درس عبد الفتاح كيليطو بجامعة محمد الخامس، الرباط، بكلية الآداب، وتخصص في الأدب الفرنسي وتابع دراسته إلى أن نال دبلوم الدراسات العليا سنة 1971 في موضوع عن الروائي فرنسوا مُورْياك. كان قد بدأ التدريس بكلية الأدب منذ سنة 1968 واستمر يُدرِّس بها النظريات الأدبية الحديثة إلى أن تقاعد سنة 2010.
وبجانب اهتمامه بالأدب الفرنسي لم ينقطع تواصله بالأدب العربي، وفي سنة 1967 وبمناسبة تحضير شهادة في الأدب المقارن اكتشف الأدب العربي القديم ودرس عن كثب مؤلفات النقاد على الخصوص، ومن بينهم ابن قتيبة، وقدامة بن جعفر، والآمدي، والقاضي الجرجاني، وعبد القاهر الجرجاني. وفي نهاية الستينيات ظهرت موجة التحليل البنيوي للسرد فاهتم بها واطلع على كتابات رولان بارت، وجيرار جونيت، وتسفيتان تودوروف، وألجيرداس غريماس، فقرر حينئذ أن يخصص شهادة الدكتوراه للسرد العربي القديم، فسجل بجامعة السوربون الجديدة موضوعا عن المقامات، مركزا على علاقة السرد بالأنساق الثقافية.
نُشرت الأطروحة سنة 1983 وكان لها صدى طيب في أوساط المستعربين الفر نسيين، حيث أقبل بعضهم على ترجمة النصوص التي قام بدراستها، ومن بينها مقامات الهمذاني، والحريري، و”حكاية أبي القاسم” للمطهر الأزْدي، و”دعوة الأطباء” لابن بُطلان.
وفي تلك الأثناء تقوى الاهتمام ب “ألف ليلة وليلة”، فأعيدت ترجمة هذا الكتاب إلى الفرنسية ونشرت محاولات تحليلية له، لاسيما ما أنجزه أندري ميكيل، وجمال الدين بنشيخ، وكلود برِيمُون. في هذا الجو ألف عبد الفتاح كيليطو “العين والإبرة، دراسة في ألف ليلة وليلة” (1992).
واهتم أيضا بتصورات المؤرخين والإخباريين العرب للغة الأصلية والقصيدة الأولى، فألف في هذا الموضوع “لسان آدم” (1995)، إضافة إلى دراسات أخري في السير القديمة وفي أدب المناقب.
وفيما يتعلق بمقاربته لهذه النصوص حرص على تعميق معرفته بمختلف النظريات الحديثة، مع الحذر الشديد من الانبهار بها، ولا يتأتى ذلك في نظره إلا بالاستيعاب الشامل للنظريات القديمة، وأيضا بالإلمام بجوانب من الأدب العالمي الحديث، تجنبا للتخصص الضيق. عمل أستاذًا زائرًا ومحاضرًا بجامعة السوربون الجديدة، وجامعة هارفارد، وجامعة برينستون، وجامعة شيكاغو، وجامعة أوكسفورد، ومعاهد كالكوليج دو فرانس.
وبموازاة ذلك ترجمت كتاباته إلى ما يقرب من عشر لغات، كما نال عددًا من الجوائز عن إنتاجه الأدبي والنقدي.
كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.