ختم القرآن الكريم وهو دون العاشرة، وظهرت آثار نبوغه منذ صغره فألحقه والده بمعهد الزقازيق الثانوي الأزهري فتخرج فيه بتفوُّق، ثم التحق بقسم اللغة العربية في كلية الآداب في جامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليًا) فكان الأول بين خريجيها، وواصل دراساته العليا فيها حتى نال درجة الدكتوراة تحت إشراف الدكتور طه حسين. وظلَّ في جامعة القاهرة عدة عقود محاضرًا، ومشرفًا على طلاب الدراسات العليا من مصر وخارجها، وتخرج على يديه مئات المثقفين في الوطن العربي. كما اختارته جامعات عربية وإسلامية وعالمية في لجانها العلمية. وكان دائم الحضور في المنتديات الأدبية والثقافية داخل مصر وخارجها.
ألَّف البروفيسور شوقي ضيف أكثر من خمسين كتابًا في الأدب العربي وما يتصل به من نحو وبلاغة وتفسير، وحقَّق العديد من المخطوطات المهمَّة. وتشهد له مؤلفاته وتحقيقاته بالدأب والأمانة العلمية وصدق الروح الإسلامية. ويُمثل كتابه: “الفن ومذاهبه في الشعر العربي” بداية اهتمام علمي جاد للتعرُّف على المذاهب الفنية في تاريخ الشعر العربي في عصوره المختلفة. أما كتابه: “التطور والتجديد في الشعر
الأموي” فهو – بإجماع الدارسين – أهم كتاب صدر في هذا الموضوع. وهو ثمرة دراسة جادة واعية. وأثار الاهتمام وقت صدوره، وظلّ مؤثرًا في فكر الباحثين وموجهًا للدارسين في هذا المجال.
للبورفيسور شوقي ضيف دراسات أخرى كثيرة ومتنوعة، وأشهر أعماله هي سلسلة “تاريخ الأدب العربي” بأجزائها العديدة المتوالية: “العصر الجاهلي”، “العصر الإسلامي”، “العصر العباسي الأول”، “العصر العباسي الثاني”، و”عصر الدول والإمارات” وغيرها. عكف البروفيسور ضيف على إعداد هذه السلسلة أكثر من ثلاثين عامًا، وتناول فيها مراحل الأدب العربي على مرّ العصور من شعر ونثر وأدب ونقد وبلاغة. وأصبحت هذه السلسلة منذ صدورها عمدة الدارسين والباحثين، لما توافر لها من مقومات النجاح، من خبرة، ورؤية شاملة وواضحة، ومنهج متوازن فيه عمق وهدوء وسلاسة وبُعد عن الاندفاع. ووصل بأجزائها إلى أكثر من مئة جزء، وقد أُعيد طبع بعض أجزاءها عشرين مرّة.
حصل البروفيسور شوقي ضيف على العديد من الجوائز، ومن أبرزها جائزة مجمع اللغة العربية عام 1947، وجائزة الدولة التشجيعية في الآداب عام 1955، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1979. كما رشحته مؤلفاته وانجازاته الأدبية الرفيعة لعضوية هيئات علمية كثيرة داخل مصر وخارجها، ومن أهمها رئاسته لمجمع اللغة العربية بالقاهرة، وعضويته في المجالس القومية المتخصصة والمجمع العلمي المصري.
كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.