تفوقت في دراستها منذ صغرها، فقبلتها جامعة شيكاغو للدراسة المجانية في برنامج خاص بالمتفوقين، قبل أن تُكمل دراستها الثانوية، وكان عمرها وقتئذ 15 عامًا. وبعد قضاء عامين في جامعة شيكاغو، أكملت دراستها في نفس الجامعة، حيث حصلت على بكالوريوس في الفلسفة، وكان عمرها آنذاك 19 عامًا، ثم حصلت – خلال عامين – على درجة بكالوريوس أخرى في العلوم، وبعد ذلك بعامين، حصلت على درجة الدكتوراة في الطب من جامعة شيكاغو. ثم أمضت فترة زمالة في جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة، وسرعان ما تقلَّدت مناصب علمية مهمّة في عدة مستشفيات ومراكز بحوث، وأصبحت منذ عام 1984 أستاذة كرسي بلوم – رايز المتميِّزة بقسم الطب وقسم الوراثة الجزيئية وبيولوجيا الخلية في جامعة شيكاغو. تَمكَّنت البروفيسورة راولي أن توفق ببراعة بين عملها كطبيبة وباحثة وأستاذة جامعية وأم لأربعة أطفال، وحقَّقت أعظم اكتشاف طبي لها وهي تعمل من منزلها. ولم تتفرغ تفرغاً كاملاً للبحث والتدريس في جامعة شيكاغو إلا بعد أن بلغ أصغر أطفالها الثانية عشرة من عمره.
أجرت البروفيسورة راولي سلسلة من البحوث الرائدة حول سرطان الدم وسماته وطرق تشخيصه وعلاجه، وتركزت دراساتها في البحث عن تغيرات وراثية نمطيّة تُميِّز الخلية السرطانية عن الخلية السويَّة، وكانت أول من أثبت أن السبب وراء التحوُّل السرطاني للخلايا هو “إزفاء الكروموسومات”، أي انفصال جزء من أحد الكروموسومات وانتقاله إلى كروموسوم آخر، أو تبادل الأجزاء بين زوج من الكروموسومات. ساهمت بحوث البروفيسورة راولي المتواصلة لعدّة عقود في إلقاء الضوء على كثير من الأسس الوراثية والجزيئية لسرطان الدم والأمراض الخبيثة الأخرى، واعتبرتها الأوساط الطبية عبر العالم مُؤسِّسة علم وراثة الأورام.
مُنِحت البروفيسورة جانيت راولي العديد من الجوائز القيِّمة تقديراً لإنجازاتها العلمية الرفيعة، منها جائزة داميشيك عام 1982، وجائزة إستر لانغر عام 1983، وجائزة الكويت للسرطان عام 1984. ومُنِحت راولي – أيضاً – العديد من زمالات الشرف في المؤسسات العلمية الكبرى؛ مثل الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم، كما منحتها عدّة جامعات درجة الدكتوراة الفخرية في الطب والعلوم.
كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامها للجائزة.