وُلِد الدكتور محمد بن ناصر إدريس دانوسيتارو سنة 1326هـ/1908م في بلدة الان بانجانج في جزيرة سومطرة الغربية، وكان والده من كبار العلماء في أندونيسيا مما ساهم في تنشئته تنشئة دينية صالحة، وتخرَّج من معهد ب
كان والده من كبار العلماء في إندونيسيا، مما ساهم في نشأته الدينية الصالحة؛ تخرَّج من معهد بريستون إسلام في باندونج، ونال دبلوم التعليم عام 1932؛ كما نال درجة الدكتوراة الفخرية في الجامعة الإسلامية في جوقجاكرتا.
عمل فترة بالتدريس وأصبح مديرًا لإدارة التربية في باندونج التي شهدت بداية عمله السياسي الإسلامي، وأصبح عام 1922 رئيسًا لفرع منظمة الشباب المسلم في باندونج، ثم انتقل منها إلى جاكرتا للكفاح من أجل الاستقلال. وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، شارك في المفاوضات التي أدت إلى استقلال بلاده. وأصبح بعد الاستقلال عضوًا في مجلس النواب. ثم عُيِّن وزيرًا للإعلام عام 1946 واحتفظ بذلك المنصب لمدّة أربعة أعوام.
أنشأ الدكتور محمد ناصر حزب ماشومي، وهو اختصار لمجلس شورى مسلمي إندونيسيا، وذلك من أجل توحيد المسلمين في بلاده. وفي عام 1950، أصبح رئيسًا للوزراء، ولكنه اضطر إلى الاستقالة بعد حوالي سبعة أشهر نتيجة صدامه مع الرئيس سوكارنو. وكان من المعارضين النشطين للرئيس سوكارنو الذي أصر على أن يكون حزبه (الحزب الوطني) هو الحزب الوحيد، وأن تقوم الدولة على مبادئ علمانية يتم تدريسها في المدارس، وتجبر المؤسسات الإسلامية على قبولها. وسُجن الدكتور ناصر لمدّة أربعة أعوام في عهد سوكارنو، ثم أصبح؛ بعد الإطاحة بذلك الرئيس، نائبًا لرئيس مؤتمر العالم الإسلامي لفترة من الزمن.
كان الدكتور محمد ناصر علمًا من أعلام الإسلام المعاصرين، ومجاهدًا من مجاهديه، وفارسًا من فرسان الدعوة إليه، وخاض معارك ضارية ضد خصوم الإسلام في بلاده وحمل السلاح في وجههم. وكان حريصًا على تقوية الأواصر بين مسلمي أندونيسيا وبقية المسلمين في العالم، فزار كثيرًا من الدول الإسلاميّة، وكان عضواً في المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، والمجلس الأعلى للمساجد، ورئيسًا عامًا للمجلس الأعلى الإندونيسي للدعوة الإسلامية. وقد بذل جهودًا عظيمة في مجال الدعوة إلى الإسلام، وحلِّ قضايا المسلمين، وتحقيق التضامن بينهم، وفي محاربة التيارات الهدامة والإلحادية. ونشر له ما يزيد على خمسين كتابًا بلغات مختلفة، وأغلب كتاباته صغيرة الحجم تعالج موضوعات اسلامية متنوعة، ومنها: “مع الإسلام ونحو إندونيسيا المستقلة”، “تحت ظلال الرسالة”، “فقه الدعوة”، “الإسلام والنصرانية في إندونيسيا”، “الإسلام أساسًا للدولة”، “الحضارة الإسلامية”، “الثقافة الإسلامية”، و”قضية فلسطين”.
كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.