تلقَّى تعليمه الإبتدائي بدار الأيتام في مكة عام 1950، ثم التحق بالمعهد العلمي السعودي وتخرَّج فيه عام 1953. بعد ذلك واصل تعليمه بكلية الشريعة في مكة المكرّمة وتخرَّج فيها عام 1958. كما تتلمذ على أيدي علماء الحرم المكي الشريف، ولازم فضيلة الشيخ العلاّمة حسن محمد المشّاط سبعة أعوام، فدرس عليه الفقه المالكي وأصوله، والحديث وعلومه، وعلوم اللغة العربية من نحو وبلاغة ومنطق. وحصل عام 1962 على دبلوم التربية للمعلمين من الجامعة الأمريكية في بيروت، ثم ابتُعث إلى جامعة لندن فحصل منها على درجة الدكتوراة عام 1970. وفي تلك الأثناء، حصل أيضًا على دبلوم القانون الإنجليزي والدراسات الحقوقية من كلية مدينة لندن.
عمل البروفيسور أبو سليمان بالتدريس منذ عدّة عقود؛ فبدأ حياته العملية عام 1958 مدرسًا لمادتي الفقه والتفسير في مدرسة الزاهر المتوسطة، ثم انتقل عام 1962 لتدريس العلوم الدينية والفقه في المدرسة العزيزية الثانوية في مكَّة المُكرَّمة. وفي عام 1964، عُيِّن معيدًا لمادتي أصول الفقه والفقه المُقارن في كلية الشريعة بجامعة الملك عبدالعزيز (فرع مكَّة المكرَّمة). بعد حصوله على الدكتوراة، عُيِّن أستاذًا مُساعدًا في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية عام 1970، ثم رُقي إلى رتبة أستاذ مُشارك في قسم الدراسات العليا الشرعية عام 1978، وتَولَّى عمادة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بين عامي 1971–1973. وتقديرًا لأعماله خلال فترة عمادته، منحته الجامعة ميداليتها التقديرية من الدرجة الأولى عام 1973. وفي عام 1982، رُقي إلى رتبة أستاذ في الفقه والأصول في كلية الشريعة في جامعة أم القرى في مكة المكرمة، وظلَّ يعمل بها حتى تقاعده عام 1991. وفي العام التالي، عُيِّن عضوًا في هيئة كبار العلماء.
للبروفيسور أبو سليمان نتاج علمي وفكري غزير تمثَّل في عشرات الكتب (تأليفًا وتحقيقًا) والبحوث والدراسات، ومنها: “الدراسات الأصولية والفقهية”، “دراسات الفرق المعاصرة”، “مناهج البحث العلمي”، و”التاريخ العلمي لمكة المكرمة”، إضافة إلى كثير من المقالات والبحوث المتنوعة.
علاوة على جهوده في التأليف والبحث العلمي، أسهم البروفيسور أبو سليمان في تطوير مناهج الدراسات الشرعية بالجامعات السعودية، ورأس جملة من اللجان العلمية والاستشارية على المستويين الأكاديمي والوطني، أو شارك فيها. كما دُعي أستاذًا زائرًا ومحاضرًا في عدة جامعات، بينها: جامعتي هارفارد وديوك بالولايات المتحدة الأمريكية، والجامعة العالمية الإسلامية في ماليزيا، وجامعة الشيخ زايد، وجامعة العين، وكلية الدراسات العربية والإسلامية، ومركز جمعة الماجد للثقافة والتراث في دولة الإمارات العربية المتحدة، وجامعة مفيد في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ودار الإفتاء في سلطنة عُمان؛ كما شارك في عدد من المؤتمرات والندوات والحلقات الدراسية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.