درست الفرنسية والألمانية واللاتينية واللغات الرومانسية القديمة في جامعة كيمبردج عام 1966. وبدأ اهتمامها بالدراسات الإسلامية ودراسات الشرق الأوسط بعد زيارات قامت بها إلى فلسطين وإيران، فتعلمت العربية والفارسية، وحصلت على الماجستير في الدراسات العربية والتركية من جامعة أوكسفورد عام 1972، والدكتوراة في التاريخ الإسلامي في القرون الوسطى من جامعة إدنبرة عام 1979. وظلَّت تعمل لأكثر من 25 عامًا في قسم الدراسات الإسلامية ودراسات الشرق الأوسط في تلك الجامعة، وتدرَّجت في المناصب الأكاديمية حتى نالت الأستاذية. وحصل قسمها أثناء رئاستها له على أعلى تقدير في البحث العلمي بين كافة الأقسام المماثلة في الجامعات البريطانية. وهي مستشارة للتحرير في مطابع جامعة إدنبرة، ومشرفة على تحرير أنجح سلسلة نشرتها الجامعة في الدراسات الإسلامية، وعضو في هيئات تحرير عدد من المجلات الأكاديمية في الدراسات الإسلامية والشرق الأوسطية، ومنها مجلة الدراسات القرآنية، والمجلة البريطانية لدراسات الشرق الأوسط، ومجلة المساق.
ساهمت البروفيسورة هيلينبراند بنشاط كبير في تدريس التاريخ والفكر الإسلامي والأدب العربي والفارسي القديم؛ إضافة إلى تاريخ الحروب الصليبية وأعمال المفكر الإسلامي الكبير أبي حامد الغزالي. كما أشرفت على أكثر من أربعين طالب دراسات عليا معظمهم من العالم العربي، وبذلت جهوداً عظيمة في دعم الدراسات الإسلامية ودراسات الشرق الأوسط في الجامعات البريطانية. وحصلت على التقدير العلمي داخل المملكة المتحدة وخارجها، فنالت زمالة الجمعية الملكية في إدنبرة، والجمعية الملكية للتاريخ، وعضوية الاتحاد الأوروبي لبحوث الدراسات الإسلامية والعربية، ونائبة لرئيس الجمعية البريطانية لدراسات الشرق الأوسط. كما دُعيت أستاذة زائرة وباحثة في العديد من الجامعات العربية والأوروبية والأمريكية. وشاركت في برامج تلفزيونية وإذاعية عدة حول تاريخ الإسلام والحروب الصليبية.
نُشر للبروفيسورة هيلينبراند – بمفردها – ثلاثة كتب، فضلاً عن ترجمة كتاب الطبري في التاريخ الأموي وشرحه. وحرَّرت كتابين آخرين وفصولاً في عدّة كتب ونشرت أكثر من ستين بحثاً في التاريخ الإسلامي عموماً وتاريخ تركيا وإيران خصوصاً. تناولت معظم بحوثها الموضوعات من زوايا عدَّة تشمل السيرة والشعر والفكر الإسلامي والنقوش، ولذا اتسمت أعمالها بالموضوعية والدقة، على أن كتابها القيِّم “الحروب الصليبية: رؤى إسلامية” (The Crusades: Islamic Perspectives) يمثل ذروة إبداعها العلمي – أصالة وعمقاً – فهو أول كتاب لباحث أوروبي يتناول تاريخ الحروب الصليبية من وجهة نظر المسلمين، ويعتمد في مادته على مئات المراجع والمخطوطات العربية والفارسية، ما كان له أثر بالغ في تصويب فهم الغربيين لتاريخ الحروب الصليبية. أما كتاباها الآخران فقد تناولت في أحدهما انحسار الخلافة الأموية، وفي الثاني قيام دولة الأرتكيين في شرق الأناضول.
امتدت اهتمامات البروفيسورة هيلينبراند مؤخراً لتشمل الفكر السياسي الإسلامي، ومفهوم الجهاد قديماً وحديثاً، وأدب الرحلات عند العرب والفرس. كما تعمل على إصدار كتاب جديد عن الحروب الصليبية تتناول فيه سير قادة من المسلمين الذين لم يعرفهم التاريخ كثيراً.
كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامها للجائزة.