تنتسب أسرته إلى الحسن بن علي، رضي الله عنه، وأبوه هو العلامّة والمؤرخ الهندي الكبير السيد عبد الحي بن فخر الدين الحسني، صاحب كتاب نُزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر في تراجم علماء الهند وأعيانها. توفي أبوه وتركه صغيرًا، فساعدته أمّه في تعلّم القرآن.
التحق الشيخ الندوي عام 1927 بالقسم العربي في جامعة لكنهو، وحصل على شهادة اللغة العربية وآدابها، ثم عكف على تعلُّم الإنجليزية ما بين عامي 1928-1930، وقرأ ما كتب بها عن الإسلام، وتاريخ الحضارة الغربية وتطوّرها. وفي عام 1929، التحق بدار العلوم لندوة العلماء، ودرس الحديث الشريف على يد الشيخ حيدر حسن خان، كما درس على يد الشيخ خليل الأنصاري لعامين كاملين فقرأ عليه الصحيحين، وسنن أبي داوود، وسنن الترمذي. وقرأ التفسير على يد العلامة أحمد علي اللاهوري، والفقه على الشيخين شبلي الجيراجبوري الأعظمي وإعزاز علي، وأقام فترة مع الشيخ حسين أحمد المدني وحضر دروسه في التفسير والعلوم القرآنية. أما التجويد فتعلَّمه برواية حفص عن الشيخ المقرئ أصغر علي، كما توسَّعت اهتماماته الفكرية والثقافية واطلع على مؤلفات الكثيرين من الدعاة والمفكرين العرب المعاصرين، وتعلَّم اللغة الفارسية وأجادها.
في عام 1934، عُيِّن الشيخ الندوي مُدَرِّسًا في دار العلوم لندوة العلماء، ودرَّس فيها التفسير والحديث، والأدب العربي وتاريخه، والمنطق. ويُعدُّ واحدًا من أهم المفكرين والكتاب الإسلاميين في العصر الحديث، وصدر له أكثر من 50 كتابًا بمختلف اللغات؛ منها: “كتاب سيرة السيد عرفان أحمد الشهيد” الذي لاقى رواجًا عظيمًا، وكتاب إسلاميات، وكتاب مختارات من الأدب العربي؛ إضافة إلى ستة عشر كتابًا باللغة العربية منها: “قصص النبيين”، “الطريق إلى المدينة”، “إلى الإسلام من جديد”، “الصراع بين الإيمان والمادية”، “تأملات في سورة الكهف”، “الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية في الأقطار الإسـلامية”، “المسـلمون وقضية فلسطين”، “الأركان الأربعة”، “ربانية لا رهبانية”، “روائع إقبال”، “السيرة النبوية”، “كيف ينظر المسلمون إلى الحجاز وجزيرة العرب”، و”ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟”. كما أصدر عددًا من المجلات وأشرف على تحريرها، ودأب على التطواف في أرجاء العالم الإسلامي داعيًا إلى الله، وأسس العديد من الجمعيات الإسلامية، وشارك في وضع المناهج للعديد من المؤسسات التعليمية في بلاده.
كان الشيخ الندوي عضواً في المجمع العلمي العربي في دمشق، والمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، والمجلس الاستشاري الأعلى للجامعة الإسلامية في المدينة المنوّرة قبل ضمّها إلى وزارة التعليم العالي، كما كان عضوًا في رابطة الجامعات الإسلامية، وعضوًا مؤازرًا في مجمع اللغة العربية الأردني. كما دُعي لإلقاء المحاضرات في جامعات بلاده، وفي عدد من الجامعات العربية ومنها جامعة دمشق، والجامعة الإسلامية في المدينة المنوّرة، وجامعة الملك سعود، وكلية المعلمين في الرياض.
كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.