حصل على الدكتوراة في الطب عام 1958. وعمل في كلية الطب بجامعة ليل منذ ذلك الوقت حتى أصبح أستاذ المناعة وبيولوجية الطفيليات في عام 1970، ومديرًا لمركز بحوث مناعة الطفيليات في معهد باستير في ليل. وكان رئيس اللجنة العلمية للمعهد الوطني للأبحاث العلمية، بالإضافة إلى كونه عضواً في مجموعة الخبراء الاستشارية العلمية التابعة لمنظمة الصحة العالمية ولجنتها الاستشارية العلمية والتقنية.
يعتبر البروفيسور كابرون مؤسس علم “مناعة الطفيليات”، وفي طليعة العلماء في هذا المجال. وقد بدأ بحوثه منذ عدّة عقود، مستخدماً طرقاً جديدة – في ذلك الوقت – للتحليل الكيميائي المناعي وفصل مُركبات المناعة بالترحيل الكهربائي، وتَمكَّن – لأول مرة – من وصف تركيب مستضدّات ديدان البلهارسيا والطفيليات الأخرى، واكتشف وجود مستضدّات مشتركة مع العائل لدى هذه الطفيليات، ممّا يحميها من التدمير بواسطة جهاز مناعة العائل. ومن هنا نشأت نظرية “التنكّر” (Antigenic Mimicry) التي تبنّاها كل من كابرون وداميان لتفسير عدم تمكُّن الجسم البشري من القضاء على هذه الطفيليات باعتبارها أجساماً ذاتية. وتواصلت بحوث البروفيسور كابرون حول المناعة ضد مرض البلهارسيا لأكثر من 30 عامًا، وأسهمت إسهاماً كبيراً في إثراء المعرفة بالمناعة في هذا المرض. وقد مكَّنته دراساته المتعمّقة من التعرُّف بدقَّة على النظم المناعية في مرض البلهارسيا، والعوامل المؤثرة في نشوء المناعة وتنشيطها وكبحها. ثم قام – مستخدماً تقانات حيوية متطورة مثل تهجين الخلايا والهندسة الوراثية – بعزل عدة مُستضدّات نوعية نقيّة من طفيليات البلهارسيا، واستخدمها بنجاح في تحصين حيوانات التجارب، مجدداً بذلك الأمل في أن يصبح التحصين (اللقاح) وسيلة فعّالة للوقاية من هذا المرض الخطير الذي فشلت الدول، والمنظمات الدولية الصحيّة، في السيطرة عليه بالطرق التقليدية.
نشر البروفيسور كابرون مئات البحوث، وتَولَّى مسؤوليات أكاديمية وعلمية شتى على المستويين الأوروبي والعالمي، كما رأس العديد من الجمعيات العلمية العالمية، وشارك في تحرير عدد من المجلات الطبية، ودُعي أستاذاً زائراً في كبرى الجامعات، واستشارياً لدى المنظمات الدولية. وحصل على العديد من الجوائز والأوسمة تقديراً لجهوده العلمية المتصلة، منها ميدالية بيرنارد نوشت عام 1987. انتخب زميلاً في الأكاديمية الفرنسية للعلوم، وزميلاً فخرياً في مدرسة لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة، وعضواً مناظراً في الأكاديمية الملكية الطبية لبلجيكا.
كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.