تعلَّم مبادئ القراءة والكتابة في قريته، كما أكمل تلاوة القرآن الكريم، ثم انتقل إلى الرياض عام 1922 حيث حفظ القرآن، وقرأ على مشاهير علمائها في الفقه والتوحيد والحديث والفرائض والنحو، ثم التحق بالمعهد السعودي في مكة، فتخرَّج من قسم القضاء الشرعي فيه عام 1934. وبعد تخرُّجه درَّس في ينبع أربع أعوام، ثم تولَّى قضاء ضباء قرابة في عام 1938. ثم سافر إلى مصر لمواصلة دراسته في كلية الآداب، لكن قيام الحرب العالمية الثانية حال دون إكماله دراسته هناك، فعاد إلى الوطن حيث درَّس في مدن عدة، وتولَّى مناصب تربوية مهمَّة آخرها إدارة كليتي الشريعة واللغة العربية في الرياض عام 1956.
بدأ الشيخ الجاسر كتاباته الصحفية وهو ما زال طالبًا في مكة. لكن أول عمل مهم قام به في الميدان الصحفي حدث عام 1952 عندما قام بإصدار اليمامة وهي أول صحيفة في الرياض، وكانت تطبع في مصر، ثم في الحجاز، ثم في لبنان. فعزم على أن تتم طباعتها في الرياض ذاتها. ولذلك أنشأ مطابع الرياض عام 1954؛ وهي أول مطابع تنشأ في هذه المدينة.
لما يكنُّه الشيخ الجاسر من اهتمام بالتراث العربي الإسلامي، خاصة تاريخ الجزيرة العربية وجغرافيتها، وما يتمتع به من معرفة شاملة دقيقة في هذا المجال، أنشأ دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر، ويأتي في مقدِّمة إصداراتها الجليلة: “المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية”، الذي كانت له الريادة في تأليفه؛ إضافة إلى رحلاته العلمية في مناطق متعددة من البلاد، ومجلة العرب.
يقرب ما كتبه الشيخ الجاسر ونشره من 1200 عمل، شملت عدّة كتب قيِّمة قام بتأليفها أو تحقيقها. وأكثر أعماله العلمية – غير الكتب – منشور في مجلة العرب، التي رأس تحريرها، وأشرف عليها وحده إشرافًا دقيقًا، كما تناول أكثر من ثلاثين رحلة، دراسة، تلخيصًا أو تحقيقًا. وفي مقدَّمة أعماله في هذا الميدان، تحقيقه لكتابين هما: “الدرر الفرائد المنظَّمة في أخبار الحاج وطريق مكة المعظََّمة” في ثلاثة أجزاء للجزيري الحنبلي، و”المناسك، وأماكن طرق الحج، ومعالم الجزيرة” المنسوب للحربي.
لذا لم يكن غريبًا أن يحتلَّ الشيخ الجاسر مكانة رفيعة بين العلماء والدوائر العلمية في الوطن العربي، فانتخبته مجامع اللغة العربية في دمشق وبغداد والقاهرة عضوًا فيها عام 1950، كما اختير عضوًا في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية في عمّان والمجمع العلمي في الهند. نال العديد من الجوائز، منها: جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1988، ووسام الملك عبد العزيز في المملكة العربية السعودية عام 1995.
كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.