هاجر والداه من هونج كونج إلى أستراليا، وتعلَّم فيها حتى بلوغه سن السابعة عشرة، حيث واصل تعليمه في الولايات المتحدة الأمريكية واستقر فيها.
تجلّت عبقرية تاو في الرياضيات منذ طفولته، حتى إنه تَعلَّم بعض العمليات الحسابية البسيطة وعمره عامان، وذلك من خلال مشاهدته إحدى مسلسلات الأطفال التلفزيونية. التحق تاو – وعمره لا يتعدى سبعة أعوام – بالمدرسة الثانوية حيث بدأ دراسة حساب التفاضل والتكامل ونبغ فيه، فأُذن له وهو في التاسعة من العمر بحضور مقررات الرياضيات في الجامعة. وفي الحادية عشرة، بدأ يشارك في أولمبياد الرياضيات الدولي فحصل على الميدالية البرونزية عام 1986، والفضية عام 1987 والذهبية عام 1988. وفي سن الرابعة عشرة، التحق بمعهد البحوث العلمية في جامعة فلندرز في أديلايد بأستراليا، ونال درجتي البكالوريوس والماجستير في الرياضيات بمرتبة الشرف وعمره سبعة عشر عامًا. وبعد ذلك بفترة وجيزة، حصل على منحة للدراسة في الولايات المتحدة، ونال درجة الدكتوراة في الرياضيات من معهد الدراسات المتقدّمة في جامعة برنستون الشهيرة وعمره عشرون عامًا، وتم تعيينه فور تخرجه أستاذاً مساعداً في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس. وخلال أربعة أعوام فقط، ترقَّى إلى رتبة الأستاذية وأصبح أستاذ كرسي جيمس وكارول كولبنر ورئيس قسم الرياضيات في تلك الجامعة. وهو، أيضاً، أستاذ شرف في الجامعة الوطنية الأسترالية وزميل زائر لجامعة نيو ساوث ويلز، ورئيس تحرير مجلة الجمعية الأمريكية للرياضيات ومجلة التحليل والمعادلات التفاضلية الجزئية، ورئيس التحرير المشارك للمجلة الأمريكية للرياضيات و”دينامية المعادلات التفاضلية الجزئية”، وعضو الهيئة الاستشارية لكل من “معهد الرياضيات البحتة والتطبيقية” و”الإحصائية العالمية لبحوث الرياضيات”. ونُشر له حوالي 170 بحثاً بما في ذلك ستة كتب. وتمت الإشارة إلى بحوثه في المجلات العلمية أكثر من 2200 مرة.
عمل البروفيسور تاو في عدد من فروع الرياضيات بما في ذلك التحليل التوافقي، والمعادلات التفاضلية الجزئية، والتوافقيات، ونظرية الأعداد، والهندسة الجبرية، ومعالجة الإشارات. اشتهر بحلوله المبتكرة للمسائل الصعبة، وأشهر أعماله نظرية جرين– تاو التي تنص على وجود متواليات حسابية عشوائية طويلة من الأعداد الأولية. كما اشتهر في أبحاثه حول معادلة شرُودينجر اللاخطية. وصفه البروفيسور جاريت، رئيس قسم الرياضيات السابق في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، بأنه موزارت الرياضيات؛ “فالرياضيات تنساب تلقائياً من بين يديه كما تنساب الموسيقى من بين أنامل موزارت. إنه معجزة لا تصدّق، ولعله أفضل الرياضيين في العالم في هذا الوقت”.
نال البروفيسور تاو – تقديراً لإنجازاته الباهرة – سلسلة متصلة من الجوائز الكبرى وفي طليعتها ميدالية فيلدز، التي تُعدُّ أرفع تقدير علمي في الرياضيات. وكان عمره حينذاك واحدِِ وثلاثين عاماً. وهو واحد من 48 عالماً حصلوا على تلك الميدالية المرموقة منذ إنشائها قبل 80 عاماً، كما أنه الأسترالي الوحيد، وعضو هيئة التدريس الوحيد في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس الذي حصل عليها.
كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.