نشأ في أسرة دينية عريقة، حيث كان جدّه الشيخ عبدالله بدوي فهيم زعيمًا إسلاميًا ووطنيًا مرموقًا، وأحد الأعضاء المؤسسين لحزب المسلمين (حاليًا الحزب الإسلامي الماليزي)، كما كان أبوه من الشخصيات الإسلامية المحترمة ومن أعضاء المنظمة القومية الماليزية المتحدة؛ وهي أكبر حزب في ماليزيا. تَلقَّى عبدالله بدوي علومه الأساسية حتى المرحلة الثانوية العليا في مدارس بنانج، قبل التحاقه بجامعة ماليزيا التي حصل منها على بكالوريوس الآداب في الدراسات الإسلامية بمرتبة الشرف.
بعد تخرج الرئيس عبدالله بدوي من الجامعة، انضم إلى سلك الخدمة المدنية وتَولَّى عددًا من المناصب المهمة، فكان مديرًا لوحدة الشباب، فنائبًا للأمين العام لوزارة الثقافة والشباب والرياضة، وسكرتيرًا للمجلس القومي للطوارئ. وفي عام 1978، استقال من وظيفته الحكومية للانخراط في العمل السياسي، وانتخب عضوًا في البرلمان في العام نفسه. تَولَّى عددًا من المناصب الوزارية، فأصبح وزيرًا للتعليم، فوزيرًا للدفاع؛ فوزيرًا للشؤون الخارجية؛ ونائباَ لرئيس الوزراء، ورئيسًا للشؤون الداخلية. وفي عام 2003، أصبح رئيسًا لحزب المنظمة القومية الماليزية المتحدة، الحاكم والرئيس الخامس لوزراء ماليزيا خلفًا للرئيس محاضير محمد. وأثناء رئاسته لمجلس الوزراء في ماليزيا، التي امتدت لستة أعوام، تَولَّى رئاسة منظمة المؤتمر الإسلامي، والأمانة العامة لحركة عدم الانحياز، كما أصبح عضوًا في مجلس حكام بنك التنمية الآسيوي؛ ممثلًا لبلاده. وعقب انتهاء رئاسته لمجلس الوزراء الماليزي عام 2009، منحه ملك ماليزيا لقب “تون TUN” وهو أعلى تكريم مدني في بلاده تلك البلاد تقديرًا لخدماته الوطنية؛ بفضل ما عرف عنه من بر واستقامة أخلاقية لُقب بـ “السيد النظيف”.
قدّم دولة الرئيس عبدالله بدوي خدمات جليلة للإسلام والمسلمين في ماليزيا والعالم الإسلامي، وكان من أبرز إنجازاته تعزيز التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف بين بلاده والبلدان الأخرى وذلك من خلال قيادته النشيطة لرابطة دول جنوب شرق آسيا وحركة عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الإسلامي أثناء رئاسته لتلك المنظمات، كما قام بدور بارز في تعزيز قدرة الاقتصاد الماليزي التنافسية ومتانته من خلال توسيع نطاق الزراعة الحديثة والصناعات عالية الدقة. وعمل على تطوير رأس المال البشري باعتباره دعامة أساسية لإدارته وعلى تعزيز التعليم العام والعالي في ماليزيا. وقد أولى اهتمامًا خاصًا بتشجيع الدراسات الدينية الإسلامية، وقام بتأسيس المدارس الدينية الخاصة لكي تصبح جزءً من النظام التعليمي الأساس، كما اهتم بتطوير الإدارة القانونية الإسلامية وتعزيز مؤسسات الزكاة والأوقاف والحج، وأنشأ مؤسسة (المعهد الدولي للدراسات الإسلامية العليا) عام 2008 لتوسيع مجال الخطاب الفكري الإسلامي ليتجاوز الأحزاب السياسية.
كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة