أصيب بمرض في عينيه، وتطوّر تدريجيًا حتى أفقده بصره وهو يقارب العشرين من عمره. ولكن ذلك لم يقلل من عزيمته وإصراره على طلب العلم. حفظ القرآن الكريم في صغره، ثم بدأ في تلّقي العلوم الشرعية والعربية على أيدي صفوة من كبار العلماء والمشايخ المتخصصين في العلوم الدينية واللغة العربية، ومن أبرزهم الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، والشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، والشيخ سعد بن عتيق، والشيخ حمد بن فارس، والشيخ سعد وقاص البخاري.
عمل الشيخ بن باز قاضيًا في الخرج بين عامي 1938-1952، ثم مدرّسًا للفقه والتوحيد والحديث في المعهد العلمي بالرياض لمدة عامٍ واحد، ثم في كلية الشريعة في الرياض لمدّة ثمانية أعوام. وفي عام 1962، عُيِّن نائبًا لرئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ثم رئيسًا لها. وفي عام 1975، تمّ تعيينه رئيسًا عامًا لإدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، ثم أصبح مفتيًا عامًا للمملكة العربية السعودية ورئيسًا لهيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء. وكان سماحته في جميع أعماله مثال العالم التقي الذي يسير على نهج السلف الصالح ولم تشغله المناصب عن مواصلة البحث وطلب العلم وتدريسه.
رأس الشيخ ابن باز عددًا من الهيئات الإسـلامية، أو كان عضوًا فيها. وفي طليعة تلك الهيئات: المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، والمجلس الأعلى للمساجد، والهيئة العليا للدعوة الإسلامية في المملكة، والمجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة التابع لرابطة العالم الإسلامي، والمجلس الاستشاري للندوة العالمية للشباب الإسلامي.
من أهم خدمات الشيخ عبد العزيز للإسلام والمسلمين مساعداته للقائمين بالدعوة الإسلامية، ودعمه للمشروعات العمرانية في العالم الإسلامي. وكان يمضي جل وقته؛ ليلًا ونهارًا، في خدمة الناس؛ إفتاءً وإرشادًا، وحلًا لمشاكلهم الخاصة والعامة. كما أصدر الكثير من الأعمـال العلمية والفتاوى المنشورة المفيدة في مختلف علوم الدين؛ عقيدة وشريعة.
كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.