حصل على درجتي البكالوريوس والدكتوراة في علم التشريح من كلية لندن الجامعية، وأكمل دراسته لما بعد الدكتوراة في الولايات المتحدة، ثم عاد إلى بريطانيا عام 1969 ليمضي أكثر من ثلاثين عامًا من العمل الرائد في تخصص علم الحياة العصبية. احتل مكانة مرموقة بين الباحثين في ذلك التخصّص، وأصبح منذ عام 1980 أستاذاً في كلية الجامعة، ومديراً – لمدّة سبعة أعوام – لمختبر ولكم لبحوث الجهاز العصبي.
تركَّزت بحوث البروفيسور زكي على دراسة النظام الوظيفي في جزء الرؤية من الدماغ. وكان من أبرز إنجازاته المُبكّرة اكتشافه مناطق كثيرة في قشرة الدماغ متخصصة في الرؤية، تستجيب بشكل منفصل للمكونات المختلفة للمنظر المرئي؛ مثل اللون والحركة المرئية، وتداركها في أزمان مختلفة. كما وصف طريقة فريدة لتمثيل الألوان في جزء الرؤية بالدماغ مُبيِّناً أن فيه خلايا مشفَّرة لمعالجة الألوان كلاً على حدة. ومن خلال المعلومات الغزيرة التي جمعها على مدى أعوام طويلة عن مسارات اللون والحركة المرئية في الدماغ، تمكَّن من وضع نظريته الشاملة عن الوعي بالرؤية والمتمثلة في “تعدد الوعي” بمعنى أن الدماغ يحتوي على مجموعة من مناطق الوعي الصغرى التي تُعالج المكوّنات المختلفة للمنظر وتستوعبها بطريقة متوازية لا متعاقبة، ثم تربطها سوياً في مراكز أعلى. وممّا أكّد صحة نظريته أن إدراك السمات المرئية يتم في أزمان مختلفة، وأن حدوث تلف في المنطقة المسؤولة عن إدراك الألوان – مثلاً – يجعل الإنسان عاجزاً عن رؤية الألوان، ولكنه لا يؤثر على رؤيته لبقية الأشياء وبالعكس. نشر البروفيسور زكي أكثر من 180 بحثاً علمياً وأربعة كتب.
تقديراً لإسهاماته الرائدة في مجال بيولوجية الرؤيا، مُنح زكي زمالة الجمعية الملكية، وأكاديمية العلوم الطبية بلندن، وزمالة معهد علوم الجهاز العصبي بنيويورك، وعضوية الأكاديمية الأوروبية للعلوم والآداب، والجمعية الفلسفية الأمريكية، والمجلس القومي الفرنسي للعـلوم، والدكتوراة الفخرية في العلوم من جامعة أستون البريطانية. كما حصل على جائزة العقل الذهبي، وجائزة رانك، وجائزة ووترمان، وجائزة العلوم والآداب الفرنسية، وجائزة كوستر، وجائزة منيرفا، وغيرها. وهو عضو في هيئات تحرير عدة مجلات متخصصة، ورئيس سابق لتحرير مدوّنات الجمعية الملكية الفلسفية (العلوم البيولوجية).
للبروفيسور زكي اهتمام كبير بفهم العلاقة بين الفن والإبداع من ناحية وعمل الدماغ من ناحية أخرى، ممّا قاده إلى التعامل مع الفنانين والكتابة عنهم، كما في كتابه “الرؤية الداخلية” الذي تُرجم إلى ست لغات، وكتابه “البحث عن الأسس” – الذي ألفه مع الفنان التشكيلي الفرنسي الراحل مالثوس، ومقالاته عن دانتي ومايكل أنجلو وواجنر. ودفعه ذلك الاهتمام، أيضاً، إلى دراسة ما يحدث في الدماغ عند تذوق العمل الفني، فأنشأ معهد علم الجمال العصبي في بيركلي بكاليفورنيا لدراسة الموضوع عبر حلقات النقاش وإقامة المعارض الفنية. وهو فيلسوف وعضو نشط في نادي جاريك بلندن، الذي يصفه بأفضل مكان في العـالم للنقاش الممتع.
كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.