سافر إلى كوازولو (ناتال) في جنوب أفريقيا عام 1927 ليلحق بوالده الذي هاجر إلى هناك طلبًا للرزق. وتمكن الشيخ أحمد من تعلُّم اللغة بسرعة وكان تلميذًا نابغًا، ولكنه لم يتمكَّن من مواصلة دراسته بسبب الفقر، فانصرف إلى تجارة المفرَّق وهو دون السادسة عشرة من عمره. وسرعان ما لمس مدى سوء الفهم للإسلام في أوساط غير المسلمين، فعزم على مقارعة الحجة بالحجة، فانكبّ على تثقيف نفسه وعلى القيام بالدعوة وحلقات النقاش ليبيِّن لهم حقيقة الإسلام حتى أصبح من أشهر الدعاة إلى هذا الدين. وكان من أهم مميزاته إتقانه التام للغة الإنجليزية، وقدرته على الاستدلال، ليس فقط بالقرآن الكريم والأحاديث الشريفة، وإنما أيضًا بالإنجيل والكتب السماوية الأخرى، التي كان يعرفها عن ظهر قلب.
بدأ الشيخ ديدات نشاطه في مجال الدعوة قبل أكثر من ستين عامًا، وألقى أولى محاضراته، وكانت بعنوان “محمّد رسول السلام” في قاعة السينما بمدينة ديربان وفي حضور خمسة عشر شخصًا فقط، وخلال فترة وجيزة، بدأ الناس يتسارعون بأعداد كبيرة لسماع محاضراته وطرح الأسئلة عليه، متخطين حواجز الفصل العنصري التي كانت سائدة في جنوب أفريقيا في ذلك الوقت. ومع زيادة الإقبال على محاضراته ازداد نشاطه الدعوي، واشترك في كثير من المؤتمرات الإسلامية الإقليمية والدولية، وألقى محاضرات عدة عن طريق التلفاز وغيره في أقطار مختلفة حول العالم، وعقد مناظرات شهيرة مع خصوم الإسلام ومناوئيه، وسُجل عدد كبير من مناظراته، وتم توزيع نسخ منها على الناس. كما أنشأ المركز الدولي لنشر الإسلام لتدريب الطلاب على القيام بالدعوة، وتولى رئاسته.
ألَّف، وأصدر، عددًا من الكتيبات والمطبوعات التي ترد على خصوم الإسلام وتدحض مزاعمهم الباطلة، ومنها: “ماذا يقول الإنجيل عن محمد؟” “ما اسمه”، “ما هو دليل سفر يونان (عن التوراة)؟”، “هل الإنجيل كلمة الله؟”، “من أزاح الحجر؟”، “البعث أو الإنعاش؟”، “الصلب أو خرافة الصلب؟”، “المسيح في الإسلام”، و”صلاة المسلم”. وأسلم على يديه عدد غفير من الناس.
كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.