يُعد مصحف تبيان للصم إنجازًا فريدًا يسعى إلى تمكين فئة الصم من فهم معاني القرآن الكريم والتفاعل معه من خلال لغة الإشارة. ويهدف المشروع إلى تيسير تدبر آيات القرآن الكريم لفئة طالما واجهت تحديات في الوصول إلى التفسير الصحيح للنصوص الشرعية بسبب حاجز اللغة.
تم تطوير مصحف تبيان للصم من قِبَل جمعية “لأجلهم” لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة، وهو الأول من نوعه الذي يقدم ترجمة مرئية بلغة الإشارة لتفسير الآيات القرآنية، مصحوبة بتفسير مبسط يسهل استيعاب المفاهيم الدينية. يعتمد المصحف على تقنيات متطورة لعرض المحتوى، مما يجعله أداة تعليمية فعالة تعزز من شمولية الخطاب الإسلامي وتفتح أفقًا جديدًا لنشر رسالة القرآن الكريم بين فئة الصم.
يمثل هذا المصحف خطوة نوعية في مجال دمج الأشخاص الصم في العلوم الإسلامية، إذ يوفر لهم وسيلة بصرية مبتكرة لفهم كلام الله، مما يعزز من ارتباطهم بالقرآن الكريم ويتيح لهم فرصة تدبره بطريقة لم تكن متاحة لهم من قبل. كما يسهم في تحقيق مبدأ المساواة في الوصول إلى المعرفة الدينية، ويعكس القيم الإسلامية التي تحث على العدل، والرحمة، والشمولية.
لقد حظي مصحف تبيان للصم باهتمام واسع من العلماء والمؤسسات الإسلامية، حيث يُعد نموذجًا مشرفًا في توظيف التكنولوجيا لخدمة الإسلام، ويعكس رؤية عصرية لنشر تعاليم الدين الحنيف بما يتناسب مع متطلبات الفئات الخاصة. ويأتي هذا المشروع ضمن الجهود المباركة التي تسهم في نشر رسالة الإسلام عالميًا، وتؤكد على أن القرآن كتاب هداية لكل البشر، بغض النظر عن اختلاف قدراتهم اللغوية أو الحسية.