حصل على إجازة اللغة العربية وآدابها من كلية الآداب والعلوم الإنسانية في فاس عام 1968، ثم واصل دراسته في فرنسا حتى حصل على دكتوراة في السلك الثالث في اللسانيات من جامعة باريس، ودكتوراة الدولة في اللسانيات من جامعة السوربون قبل حوالي ثلاثين عامًا. وهو حالياً أستاذ الدراسات العليا للسانيات العربية والمقارنة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية ومدير معهد الدراسات والأبحاث للتعريب في جامعة محمد الخامس بالمغرب، والرئيس المؤسس لجمعية اللسانيات في المغرب، ومدير مجلة أبحاث لسانية ومؤسسها.
تميَّز البروفيسور الفهري بإنتاجه العلمي الغزير، بحثاً وتأليفاً وإشرافاً ومشاركة في المؤتمرات، حيث نُشر له عدد كبير من البحوث والأوراق العلمية المتعمقة، إضافة إلى تسعة كتب باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية؛ كما قام بتحرير حوالي 20 من الكتب الأخرى والمدوّنات الصادرة عن المؤتمرات. اتَّسمت دراساته بالفهم العميق للنظريات اللغوية المعاصرة والإحاطة بأصولها، وبخاصة نظرية النحو التحويلي التوليدي التي حاول في دأب ووعي أن يطبّقها على اللغة العربية. وفي سبيل ذلك استمر يسعى إلى إعادة بناء النظرية النحوية العربية القديمة بأدواتها ومصطلحاتها ومفاهيمها في ضوء معطيات علمية حديثة، وشارك في رئاسة أو عضوية لجان وبرامج أكاديمية واستشارية عديدة داخل بلاده وخارجها.
لقيت انجازاته الرائدة في الدراسات اللسانية العربية والمقارنة تقدير عدد من الجهات، فنال وسام العرش المغربي من درجة فارس عام 1996، وجائزة الاستحقاق الكبرى في الثقافة والعلوم عام 1992. كما دعته جامعات عدة في الولايات المتحدة وأوروبا وكندا والعالمين العربي والإسلامي أستاذاً زائراً أو محاضراً فيها، واختير عضواً في مشاريع علمية وجمعيات وهيئات دولية في مجال تخصصه؛ وباحثاً زائراً ومحاضراً في معهد ماساشوستس في الولايات المتحدة. وصفه عالما اللغويات الشهيران في ذلك المعهد أليك مارانتز ونعوم تشومسكي بأنه: “عبقري… وباحث فريد في تميُّزه”. كما قال عنه أستاذ اللغويات في جامعة تريستا في إيطاليا البروفيسور جوسيب لنجوباردي: “لم يقم أحد في التاريخ الحديث بنشر المعرفة بالنظرية اللغوية العربية وجلب الاحترام لها بمثل ما قام به هذا الزميل المتميِّز عبدالقادر فهري.”
ما زال البروفيسور الفهري يواصل جهوده في الارتقاء بعلم اللغويات العربية الحديثة من خلال الإشراف على العديد من الطلاب والباحثين والمشاركة في تنظيم المؤتمرات والمنتديات العلمية. وهو رئيس تحرير سلسلة المعرفة اللسانية في الدار البيضاء، وعضو في هيئة تحرير حولية الآداب والعلوم الاجتماعية بالكويت وحولية بحوث اللغويات الصادرة عن جامعة باريس وعضو الهيئة العلمية الاستشارية لسلسلة Linguistic Variation Yearbook الصادرة في أمستردام.
كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.