أُنشئت الجمعية الشرعية الرئيسية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية في مصر على يد فضيلة الشيخ محمود محمد خطاب السبكي، وظلَّت – على مدى قرن من الزمان – تعمل على ترسيخ مفهوم الدعوة الخالصة إلى الله تعالى، بعيدًا عن أيِّ مطامع سياسية.
سارت هذه الجمعية الرائدة نحو أهدافها بخطى ثابتة، وانتقلت من نجاح إلى آخر، حتى أصبح لها حاليًا 5000 فرع في أرجاء جمهورية مصر العربية، وأكثر من 50 معهدًا لإعداد الدعاة والقرَّاء، يدرس فيها حوالي 20 ألف طالب وطالبة. كما أنشأت أكثر من خمسة آلاف مسجد، وأكثر من 1150 مكتبًا لتحفيظ القرآن الكريم، ينخرط فيها حوالي 70 ألف فتى وفتاة، وإدارة خاصة لرعاية الطلاب الوافدين من الدول الإسلامية للدراسة في الأزهر (عددهم 7000 طالب من 68 دولة).
تضم الجمعية الشرعية في عضويتها حاليًا نحو 400 أستاذ بجامعة الأزهر، وحوالي 2000 واعظ و200 واعظة، يتولَون العمل الدعوي من خلال الخطب الدينية والدروس والندوات الأسبوعية والشهرية والقوافل الدعوية في مدن مصر وقراها ونجوعها. وتعتمد الجمعية في جميع أنشطتها الدعوية ومساجدها ومعاهدها على إحياء السنة وإماتة البدع والخرافات.
إلى جانب ذلك، تقوم الجمعية الشرعية بنشاطات اجتماعية وإنسانية عديدة داخل مصر وخارجها؛ ومن أبرز أعمالها، مشروع كفالة اليتيم حيث تكفل الجمعية حوالي 560 ألف طفل يتيم، وترعاهم ماديًا ومعنويًا، وتتولَّى تعليمهم ومتابعتهم. ومن إنجازاتها أيضًا، تيسـير متطلبات الزواج لأكثر من 40 ألف فتاة يتيمة والمساهمة في توفير فرص العمل لأمهات الأيتام وعددهن في المشروع أكثر من 250 ألف أرملة. كما تقوم الجمعية برعاية حوالي 32 ألف من طلاب العلم من خلال 850 فرعًا ومكتبًا موزّعة في أنحاء مصر،
بالإضافة إلى 1686 فصلًا لمحو الأمية، تخرَّج منها حتى الآن أكثر من 12 ألف خريج. أنشأت الجمعية أيضًا عددًا من المخابز تقوم بتوزيع الخبز مجانًا على 1200 أسرة فقيرة وعددًا من مشاريع الإنتاج الحيواني التي تم تمليكها لبعض الأسر الفقيرة في الأرياف.
كما قامت الجمعية بإنشاء 700 حضّانة لعلاج الأطفال المبتسرين، ومستشفيان كبيران لعلاج الأورام والحروق بأحدث الطرق، وأربعين وحدة لغسيل الكلى، ومركزًا تخصُّصيًا للأشعة التشخيصية، وآخر لتشخيص أمراض العيون وعلاجها بالليزر، وثلاثة مراكز للمناظير وحقن دوالي المريء، وعدّة مراكز لرعاية المعاقين، إضافة إلى تسيير قافلتين طبيتين أسبوعيًا يشارك فيهما كبار الأطباء والاستشاريين في مختلف التخصُّصات. وتقوم الجمعية من خلال خدماتها الطبيّة بتوفير العلاج مجانًا أو بأسعار رمزية للمحتاجين من المسلمين أو غيرهم على السواء.
من منطلق عضويتها في المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، تساهم الجمعية في أعمال الإغاثة العالمية خصوصًا بالنسبة للفلسطينيين، حيث قامت أثناء العدوان الأخير على غزة بإرسال أدوية وأجهزة طبية ومستشفيات ميدانية وحوالي 1700 طن من الأغذية والأغطية والملابس بلغت قيمتها الإجمالية نحو 200 مليون دولار. وللجمعية مساهمات إنسانية أخرى عديدة تمثَّلت في تسيير القوافل الطبية ومواد الإغاثة لكل من السودان والنيجر وجزر القمر وموريتانيا والصومال وأثيوبيا. وكان لها أيضًا نشاط مماثل أثناء كارثة تسونامي في إندونيسيا، وفي كشمير، وبنغلاديش ولبنان أيام الحرب. تصدر الجمعية شهريًا مجلة إسلامية وثقافية هي مجلة “التبيان” التي يتوقع أن تصبح مجلة أسبوعية عمّا قريب. كما أقامت موقعًا على الشبكة البينية (الإنترنت) للتعريف بالإسلام وإبراز محاسنه ونشر أحكامه وفكره القويم.
كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامها للجائزة.