تُعدُّ مؤسسة الحريري في لبنان، التي أسسها الشيخ رفيق الحريري، رئيس وزراء لبنان الأسبق، رحمه الله، من أكبر المؤسسات الخيرية في العالمين العربي والإسلامي، ولها فروع في فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية. وقد قامت منذ إنشائها عام 1979 بأعمال إسلامية جليلة؛ لاسيما في مضمار الرعاية التربوية والتعليمية، وفي دعم النشاط المتصل بالهوية الثقافية والاجتماعية العربية والإسلامية.
بدأت مؤسسة الحريري نشاطها في صيدا في أعقاب الحرب الأهلية في لبنان تحت مُسمّى “المعهد الإسلامي للثقافة والتعليم العالي”، وفي عام 1984، تغيّر اسمها إلى مؤسسة الحريري وانتقل مقرّها الرئيس إلى بيروت، وأنشأت لها فروع في طرابلس والبقاع، إضافة إلى مكاتبها في صيدا. ومن أعظم إنجازات مؤسسة الحريري مساعدة ما يقارب 35 ألف طالب وطالبة – بغض النظر عن ديانتهم أو انتماءاتهم السياسية – على إكمال دراستهم الجامعية، أو الدراسات العليا، في أكثر من 1700 جامعة ومعهد في أرجاء العالم، بينهم حوالي 4000 مهندس وأكثر من 1500 طبيب. حصل أكثر من 835 من هؤلاء الطلاب على درجة الدكتوراة في كبرى الجامعات العالمية. كما أقامت المؤسسة عددًا من البرامج الإعدادية ومشروعات التدريب الجامعي، خاصة في الهندسة والطب واللغتين الإنجليزية والفرنسية. إلى جانب ذلك، قامت مؤسسة الحريري بترميم بعض المباني التاريخية، كما قامت بتنظيم المعارض الثقافية والفنية ونشر العديد من البحوث والدراسات.
أنشأت مؤسسة الحريري، أيضًا، عددًا من المدارس والمعاهد الجامعية والتقنية، والمراكز الصحية والاجتماعية والرياضية في لبنان، ورعت مؤسسات العجزة والأيتام في ذلك البلد. كما قدَّمت الدعم لدور الإفتاء والمؤسسات الإسلامية الخيرية، كجمعيات المقاصد الإسلامية في بيروت، وصيدا.
وفي إطار جهودها للمحافظة على التراث الإسلامي قامت مؤسسة الحريري بترميم بعض المساجد التاريخية العريقة، مثل الجامع الأموي في بعلبك، والكيخيا والعمري في صيدا، وجامع صور القديم، وجامع القشيطة. وبنت مساجد جديدة على الطراز المعماري الإسلامي.
كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامها للجائزة.