حصل على دكتوراة الدولة في الآداب والعلوم الإنسانية من جامعة باريس. وتدرَّج في المناصب الأكاديمية حتى أصبح أستاذًا في قسم التاريخ بكلية التربية في جامعة محمد الخامس، ثم أستاذًا في المعهد الجامعي للبحث العلمي بقسم التاريخ في تلك الجامعة منذ عام 1998. كما عمل مشرفًا مشاركًا في كلية الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية بباريس، فأستاذًا مشاركًا في معهد الفلسفة بنفس المدينة، وأستاذًا زائرًا في جامعتي برنستون وهارفارد، وزميلًا لمؤسسة فلبرايت في جامعة ييل. وهو رئيس المؤسسة المغربية للثقافة، ورئيس المركز المغاربي للبحوث والترجمة، وعضو الجمعية المغربية للبحث التاريخي، والجمعية العالمية للتاريخ والعلوم والفلسفة، وفريق البحث عن العالم العربي في كلية الدراسات العليا والفلسفة العربية والإسلامية، وعضو مشارك في المركز القومي للأبحاث العلمية وكرسي حقوق الإنسان في جامعة محمد الخامس في الرباط، وعضو في اللجنة الدائمة للبرامج في وزارة التربية المغربية.
البروفيسور الشدَّادي من الباحثين العرب المرموقين في التاريخ الإسلامي والترجمة والتحقيق، وهو متخصص في فكر ابن خلدون وأعماله وسيرته وله العديد من الكتب والبحوث والترجمات في هذا المجال. فمن أعمال ابن خلدون التي ترجمها من العربية إلى الفرنسية: “ابن خلدون ورحلته غربًا وشرقًا”، و”شعوب وأمم العالم”، مقتطفات من كتاب “العبر”، وكتاب “العبر، الجزء الأول: السيرة الذاتية”، وهو يعكف حاليًا على نشر ترجمة الجزء الثاني من كتاب “العبر” تاريخ المغرب ونصوص أخرى. حقَّق البروفيسور الشدَّادي أعمال ابن خلدون وبخاصة المقدّمة معتمدًا في ذلك على جميع المخطوطات والمصادر المعروفة عبر العالم، كما أعاد نشر سيرة ابن خلدون الذاتية باللغتين العربية والفرنسية.
من الكتب التي ألَّفها البروفيسور الشدَّادي عن ابن خلدون، والتي ألقى فيها الضوء على مرتكزات الفكر الخلدوني ومضامينه: “ابن خلدون من منظور جديد”، “ابن خلدون؛ حياته ونظريته للحضارة”، و”حداثة ابن خلدون: محاضرات وحوارات”. أما بحوثه وحواراته وترجماته فتناولت جوانب أخرى عديدة عن عالم ابن خلدون وفكره ونظرياته وفلسفته. وإلى جانب دراساته العميقة الممتدة لأكثر من ثلاثين عامًا عن ذلك المفكر الإسلامي الكبير، ألّف البروفيسور الشدَّادى كتبًا وبحوث عديدة ومتنوّعة أخرى تناول فيها نشأة التاريخ عند المسلمين، والثقافة الإسلامية، والتاريخ السياسي والثقافي للمغرب العربي، كما ترجم عددًا من الكتب الخاصة بالإسلام من الإنجليزية إلى الفرنسية.
تمكّن البروفيسور الشدَّادي – من خلال نشر أعماله باللغات العربية والفرنسية والانجليزية – من مخاطبة قطاع عريض من المتخصصين عبر العالم، وأثرى المعرفة من خلال تحقيقه وترجمته ونشره لتراث ابن خلدون. وتميَّزت أعماله بالدقة وعمق المعرفة وتنوّعها وثرائها وأصبحت مراجع لا غنى عنها – عربيًا وعالميًا – للباحثين والمهتمّين بالفكر العمراني عند علماء المسلمين.
كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.