كان والده من كبار علماء المذهب الحنفي في ألبانيا، ولكنه لم يكن راضيًا عن توجّهات بلاده وميلها، في ذلك الوقت، نحو الغرب، فهاجر هو وأسرته إلى دمشق. تعلّم الشيخ الألباني القرآن، والتجويد، والنحو، والصرف، وفقه المذهب الحنفي، وهو في ريعان الشباب، كما عمل لفترة من الوقت في مهنة إصلاح الساعات. حبَّب الله سبحانه إليه علم الحديث النبوي الشريف، فعكف على دراسته طوال عمره، وتفوَّق فيه على جميع معاصريه.
بدأ التأليف منذ مطلع شبابه حتى بلغ عدد مؤلفاته المطبوعة والمخطوطة أكثر من ثلاثمائة كتاب، تأليفًا وتخريجًا وتحقيقًا وتعليقًا. وكان أول عمل قام به في مجال الحديث نسخ كتاب: “المُغني عن حمل الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار” للحافظ العراقي مع التعليق عليه. ومن أوائل تخاريجه للحديث كتاب: “الروض النضير في ترتيب وتخريج معجم الطبراني الصغير”، ولا يزال مخطوطًا. ومن كتبه المشهورة: “إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل”، “سلسلة الأحاديث الصحيحة”، و”سلسلة الأحاديث الضعيفة”، وتحقيق كتاب “مشكاة المصابيح” للتبريزى، “صحيح الجامع الصغير وزياداته”، و”صحيح الجامع الضعيف وزياداته”، وغير ذلك من مؤلفات ومراجع لا غنى عنها لدارسي علم الحديث.
كان الشيخ الألباني شخصية علمية فذَّة، وصاحب مدرسة متميِّزة وعطاء علمي أغنى حقل الحديث. وأفاد، بعلمه الغزير ومؤلفاته ودروسه، عددًا كبيرًا من طلاب العلم ودارسي الحديث النبوي الشريف.
رغم ابتعاد الشيخ الألباني عن العمل السياسي، إلا أنه تعرض لكثير من المُضايقات، وأُعتقل لمدّة شهر في قلعة دمشق وهي نفس القلعة التي اعتقل فيها شيخ الإسلام (ابن تيمية). وعند نشوب الحرب مع إسرائيل عام 1967، أُفرج عنه ضمن بقية المعتقلين السياسيين، ثم أُعيد اعتقاله وأرسل إلي سجن الحسكة حيث أمضى ثمانية أشهر، وخلال تلك الفترة حقَّق “مختصر صحيح مسلم” للحافظ المنذري.
زار الألباني الكثير من الدول للتدريس وإلقاء المحاضرات، منها قطر، والكويت، ومصر، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وأسبانيا، وانجلترا، والمغرب، وألمانيا. واختارته الجامعة الإسلامية في المدينة المنوّرة في المملكة العربية السعودية لتدريس علوم الحديث لمدة ثلاثة أعوام 1962–1964، ثم انتقل إلى عمَّان بالأردن وأقام فيها.
يعدّ الشيخ الألباني شخصية علمية رائدة، وصَاحب مدرسة متميِّزة، وله عطاء حديثي أغنى الحقل العِلمي، وأصبحت جهوده وأعماله مراجع لطلاب العلم، وعونًا لدارسي السُّنَّة النبويَّة.
كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.