس بيكر، ورواية “موبي ديك” لهرمان ملفيل.
كان البروفيسور إحسان عباس أديبًا موسوعيّا وواحدًا من أبرز النقّاد في القرن العشرين. وحقّق عبر حياته العلمية والأدبية الحافلة قدرًا عاليًا من الإبداع الفكري المقترن بالأصالة وبراعة العرض، وأثرى الدراسات الأدبية العربية بأعماله الرائدة التي مزج فيها بين خصائص التراث العربي وآداب اللغات الأخرى، وأتاح المجال لتحديث دراسة الأدب والشعر العربي المعاصر والتفاعل بينه وبين الآداب العالمية الأخرى. احتفت به الأوساط العربية، وأطلق عليه الكُتَّاب ألقابًا عديدة، فأسموه “شيخ النقاد”، و”خازن الأدب”، و”سادن التراث”، و”قمر الزمان”. أصدرت البروفيسورة وداد قاضي، الأستاذة في جامعة تكساس، كتاب: “دراسات عربية وإسلامية”، مهدى إليه بمناسبة بلوغه الستين.
كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.