وُلِد البروفيسور هنريتش روهرر في سانت جالٍن بسويسرا في سنة 1352هـ/1933م، وكان ميالاً لدراسة علم اللسانيّات والعلوم الطبيعية. ثم قرَّر فجأة الالتحاق بالمعهد الفيدرالي السويسري للتقنية في زيورخ الذي حصل منه على دبلوم الفيزياء سنة 1374هـ/1955م، ثم على الدكتوراه في الفيزياء سنة 1379هـ/1960م. وبعد ذلك أمضى سنتي زمالة لما فوق الدكتوراه في جامعة روتجر في نيوجيرسي بالولايات المتحدة، وانضم بعد ذلك إلى مختبرات آي بي إم في زيورخ، باحثاً ثم زميلاً، وظلَّ بها حتى تقاعده سنة 1418هـ/1997م. ونظراً لحساسية تجاربه للضوضاء، كان يقوم بمعظم بحوثه بعد منتصف الليل، حينما تنام مدينة زيوريخ. وقد مُنِح – أثناء عمله في مختبرات أي بي أم – إجازة سبتية لمدّة سنة في جامعة كاليفورنيا في سانتا بربارا. وهو يقوم – منذ تقاعده – بمهام بحثية في مؤسسة البحوث العالية في مدريد بأسبانيا، وفي معهد ريكن وجامعة توكوهو في اليابان.
وقد أسهمت البحوث الرائدة التي أجراها روهرر وزميله بينج وفريقهما العلمي إسهاماً كبيراً في تقدُّم علم الفيزياء، خصوصاً فيما يتعلق بأشباه الموصلات وبعض جوانب الفيزياء الرياضية والميكانيكا. وتمثَّلت ذروة إنجازاته في قيامه – بالاشتراك مع البروفيسور جيرد بينج – بتطوير المجهر الماسح النفقي، وهو جهاز بارع التصميم، وله تطبيقات مهمّة جداً في التعرُّف على أبعاد الجزيئات متناهية الدقة، مثل الذرات، ودراسة سطوحها على مستوى النانو. وقد أكسبهما ذلك الكشف شهرة علمية وعالمية واسعة خصوصاً بعد أن اتضحت تطبيقاته العديدة في الصناعة والتعدين وعلوم الأرض والبحث العلمي، كما أكسبهما اختراع ذلك المجهر جائزة الملك فيصل العالمية سنة 1404هـ/1984م، وبعدها بسنتين جائزة نوبل للفيزياء.
مُنِح البروفيسور هنريتش روهرر الجائزة (بالاشتراك)؛ وذلك تقديراً لأعماله المميزة في حقل الفيزياء، فقد أسهم، من خلال بحوثه في علم المجهر الماسح النفقي، في التوصل إلى بناء جهاز بارع يفيد في دراسة سطوح المواد، مشاركاً في استخدام طريقة مبتكرة عمادها قيام نفق عبر الفراغ بين رأس مدبّب حاد وذرَّة قد امتصها سطح بلورة، ممَّا مكَّن من التعرُّف على مجالات أبعادها أبعاد الذرّة.
تُوفِّي البروفيسور روهرر سنة 1434هـ/2013م.