تعلَّم في مدارس مارسيليا بفرنسا، وشارك في الحرب العالمية الثانية، وتمَّ أسره في جلفة بالجزائر. وبعد انتهاء الحرب، انتُخِب عضوًا في البرلمان الفرنسي عام 1945. وفي عام 1970، اخُتِير عضوًا في مجلس الشيوخ. حصل على الدكتوراة في الفلسفة من جامعة السوربون، والدكتوراة في العلوم من جامعة موسكو، وهو مؤسس ورئيس المعهد الدولي للحوار بين الحضارات في باريس، ومؤسس المركز الحضاري في قرطبة، وعضو في أكاديمية المملكة المغربية، وفي المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية في الأردن.
اعتنق الدكتور جارودي البروتستانتية وهو في الرابعة عشرة من عمره، وانضم إلى الحزب الشيوعي الفرنسي وهو في العشرين من عمره، وتنقَّل بين السجون والمعتقلات، وكان عضوًا في الحوار المسيحي الشيوعي في الستينيات، وحاول أن يجمع بين الدين والشيوعية مما أدَّى إلى فصله من الحزب الشيوعي عام 1970. وانجذب جارودي للأديان منذ صغره، وقرأ العديد من الكتب المترجمة عن الإسلام وتفسير القرآن، كما ساعدته زوجته الفلسطينية في قراءة بعض المصادر العربية والإسلامية وترجمتها، خاصة كتب التراث. وبعد أعوام طويلة من البحث والدراسة والمقارنة اهتدى إلى الإسلام، وتولّدت لديه قناعة بأنه دين الفطرة، التي خلق الله الناس عليها، وأنه الدين الحق منذ أن خلق الله آدم، فأشهر إسلامه عام 1982، وأعلن ذلك في المؤسسة الثقافية بجنيف وأصبح يُسمَّى “رجاء” بدلًا عن روجيه.
اشتهر الدكتور جارودي بعدائه الشديد للامبريالية والصهيونية. وبعد مجازر صبرا وشاتيلا في لبنان، عام 1982، أصدر بيانًا وقّعه معه اثنان من رجال الدين المسيحي واحتلَّ صفحة كاملة من جريدة اللوموند الفرنسية بعنوان “معنى العدوان الإسرائيلي بعد مجازر لبنان”. وكان ذلك البيان بداية صدام بينه وبين المنظمات الصهيونية، التي شنَّت ضدّه حملة شرسة في فرنسا والعالم، واتَّهمته بالعنصرية ومعاداة السامية؛ وبخاصة بعد أن نشر بحثه “ملف إسرائيل”. تعرَّض للمحاكمة بتهمة التشكيك في المحرقة اليهودية في كتابه الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية، وحُكِّم عليه بغرامة مالية كبيرة، ولكن ذلك كله لم يحمله على التراجع عن موقفه أو يؤثَّر في صلابته رغم أنه تجاوز التسعين من عمره.
نشر جارودي أكثر من 40 كتابًا، منها: “حوار بين الحضارات”، “إنذار إلى الأحياء”، “كيف صار الإنسان إنسانًا؟”، “الإسلام يسكن مستقبلنا”، “محمد الإسلام”، “وعود الإسلام”، “المسجد مرآة الإسلام”، “فلسطين أرض الرسالات السماوية”، “القضية الإسرائيلية – كشف السياسة الصهيونية”، و”محاكمة الصهيونية الإسرائيلية”. وفي تلك الكتب، أبان مكانة الإسلام ومبادئه وصحة أصوله وقدرته على توفير الكرامة للإنسان على مرِّ العصور، وتخليصه من الويلات التي تهدِّد العالم؛ إضافة إلى ذلك، دافع عن فلسطين وأهلها من خلال مواقفه وخطبه وكتاباته. تُرجمت أعماله إلى أكثر من عشر لغات.
كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.