قدم والده إلى أم درمان من مدينة الأبيض في غرب السودان، ثم عاد بعد عامين إلى الأبيض ليواصل نشاطه في نشر العلم وتحفيظ القرآن. وهنالك تلقَّى تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانوي، ليلتحق بعد ذلك بالكلية الحربية في الخرطوم. ثم تخرَّج ضابطًا في القوات المسلحة السودانية عام 1955، أي قبل عام واحد من استقلال السودان، كما تلقَّى علومًا عسكرية عُليا في بريطانيا والولايات المتحدة ومصر والأردن.
تدرَّج عبدالرحمن سوار الذهب في السلك العسكري حتى أصبح رئيسًا لهيئة أركان الجيش السوداني ووزيراً للدفاع. وفي عام 1985، تسلَّم مقاليد الحكم في بلاده للخروج بها من أزمة سياسية طاحنة، متعهدًا بتسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة خلال عام واحد. وكان برًّا بوعده، فرفض البقاء في الحكم، واعتزل العمل السياسي ليتفرَّغ للعمل التطوعي الإسلامي وخدمة المسلمين، مسخرًا لذلك كل طاقته ومكانته وفكره.
اختير عبدالرحمن سوار الذهب، إلى جانب مسؤولياته في منظمة الدعوة الإسلامية، نائبًا لرئيس المجلس الإسلامي العالمي للدعوة بالقاهرة، ونائبًا لرئيس الهيئة الإسلامية العالمية في الكويت، ونائبًا لرئيس “ائتلاف الخير” في لبنان، ونائبًا لرئيس أمناء مؤسسة القدس الدولية، وعضوًا مؤسسًا في العديد من المنظمات والجمعيات الخيرية والاجتماعية الإسلامية والعالمية الأخرى، وقام بجهود كبيرة في مجال الإغاثة في فلسطين والصومال والشيشان وأذربيجان، وفي حل النزاعات بين بعض الدول والجماعات الإسلامية وتحقيق السلام في جنوب السودان، كما كان عضوًا في الوفد العالمي للسلام بين العراق وإيران.
شارك عبدالرحمن سوار الذهب بفكره وخبرته في كثير من المؤتمرات المحلية والإقليمية والعالمية المهتمَّة بالعمل التطوعي والدعوة الإسلامية. وكان له دور كبير في دعم التعليم والعمل الصحي والاجتماعي في بلاده. فكان رئيس مجلس أمناء جامعة كردفان، التي منحته درجة الدكتوراة الفخرية تقديرًا لدوره في قيامها، ومؤسس كلية شرق النيل الجامعية، وأحد المساهمين في تأسيس جامعـة أم درمان الأهلية. وكان رئيس لعدد من جمعيات أصدقاء المرضى، وعضو في عدد آخر منها، ورئيس الصندوق القومي للسلام في السودان، ورئيس هيئة جمع الصف الوطني التي تُعنى بإيجاد الحلول للقضايا السودانية وفي مقدّمتها قضية دارفور.
كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.
توفي فخامة المشير عبدالرحمن محمد سوار الذهب في الرياض بتاريخ 2018/10/18.