1985 -محمد رشاد سالم-

البروفيسور محمد رشاد محمد رفيق سالم

 

تعلَّم في القاهرة حتى تخرَّج في قسم الفلسفة بكلية الآداب في جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة) عام 1950، ثم التحق بجامعة كيمبردج وحصل على الدكتوراة عام 1959 في موضوع “موافقة العقل للشرع عند ابن تيمية”. بدأ البروفيسور سالم عمله التدريسي في جامعة عين شمس، ثم انتقل إلى جامعة الملك سعود، فجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حيث عمل أستاذًا في لكلية أصول الدين في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة.

البروفيسور محمد رشاد مؤلف ومُحقِّق له إسهامات بارزة في دراسات العقيدة الإسلامية، وتركَّزت تحقيقاته على كتب ابن تيمية واهتم اهتماماً كبيراً بنشر تراثه ودراسة آرائه وإخراج مكتبته الكبيرة. ومن أشهر ما حقَّقه “منهاج السُّنَّة النبوية” في ثمان مجلَّدات، “درء تعارض العقل والنقل” في أحد عشر مجلداً، “الصفديَّة” في مجلَّدين، و”الاستقامة” في مجلَّدين.

منحته الحكومة المصرية جائزة الدولة التشجيعية في الفلسفة الإسلامية من المجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية عام 1971، ووسام العلوم والآداب والفنون في العام ذاته.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

1985 -فاروق أحمد حسن دسوقي-

البروفيسور فاروق أحمد حسن دسوقي

 

حصل على ليسانس الآداب من جامعة الإسكندرية عام 1959، ثم نال ماجستير الآداب، والدكتوراة من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة عام 1978. وعمل محاضرًا، ثم أستاذًا، في قسم الثقافة الإسلامية بجامعة الملك سعود في المملكة العربية السعودية لعدّة أعوام.

شارك البروفيسور دسوقي بجهد علمي بارز في دراسات العقيدة الإسلامية وصدرت له مؤلفات عدِّة، تشمل: “القضاء والقدر في الإسلام”، “محاضرات في العقيدة الإسلامية”، “استخلاف الإنسان في الأرض”، “الإنسان والشيطان”، و”مقومات المجتمع المسلم”.

يُعد كتاب “القضاء والقدر في الإسلام” المكوَّن من ثلاثة أجزاء نموذجًا لما تميَّزت به كتابات البروفيسور دسوقي من الإلمام بالموضوع ودعمه بالأدلة الكافية المنبثقة من الكتاب والسُنَّة وسلامة الاستنتاج واستقامة الفكر وسهولة الأسلوب ووضوحه واعتداله.

 

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

 

1985 -مصطفي محمد حلمي سليمان-

الدكتور مصطفى محمد حلمي سليمان

 

حصل على ليسانس الآداب من قسم الدراسات الفلسفية والاجتماعية في جامعة الإسكندرية عام 1960، ثم نال درجة الدكتوراة في الآداب من الجامعة ذاتها عام 1971. بدأ البروفيسور مصطفى حلمي عمله مدرسًا في قسم الفلسفة الإسلامية بدار العلوم في القاهرة، وبعد ذلك درَّس في جامعة الملك سعود بالرياض. ثم عاد إلى التدريس في دار العلوم.

تتميَّز أعمال البروفيسور مصطفى حلمي بدقة المعلومات وحسن التوثيق والاستناد إلى المصادر الأصلية علاوة على سلامة منحاها الفكري وقوة الاستدلال فيها والنزاهة والتأدب في الأسلوب وسهولة العبارة ووضوحها. ومن مؤلفاته المهمَّة: “نظام الخلافة في الفكر الإسلامي”، “قواعد المنهج السلفي في الفكر الإسلامي”، “ابن تيمية والتصوف”، “التصوف والاتجاه السلفي في العصر الحديث”، و”السلفية بين العقيدة الإسلامية والفلسفة الغربية”. ومن تحقيقاته: “غياث الأمم في التياث الظلم” للجويني (بالاشتراك مع الدكتور فؤاد عبد المنعم).

 

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

1984 -مصطفي أحمد الزرقاء-

الشيخ مصطفى أحمد الزرقاء

نشأ في بيت علم وصلاح، فحفظ القرآن في صغره، ودرس الشريعة والفقه على يد كبار علماء عصره، وفي طليعتهم والده الشيخ أحمد الزرقاء، كما تعلَّم مبادئ اللغة الفرنسية وهو في العاشرة. ظل يتابع دراسته الشرعية والمدنية معًا في مختلف المراحل الدراسية، فنال شهادة البكالوريا في شعبة العلوم والآداب، وشهادة البكالوريا في شعبة الرياضيات والفلسفة، مُحرزًا في كليهما المركز الأول علي مستوى الدولة، ثم التحق بكليتي الحقوق والآداب بجامعة دمشق، وتخرج فيهما بتفوُّق عام 1933. وفي عام 1947، التحق بجامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليًا) ونال منها دبلوم الشريعة الإسلامية.

قام الشيخ الزرقاء – في شبابه – بالتدريس مكان والده في الجامع الأموي بحلب، وفي جامع الخير، والمدرسة الشعبانية، والمدرسة الخسروية؛ كما اشتغل في المحاماة في حلب عشرة أعوام، ثم انتقل إلى دمشق للتدريس في جامعتها لأكثر من عشرين عامًا، فكان يدرّس القانون المدني والشريعة الإسلامية في كلية الحقوق، كما كان يدرّس في كلية الآداب وكلية الشريعة. وكان عضوًا في مجلس النوّاب السوري، وأصبح وزيرًا للعدل والأوقاف في بلاده. ثم عمل عدة أعوام خبيرًا للموسوعة الفقهية التي أعدتها وزارة الأوقاف الكويتية، وقام بالتدريس في كلية الشريعة الأردنية، ومعهد الدراسات العربية العالية التابع لجامعة الدول العربية بالقاهرة. اختير عضوًا في المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي في مكّة المكرّمة، وخبيرًا في مجمع الفقه التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي في جدّة. وشارك في تطوير برامج كلية الشريعة في جامعة دمشق، وكليتي الشريعة وأصول الدين في الأزهر، والجامعة الإسلامية في المدينة المنوّرة، وكلية الشريعة في مكّة المكرّمة. وكان رئيسًا للجنة موسوعة الفقه الإسلامي في كلية الشريعة في جامعة دمشق، وعضوًا في لجنة قانون الأحوال الشخصية السوري، ورئيسًا لمشروع قانون الأحوال الشخصيّة الموحَّد لمصر وسورية أثناء الوحدة، كما ساهم في وضع قانون مدني موحَّد مستمدّ من الفقه الإسلامي للبلاد العربية.

للشيخ الزرقاء منجزات علمية جمَّة في أقطار عربية مختلفة، وإنتاج علمي غزير يشمل اثني عشر كتابًا والعديد من البحوث. وتأتي في طليعة كتبه سلسلتان: فقهية وقانونية. وأشهر كتبه الفقهية: “الفقه الإسلامي في ثوبه الجديد”، و”أحكام الأوقاف”، و”عقد التأمين وموقف الشريعة منه”. أما أشهر كتبه القانونية فهي: “شرح القانون المدني – مصادر الالتزام الإرادية: العقد والإدارة المنفردة”، و”شرح القانون المدني وأحكام الالتزام في ذاته”، و”شرح القانون المدني – عقد البيع والمقايضة”، و”نظرية العقد في القانون المدني السوري”.

مما تميَّزت به السلسلتان أن الفقهية تضمَّنت مقارنات مهمَّة بالقانون، بينما حوت القانونية مقارنات كثيرة بالفقه. وتُبرز كل تلك المقارنات بوضوح وقوة مزية الفقـه الإسلامي وفضل ما فيه من إحاطة وشمول ومنطقية ودقة، كما تجيب خصوصًا عن سؤالات، وتزيل شكوكًا لدى بعض القانونيين. وتميَّزت كتاباته بأسلوب مبتكر منسَّق يفهمه الفقيه الشرعي والقانوني والطالب.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

1983 -محمد عبدالخالق عظيمة-

الشيخ الدكتور محمد عبد الخالق عضيمة

 

التحق بكتّاب القرية وحفظَ القرآنَ الكريم. وبعد أن أتمَّ تعليمَه الأَوَّلي، التحق بمعهدِ طنطا الأزهريِّ وتخرَّج فيه عام 1930، ثم التحقَ بكليةِ اللغةِ العربيةِ في الأزهرِ، حيث درس النحو والصرف والأدب والتاريخ على يد صفوة من العلماءِ مثل الشيخِ إبراهيمَ الجبالي، والشيخِ سليمان نوّار، والشيخِ محمَّد محيي الدّين، والأستاذِ أحمد نجاتي، والأستاذِ عليِّ الجارم، والدكتور عبدالوهاب عزّام. وبعد تخرُّجه من كلية اللغة العربية عام 1934، التحقَ بالدِّراساتِ العليا التي أنشئت في ذلكَ الوقتِ، وحصلَ على شهادةِ التخصُّصِ، وهي توازي درجة الماجستير عام 1940، والعالميَّةِ العاليَّةِ، وهي توازي درجة الدكتوراة عام 1943.

بعدَ حصولِ الشيخِ عضيمة على الشهادةِ العالميةِ أوفد في عام 1947 إلى مكّةَ المكرمة وفيها بدأ العملَ في كتابِه الشهير: “دراساتٍ لأسلوب القرآنِ الكريمِ”، ثم انتقل للعمل في مركزِ الدراساتِ العليا في واحةِ جغبوب في ليبيا، وبقيَ فيها حتى عام 1969. وفي عام 1972، التحق بجامعة الإمام محمّد بن سعود الإسلامية في الرياض بالمملكة العربية السعودية.

للشيخ عضيمة إنتاج علمي متميِّز في طليعته كتابه: “دراسات لأسلوب القرآن الكريم”، في أحد عشر مجلدًا، تزيدُ صفحاتُ كلِّ مجلدٍ منها على ستمائة صفحة. وهو عمل ضخم وجليل، لم يسبقه إليه أحد، استغرق تأليفه حوالي 35 عامًا، وعرَّفه مؤلفه بأنه معجم نحوي صرفي للقرآن الكريم. وهو في الحقيقة عمل علمي عظيم وأوسع من أن يقتصر على كونه معجمًا نحويًا وصرفيًا، بل هو أول بحث يتناول دراسة أسلوب القرآن في جميع رواياته التي وصلتنا ما تواتر منها وما لم يتواتر؛ وينم عن معرفةٌ صاحبه العميقة لدقائقِ علمِ النحوِ وعلمِ الصرفِ وعلمِ اختلافِ الأساليبِ.

كان للشيخ عضيمة – إلى جانب التدريس والتأليف – جهود عظيمة في الإشراف على رسائل الماجستير والدكتوراة في جامعة الإمام محمد بن سعود. ونال على وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى من جمهورية مصر العربية تقديرًا لأعماله الجليلة.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

1982 --محمد نجاة الله صديقي-

البروفيسور محمد نجاة الله صدّيقي

تعلَّم حتى نال درجة الدكتوراة في الاقتصاد من جامعة عليكرة الإسلامية عام 1966. ثم عمل بالتدريس في تلك الجامعة حتى أصبح أستاذًا للدراسات الإسلامية والاقتصادية فيها. ثم اختير أستاذًا للاقتصاد في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة. جمع البروفيسور صدِّيقي بين دراسة الإسلام ودراسة علوم الاقتصاد الغربي الحديث، فقدَّم إضافات جمَّة للفكر الاقتصادي الإسلامي؛ وفتح الباب لنظريات اقتصادية ذات أساس إسلامي يتناسب مع هذا العصر.

يُعدّ البروفيسور صدِّيقي أحد بناة الفكر الاقتصادي الإسلامي الحديث، ونُشر له حوالي عشرين كتابًا بالعربية والإنجليزية ما بين تأليف وتحقيق وترجمة، و55 بحثًا في مجلات وندوات متخصصة؛ فضلًا عن مشـاركته الفعالة في النـدوات والمؤتمرات في شتى أنحاء العالم. ومن أشهر كتبه: “مبادىء المشاركة واقتسام الربح في الإسلام، و”نظام مصرفي بلا فوائد”، و”المشروع الاقتصادي في الإسلام”، و”بعض جوانب الاقتصاد الإسلامي”، والتأمين في الاقتصاد الإسلامي”، و”الكتابات المعاصرة عن الاقتصاد الإسلامي”، و”الفكر الاقتصادي الإسلامي”، و”مدخل إسلامي إلى علم الاقتصاد وبحوث في النظام المصرفي الإسلامي”.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

1980 -محمد مصطفي الاعظمي--

البروفيسور محمد مصطفى الأعظمي

 

ألحقه والده بالمدرسة العربية، بعد أن أخرجه من المدرسة الإنجليزية بسبب الاستعمار. ثم واصل تعليمه حتى تخرَّج في كلية دار العلوم في ديوبند عام 1952. وفي العام ذاته، التحق بالأزهر في مصر لتقوية لغته العربية، كما التحق بقسم التخصص التدريسي بكلية اللغة العربية، وحصل على شهادة العالمية مع إجازة التدريس. ثم عاد إلى الهند عام 1955. وفي عام 1956، عمل في قطر مدرسًا للغة العربية لغير الناطقين بها، وفي العام التالي، أصبح أمينًا لدار الكتب القطرية، وكانت تُسمَّى “المكتبة العامة”. وفي عام 1966، نال درجة الدكتوراة من جامعة كيمبردج في بحث عن الأدبيات المُبكرة للحديث. ثم قدم إلى المملكة العربية السعودية، ودرَّس في كلية الشريعة بمكة المكرمة، ثم في كلية التربية في الرياض؛ أستاذًا لمادة مصطلح الحديث في قسم الثقافة الإسلامية عام 1973.

أجرى البروفيسور الأعظمي دراسات قيِّمة مركَّزة على السُنَّة النبوية؛ اكتشافًا لبعض المخطوطات فيها وتحقيقًا لها، وبيانًا لمنهج المحدِّثين في نقدهم، وردًا على هجمات أعداء السُنَّة من مستشرقين وغيرهم. ويأتي في طليعة كتبه: “دراسات في الأدبيات المُبكِّرة للحديث”، “منهج النقد عند المحدِّثين”، “دراسات في الحديث النبوي وتاريخ تدوينه” و”كُتّاب النبي صلَّى الله عليه وسلَّم”، وتحقيق “صحيح ابن خزيمة”، و”العلل” لابن المديني. تُرجمت العديد من أعمال البروفيسور الأعظمي إلى عدّة لغات. كما أنشأ، بعد أعوام من العمل الدؤوب، مركزًا لخدمة السُنَّة على شبكة الإنترنت، وقام بتخزين عدد من كتب السنّة فيه.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

1979 -فؤاد سزكين-

البروفيسور فؤاد سزكين

 

حصل على درجة الماجستير عام 1947 في أقسام الشرقيات والرياضيات والدراسات الرومانية بجامعة إسطنبول. كما تعلَّم العربية وأجادها. ثم حصل على درجة الدكتوراة في العلوم الإسلامية والدراسات الإيرانية والفلسفة عام 1950. عمل البروفيسور سزكين بالتدريس في معهد الدراسات الإسلامية بجامعة إسطنبول. ثم انتقل إلى ألمانيا عام 1960 واتخذها موطناً له. وأصبح، بعد أعوام قليلة، أستاذ تاريخ العلوم الطبيعية العربية الإسلامية بجانب تواريخ العلوم للبيئات الأخرى في جامعة فرانكفورت.

بدأ اهتمام البروفيسور سزكين بجمع تاريخ العلوم الإسلامية وإعادة نشره منذ وقت مبكِّر، وأصدر كتبًا عظيمة حول هذا الموضوع أهمها وأشهرها: “تاريخ التراث العربي الإسلامي باللغة الألمانية”، الذي بدأ بجمع مواده عام 1947، وكان يريده في البداية ذيلًا لتاريخ الأدب العربي لكارل بروكلمان. ثم قام بتجديده وتطويره عدّة مرَّات حتى جعله مرجعًا رفيعًا وتاريخًا للعلوم العربية الإسلامية؛ لا كتابًا ببليوجرافيًا فقط. وواصل جهوده حتى خرج كتابه القيِّم إلى النور في ثلاثة عشر جزءً؛ شاملًا للتراث العربي الإسلامي في مختلف العلوم والمعارف والفنون. جعل الجزء الأخير من الكتاب مدخلًا إلى العلوم العربية الإسلامية، فعالج نشأة تلك العلوم وتطوُّرها ومكانتها في تاريخ العلوم العامة، وتناول النقد والأمانة والتطوُّر والإنصاف عند العلماء المسلمين، وقارن بينهم وبين الإغريق واللاتين في تلك المبادئ، كما تناول أثر العلوم الإسلامية على العلوم في أوروبا من جميع النواحي. وهو أول من أعاد تصنيع الآلات التي ابتكرها المسلمون وذلك على أساس المعلومات التي حصل عليها من المخطوطات القديمة.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

2013 -رائد صلاح محاجنة-

الشيخ رائد صلاح محاجنة

 

تَلقَّى تعليمه الإبتدائي والإعدادي والثانوي مدينة أم الفحم، ثم حصل على البكالوريوس في الشريعة الإسلامية من الجامعة الإسلامية في الخليل. ينتمي الشيخ رائد صلاح سليمان أبو شقرة المحاجنة إلى أسرة فلسطينية تَمسَّكت بأرضها ورفضت التهجير عام 1948. وهو رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، ورئيس المجلس الأعلى للدعوة، ومؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية، ومؤسسة الإغاثة الإنسانية. ويُعدّ من أبرز الشخصيات الإسلامية الفلسطينية وأكثرها تَصدِّيًا للسياسات العدوانية الصهيونية بحق الفلسطينيين ومُقدَّساتهم.

بدأ الشيخ رائد صلاح نشاطه الإسلامي مُبكِّرًا، وعمل في مجال الدعوة الإسلامية منذ أن كان في المرحلة الثانوية. وكان من مؤسسي الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني في أوائل السبعينيات من القرن الماضي. وعمل مُحرِّرًا في مجلة الصراط الإسلامية، كما خاض غمار العمل السياسي نيابة عن الحركة الإسلامية من خلال ترشيح نفسه لانتخابات بلدية أُمِّ الفحم؛ التي نجح في رئاستها 3 مرات. ثم تَفَّرغ بعد ذلك لمهمَّات أخرى كإعمار المسجد الأقصى، والدفاع عنه، وتنظيم المسيرات الحاشدة إليه.

اهتم الشيخ رائد صلاح اهتمامًا كبيرًا بحماية المُقدَّسات الإسلامية من محاولات الصهاينة الاعتداء عليها وتحويلها لأغراض أخرى بعد رحيل أهلها عنها. وانتُخِب في أغسطس، عام 2000م، رئيسًا لجمعية الأقصى لرعاية المُقدَّسات الإسلامية، التي أسهمت في الدفاع عن المساجد في كافة أراضي فلسطين، وكشفت عن محاولات الاحتلال المُتكرِّرة للحفر تحت المسجد الأقصى.

قام الشيخ رائد صلاح بدور كبير في إعمار المسجد الأقصى وبقية المُقدَّسات الإسلامية، وتَمكَّن من إفشال المخططات الصهيونية الرامية إلى إفراغ الأقصى من عمارة المسلمين، حيث قام بجلب عشرات الآلاف من عرب الداخل إلى الصلاة فيه عبر مشروع مسيرة البراق. نجح مع زملائه في إعمار المُصلَّى المرواني داخل الحرم القدسي الشريف وفتح بواباته العملاقة، وأشرف على إعمار الأقصى القديم وتنظيف ساحاته وإضاءتها، وإقامة أماكن للاغتسال والوضوء في باب حطة والأسباط وفيصل والمجلس. وقاد أحداث الروحة عام 1998، ونجح مع لجنة الروحة الشعبية في تحرير غالبية أراضي الروحة ومنع مصادرتها. كما عمل على إحياء دروس المصاطب التاريخية، وأبرزها “درس الثلاثاء” في المسجد الأقصى الذي يَؤمُّه نحو خمسة آلاف مسلم أسبوعيًّا. أسهم في إنشاء مشروع صندوق طفل الأقصى الذي يهتم برعاية نحو 16 ألف طفل، وفي تنظيم المسابقة العالمية “بيت المقدس في خطر” التي تجرى أعمالها كل عام خلال شهر رمضان للكبار والصغار بمشاركة عشرات الآلاف من الفلسطينيين في الداخل؛ إضافة إلى مسابقة الأقصى العلمية الثقافية. وساعد، أيضًا، في إصدار عدة أفلام وثائقية وكتب عن المسجد الأقصى المبارك؛ ومنها “المرابطون”، وكتاب “دليل أولى القبلتين”، وشريط “الأقصى المبارك تحت الحصار”.

قام من خلال الحركة الإسلامية داخل فلسطين المحتلة، التي يرأسها، بتنظيم مهرجان صندوق الأقصى في أغسطس 2002. أثار نشاطه قلق السلطات الصهيونية، فاعتُقِل مع بعض زملائه بتُهَمٍ مُلفَّقة، ولكن سلطات الاحتلال فشلت في إدانتهم. كما تَعرَّض لمحاولة اغتيال على يد قوات الاحتلال خلال مواجهات انتفاضة الأقصى، وأصيب برصاصة في وجهه. ومع استمراره في الدفاع عن المُقدَّسات الإسلامية، حاول جيش الاحتلال إبعاده عن مدينة القدس فمُنع من دخولها إلا بإذن خاص عام 2009، ثم اصدرت المحكمة الصهيونية عام 2010 قرارًا بسجنه تسعة أشهر فكان رده “إننا سوف ندافع عن المسجد الأقصى حتى من داخل السجون”، داعيًا الأمة الإسلامية إلى الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك. وفي مايو 2010، شارك في أسطول الحرية سعيًا لفك الحصار عن قطاع غزة حيث تَعرَّض الأسطول لهجوم من السفن الحربية الصهيونية قُتِل فيه اكثر من 16 من المتضامنين العُزَّل، وأُصِيب أكثر من 38 جريحًا، واعُتِقل – بعد محاولة اغتياله – إثر وصول الأُسطول قسرًا إلى أُسدود.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

2012 -الشيخ سليمان الراجحي-

الشيخ سليمان بن عبد العزيز الراجحي

 

انتقل من البكيرية في القصيم إلى الرياض بعد أن ضاق بأبيه الحال، وبدأ العمل وهو في التاسعة من عمره. ظلَّ يتنقل في عدة أعمال متواضعة، إلى أن فتح متجرًا صغيرًا وجمع منه ثروة بسيطة. لكنها لم تدم طويلًا، إذ باع متجره ليتزوَّج؛ وهو في الخامسة عشرة من عمره. ثم عمل عند أخيه الأكبر صالح في مجال الصرافة، إلى أن استقل بالعمل عام 1956، وسافر إلى مكة وبدأ بالعمل بالصرافة مع الحجيج، ونجح في ذلك، فبدأت ثروته بالتنامي عبر الأعوام، حتى أصبح واحدًا من أهم الروَّاد في مجال الصرافة في العالم. ظَلَّ – منذ احترافه مجال الصرافة – يُطبِّق تعاليم الإسلام في كل تعاملاته وفي حياته الشخصية، مما أعانه على تحقيق نجاح منقطع النظير في عمله وحياته. وأصبح رئيس مجلس الإدارة والمساهم الرئيس في تأسيس منشأة مصرفية إسلامية عملاقة تُعدُّ أُنموذجًا للمصارف الإسلامية الساعية إلى الالتزام بالشريعة الإسلامية في تعاملاتها. كما أقام عددًا من المشروعات الاستثمارية الضخمة التي تُحقِّق نوعًا من الاكتفاء الغذائي الذاتي في بلاده وتخدم قطاعات الصناعة والتشييد وغير ذلك. وحرصًا منه على تنمية المجتمعات المسلمة تَوجَّه، أيضًا، للاستثمار في البلدان الإسلامية وتقوية أواصر الصلات التجارية معها.

عُرِف عن الشيخ سليمان الراجحي حُبُّه الشديد لعمله، وأمانته، وقدرته على تنظيم وقته رغم مشاغله الكثيرة. كما عُرِف عنه أن حرصه ومتابعته لأعماله التجارية لم ينسه العمل لآخرته من خلال العمل الخيري والبذل والعطاء، فشرع في بناء المساجد وتشييد المساكن للفقراء، ورعاية الأسر المحتاجة، وتأسيس صندوق عائلة الراجحي الخيري؛ فضلًا عن إسهاماته الخيرية المستمرة في معالجة مشكلة الفقر، ودعم الجمعيات الخيرية المَحلِّية والدولية بالمساعدات المالية وبالتدريب والتأهيل والعطاء العيني.

في منتصف العام الماضي، وقف الشيخ سليمان أكثر من نصف ثروته الطائلة، التي تزيد على عشرة مليارات دولار لأعمال البر، بينما قسَّم بقية ثروته وممتلكاته على أولاده وزوجاته، مكتفيًا بأخذ مصروفاته الشخصية من أموال الوقف. أنشأ مؤسسة خاصة هي مؤسسة سليمان العبدالعزيز الراجحي الخيرية لمتابعة الوقف الخيري، وحفظه، ووضعه في مصارفه التي حُدِّدت له، ومنها إنشاء جامعة الراجحي الخيرية في البكيرية عام 2009، وتشمل كليات الطب، والتمريض، والأعمال، ومؤسسة خاصة بالمناهج الدراسية العربية والإسلامية باللغات المختلفة، ومعهدًا لتعليم العربية لغير الناطقين بها، ومعهدًا لتعليم المهارات المالية، ومستشفى خيريًا، كما سيتم مستقبلًا إنشاء كلية للاقتصاد، ومركز الراجحي الاقتصادي. منها، أيضًا، بناء عدة جوامع كبيرة في مقدَّمها جامع الراجحي بالرياض. وتحتوي هذه الجوامع على أماكن للصلاة وأخرى للحلقات وثالثة للاعتكاف. ويؤمل أن تصبح تلك الجوامع يومًا ما أشبه بكليات للعلوم الشرعية والعربية. اعتنى الشيخ سليمان بكتاب الله العزيز من خلال دعم حلقات تحفيظ القرآن الكريم، وتكريم حفظته من خلال الجمعيات الخيرية المعنية، وطباعة مئات الألوف من المصاحف وتوزيعها عالميًا، وبخاصة في أفريقيا. وإضافة إلى الجوامع وتحفيظ القرآن الكريم ومكافأة حفظته، فإن مصارف الوقف سوف تشمل الخدمات التي تحتاج إلى تطوير مثل مرافق محطات الطرق.

حصل على وسام الملك عبد العزيز عام 2000.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.