حفظ القرآن الكريم وعمره لا يتجاوز عشرة أعوام، ثم سافر إلى القاهرة ليلتحق بمعهدها الأزهري الذي حصل منه على الثانوية الأزهرية. وبعدها واصل تعليمه العالي وحصل على دبلوم دار العلوم عام 1943، وإجازة التدريس من كلية دار العلوم بالقاهرة عام 1945. ثم بُعث إلى المملكة المتحدة عام 1946 لدراسة علم الصوتيات حيث حصل على درجتي الماجستير والدكتوراة من جامعة لندن. وامتدت مسيرته الأكاديمية والعلمية بعد ذلك لأكثر من نصف قرن حقَّق خلالها إنجازات فريدة في علم اللسانيات العربية.
تبوأ البروفيسور تمَّام كرسي الأستاذية في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة منذ عام 1964، وأصبح عميداً لها عام 1972، كما عمل مستشاراً ثقافياً في السفارة المصرية بنيجيريا، وعضواً في مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وأميناً عاماً للجنة الدائمة للغة العربية في المجلس الأعلى للجامعات المصرية. وهو مؤسس الجمعية المصرية للغويات. بالإضافة إلى عمله في جامعة القاهرة، قام بالتدريس في جامعة الخرطوم، وأسس فيها قسم الدراسات اللغوية، وتولَّى رئاسته، كما عمل في جامعة محمد الخامس في المغرب لستة أعوام، وفي عام 1980، التحق بجامعة أم القرى في مكة المكرمة وأنشا فيها قسم التخصص اللغوي والتربوي، لتخريج معلمي اللغة العربية لغير الناطقين بها.
بذل البروفيسور تمَّام حسَّان جهوداً علمية متميِّزة في تأسيس الدراسات اللغوية الحديثة منذ منتصف القرن الماضي، واستطاع من خلال معرفته العميقة بالتراث اللغوي العربي واستيعابه مبادئ التحليل اللغوي ومناهجه التي تلقَّى أصولها من المدرسة الإنجليزية، أن يخرج نموذجاً جديداً لدراسة اللغة العربية على نحو غير مسبوق وفي إطار منهجي محكم وعرض دقيق ولغة واضحة. نُشرت له بحوث ومقالات عديدة وثمانية كتب باللغة العربية، من أبرزها: “اللغة العربية معناها ومبناها” الذي ضمَّنه معظم أفكاره ونظرياته خصوصاً نظرية “تضافر القرائن” وهو من أهم المراجع في الدراسات اللغوية العربية. من مؤلفاته، أيضاً: “مناهج البحث في اللغة”، “اللغة العربية بين المعيارية والوصفية”، و”البيان في روائع القرآن”. كما قام بترجمة عدد من الكتب الأجنبية المهمة، منها:”مسالك الثقافة الإغريقية إلى العرب” و”الفكر العربي ومكانه في التاريخ” لمؤلفهما دي لاسي أوليري، “أثر العلم في المجتمع” لبرتلاند رسل، “النص والخطاب والإجراء” لنوروود، إضافة إلى كتاب لويس “اللغة في المجتمع”. كما شارك في لجنة ترجمة معاني القرآن الكريم التابعة لرابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة.
حصل البروفيسور تمَّام على جائزة آل بصير الدولية عام 1984، وغيرها من الجوائز تقديراً لجهوده العلمية، كما قام زملاؤه وتلاميذه من مختلف الدول العربية بإعداد كتاب خاص عن أعماله تكريماً له.
كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.