1993 -الرئيس علي عزت ميجوفيتش-

فخامة الرئيس علي عزت بيجوفيتش

 

انتقل منذ صغره إلى سراييفو حيث نشأ وأكمل تعليمه فيها حتى حصل على الشهادة العليا في الاقتصاد، وشهادة التأهيل في القانون من جامعة سراييفو. عمل لمدّة 25 عامًا مستشاراً قانونياً لجهات علمية وتجارية مختلفة وفي مقدمتها جامعة سراييفو. وهو يتحدث اللغات الفرنسية والإنجليزية والألمانية إلى جانب اللغة اليوغسلافية.

التحق الدكتور بيجوفيتش بمنظمة الشباب المسلمين عام 1940، فسُجن لنشاطه فيها لمدة ثلاثة أعوام. وفي عام 1982، كان أول المتهمين في محاكمة سراييفو المشهورة، فحُكم عليه بالسجن لمدة 14 عامًا، ولكن أُطلق سراحه حينما تفكَّك الإتحاد السوفيتي وبعد أن أمضى خمسة أعوام في السجن. وفي عام 1989، أنشأ حزب العمل الديمقراطي – وهو حزب إسلامي سياسي – وانتخب رئيساً له عام 1990.

وقف الدكتور بيجوفيتش بشجاعة منذ فجر شبابه مدافعاً عن حقوق المسلمين الذين كانوا يتعرضون للاضطهاد والتصفية الجسدية في بلاده. فسُجن مرتين، ولكن ذلك لم يزده إلا صموداً وتضحية، كما كتب كتابات علمية رصينة يُبين فيها الدور العالمي للإسلام في تقدُّم الفرد والمجتمعات. وكان لهذه الكتابات عظيم الأثر في يوغوسلافيا وخارجها. وفي مقدَّمة كتبه: “البيان الإسلامي”، الذي يتناول أساسيات النظام الإسلامي وقد تُرجم إلى العربية والأسبانية والإنجليزية، و”الإسلام بين الشرق والغرب”، الذي تُرجم إلى الإنجليزية والتركية والماليزية والهندية، وتناول فيه نظرة الغرب الرافضة للإسلام رغم ما قدّمه المسلمون من إسهامات حضارية راقية، ومُنع ذلك الكتاب في فرنسا بيد أنه لقي رواجاً منقطع النظير في بقية أنحاء أوروبا، ووصفه أحد الكتاب البريطانيين بأنه أعظم كتاب صدر في أوروبا في الثمانينات. في كتابه “الإسلام بين الشرق والغرب”، تناول الأبعاد الفكرية والثقافية والفنيّة للإسلام، ناقداً في الوقت نفسه الحضارة الغربية بطريقة علمية ومنهجية دقيقة، وكتابه الأقليات الإسلامية في الدول الشيوعية الذي تناول فيه أوضاع المسلمين وما يتعرضون له من ظلم في تلك الدول. لذلك فإن بيجوفيتش يمثِّل؛ سيرة وعملاً، نموذجاً فريداً بين المسلمين البارزين؛ فكراً وسياسة، لخدمة الإسلام والمسلمين.

نال الدكتور بيجوفيتش عدداً من الجوائز، منها: جائزة مفكّر السنة من مؤسسة علي وعثمان حافظ، وجائزة الدفاع عن الديمقراطية الدولية من المركز الأمريكي للدفاع عن الديمقراطيات والحريات، وجائزة جلال الدين الرومي الدولية لخدمة الإسلام بتركيا، وجائزة الشخصية الدولية من الإمارات العربية المتحدة.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

1992 -حامد الغابد-

الدكتور حامد الغابد

 

تدرَّج في التعليم حتى نال درجة الدكتوراة من جامعة السوربون في باريس عام 1988. تولَّى مناصب قيادية مهمَّة في بلاده، منها عدّة مناصب وزارية حيث كان وزيرًا للدولة للشؤون الخارجية بين عامي 1979-1981، ووزيرًا للتجارة بين عامي 1981-1983، ووزيرًا للمالية عام 1983؛ ثم أصبح رئيسًا لوزراء النيجر بين عامي 1983-1988. وفي عام 1989، اختير الدكتور حامد الغابد أمينًا عامًا لمنظمة المؤتمر الإسلامي.

تتمثَّل خدمة الدكتور الغابد للإسلام في إنشائه المؤسسة الإسلامية للعلوم الاجتماعية المهتمة ببناء مؤسسات إسلامية، وفي عمله الدؤوب من خلال الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي على تنمية التعاون بين البلدان الإسلامية، وتحقيق التضامن بينها في شتى الحقول الاجتماعية والعلمية والثقافية والاقتصادية والسياسية، ودفاعه عـن حقوق الأقليات الإسلامية، ومحاولته تحسين أوضاعها، وكذلك جهوده الحثيثة في إحقاق الحق في النزاع بين الدول الإسلامية، والتغلُّب على مشكلاتها ونزاعاتها الداخلية، وحثِّه الدول الغنية لتقديم المساعدة للدول الإسلامية الفقيرة، ونجاحه في إعادة الثقة في صندوق التضامن الإسلامي الذي يقوم بمساعدة البلدان المتضرِّرة بالكوارث الطبيعية.

شغل الدكتور الغابد منصب أمين عام منظمة العالم الإسلامي ثمانية أعوام. ونظرًا لمكانته المرموقة وخبرته الدبلوماسية الطويلة، اختاره الاتحاد الأفريقي ممثلًا له ووسيطًا في قضية دارفور (السودان)، حيث عمل جاهدًا لترتيب المباحثات بين الحكومة السودانية والثائرين ضدّها من أجل تحقيق السلام والاستقرار في ذلك الإقليم.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

1991 -عبدالله عمر نصيف-

معالي الدكتور عبد الله بن عمر نصيف

 

تعلَّم في مدارس جدة حتى نهاية المرحلة الثانوية، ثم حصل على بكالوريوس العلوم في الكيمياء من جامعة الملك سعود عام 1964، ثم نال درجة الدكتوراة في الجيولوجيا من جامعة ليدز في بريطانيا عام 1971، ودرَّس في جامعة الملك سعود في الرياض والملك عبدالعزيز في جدّة، وتدرَّج في الرتب الأكاديمية حتى حصل على مرتبة الأستاذية. وهو زميل الجمعية الجيولوجية بلندن، والجمعية الجيولوجية الأمريكية.

تولَّى الدكتور نصيف بين عامي 1973-1974 رئاسة قسم الجيولوجيا في كلية العلوم بجامعة الملك عبدالعزيز، ثم أصبح أمينًا عامًا للجامعة بين عامي 1974-1976، فوكيلًا لها بين عامي 1976-1980. وفي عام 1980، عُيِّن مديرًا للجامعة. وبعد ذلك بثلاثة أعوام، أصبح أمينًا عامًا لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، واختير نائبًا لرئيس الندوة العالمية للشباب الإسلامي في المملكة العربية السعودية.

وهو عضو في مجلس أمناء جامعة دار السلام في نيومكسيكو، والكلية الإسلامية الأمريكية في شيكاغو بالولايات المتحدة، والأكاديمية الإسلامية في كيمبردج ببريطانيا، والأكاديمية الملكية المغربية، ونائب الرئيس الأعلى للجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد، ورئيس مجلس أمناء كل من: معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية في جامعة فرانكفورت بألمانيا، والمركز الثقافي الإسلامي في جنيف بسويسرا، والمركز الإسلامي الثقافي في سيدني باستراليا، والجامعة الإسلامية في النيجر، والجامعة العالمية الإسلامية في شيتاجونج، وجامعة دار الإحسان في بنجلاديش.

تمثَّلت جهود الدكتور نصيف، قبل تولِّيه الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي، بالنشاط المتصل بين الشباب الجامعي والمشاركة في مختلف اللقاءات الإسلامية. أما إبَّان تولِّيه الأمانة العامـة للرابطة فقد تحقَّق، بفضل سماحته وحيويته، كثير من مناهج العمل الإسلامي في الرابطة، وبذل جهودًا كثيرة لدراسة أوضاع الأقليات الإسلامية وحلّ مشكلاتها، وبرز جهده هذا في مشروع الإغاثة الإسلامية المعروف بسنابل الخير الذي يرمي لإنقـاذ الجموع الفقيرة في أطراف العالم الإسلامي من الفقر والجهل والمرض.

 

1990 -خورشيد أحمد-

البروفيسور خورشيد أحمد

 

حصل على درجتي بكالوريوس إحداهما في القانون والثانية في التشريع، ثم على شهادتي ماجستير إحداهما في الحقوق والأخرى في الدراسات الإسلامية، كما حصل على درجة الدكتوراة الفخرية في التربية، والدكتوراة الفخرية في الاقتصاد الإسلامي من الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا. وهو من كبار الدعاة ومن أشهر علماء الاقتصاد الإسلامي في العالم وأكثرهم عطاءً، وله تحرك دائم في مختلف مناطق العالم؛ داعيًا ومحاضرًا ومناظرًا في المراكز الإسلامية وبين الأقليات والجاليات المسلمة. شارك في العديد من الندوات في أوروبا وأمريكا يناقش قضية التنصير ويُحاور المنصِّرين ويناظرهم، وأصدرت المؤسسة الإسلامية، التي يرأسها في ليستر في إنجلترا، عدَّة نشرات متتابعة رصدت فيها جهود المنصِّرين في البلاد الإسلامية.

لم يكن غريبًا أن تؤهله خدماته الجليلة للإسلام والتعليم والاقتصاد العالمي؛ وبخاصة للمجتمعات الإسلامية، لتولِّي العديد من المناصب والمسؤوليات فكان وزيرًا فيدراليًا للتخطيط والتنمية ونائبًا لرئيس هيئة التخطيط في الحكومة الباكستانية، ورئيس لجنته الدائمة للتمويل والشؤون الاقتصادية والتخطيط، وأستاذًا في جامعة كراتشي لأكثر من عشرة أعوام، وباحثًا في جامعة ليستر بالمملكة المتحدة، ورئيسًا للمعهد الدولي للاقتصاد الإسلامي في الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام أباد، وأكاديمية البحوث الإسلامية في كراتشي ولاهور، ومؤسسة الدراسات السياسية في ليستر، كما كان عضوًا في مجالس العديد من مراكز البحوث الإسلامية العالمية، منها: المجلس العلمي الاستشاري لمؤسسة الدراسات السياسية والاقتصادية المقارنة بجامعة جورج تاون بالولايات المتحدة، والمجلس الاستشاري العالمي للمركز الدولي للبحوث والاقتصاد الإسلامي في جامعة الملك عبدالعزيز بجدّة، ومعهد البحوث الإسلامية والتدريب التابع للبنك الإسلامي للتنمية في جدّة، والمجلس الاستشاري لمركز الدراسات الإسلامية والعلاقات الإسلامية – المسيحية في كلية سالى اوك في برمنجهام، ومجلس أمناء المركز الإسلامي في زاريا (نيجيريا)، والجامعة الإسلامية في باكستان، والأكاديمية الملكية للحضارة الإسلامية في عمَّان (الأردن)، ونائب رئيس المؤتمر الدائم للأديان السماوية في لندن وبرلين. وهو مؤسس معهد الدراسات والتخطيط في إسلام أباد والمؤسسة الإسلامية في ليستر ورئيسهما.

نشر البروفيسور خورشيد سبعين كتابًا باللغة الإنجليزية وسبعة عشر كتابًا بالأردية. وتناولت كتبه موضوعات إسلامية واقتصادية متنوعة. كما أشرف على تحرير ترجمان القرآن الشهرية لأكثر من 35 عامًا، وشارك في أكثر من مائة مؤتمر. اتسمت حياته وأعماله بالصمود والكفاح في سبيل التوعية الإسلامية ونشر الفكر الإسلامي، وتميَِّزت كتاباته ومحاضراته بأسلوبها المحبَّب النفَّاذ إلى قلوب قرَّائه ومستمعيه على اختلاف أنواعهم.

نال البروفيسور خورشيد أحمد على جائزة بنك التنمية الإسلامي الأولى في الاقتصاد عام 1988.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

 

1990 -علي الطنطاوي-

فضيلة الشيخ علي الطنطاوي

كان جدّه الشيخ محمد بن مصطفى عالمًا أزهريًا وخبيرًا في الفلك والرياضيات. وقد انتقل بعلمه من مصر إلى ديار الشام في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي. أما أبوه الشيخ مصطفى فكان أمينًا للفتوى، ثم رئيسًا لمحكمة النقض في دمشق.

تلقَّى الشيخ علي الطنطاوي دراسته الابتدائية الأولى في المدرسة التجارية، ثم التحق بالمدرسة السلطانية الثانية، فالمدرسة الجقمقية، ثم دخل مكتب عنبر، الذي كان الثانوية الوحيدة في دمشق، لينال البكالوريا عام 1927. والتحق بعد ذلك بكلية الحقوق في جامعة دمشق حتى نال الليسانس عام 1932. جمع فضيلته بين الدراسة النظامية وتلقِّي العلوم الدينية وعلوم اللغة العربية والعلوم على يد كبار المشايخ.

عمل – منذ مطلع شبابه – بالتدريس في المدارس الأهلية والحكومية في دمشق وتعرَّض لمضايقات عديدة بسبب مواقفه الوطنية وجرأته في مقاومة الفرنسيين وأعوانهم مما اضطره للانتقال إلى العراق عام 1936، حيث عمل في مدارس بغداد وكركوك والبصرة. ثم عاد للتدريس في سوريا، كما قام بالتدريس في كلية الشريعة ببيروت لمدة عام. وفي عام 1941، التحق بسلك القضاء، فعُيِّن قاضيًا في النبك، ثم قاضيًا في دوما، ثم قاضيًا ممتازًا في دمشق، فمستشارًا لمحكمة النقض في الشام، ثم مستشارًا لمحكمة النقض في القاهرة أيام الوحدة مع مصر.

في عام 1964، قدم الشيخ الطنطاوي إلى المملكة العربية السعودية، فأخذ يُدَّرس في كلية اللغة العربية وكلية الشريعة في الرياض، ثم انتقل إلى التدريس في كلية الشريعة في مكَّة المكرَّمة، ثم تفرَّغ للعمل في مجال الإعلام. وكان له برنامج إذاعي يومي بعنوان “مسائل ومشكلات” وآخر تلفزيوني أسبوعي بعنوان “نور وهداية”، وظلَّ يقدمهما لحوالي ربع قرن. وكان من أقدم الإعلاميين العرب، إذ بدأ يحاضر في إذاعة يافا عام 1932، وإذاعة بغداد عام 1940، وإذاعة دمشق عام 1942. أما أول مقالة صحفية له، فقد نُشرت عام 1926، ولم ينقطع عن النشر في الصحف منذ ذلك التاريخ.

قام الشيخ الطنطاوي بجهود خيِّرة في مجال الدعوة الإسلامية عقودًا؛ وذلك من خلال الدروس والمحاضرات والكتب والمقالات والمؤتمرات والأسفار، ومن خلال الصحف والإذاعة والتلفزيون. وتقلَّبت به الدنيا وهو ثابت لم يتغيَّر ولم يتقلَّب. ألَّف عشرات الكتب، وكتب مئات المقالات، وأذاع آلاف الأحاديث، والتقى بمستويات شتَّى من البشر تتفاوت وتتباين في المستوى الاجتماعي والثقافي. وظلَّ عند هؤلاء جميعًا داعيًا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، مُبيّنًا فضائل الإسلام أو مُقدِّمًا النصيحة والمشورة، أو رادًا على الشُّبَه والتزييف، أو مشاركًا في صياغة القوانين والأنظمة، أو عاملًا في إعداد المناهج التعليمية. وقد وظّف ثقافته وعلمه وأسلوبه الأدبي في خدمة الدعوة الإسلامية، فأجاد وأفاد، وانتفع بعلمه عدد لا يحصى من البشر.

 

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

1989 -محمد الغزالي-

فضيلة الشيخ محمد الغزالي السقا

 

نشأ في أسرة صالحة، حرصت على تربيته وتعليمه، فحفِظ كتاب الله في الصغر، ثم انتقل من قريته إلى الإسكندرية ليدرس العلوم الدينية وعمره عشرة أعوام، وتخرَّج في الأزهر حيث تخصص في الدعوة والإرشاد، ثم حصل على درجة التخصص في التدريس، المعادلة لدرجة الماجستير، من كلية اللغة العربية عام 1943.

بعد تخرُّجه، عمل إماماً وخطيباً في مسجد العتبة الخضراء ثم تدرّج في الوظائف، فأصبح مفتشاً في المساجد، ثم واعظاً بالأزهر، ثم وكيلاً لقسم المساجد، فمديراً لها، ثم مديراً للتدريب، فمديراً للدعوة والإرشاد. وتعرَّض للمضايقات والاعتقال أكثر من مرَّة بسبب مواقفه الجريئة، فقضى حوالي عام في معتقل الطور بسيناء، كما قضى فترة من الزمن في سجن طرَّة. وفي عام 1971، أُعير للمملكة العربية السعودية أستاذاً في جامعة أم القرى بمكة المكرمة، ثم التحق بكلية الشريعة في قطر. وفي عام 1981، عُيّن وكيلاً لوزارة الأوقاف بمصر، كما تولََّى رئاسة المجلس العلمي لجامعة الأمير عبدالقادر الجزائري الإسلامية بالجزائر لمدة خمسة أعوام.

يُعدّ الشيخ الغزالي واحداً من أهم المفكرين الإسلاميين في العصر الحديث. تعلّق منذ طفولته بالقراءة، وكان شديد الإعجاب بابن تيمية وأبي حامد الغزالي ومحمد عبده ورشيد رضا، فدرس أفكارهم العلمية والإصلاحية، كما نهل من دروس فطاحل الأزهر أمثال الشيخ عبدالعظيم الزرقاني، والشيخ محمود شلتوت، والشيخ عبدالعزيز بلال، والشيخ إبراهيم الغرباوي، وبذلك تنوَّعت مصادر فكره وثقافته. وكان مطّّلعاً على أحوال العالم الإسلامي وعلله، وسافر إلى معظم أقطاره محاضراً وخطيباً وعالم دين وأدب.

ضمّن الغزالي فكره وآراءه في حوالي 60 كتاباً، إلي جانب مئات المقالات والخطب والمحاضرات والدروس والمناظرات، فنفع بعلمه آلاف المسلمين في شتى أقطارهم. شهد العلماء المعاصرون، منهم الشيخ أبو الحسن الندوي والشيخ يوسف القرضاوي، بسعة علمه في مختلف مجالات الدعوة والتفسير والحديث والفقه، والأدب والسياسة والاقتصاد، كما شهدوا بجهاده المتواصل في محاربة الظلم الاجتماعي، ومواقفه الجريئة في التصدّي للاتجاهات العلمانية واليسارية، والفرق المنحرفة والمتطرّفة. وقال عنه الشيخ حسن البنا “إنه يكتب كما يتكلم ويتكلم كما يكتب.”

كان الشيخ الغزالي مدركاً لأهمية الكتابة والخطابة في تغيير المجتمع، فجنّد كل طاقاته وفكره لنشر الدعوة الإسلامية، ومكافحة الفساد والظلم والجهل، ولم يترك الجهاد الفكري بالقلم، والدفاع عن قيم الإسلام وتعاليمه طيلة حياته.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

 

1988 -أحمد دمعوكاو الونتو-

الدكتور أحمد دوموكاو ألونتو

 

حصل على الزمالة في الأدب من جامعة الفلبين في مانيلا عام 1934، ثم حصل على الليسانس في الحقوق من تلك الجامعة عام 1938. وتولَّى مناصب حكومية عدة، وانتُخِب عضواً في مجلس النواب، ثم عضواً في مجلس الشيوخ.

يُعدّ الدكتور ألونتو من أعظم قادة المسلمين في القرن العشرين، فقد قاد حركة النهضة الإسلامية في بلاده لأكثر من أربعين عامًا، وكان عملاقاً سياسياً، ومعلماً عظيماً، ومصلحاً اجتماعياً، ورجل سلام. بذل جهوداً عظيمة في سبيل تحسين أوضاع مسلمي الفلبين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، وتعزيز روابطهم بغيرهم من المسلمين، وإنشاء مراكز لهم، وتعريف زعماء العالم الإسلامي بأحوالهم. وكان داعية إلى نبذ العنف، وإلى التعايش السلمي بين مسلمي الفلبين ومسيحييها. ونجح من خلال عضويته في مجلس النواب ثم في مجلس الشيوخ الفلبيني في استصدار العديد من القوانين المتعلقة بحقوق المسلمين في الفلبين، وفي تأسيس هيئة تنمية مندناو، وفي ابتعاث عدد كبير من مسلمي بلاده للدراسة في الأزهر، والمدينة المنوّرة، ومكّة المكرّمة، والرياض، والكويت، ودمشق.

ترأس الدكتور ألونتو عدّة جمعيات إصلاحية، كما كان عضواً نشطاً في مؤسسات وهيئات ومنظمات إسلامية مختلفة، وعمل مرشداً عاماً لحركة أنصار الإسلام في الفلبين، وعضواً في المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، والمجلس التنفيذي لمؤتمر العالم الإسلامي، والمجلس المركزي للمنظمة الدولية للجامعات الإسلامية، وتبنَّى إنشاء مركز مندناو الإسلامي في مروي وهو أكبر مسجد ومركز إسلامي في الفلبين، كما رعى مشروع ترجمة القرآن الكريم إلى لغة المورو. وأصدر العديد من الكتب والمقالات؛ تأليفاً وترجمة، لشرح أصول الإسلام ومثله العليا. وشارك في العديد من المؤتمرات والحلقات الدراسية. مُنِح عدداً من الجوائز وأوسمة الاستحقاق والنياشين.

كان من ثمار كفاحه في خدمة مسلمي الفلبين، قيام جامعة مندناو عام 1961 لتدريس العلوم الإسلامية جنباً إلى جنب مع العلوم الطبيعية والآداب والدراسات الإنسانية، وأصبح ألونتو ثالث رئيس لها. وهي ثاني أكبر جامعات الفلبين.

تضمّ جامعة مندناو – التي أسسها الدكتور أحمد ألونتو – حالياً حوالي سبعين ألف طالب وطالبة وأكثر من ثلاثة آلاف عضو هيئة تدريس، وتوجد بها كليات الزراعة، والهندسة، والقانون، والعلوم الطبية، وتكنولوجيا المعلومات، وإدارة الأعمال؛ والإدارة العامة، والمعلمين، والتربية الرياضية، وعلوم الأسماك، بالإضافة الى مركز الملك فيصل للدراسات العربية والآسيوية.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

1987 -ابوبكر جومي-

فضيلة الشيخ أبو بكر محمود جومي

 

درس على أبيه القرآن الكريم ومبادئ العربية والفقه، ثم التحق بالدراسة النظامية، وحصل على شهادة المعلمين، وواصل تعليمه بالمدرسة الوطنية للموهوبين في شمال نيجيريا، ثم التحق بمدرسة العلوم العربية (كلية القضاء) في كانو حيث درس اللغة العربية إلى جانب الدراسات الإسلامية لمدّة خمسة أعوام. وبعد تخرجه عام 1947، حصل على منحة دراسية في معهد التربية في بخت الرضا في السودان، ونال شهادة الدبلوم العالي في القضاء. ولما رجع إلى نيجيريا، ارتبط بالزعيم أحمدو بللو، وأصبح ساعده الأيمن في الدعوة الإسلامية ومحاربة البدع والخرافات وشاركه في إنشاء منظمة جماعة نصر الإسلام، أكبر هيئة إسلامية في نيجيريا. وكان أول عالم أفريقي أقام جسراً للتواصل بين كتاب الله العظيم واللسان الهوساوي، من خلال جهوده وإنجازه لترجمة معاني القرآن إلى لغة الهوسا السائدة في غرب أفريقيا. ومنحه أحمدو بللو وساماً ذهبياً أمام الجماهير تكريماً له.

عمل الشيخ جومى لبعض الوقت في سلك التعليم، ثم التحق بالسلك القضائي. وبعد استقلال نيجيريا، أصبح مساعداً لرئيس القضاء في محكمة الاستئناف الشرعية العليا، ثم رئيساً للقضاء في الإقليم الشمالي من البلاد. كما تولَّى منصب المستشار الديني لرئيس وزراء إقليم شمال نيجيريا، وأصبح مديراً عاماً للشؤون الدينية بمجلس الشورى، ورئيساً للهيئة الوطنية لشؤون الحج والحجاج، في ذلك الإقليم. وفي عام 1976، عُيِّن مفتي البلاد الأكبر.

 

1986 -رجاء جارووي-

الدكتور روجيه جارودي

تعلَّم في مدارس مارسيليا بفرنسا، وشارك في الحرب العالمية الثانية، وتمَّ أسره في جلفة بالجزائر. وبعد انتهاء الحرب، انتُخِب عضوًا في البرلمان الفرنسي عام 1945. وفي عام 1970، اخُتِير عضوًا في مجلس الشيوخ. حصل على الدكتوراة في الفلسفة من جامعة السوربون، والدكتوراة في العلوم من جامعة موسكو، وهو مؤسس ورئيس المعهد الدولي للحوار بين الحضارات في باريس، ومؤسس المركز الحضاري في قرطبة، وعضو في أكاديمية المملكة المغربية، وفي المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية في الأردن.

اعتنق الدكتور جارودي البروتستانتية وهو في الرابعة عشرة من عمره، وانضم إلى الحزب الشيوعي الفرنسي وهو في العشرين من عمره، وتنقَّل بين السجون والمعتقلات، وكان عضوًا في الحوار المسيحي الشيوعي في الستينيات، وحاول أن يجمع بين الدين والشيوعية مما أدَّى إلى فصله من الحزب الشيوعي عام 1970. وانجذب جارودي للأديان منذ صغره، وقرأ العديد من الكتب المترجمة عن الإسلام وتفسير القرآن، كما ساعدته زوجته الفلسطينية في قراءة بعض المصادر العربية والإسلامية وترجمتها، خاصة كتب التراث. وبعد أعوام طويلة من البحث والدراسة والمقارنة اهتدى إلى الإسلام، وتولّدت لديه قناعة بأنه دين الفطرة، التي خلق الله الناس عليها، وأنه الدين الحق منذ أن خلق الله آدم، فأشهر إسلامه عام 1982، وأعلن ذلك في المؤسسة الثقافية بجنيف وأصبح يُسمَّى “رجاء” بدلًا عن روجيه.

اشتهر الدكتور جارودي بعدائه الشديد للامبريالية والصهيونية. وبعد مجازر صبرا وشاتيلا في لبنان، عام 1982، أصدر بيانًا وقّعه معه اثنان من رجال الدين المسيحي واحتلَّ صفحة كاملة من جريدة اللوموند الفرنسية بعنوان “معنى العدوان الإسرائيلي بعد مجازر لبنان”. وكان ذلك البيان بداية صدام بينه وبين المنظمات الصهيونية، التي شنَّت ضدّه حملة شرسة في فرنسا والعالم، واتَّهمته بالعنصرية ومعاداة السامية؛ وبخاصة بعد أن نشر بحثه “ملف إسرائيل”. تعرَّض للمحاكمة بتهمة التشكيك في المحرقة اليهودية في كتابه الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية، وحُكِّم عليه بغرامة مالية كبيرة، ولكن ذلك كله لم يحمله على التراجع عن موقفه أو يؤثَّر في صلابته رغم أنه تجاوز التسعين من عمره.

نشر جارودي أكثر من 40 كتابًا، منها: “حوار بين الحضارات”، “إنذار إلى الأحياء”، “كيف صار الإنسان إنسانًا؟”، “الإسلام يسكن مستقبلنا”، “محمد الإسلام”، “وعود الإسلام”، “المسجد مرآة الإسلام”، “فلسطين أرض الرسالات السماوية”، “القضية الإسرائيلية – كشف السياسة الصهيونية”، و”محاكمة الصهيونية الإسرائيلية”. وفي تلك الكتب، أبان مكانة الإسلام ومبادئه وصحة أصوله وقدرته على توفير الكرامة للإنسان على مرِّ العصور، وتخليصه من الويلات التي تهدِّد العالم؛ إضافة إلى ذلك، دافع عن فلسطين وأهلها من خلال مواقفه وخطبه وكتاباته. تُرجمت أعماله إلى أكثر من عشر لغات.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

1986 -أحمد ديدات-

الشيخ أحمد حسين ديدات

سافر إلى كوازولو (ناتال) في جنوب أفريقيا عام 1927 ليلحق بوالده الذي هاجر إلى هناك طلبًا للرزق. وتمكن الشيخ أحمد من تعلُّم اللغة بسرعة وكان تلميذًا نابغًا، ولكنه لم يتمكَّن من مواصلة دراسته بسبب الفقر، فانصرف إلى تجارة المفرَّق وهو دون السادسة عشرة من عمره. وسرعان ما لمس مدى سوء الفهم للإسلام في أوساط غير المسلمين، فعزم على مقارعة الحجة بالحجة، فانكبّ على تثقيف نفسه وعلى القيام بالدعوة وحلقات النقاش ليبيِّن لهم حقيقة الإسلام حتى أصبح من أشهر الدعاة إلى هذا الدين. وكان من أهم مميزاته إتقانه التام للغة الإنجليزية، وقدرته على الاستدلال، ليس فقط بالقرآن الكريم والأحاديث الشريفة، وإنما أيضًا بالإنجيل والكتب السماوية الأخرى، التي كان يعرفها عن ظهر قلب.

بدأ الشيخ ديدات نشاطه في مجال الدعوة قبل أكثر من ستين عامًا، وألقى أولى محاضراته، وكانت بعنوان “محمّد رسول السلام” في قاعة السينما بمدينة ديربان وفي حضور خمسة عشر شخصًا فقط، وخلال فترة وجيزة، بدأ الناس يتسارعون بأعداد كبيرة لسماع محاضراته وطرح الأسئلة عليه، متخطين حواجز الفصل العنصري التي كانت سائدة في جنوب أفريقيا في ذلك الوقت. ومع زيادة الإقبال على محاضراته ازداد نشاطه الدعوي، واشترك في كثير من المؤتمرات الإسلامية الإقليمية والدولية، وألقى محاضرات عدة عن طريق التلفاز وغيره في أقطار مختلفة حول العالم، وعقد مناظرات شهيرة مع خصوم الإسلام ومناوئيه، وسُجل عدد كبير من مناظراته، وتم توزيع نسخ منها على الناس. كما أنشأ المركز الدولي لنشر الإسلام لتدريب الطلاب على القيام بالدعوة، وتولى رئاسته.

ألَّف، وأصدر، عددًا من الكتيبات والمطبوعات التي ترد على خصوم الإسلام وتدحض مزاعمهم الباطلة، ومنها: “ماذا يقول الإنجيل عن محمد؟” “ما اسمه”، “ما هو دليل سفر يونان (عن التوراة)؟”، “هل الإنجيل كلمة الله؟”، “من أزاح الحجر؟”، “البعث أو الإنعاش؟”، “الصلب أو خرافة الصلب؟”، “المسيح في الإسلام”، و”صلاة المسلم”. وأسلم على يديه عدد غفير من الناس.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.