2011 -عبدالله أحمد بدوي-

دولة الرئيس عبد الله أحمد بدوي

نشأ في أسرة دينية عريقة، حيث كان جدّه الشيخ عبدالله بدوي فهيم زعيمًا إسلاميًا ووطنيًا مرموقًا، وأحد الأعضاء المؤسسين لحزب المسلمين (حاليًا الحزب الإسلامي الماليزي)، كما كان أبوه من الشخصيات الإسلامية المحترمة ومن أعضاء المنظمة القومية الماليزية المتحدة؛ وهي أكبر حزب في ماليزيا. تَلقَّى عبدالله بدوي علومه الأساسية حتى المرحلة الثانوية العليا في مدارس بنانج، قبل التحاقه بجامعة ماليزيا التي حصل منها على بكالوريوس الآداب في الدراسات الإسلامية بمرتبة الشرف.

بعد تخرج الرئيس عبدالله بدوي من الجامعة، انضم إلى سلك الخدمة المدنية وتَولَّى عددًا من المناصب المهمة، فكان مديرًا لوحدة الشباب، فنائبًا للأمين العام لوزارة الثقافة والشباب والرياضة، وسكرتيرًا للمجلس القومي للطوارئ. وفي عام 1978، استقال من وظيفته الحكومية للانخراط في العمل السياسي، وانتخب عضوًا في البرلمان في العام نفسه. تَولَّى عددًا من المناصب الوزارية، فأصبح وزيرًا للتعليم، فوزيرًا للدفاع؛ فوزيرًا للشؤون الخارجية؛ ونائباَ لرئيس الوزراء، ورئيسًا للشؤون الداخلية. وفي عام 2003، أصبح رئيسًا لحزب المنظمة القومية الماليزية المتحدة، الحاكم والرئيس الخامس لوزراء ماليزيا خلفًا للرئيس محاضير محمد. وأثناء رئاسته لمجلس الوزراء في ماليزيا، التي امتدت لستة أعوام، تَولَّى رئاسة منظمة المؤتمر الإسلامي، والأمانة العامة لحركة عدم الانحياز، كما أصبح عضوًا في مجلس حكام بنك التنمية الآسيوي؛ ممثلًا لبلاده. وعقب انتهاء رئاسته لمجلس الوزراء الماليزي عام 2009، منحه ملك ماليزيا لقب “تون TUN” وهو أعلى تكريم مدني في بلاده تلك البلاد تقديرًا لخدماته الوطنية؛ بفضل ما عرف عنه من بر واستقامة أخلاقية لُقب بـ “السيد النظيف”.

قدّم دولة الرئيس عبدالله بدوي خدمات جليلة للإسلام والمسلمين في ماليزيا والعالم الإسلامي، وكان من أبرز إنجازاته تعزيز التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف بين بلاده والبلدان الأخرى وذلك من خلال قيادته النشيطة لرابطة دول جنوب شرق آسيا وحركة عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الإسلامي أثناء رئاسته لتلك المنظمات، كما قام بدور بارز في تعزيز قدرة الاقتصاد الماليزي التنافسية ومتانته من خلال توسيع نطاق الزراعة الحديثة والصناعات عالية الدقة. وعمل على تطوير رأس المال البشري باعتباره دعامة أساسية لإدارته وعلى تعزيز التعليم العام والعالي في ماليزيا. وقد أولى اهتمامًا خاصًا بتشجيع الدراسات الدينية الإسلامية، وقام بتأسيس المدارس الدينية الخاصة لكي تصبح جزءً من النظام التعليمي الأساس، كما اهتم بتطوير الإدارة القانونية الإسلامية وتعزيز مؤسسات الزكاة والأوقاف والحج، وأنشأ مؤسسة (المعهد الدولي للدراسات الإسلامية العليا) عام 2008 لتوسيع مجال الخطاب الفكري الإسلامي ليتجاوز الأحزاب السياسية.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة

2010--رجب-طيب-اردوغان-

دولة الرئيس رجب طيِّب أردوغان

 

قُتِل جَدُّه في المعارك مع الروس والأرمن عام 1916، وانتقلت أسرته من باتومي (حاليًا جورجيا) إلى تركيا، حيث أمضى أردوغان طفولته المُبكِّرِة في ريزة على البحر الأسود. ثم عاد مع أسرته، مرة أخرى، إلى إسطنبول حيث نشأ في حيِّ قاسم باشا، أحد أفقر أحياء إسطنبول. وكان أثناء دراسته يبيع المشروبات الغازية والبطيخ والسميط ليُوفِّر لنفسه ولوالده دخلًا إضافيًا. أكمل تعليمه الثانوي في مدرسة الإمام خطيب الدينية، ثم واصل دراسته الجامعية في الاقتصاد وإدارة الأعمال في كلية أكساري لعلوم الاقتصاد والإدارة (التي أصبحت، فيما بعد، كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية في جامعة مرمرة ). وكان في شبابه يمارس كرة القدم في نادٍ رياضي مَحلِّي سُمِّي لاحقًا على شرفه.

بدأ أردوغان نشاطه السياسي بانضمامه – في أواخر السبعينات من القرن الميلادي الماضي – إلى حزب الرفاه بقيادة نجم الدين أربكان. ولكن، بوقوع الانقلاب العسكري في تركيا عام 1980، تَمَّ إلغاء جميع الأحزاب السياسية، ولدى عودة الحياة الحزبية إلى تركيا عام 1983، واصل نشاطه في حزب الرفاه في محافظة إسطنبول، وفي العام التالي، رَشَحه الحزب لمنصب عمدة إسطنبول، وفاز على منافسيه بالمنصب. وكانت بلدية إسطنبول ترزح تحت ديون ثقيلة عندما أصبح عمدة لها، فنجح في التغلُّب على الديون خلال فترة وجيزة، وحَقَّق طفرة اقتصادية ومُعَّدل نُموٍّ يزيد عن 7 بالمائة. وقام بزيادة أجور العمال، وأنجز إصلاحات أساسية في مجالي الصحة والرعاية الاجتماعية لسكان المدينة، مما أكسبه شعبية كبيرة في إسطنبول وعموم تركيا. واختاره حزب الرفاه رئيسًا لفرع الحزب في إسطنبول، ومن ثم عضوًا في اللجنة المركزية للحزب. وفي عام 1986، أصدرت المحكمة الدستورية التركية حكمًا بإلغاء حزب الرفاه بدعوى مناهضة الدستور وتهديد النظام العلماني في تركيا، وقضت بحرمان رئيسه أربكان من المشاركة في الحياة السياسية. ولكن أردوغان لم يَتوقَّف عن النضال، فأُلقي القبض عليه بعد قراءته – في إحدى الاجتماعات الجماهيرية – أبياتًا من الشعر التركي جاء فيها: “مساجدنا ثكناتنا؛ وقبابنا خوذاتنا؛ ومآذننا رماحنا؛ والمؤمنون جنودنا؛ وهذا الجيش المقدّس يحرس ديننا”. وقضت محكمة أمن الدولة التركية بسجنه وحرمانه من العمل الحكومي والترشُّح للبرلمان، وفقد وظيفته كعمدة لمدينة إسطنبول. وفي عام 2001، أسس – مع عبد الله غول – حزب التنمية والعدالة، الذي اكتسح انتخابات 2003 النيابية في تركيا، وتَمَّ تعديل الدستور مما سمح لأردوغان بِتولِّي رئاسة الوزراء.

قام بحملات من التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على المستوى الوطني والتي أدَّت إلى نهضة حقيقية في بلاده جعلتها تواكب مسيرة الدول المتقدمة؛ اقتصاديًا وصناعيًا، مع التمسُّك بمبادئ الديمقراطية والعدالة. وعلى المستوى الإسلامي قام؛ مُؤيَّدًا بثقة الشعب التركي العظيم وتأييده، بخدمة قضايا الأمة الإسـلامية وفي طليعتها قضية فلسطين العادلة حيث برهن على أنه في طليعة المدافعين عن حقوق الشـعب الفلسـطيني. أما على المستوى العالمي، فإنه في طليعة المؤسسين المسـلمين لتآلف الحضارات على أساس من الحوار البناء والانفتاح؛ انطلاقًا من مبادئ التعاون والتفاهم الدولي مما جعل لوطنه تركيا مكانة مقدَّرة بين شعوب العالم ودوله.

تقديرًا لإنجازات أردوغان العظيمة، نال تقدير العديد من المحافل، وفي عام 2004، اختارته منظمة صوت أوروبا رجل أوروبا الأول؛ كما نال جائزة الشجاعة لدوره في تعزيز السلام بين الثقافات؛ وجائزة البحر المتوسط؛ وجائزة بحر قزوين لتنسيق شؤون الطاقة؛ وجائزة بناء الجسور من اتحاد علماء الاجتماع المسلمين في بريطانيا؛ وجائزة مؤسسة الديمقراطية والحرية في فرنسا؛ ووسام باكستان (أعلى وسام مدني في باكستان)؛ وجائزة تورغوت أوزال للسلام العالمي. كما منحته تسع جامعات أمريكية، وأوروبية؛ وعربية درجة الدكتوراة الفخرية.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

2009 -الجمعية الشرعية

الجمعية الشرعية الرئيسية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية

أُنشئت الجمعية الشرعية الرئيسية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية في مصر على يد فضيلة الشيخ محمود محمد خطاب السبكي، وظلَّت – على مدى قرن من الزمان – تعمل على ترسيخ مفهوم الدعوة الخالصة إلى الله تعالى، بعيدًا عن أيِّ مطامع سياسية.

سارت هذه الجمعية الرائدة نحو أهدافها بخطى ثابتة، وانتقلت من نجاح إلى آخر، حتى أصبح لها حاليًا 5000 فرع في أرجاء جمهورية مصر العربية، وأكثر من 50 معهدًا لإعداد الدعاة والقرَّاء، يدرس فيها حوالي 20 ألف طالب وطالبة. كما أنشأت أكثر من خمسة آلاف مسجد، وأكثر من 1150 مكتبًا لتحفيظ القرآن الكريم، ينخرط فيها حوالي 70 ألف فتى وفتاة، وإدارة خاصة لرعاية الطلاب الوافدين من الدول الإسلامية للدراسة في الأزهر (عددهم 7000 طالب من 68 دولة).

تضم الجمعية الشرعية في عضويتها حاليًا نحو 400 أستاذ بجامعة الأزهر، وحوالي 2000 واعظ و200 واعظة، يتولَون العمل الدعوي من خلال الخطب الدينية والدروس والندوات الأسبوعية والشهرية والقوافل الدعوية في مدن مصر وقراها ونجوعها. وتعتمد الجمعية في جميع أنشطتها الدعوية ومساجدها ومعاهدها على إحياء السنة وإماتة البدع والخرافات.

إلى جانب ذلك، تقوم الجمعية الشرعية بنشاطات اجتماعية وإنسانية عديدة داخل مصر وخارجها؛ ومن أبرز أعمالها، مشروع كفالة اليتيم حيث تكفل الجمعية حوالي 560 ألف طفل يتيم، وترعاهم ماديًا ومعنويًا، وتتولَّى تعليمهم ومتابعتهم. ومن إنجازاتها أيضًا، تيسـير متطلبات الزواج لأكثر من 40 ألف فتاة يتيمة والمساهمة في توفير فرص العمل لأمهات الأيتام وعددهن في المشروع أكثر من 250 ألف أرملة. كما تقوم الجمعية برعاية حوالي 32 ألف من طلاب العلم من خلال 850 فرعًا ومكتبًا موزّعة في أنحاء مصر،

بالإضافة إلى 1686 فصلًا لمحو الأمية، تخرَّج منها حتى الآن أكثر من 12 ألف خريج. أنشأت الجمعية أيضًا عددًا من المخابز تقوم بتوزيع الخبز مجانًا على 1200 أسرة فقيرة وعددًا من مشاريع الإنتاج الحيواني التي تم تمليكها لبعض الأسر الفقيرة في الأرياف.

كما قامت الجمعية بإنشاء 700 حضّانة لعلاج الأطفال المبتسرين، ومستشفيان كبيران لعلاج الأورام والحروق بأحدث الطرق، وأربعين وحدة لغسيل الكلى، ومركزًا تخصُّصيًا للأشعة التشخيصية، وآخر لتشخيص أمراض العيون وعلاجها بالليزر، وثلاثة مراكز للمناظير وحقن دوالي المريء، وعدّة مراكز لرعاية المعاقين، إضافة إلى تسيير قافلتين طبيتين أسبوعيًا يشارك فيهما كبار الأطباء والاستشاريين في مختلف التخصُّصات. وتقوم الجمعية من خلال خدماتها الطبيّة بتوفير العلاج مجانًا أو بأسعار رمزية للمحتاجين من المسلمين أو غيرهم على السواء.

من منطلق عضويتها في المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، تساهم الجمعية في أعمال الإغاثة العالمية خصوصًا بالنسبة للفلسطينيين، حيث قامت أثناء العدوان الأخير على غزة بإرسال أدوية وأجهزة طبية ومستشفيات ميدانية وحوالي 1700 طن من الأغذية والأغطية والملابس بلغت قيمتها الإجمالية نحو 200 مليون دولار. وللجمعية مساهمات إنسانية أخرى عديدة تمثَّلت في تسيير القوافل الطبية ومواد الإغاثة لكل من السودان والنيجر وجزر القمر وموريتانيا والصومال وأثيوبيا. وكان لها أيضًا نشاط مماثل أثناء كارثة تسونامي في إندونيسيا، وفي كشمير، وبنغلاديش ولبنان أيام الحرب. تصدر الجمعية شهريًا مجلة إسلامية وثقافية هي مجلة “التبيان” التي يتوقع أن تصبح مجلة أسبوعية عمّا قريب. كما أقامت موقعًا على الشبكة البينية (الإنترنت) للتعريف بالإسلام وإبراز محاسنه ونشر أحكامه وفكره القويم.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامها للجائزة.

2008 -الملك عبدالله بن عبدالعزيز-

خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود

 

نشأ في كنف والده الملك عبدالعزيز آل سعود، وتأثر به كثيرًا، وأفاد من تجاربه في الحكم والسياسة والإدارة، فنشأ متمسّكًا بدينه، محبًا لوطنه، حريصًا على مصالح مواطنيه. تلقّى تعليمه على يد عدد من العلماء والمعلّمين، كما تلقى تعليمًا عامًا في مدارس الرياض النموذجية، وتخرج برتبة ملازم ثانٍ من الكلية العسكرية للحرس الوطني عام 1942.

في عام 1963، تمّ تعيينه رئيسًا للحرس الوطني فطوّره خلال فترة وجيزة إلى مؤسسة عسكرية حديثة، ذات اهتمامات حضاريّة وثقافية متنوّعة. وحرص على تطويره ورعاية منسوبيه من خلال إنشاء الكليّات العسكرية والفنية، والمجمّعات السكنيّة، والمستشفيات الحديثة، والمرافق الخدمية الأخرى التابعة للحرس. وفي عام 1975، عُيّن نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء. ولما تولّي خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبدالعزيز، الحكم عام 1982، أصبح عبدالله وليًا للعهد، ونائبًا أول لرئيس مجلس الوزراء. من أبرز ما قام به إبّان ولايته للعهد، إطلاق مبادرته للسلام في الشرق الأوسط أثناء مؤتمر القمّة العربية في بيروت عام 2004. كما قام بالعديد من الزيارات الخارجية لتوطيد علاقة بلاده بالدول الصديقة والشقيقة. وفي عام 2005، بويع عبدالله بن عبدالعزيز ملكًا على البلاد خلفًا لأخيه المغفور له الملك فهد.

من المعروف عن خادم الحرمين الشريفين اتّصافه بالشجاعة وقوّة الشكيمة، وحبّه للقراءة والرياضة، خاصةً رياضة الفروسية، واهتمامه بالتعليم، ورعايته للموهوبين، و حرصه على ربط الأصالة بالحداثة من خلال مهرجان الجنادرية السنوي للثقافة والتراث والحضارة في مدينة الرياض، فضلًا عن أياديه البيضاء في مجال العمل الخيري والإنساني عامة.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

2007 -منتيمير شايميف-

فخامة الرئيس منتيمير شريف الله شايمييف

 

نُزعت أراضي جدّه في بداية تطبيق نظام المزارع الجماعية إبَّان الحكم الشيوعي مما أضطره إلى التنقل مع أفراد أسرته من مكان إلى مكان، كما عمل والده طيلة حياته في إحدى المزارع الجماعية، وأصبح رئيسًا لها لأكثر من ربع قرن. ولم يبتعد الرئيس شايمييف كثيرًا عن سيرة جده وأبيه من شغفٍ بالزراعة، فدرس الميكنة في معهد قازان الزراعي، وعمل بعد تخرُّجه مهندسًا زراعيًا، فمهندسًا أول ثم أصبح مديرًا لمنطقة منزلِسـك، ثم نائبًا لرئيس اللجنة الإقليمية لمصلحة الزراعة في قازان. وكان إثباته لمقدرته الإدارية، وكفاءته القيادية، في كل عمل تولاَّه السبيل إلى اختياره وزيرًا لإصلاح الأراضي والموارد المائية في تتارستان وعمره حينذاك لم يتجاوز الثانية والثلاثين. وتدرَّج بعد ذلك في المناصب السياسية المهمّة، فأصبح النائب الأول لرئيس الوزراء بين عامي 1983-1990 ثم رئيسًا، عام 1990، للمجلس الأعلى لجمهورية تتارستان السوفيتية، وهو المجلس الذي أعلن استقلال البلاد في إطار جمهوريات روسيا الاتحادية، وانتخب شايمييف في العام التالي أول رئيس للجمهورية. وكان اختياره لتولي تلك المناصب نابعًا من حب شعبه بمختلف أعراقه ودياناته له، وتقديره لتفانيه وإخلاصه في أداء عمله إضافة إلى تقدير القيادة الروسية العليا لنهجه القيّم القادر على الجمع بين تحقيق آمال شعب تتارستان في السيادة، والانسجام الواعي مع جمهوريات روسيا الاتحادية. 

تمكن الرئيس شايمييف – بما لديه من براعة ذاتية عملية ومثابرة اشتهر بها – كما اشتهر بها قومه التتاريون – من التوصل بعد محادثات شائكة مع الرئيس الروسي الأسبق بوريس يلتسن إلى اتفاقية لم تمكِّنه من تقاسم السلطة مع قادة موسكو فحسب؛ بل مكَّنته أيضًا من الحصول على السيادة الكاملة لبلاده على مواردها النفطية ومنشآتها الصناعية الكبيرة، وعلى أن تكون اللغة التتارية لغة رسمية لبلاده. تمكَّن خلال حكمه من توطيد السلام والاستقرار والوحدة بين أفراد شعب تتارستان، كما تصدَّى ببراعة للتحديات الاجتماعية والاقتصادية التي كانت تجابه بلاده مما أكسبه احترام شعبه والعالم، فأعيد انتخابه ثلاث مرّات رئيسًا للجمهورية. وهو عضو في مجلس الدولة للاتحاد الروسي، ونائب رئيس حزب روسيا المتحدة.

تمثَّلت خدمات الرئيس شايمييف المتميِّزة للإسلام والمسلمين في جهوده العظيمة لإحياء الثقافة والتراث الإسلامي؛ وبخاصة في قازان عاصمة الجمهورية التتارستانية، ودعمه المتواصل لنشر المعرفة والقيم الإسلامية بين المسلمين في بلاده. شملت إنجازاته بناء أكثر من ألف مسجد، معظمها أُعيد بناؤه بعد تدميره على يد الغزاة في العهود السابقة، ومنها أربعون مسجدًا تم بناؤها في قازان، التي لم يكن فيها سوى أربعة مساجد إبَّان الحكم الشيوعي، كما تم في عهده تأسيس العديد من المدارس والجمعيات الإسلامية ودور النشر لطباعة القرآن الكريم والكتب الإسلامية الرئيسة، وتشييد أول جامعة إسلامية في روسيا تقدِّم مقرراتها باللغات الروسية والتترية والعربية لخدمة مسلمي جمهوريات روسيا الاتحادية الذين يربو عددهم على عشرين مليونًا، كما قام بافتتاح مسجد قول شريف في قازان، الذي أُعيد بناؤه في الموضع الذي كان يقوم عليه قبل خمسمائة عام، وأطلق عليه اسم العالم الشاعر والقائد العظيم سيد قول شريف، الذي قاوم إيفان الرهيب بصمود فذ. وهو أكبر مسجد في روسيا الاتحادية كما أنه تحفة معمارية فريدة. حرص الرئيس على أن يكون الافتتاح في الذكرى الألفية لتأسيس العاصمة قازان إحياءً لتاريخها الإسلامي المجيد. وحضر الافتتاح نحو خمسة آلاف مدعو بينهم وفود رفيعة المستوى من أرجاء العالم الإسلامي.

استطاع الرئيس شايمييف بما تميَّزت به سياسته من الحكمة وبُعد النظر، أن يحوز على احترام العالم بأسره، وتكلَّلت إنجازاته في مختلف المجالات الثقافية والسياسية والدولية بالعديد من الجوائز والأوسمة الرفيعة داخل بلاده وخارجها. رغم مسؤولياته الجسيمة، ظل الرئيس شايمييف يمارس هوايات مختلفة مثل الفروسية والتزلج على الجليد، ويكتب الشعر أحيانًا. واشتهر، أيضًا، بدعمه المتواصل للفنانين والصحفيين والرياضيين في بلاده.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

2006 -يوسف الحجي-

الشيخ يوسف بن جاسم بن محمد الحجّي

 

تلقَّى تعليمه الأساسي في مدارس الكويت، كما تتلمذ على يد عدد من كبار العلماء في ذلك الوقت مثل الشيخ عبدالله خلف الديحان والشيخ عبدالوهاب الفارس والشيخ محمّد الفارسي. وكان لحضوره مجالسهم وتلقّيه دروس العلم بالمساجد أكبر الأثر في تكوين شخصيته وتوجهه. بدأ حياته العملية موظفًا صغيرًا في شركة أرامكو بالسعودية. ثم عاد إلى الكويت في أوائل الأربعينات والتحق عام 1943 بالعمل في وزارة الصحة وتدرَّج في وظائفها من مسؤول عن مخازن الأدوية إلى مدير للنقليَّات والمشتروات فوكيلًا للوزارة. وأشرف إبَّان تلك الفترة على بناء أول مستشفى حكومي في الكويت، كما قام بافتتاح مستشفيات أخرى عدة، وكان له دور بارز في السعي إلى إدخال الخدمات الصحية في القرى خارج مدينة الكويت. وهو من الأعضاء المؤسسين للهلال الأحمر الكويتي وكان رئيسًا له.

وبين عامي 1976-1984، أصبح وزيرًا للأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت، وأثناء تولِّيه الوزارة، سعى سعيًا حثيثًا لتأسيس بيت التمويل الكويتي وكلية الشريعة في جامعة الكويت وبرنامج الدعاة، كما قام بإطلاق مشروع الموسوعة الفقهية وإصدار أول أعدادها.

وفي عام 1984، شارك الشيخ الحجِّي في تأسيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، واختير رئيسًا لمجلس إدارتها. وقامت تلك المؤسسة الخيرية العملاقة بإنشاء عدد كبير من المستشفيات والمدارس والمراكز المهنيّة وملاجئ الأيتام والمساجد والمشروعات الزراعية والآبار وغير ذلك من الأعمال الإنسانية التي استفاد منها ملايين الفقراء خصوصًا في إفريقيا وآسيا. على أن مشاركته في تأسيس تلك الهيئة والهلال الأحمر الكويتي لا تمثل سوى جزء من إسهاماته الجليلة الأخرى في مجال العمل الخيري، فقد رأس اللجنة الكويتية للإغاثة التي قامت بدور كبير في إغاثة المناطق المنكوبة في العالم الإسلامي مثل البوسنة والهرسك والصومال ولبنان والسودان والعراق. كما أسس الحجِّي، وشارك في تأسيس وإدارة، عدد من الجمعيات الخيرية في الكويت. وكان نائب رئيس مجلس إدارة بيت الزكاة الكويتي، ونائب رئيس المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة بالقاهرة، ورئيس لجنة التمويل فيه، وعضو في مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية في السودان، والمؤسسة الإسلامية في ليستر في المملكة المتحدة، والجامعات الإسلامية في كل من إسلام آباد (باكستان) وشيتاجونج (بنجلادش) وسابقًا الكونغو والنيجر. كما كان عضو في المجلس الأعلى العالمي للمساجد التابع لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، وعضو سابق في مجلس إدارة بنك دبي الإسلامي. شارك في المؤتمرات والندوات الإسلامية في العديد من الدول. وله عدة مقالات تتناول الأهداف النبيلة للإغاثة الإسلامية وتدافع عنها، وتُبيّن أثرها البالغ في تخفيف المعاناة ومكافحة الفقر والجهل والمرض على نطاق العالم أجمع.

وتقديرًا لإسهامات الشيخ الحجِّي الجليلة في مجال العمل الخيري الإسلامي والتعليم، منحته دولة الكويت وسام روَّاد العمل الخيري عام 1988. كما حصل الحجِّي على الوسام الذهبي للعمل الخيري من جمهورية البوسنة عام 1996، والدكتوراة الفخرية من جامعة أوغندا عام 2004.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

2006 -صالح الحصين-

معالي الشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصيِّن

 

تخرَّج في كلية الشريعة بالمملكة عام 1955، ثم حصل على درجة الماجستير في الدراسات القانونية من معهد الدراسات العربية في القاهرة عام 1960. كما درس اللغتين الإنجليزية والفرنسية وألمَّ بهما، وتلَّقى دراسات في حلقات العلم في المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، وحفظ القرآن الكريم على يد الشيخ اسحق كردي. بدأ حياته العلمية في التدريس، ثم أصبح مستشارًا قانونيًا في وزارة المالية السعودية، فرئيسًا لهيئة التأديب عام 1970. وبعد ذلك، أصبح وزير دولة وعضوًا في مجلس الوزراء، وشغل منصب الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين، ورئيس اللجنة الرئاسية لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، كما كان عضوًا في المجلس الأعلى للدعوة والإرشاد.

قام معالي الشيخ الحصيِّن بدور بارز في مجال الدعوة الإسلامية ليس من خلال دعوته إلى التمسك بالتعاليم الإسلامية القائمة على الحق والعدل والمساواة فحسب، ولكن أيضًا من خلال دعوته للوسطية في الإسلام والتعايش بين المسلمين وغيرهم. وهو إلى جانب ذلك من القائمين على أعمال البر. فقد شارك في تأسيس عدد من المؤسسات الخيرية الإنسانية وإدارتها، منها:

  1. جمعية المدينة المنورة للخدمات الاجتماعية التي ابتكرت برامج للخدمة الاجتماعية واحتذت بها الجمعيات الأخرى.
  2. مؤسسة المستودع الخيري بالمدينة المنورة التي نجحت في تقديم مختلف أنواع الخدمات الاجتماعية والإعانات الأسرية للمحتاجين.
  3. الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية التي عُرفت بنشاطها الكبير في مجال العمل الإنساني العالمي دون تمييز بين المحتاجين بسبب العرق أو الدين أو الموطن.

أما في مجال الفكر، فقد ظلَّ معاليه يساهم بنشاط في مجال “المصرفية الإسلامية”؛ وذلك من خلال كتابة المقالات وعقد الندوات وإلقاء المحاضرات في محاولة لتصحيح مسار المصارف الإسلامية، ومقاومة انحرافها عن وظيفتها المميزة؛ أي التعامل بالنقود لا في النقود، كما رسمها المنظرون الأولون للمصرفية الإسلامية، وتحقيقها المبادئ القرآنية للتعامل في المال بأن يكون قيامًا للناس، وأن لا يكون دولة بين الأغنياء منهم، وأن لا يُظلم فيه الناس ولا يظلمون في مجال العمل. للشيخ الحصيِّن كذلك دور مهم في دعم التعليم حيث أنه كان عضوًا في مجالس عدد من الجامعات السعودية.

وبالإضافة إلى علمه الشرعي الغزير وعمق فكره الحصيف والتفاني في عمل الخير، فقد عُرف الشيخ صالح بالزهد عن مغريات الدنيا، وحسن الدعوة إلى الله؛ تواضعًا في تعامله مع الآخرين، وتحببًا إليهم.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

2005 -أحمد محمد علي-

معالي الدكتور أحمد محمد علي

 

تلقَّى تعليمه الأساسي في المدينة المنورة، ثم التحق بجامعة القاهرة وحصل على بكالوريوس التجارة عام 1957، وليسانس الحقوق عام 1959. ثم سافر للولايات المتحدة الأمريكية لإكمال الدراسات العليا في حيث حصل على ماجستير الإدارة العامة من جامعة ميشيغان في آن آربر عام 1962، والدكتوراة في الإدارة المالية من جامعة ولاية نيويورك في ألباني عام 1967.

بدأ الدكتور أحمد محمد علي حياته العملية في حقل التعليم وتنمية القوى البشرية بوزارة المعارف السعودية، ثم أصبح مديرًا للمعهد الإسلامي العلمي في عدن. وعُيِّن، بين عامي 1967-1972، رئيسًا بالنيابة لجامعة الملك عبدالعزيز في جدة، وأصبح وكيلاً لوزارة المعارف للشؤون الفنية من عام 1972 إلى عام 1975.

عندما قرَّرت الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي إنشاء البنك الإسلامي للتنمية، بمبادرة من الملك فيصل بن عبدالعزيز، اختير الدكتور أحمد محمد علي أول رئيس له عام 1975. وفي عام 1995، تولَّى الأمانة العامّة لرابطة العالم الإسلامي لمدة عام واحد، ثم عاد لرئاسة البنك الإسلامي. شهد البنك تحت رئاسته تطورًا عظيمًا مكَّنه من تحقيق الكثير من أهدافه المتمثلة في تطوير العمل البنكي الإسلامي وفقًا لأحكام الشريعة الغرَّاء، وتعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي للدول الأعضاء والأمة الإسلامية بشكل عام. وخلال رئاسته للبنك التي امتدت لأكثر من ثلاثين عامًا، شهد البنك ازدهارًا غير مسبوق، واتسع نشاطه الاقتصادي، وأُنشئت له عدَّة مكاتب إقليمية في الدول الإسلامية، وتضاعف عدد الدول الأعضاء فيه.

إيمانًا منه بأهمية العلم والتقنية في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية في العالم الإسلامي، أنشأ برنامج المنح الدراسية، وشارك في دعم المؤسسات العلمية والتقنية في الدول الإسلامية، كما أنشأ جوائز البنك للعلوم والتقنية.

اتَّسعت أهداف البنك لتشمل أعمال الإغاثة والعون. ومن أعظم ما أنجز في هذا الصدد، مشروع الاستفادة من لحوم الهدي والأضاحي. فبعد أن كان أكثر من نصف مليون ذبيحة تُبدّد سنويًا في موسم الحج أصبح ممكنًا، من خلال تعاون البنك الإسلامي مع حكومة المملكة العربية السعودية، تجهيز هذه الذبائح على أرقى مستوى، ونقلها إلى المحتاجين في أرجاء العالم الإسلامي. وأصبح المشروع مثلًا للعمل الخيري الإسلامي المستدام.

على الرغم من مسؤولياته الجسيمة، يشارك الدكتور أحمد علي بانتظام في الحياة العلمية والثقافية في المملكة العربية السعودية وخارجها من خلال العديد من المحاضرات والمقالات وأوراق العمل التي يقدِّمها حول الاقتصاد الإسلامي، والعمل البنكي الإسلامي، والتعليم. وهو عضو في مجلس إدارة الصندوق السعودي للتنمية، وفي مجالس التعليم العالي في عدّة جامعات سعودية.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

مؤسسة الحريري 2005 copy

مؤسسة الحريري الخيرية

تُعدُّ مؤسسة الحريري في لبنان، التي أسسها الشيخ رفيق الحريري، رئيس وزراء لبنان الأسبق، رحمه الله، من أكبر المؤسسات الخيرية في العالمين العربي والإسلامي، ولها فروع في فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية. وقد قامت منذ إنشائها عام 1979 بأعمال إسلامية جليلة؛ لاسيما في مضمار الرعاية التربوية والتعليمية، وفي دعم النشاط المتصل بالهوية الثقافية والاجتماعية العربية والإسلامية.

بدأت مؤسسة الحريري نشاطها في صيدا في أعقاب الحرب الأهلية في لبنان تحت مُسمّى “المعهد الإسلامي للثقافة والتعليم العالي”، وفي عام 1984، تغيّر اسمها إلى مؤسسة الحريري وانتقل مقرّها الرئيس إلى بيروت، وأنشأت لها فروع في طرابلس والبقاع، إضافة إلى مكاتبها في صيدا. ومن أعظم إنجازات مؤسسة الحريري مساعدة ما يقارب 35 ألف طالب وطالبة – بغض النظر عن ديانتهم أو انتماءاتهم السياسية –  على إكمال دراستهم الجامعية، أو الدراسات العليا، في أكثر من 1700 جامعة ومعهد في أرجاء العالم، بينهم حوالي 4000 مهندس وأكثر من 1500 طبيب. حصل أكثر من 835 من هؤلاء الطلاب على درجة الدكتوراة في كبرى الجامعات العالمية. كما أقامت المؤسسة عددًا من البرامج الإعدادية ومشروعات التدريب الجامعي، خاصة في الهندسة والطب واللغتين الإنجليزية والفرنسية. إلى جانب ذلك، قامت مؤسسة الحريري بترميم بعض المباني التاريخية، كما قامت بتنظيم المعارض الثقافية والفنية ونشر العديد من البحوث والدراسات.

أنشأت مؤسسة الحريري، أيضًا، عددًا من المدارس والمعاهد الجامعية والتقنية، والمراكز الصحية والاجتماعية والرياضية في لبنان، ورعت مؤسسات العجزة والأيتام في ذلك البلد. كما قدَّمت الدعم لدور الإفتاء والمؤسسات الإسلامية الخيرية، كجمعيات المقاصد الإسلامية في بيروت، وصيدا.

وفي إطار جهودها للمحافظة على التراث الإسلامي قامت مؤسسة الحريري بترميم بعض المساجد التاريخية العريقة، مثل الجامع الأموي في بعلبك، والكيخيا والعمري في صيدا، وجامع صور القديم، وجامع القشيطة. وبنت مساجد جديدة على الطراز المعماري الإسلامي.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامها للجائزة.

2004 - عبدالرحمن سوار الدهب-

فخامة المشير عبد الرحمن محمد سوار الذهب

 

قدم والده إلى أم درمان من مدينة الأبيض في غرب السودان، ثم عاد بعد عامين إلى الأبيض ليواصل نشاطه في نشر العلم وتحفيظ القرآن. وهنالك تلقَّى تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانوي، ليلتحق بعد ذلك بالكلية الحربية في الخرطوم. ثم تخرَّج ضابطًا في القوات المسلحة السودانية عام 1955، أي قبل عام واحد من استقلال السودان، كما تلقَّى علومًا عسكرية عُليا في بريطانيا والولايات المتحدة ومصر والأردن.

تدرَّج عبدالرحمن سوار الذهب في السلك العسكري حتى أصبح رئيسًا لهيئة أركان الجيش السوداني ووزيراً للدفاع. وفي عام 1985، تسلَّم مقاليد الحكم في بلاده للخروج بها من أزمة سياسية طاحنة، متعهدًا بتسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة خلال عام واحد. وكان برًّا بوعده، فرفض البقاء في الحكم، واعتزل العمل السياسي ليتفرَّغ للعمل التطوعي الإسلامي وخدمة المسلمين، مسخرًا لذلك كل طاقته ومكانته وفكره.

اختير عبدالرحمن سوار الذهب، إلى جانب مسؤولياته في منظمة الدعوة الإسلامية، نائبًا لرئيس المجلس الإسلامي العالمي للدعوة بالقاهرة، ونائبًا لرئيس الهيئة الإسلامية العالمية في الكويت، ونائبًا لرئيس “ائتلاف الخير” في لبنان، ونائبًا لرئيس أمناء مؤسسة القدس الدولية، وعضوًا مؤسسًا في العديد من المنظمات والجمعيات الخيرية والاجتماعية الإسلامية والعالمية الأخرى، وقام بجهود كبيرة في مجال الإغاثة في فلسطين والصومال والشيشان وأذربيجان، وفي حل النزاعات بين بعض الدول والجماعات الإسلامية وتحقيق السلام في جنوب السودان، كما كان عضوًا في الوفد العالمي للسلام بين العراق وإيران.

شارك عبدالرحمن سوار الذهب بفكره وخبرته في كثير من المؤتمرات المحلية والإقليمية والعالمية المهتمَّة بالعمل التطوعي والدعوة الإسلامية. وكان له دور كبير في دعم التعليم والعمل الصحي والاجتماعي في بلاده. فكان رئيس مجلس أمناء جامعة كردفان، التي منحته درجة الدكتوراة الفخرية تقديرًا لدوره في قيامها، ومؤسس كلية شرق النيل الجامعية، وأحد المساهمين في تأسيس جامعـة أم درمان الأهلية. وكان رئيس لعدد من جمعيات أصدقاء المرضى، وعضو في عدد آخر منها، ورئيس الصندوق القومي للسلام في السودان، ورئيس هيئة جمع الصف الوطني التي تُعنى بإيجاد الحلول للقضايا السودانية وفي مقدّمتها قضية دارفور.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.