1985 -عبدرب الرسول سيطاف-

الأستاذ عبد رب الرسول سيَّاف

 

حصل على درجة البكالوريوس من كلية الشريعة في جامعة كابُل عام 1967، ثم سافر إلى مصر عام 1971، حيث حصل على درجة الماجستير من قسم الحديث في كلية أصول الدين بالأزهر. وأصبح أستاذًا لمادة الحديث في كلية الشريعة ومادة النصوص الدينية في كلية الإدارة بجامعة كابُل.

أسس مع زملائه، عام 1963، أول جماعة للحركة الإسلامية في أفغانستان. وبعد انقلاب داود عام 1973، بدأ العمل مع إخوانه ضد الحكم الشيوعي في بلاده، فقُبض عليه وسُجن ستة أعوام. ثم غادر البلاد إلى مدينة بيشاور الحدودية في باكستان حيث تم تشكيل الاتحاد الإسلامي لتحرير أفغانستان واختير رئيسًا له. واستمر في رئاسته حتى عام 1982، حينما أُعيد دمج مختلف المنظمات الإسلامية التي تعمل في ميدان الجهاد، وأعلن عن إنشاء الاتحاد الإسلامي لمجاهدي أفغانستان، وتم اختياره رئيسًا له. رغم أن الاتحاد تفكك بعد فترة قصيرة من تكوينه، إلا أنه استمر في قيادته بنفس الاسم، مستفيدًا من الدعم الكبير الذي حصل عليه من العديد من الجهات الإسلامية.

رأس وفد المجاهدين الأفغان إلى مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية في إسلام آباد عام 1980، ومؤتمر القمة في الطائف عام 1981، ومؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية في النيجر عام 1982. وقام بدور بارز في التعريف بقضية أفغانستان، وجلب الدعم لها، حماية للحق والعدل والقيم الإنسانية، ودفاعًا عن العقيدة والكرامة والحرية .

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

 

1984 -الملك فهد بن عبدالعزيز-

خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود

 

التحق في طفولته بمدرسة الأمراء في الرياض، ثم درس بعدها فترة من الزمن في المعهد العلمي بمكّة المكرّمة حيث درس العلوم الشرعية والعربية. ثم بدأ والده في تدريبه على الأعمال السياسية والإدارية؛ وذلك من خلال إشراكه في وفود المملكة، ومنها اجتماع إنشاء هيئة الأمم المتحدة بمدينة سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1945. عُيّن وزيرًا للمعارف عام 1954، فكان أول وزير لها، وخطى التعليم في عهده خطوات جيّدة، ثم عُيّن وزيرًا للداخلية 1962، فأسهم في تعزيز الأمن الداخلي وتكريسه في البلاد وطوّر كلية قوى الأمن الداخلي (كلية الملك فهد الأمنية حاليًا)، كما أنشأ عددًا من المعاهد المتخصصة لتخريج الكوادر الوطنية المؤهلة في شؤون الأمن المختلفة.

لما تولَّى الملك فيصل الحكم، عيَّن أخاه فهد نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء، إلى جانب تولّيه وزارة الداخلية. وبعد تولِّي الملك خالد الحكم أصبح فهد وليًا للعهد ونائبًا أولًا لرئيس مجلس الوزراء، كما تولّى مسؤوليات أخرى عديدة ومنها رئاسة المجلس الأعلى للجامعات، والهيئة الملكية للجبيل وينبع، والمجلس الأعلى لسياسة التعليم، والمجلس الأعلى لرئاسة الشباب، والهيئة العليا لشؤون الحج، والهيئة الملكية لتطوير المدينة المنوّرة. وإلى جانب ذلك رأس وفود المملكة في مناسبات عديدة ومنها مؤتمرات القمّة في الدار البيضاء وعمّان وبغداد، ومؤتمر قمّة الشمال والجنوب في كانكون بالمكسيك.

عندما تُوفي الملك خالد عام 1982، بويع ولي عهده، فهد ، ملكًا للبلاد. فعمل جاهدًا لترسيخ قواعد الشريعة الإسلامية، وتحقيق المزيد من النهضة في البلاد، وخدمة الإسلام والمسلمين في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية؛ وبذل جهودًا خيِّرة لرأب الصدع، ولمِّ الشمل العربي والإسلامي، وتضميد جراح المسلمين في مختلف أنحاء العالم والوقوف معهم في أوقات الشدة.

حقّق خادم الحرمين الشريفين الملك فهد العديد من الإنجازات وفي مقدّمتها على الصعيد الإسلامي مشروع خادم الحرمين الشريفين لعمارة الحرمين الشريفين، فتمّت توسعتهما بحيث يستوعب المسجد الحرام أكثر من مليون ونصف مليون مصلّ، والحرم المدني أكثر من مليون ومئتي ألف مصلّ، بالإضافة إلى حركة الإنشاء و التعمير التي شملت الأراضي المحيطة بالحرمين لتوفير الراحة والأمن والاستقرار للحجاج والمعتمرين والزوار و المصلّـين. وهو أول من أعلن رسميًا استبدال لقب “صاحب الجلالة” ليكون اللقب الرسمي للملك هو “خادم الحرمين الشريفين”، وكان أحبّ لقب إليه.

لخادم الحرمين الشريفين أياد بيضاء ومواقف عربية وإسلامية نبيلة تجاه مختلف القضايا العربية والإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية من حيث الدعم السياسي والمادي والمعنوي. أما على الصعيد الداخلي فقد عاشت المملكة العربية السعودية في عهد الملك فهد نهضة حضارية عظيمة عمّت جميع مرافق الحياة، فقفز التعليم في عهده قفزات كبيرة من حيث الكم والكيف، وازدهرت الحركة العمرانية، و تحقّقت نهضة صناعية وزراعية كبيرة.

تميّز عهد الملك فهد بصدور النظام الأساسي للحكم، ونظام مجلس الشورى، ونظام المناطق. وتم في عهده أيضًا إنشاء جسر الملك فهد الواصل بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين والذي حقق فوائد اقتصادية للبلدين. وعلى الصعيد الخارجي نجح الملك فهد في وقف الحرب الأهلية والمحافظة على وحدة لبنان من خلال اتفاق الطائف؛ إضافة إلى ما قدَّم من دعم مادي وسياسي غير محدود لإنهاء اضطهاد المسلمين في البوسنة خلال حرب البلقان.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

1983 -الامير تنكو عبدالرحمن-

الأمير تنكو عبد الرحمن بوترا

 

التحق بالدراسة الابتدائية عام 1909، ثم انتقل إلى المدرسة الإنجليزية، في ألور ستار، وكان يتلقَّى دروسًا مسائية في القرآن. وفي عام 1911، أرسله والده إلى مدرسة دبسيرين في بانكوك، ثم التحق – عام 1915 – بمدرسة بينانج الحرة في ألور ستار، ثم سافر إلى بريطانيا حيث حصل على شهادة البكالوريوس في القانون والتاريخ من كلية سانت كاثرين في جامعة كيمبردج عام 1925. وبعد عودته إلى بلاده تولَّى مهام إدارية مختلفة في ولاية كيدا، ثم رجع إلى بريطانيا لإجراء دراسات عليا في القانون، ولكنه اضطر لقطع الدراسة والعودة إلى بلاده بعد نشوب الحرب العالمية الثانية.

بدأ الأمير تونكو عبدالرحمن نشاطه السياسي منذ أن كان طالبًا في بريطانيا. وبعد عودته إلى بلاده قاد حركة تحرير الملايو. وتولَّى رئاسة منظمة الاتحاد الوطني وقام بجولات واسعة في بلاده داعيًا إلى الوحدة والتعايش بين المجموعات العرقية المختلفة. أسفرت جهوده، عام 1955، عن قيام حزب الإتحاد الذي اكتسح أول انتخابات عامة عام 1957. وتم تعيينه الوزير الأول ووزيرًا للداخلية. وفي العام التالي، قاد مفاوضات شائكة مع بريطانيا تكللت بتوقيع اتفاقية استقلال الملايو مع الحكومة البريطانية عام 1957. وعلى إثر ذلك أنتُخِب تونكو عبدالرحمن أول رئيس للوزراء في بلاده، وأعيد انتخابه ثلاث مرات بعد ذلك. وفي تلك الأثناء انضمت سنغافورة وصباح وسراواك إلى الملايو لتكوين دولة ماليزيا في العشرين من أغسطس لعام 1963. ومن هنا يعدُّه الماليزيون أبًا لاستقلال بلادهم.

تولَّى تونكو عبدالرحمن رئاسة جامعة الملايو، الجامعة الأولى في ماليزيا، من عام 1960 إلى عام 1970. ثم أصبح أول أمين عام لمنظمة المؤتمر الإسلامي. وهو الذي اقترح إنشاء البنك الإسلامي للتنمية، ووضع القواعد الأساسية الأولى له حتى صار كيانًا عظيمًا معروفًا للجميع. وبعد عودته من جدّة إلى ماليزيا نشط في إعادة تنظيم أمور الجمعية الخيرية الإسلامية التي أسسها عام 1960، فأسلم بسببها عدد كبير من الماليزيين، ورعت من لجأ من المسلمين الكمبوديين إلى البلاد، كما بادر – بالتعاون مع رابطة العالم الإسلامي – إلى إنشاء المجلس الإقليمي للدعوة الإسلامية لمنطقة جنوب شرقي آسيا والمحيط الهادي عام 1980، ومقره الرئيسي في مدينة كوالالمبور. قام ذلك المجلس بدور تنسيقي وتنظيمي لجمعيات الدعوة الإسلامية الأعضاء في الاتحاد؛ خاصة في مجال تقوية الدعوة الإسلامية، وحلِّ مشاكلها ومشاكل الأقليَّات الإسلامية في المنطقة.

كان الأمير تونكو عبدالرحمن، رغم مشاغله ومسؤولياته الجسيمة، من عشاق كرة القدم، وكان رئيسًا للاتحاد الماليزي لكرة القدم، والاتحاد الآسيوي لكرة القدم، والاتحاد الآسيوي للبادمنتون، كما كان من هواة الجولف والمراكب الشراعية والتصوير.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

 

1983 -حسنين محمد مخلوق-

فضيلة الشيخ حسنين محمد مخلوف

 

تعهَّده أبوه الذي كان واحدًا من كبار علماء الأزهر بالتربية والتعليم، فحفظ القرآن الكريم وهو في العاشرة على يد الشيخ محمد علي الحسيني شيخ القرَّاء المصريين، وتعلَّم متون التجويد والقراءات والنحو على يد أبيه. ولما بلغ الحادية عشرة التحق بالأزهر وتتلمذ على كبار شيوخه، من أمثال الشيخ عبدالله دراز، ومحمد بخيت المطيعي، وأهله نبوغه ومثابرته للالتحاق بمدرسة القضاء الشرعي، وحاز على شهادتها العالية في القضاء عام 1914.

عمل الشيخ حسنين بعد تخرَُجه بالتدريس في الأزهر لمدة عامين، ثم التحق بسلك القضاء متنقلًا بين المحاكم الشرعية في قنا وديروط والفشن والقاهرة وطنطا حتى أصبح رئيسًا لمحكمة الإسكندرية الكليّة الشرعية عام 1941. ثم رُقِّي رئيسًا للتفتيش الشرعي بوزارة العدل، وأثناء توليه ذلك المنصب، ساهم في العديد من المشروعات الإصلاحية، مثل إصلاح قانون المحاكم الشرعية، وقانون المجالس الحسبية. وفي عام 1944، عُيِّن نائبًا لرئيس المحكمة العليا الشرعية وبعد ذلك بعامين، تولَّى منصب الإفتاء، وظلَّ يشغله حتى نهاية مدة خدمته القانونية عام 1950، فاشتغل بالتدريس في المسجد الحسيني إلى أن أُعيد مرة أخرى عام 1952 ليتولَّى منصب الإفتاء لمدّة عامين.

كان فضيلته عضوًا في هيئة كبار علماء الأزهر ورئيسًا للجنة الفتوى فيه وعضوًا في مجمع البحوث الإسلامية، ورئيسًا للجنة النهوض بالدعوة، وعضوًا مؤسسًا لرابطة العالم الإسلامي بالمملكة العربية السعودية، كما شارك في تأسيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

قام الشيخ حسنين بدور بارز في مجال التعليم الإسلامي ومحاربة البدع والخرافات، ونشر حوالي 15 عملًا في طليعتها: “كلمات القرآن: تفسير وبيان”، “صفوة البيان لمعاني القرآن”، و”كتاب المواريث في الشريعة الإسلامية”. كما شكّلت فتاواه ثروة فقهية ضخمة تمَّ جمعها في مجلدين كبيرين. نال الشيخ حسنين جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى من جمهورية مصر العربية عام 1982.

 

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

 

1982 -الشيخ بن باز-

سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

أصيب بمرض في عينيه، وتطوّر تدريجيًا حتى أفقده بصره وهو يقارب العشرين من عمره. ولكن ذلك لم يقلل من عزيمته وإصراره على طلب العلم. حفظ القرآن الكريم في صغره، ثم بدأ في تلّقي العلوم الشرعية والعربية على أيدي صفوة من كبار العلماء والمشايخ المتخصصين في العلوم الدينية واللغة العربية، ومن أبرزهم الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، والشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، والشيخ سعد بن عتيق، والشيخ حمد بن فارس، والشيخ سعد وقاص البخاري.

عمل الشيخ بن باز قاضيًا في الخرج بين عامي 1938-1952، ثم مدرّسًا للفقه والتوحيد والحديث في المعهد العلمي بالرياض لمدة عامٍ واحد، ثم في كلية الشريعة في الرياض لمدّة ثمانية أعوام. وفي عام 1962، عُيِّن نائبًا لرئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ثم رئيسًا لها. وفي عام 1975، تمّ تعيينه رئيسًا عامًا لإدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، ثم أصبح مفتيًا عامًا للمملكة العربية السعودية ورئيسًا لهيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء. وكان سماحته في جميع أعماله مثال العالم التقي الذي يسير على نهج السلف الصالح ولم تشغله المناصب عن مواصلة البحث وطلب العلم وتدريسه.

رأس الشيخ ابن باز عددًا من الهيئات الإسـلامية، أو كان عضوًا فيها. وفي طليعة تلك الهيئات: المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، والمجلس الأعلى للمساجد، والهيئة العليا للدعوة الإسلامية في المملكة، والمجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة التابع لرابطة العالم الإسلامي، والمجلس الاستشاري للندوة العالمية للشباب الإسلامي.

من أهم خدمات الشيخ عبد العزيز للإسلام والمسلمين مساعداته للقائمين بالدعوة الإسلامية، ودعمه للمشروعات العمرانية في العالم الإسلامي. وكان يمضي جل وقته؛ ليلًا ونهارًا، في خدمة الناس؛ إفتاءً وإرشادًا، وحلًا لمشاكلهم الخاصة والعامة. كما أصدر الكثير من الأعمـال العلمية والفتاوى المنشورة المفيدة في مختلف علوم الدين؛ عقيدة وشريعة.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

1981 -الملك خالد بن عبدالعزيز-

الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود

 

نشأ في كنف والده فتعلَّم القرآن الكريم والقراءة والكتابة في طفولته، ثم درس العلوم الإسلامية على يد نخبة من كبار العلماء. وتركت تلك التنشئة الدينية أثرًا طيبًا على شخصيته وتصرَّفاته كما انعكست على إدارته عندما تسلّم مقاليد الحكم.

أسهم الملك خالد في شبابه في الأعمال الجليلة التي قام بها والده الملك عبدالعزيز من أجل توحيد أجزاء البلاد وتثبيت كيانها، وتولَّى إمارة مكة المكرمة فترة من الزمن نيابة عن أخيه فيصل، كما شارك في كثير من القضايا الوطنية والسياسية المهمَّة فترأّس الوفد السّعوديّ أثناء المحادثات مع اليمن التي انتهت بمعاهدة الطائف بين البلدين عام 1934، كما عُيِّنَ – عام 1939 – مساعدًا لأخيه فيصل في مؤتمر المائدة المستديرة في لندن بخصوص القضيّة الفلسطينيّة. وبعد أن أصبح فيصل بن عبدالعزيز ملكًا للبلاد عام 1964، اختار أخاه خالد نائبًا لرئيس مجلس الوزراء، فوليًا للعهد؛ وصاحب الملك فيصل أثناء معظم مهامّه بالخارج .

عندما استشهد أخوه فيصل، بويع خالد ملكًا للبلاد عام 1975، فقدَّم لوطنه وأمته العربية والإسلامية الكثير من المشروعات الخيِّرة والمساعدات السخيَّة، وعمل عملًا دؤوبًا في سبيل تحكيم الشريعة الإسلامية، ونشر الدعوة، والدفاع عن الأقليات الإسلامية وحلّ الخلافات بين الدول العربية.

شهدت المملكة العربية السعودية في عهد الملك خالد رخاءً ونهضة إنمائية عظيمة في مختلف المجالات؛ وذلك وفق نهج حكيم يستوعب الجديد المفيد، ويرفض المستورد الضار، ويعمِّق جذور القيم الإسلامية الأصيلة المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم. ومن بين الإنجازات العديدة التي تمّت في عهده إنشاء جامعتي الملك فيصل بالدمّام، وأم القرى بمكة المكرمة، ووزارة الصناعة والكهرباء، والهيئة الملكية الصناعية للجبيل وينبع، وبنوك التنمية الزراعية والصناعية والعقارية، والتوسع الزراعي والصناعي وتطوير القوات المسلحة والخدمات الصحية وزيادة مشاريع البنى التحتية.

تقديرًا لخدمات الملك خالد بن عبدالعزيز الجليلة لبلاده أطلق اسمه على العديد من المرافق؛ ومنها مطار الملك خالد، ومدينة الملك خالد العسكرية، وجامعة الملك خالد، ومستشفى الملك خالد الجامعي. كما أنشأ أبناؤه مؤسسة الملك خالد الخيرية لتحقيق الغايات النبيلة للمبادئ والمثل والقيم التي سعى إليها والدهم من أجل خدمة الفرد والمجتمع، والرفع من مستواه الاجتماعي والتعليمي والثقافي والمهني.

1980 -دولة الرئيس محمد ناصر-

دولة الدكتور محمد ناصر


وُلِد الدكتور محمد بن ناصر إدريس دانوسيتارو سنة 1326هـ/1908م في بلدة الان بانجانج في جزيرة سومطرة الغربية، وكان والده من كبار العلماء في أندونيسيا مما ساهم في تنشئته تنشئة دينية صالحة، وتخرَّج من معهد ب

كان والده من كبار العلماء في إندونيسيا، مما ساهم في نشأته الدينية الصالحة؛ تخرَّج من معهد بريستون إسلام في باندونج، ونال دبلوم التعليم عام 1932؛ كما نال درجة الدكتوراة الفخرية في الجامعة الإسلامية في جوقجاكرتا.

عمل فترة بالتدريس وأصبح مديرًا لإدارة التربية في باندونج التي شهدت بداية عمله السياسي الإسلامي، وأصبح عام 1922 رئيسًا لفرع منظمة الشباب المسلم في باندونج، ثم انتقل منها إلى جاكرتا للكفاح من أجل الاستقلال. وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، شارك في المفاوضات التي أدت إلى استقلال بلاده. وأصبح بعد الاستقلال عضوًا في مجلس النواب. ثم عُيِّن وزيرًا للإعلام عام 1946 واحتفظ بذلك المنصب لمدّة أربعة أعوام.

أنشأ الدكتور محمد ناصر حزب ماشومي، وهو اختصار لمجلس شورى مسلمي إندونيسيا، وذلك من أجل توحيد المسلمين في بلاده. وفي عام 1950، أصبح رئيسًا للوزراء، ولكنه اضطر إلى الاستقالة بعد حوالي سبعة أشهر نتيجة صدامه مع الرئيس سوكارنو. وكان من المعارضين النشطين للرئيس سوكارنو الذي أصر على أن يكون حزبه (الحزب الوطني) هو الحزب الوحيد، وأن تقوم الدولة على مبادئ علمانية يتم تدريسها في المدارس، وتجبر المؤسسات الإسلامية على قبولها. وسُجن الدكتور ناصر لمدّة أربعة أعوام في عهد سوكارنو، ثم أصبح؛ بعد الإطاحة بذلك الرئيس، نائبًا لرئيس مؤتمر العالم الإسلامي لفترة من الزمن.

كان الدكتور محمد ناصر علمًا من أعلام الإسلام المعاصرين، ومجاهدًا من مجاهديه، وفارسًا من فرسان الدعوة إليه، وخاض معارك ضارية ضد خصوم الإسلام في بلاده وحمل السلاح في وجههم. وكان حريصًا على تقوية الأواصر بين مسلمي أندونيسيا وبقية المسلمين في العالم، فزار كثيرًا من الدول الإسلاميّة، وكان عضواً في المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، والمجلس الأعلى للمساجد، ورئيسًا عامًا للمجلس الأعلى الإندونيسي للدعوة الإسلامية. وقد بذل جهودًا عظيمة في مجال الدعوة إلى الإسلام، وحلِّ قضايا المسلمين، وتحقيق التضامن بينهم، وفي محاربة التيارات الهدامة والإلحادية. ونشر له ما يزيد على خمسين كتابًا بلغات مختلفة، وأغلب كتاباته صغيرة الحجم تعالج موضوعات اسلامية متنوعة، ومنها: “مع الإسلام ونحو إندونيسيا المستقلة”، “تحت ظلال الرسالة”، “فقه الدعوة”، “الإسلام والنصرانية في إندونيسيا”، “الإسلام أساسًا للدولة”، “الحضارة الإسلامية”، “الثقافة الإسلامية”، و”قضية فلسطين”.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

1980 -أبو الحسن النددي-

الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي

تنتسب أسرته إلى الحسن بن علي، رضي الله عنه، وأبوه هو العلامّة والمؤرخ الهندي الكبير السيد عبد الحي بن فخر الدين الحسني، صاحب كتاب نُزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر في تراجم علماء الهند وأعيانها. توفي أبوه وتركه صغيرًا، فساعدته أمّه في تعلّم القرآن.

التحق الشيخ الندوي عام 1927 بالقسم العربي في جامعة لكنهو، وحصل على شهادة اللغة العربية وآدابها، ثم عكف على تعلُّم الإنجليزية ما بين عامي 1928-1930، وقرأ ما كتب بها عن الإسلام، وتاريخ الحضارة الغربية وتطوّرها. وفي عام 1929، التحق بدار العلوم لندوة العلماء، ودرس الحديث الشريف على يد الشيخ حيدر حسن خان، كما درس على يد الشيخ خليل الأنصاري لعامين كاملين فقرأ عليه الصحيحين، وسنن أبي داوود، وسنن الترمذي. وقرأ التفسير على يد العلامة أحمد علي اللاهوري، والفقه على الشيخين شبلي الجيراجبوري الأعظمي وإعزاز علي، وأقام فترة مع الشيخ حسين أحمد المدني وحضر دروسه في التفسير والعلوم القرآنية. أما التجويد فتعلَّمه برواية حفص عن الشيخ المقرئ أصغر علي، كما توسَّعت اهتماماته الفكرية والثقافية واطلع على مؤلفات الكثيرين من الدعاة والمفكرين العرب المعاصرين، وتعلَّم اللغة الفارسية وأجادها.

في عام 1934، عُيِّن الشيخ الندوي مُدَرِّسًا في دار العلوم لندوة العلماء، ودرَّس فيها التفسير والحديث، والأدب العربي وتاريخه، والمنطق. ويُعدُّ واحدًا من أهم المفكرين والكتاب الإسلاميين في العصر الحديث، وصدر له أكثر من 50 كتابًا بمختلف اللغات؛ منها: “كتاب سيرة السيد عرفان أحمد الشهيد” الذي لاقى رواجًا عظيمًا، وكتاب إسلاميات، وكتاب مختارات من الأدب العربي؛ إضافة إلى ستة عشر كتابًا باللغة العربية منها: “قصص النبيين”، “الطريق إلى المدينة”، “إلى الإسلام من جديد”، “الصراع بين الإيمان والمادية”، “تأملات في سورة الكهف”، “الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية في الأقطار الإسـلامية”، “المسـلمون وقضية فلسطين”، “الأركان الأربعة”، “ربانية لا رهبانية”، “روائع إقبال”، “السيرة النبوية”، “كيف ينظر المسلمون إلى الحجاز وجزيرة العرب”، و”ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟”. كما أصدر عددًا من المجلات وأشرف على تحريرها، ودأب على التطواف في أرجاء العالم الإسلامي داعيًا إلى الله، وأسس العديد من الجمعيات الإسلامية، وشارك في وضع المناهج للعديد من المؤسسات التعليمية في بلاده.

كان الشيخ الندوي عضواً في المجمع العلمي العربي في دمشق، والمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، والمجلس الاستشاري الأعلى للجامعة الإسلامية في المدينة المنوّرة قبل ضمّها إلى وزارة التعليم العالي، كما كان عضوًا في رابطة الجامعات الإسلامية، وعضوًا مؤازرًا في مجمع اللغة العربية الأردني. كما دُعي لإلقاء المحاضرات في جامعات بلاده، وفي عدد من الجامعات العربية ومنها جامعة دمشق، والجامعة الإسلامية في المدينة المنوّرة، وجامعة الملك سعود، وكلية المعلمين في الرياض.

 

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

1979 -أبو الأعلى المودودبي-

سماحة الشيخ السيد أبي الأعلى المودودي

تلقى علومه الدينية الأولى على يد والده، ثم أكمل دراسته الثانوية في المدرسة الفرقانية حيث لفت الأنظار بذكائه الحاد وتفوقه في الدراسة. وبعد ذلك التحق بكلية دار العلوم في حيدر آباد، ولكنه انقطع عنها عقب وفاة والده واضطراره للعمل لكسب العيش. بدأ حياته العملية بمجال الصحافة وعمره لا يتجاوز خمسة عشر ربيعًا، وكان يكتب مقالاته في صحيفة أردية مرموقة، وفي غضون عامين، أصبح رئيسًا لتحرير مجلة تاج التي كانت تصدر من جبل بور وكتب فيها عدّة افتتاحيات تدعو للمحافظة على الخلافة الإسلامية، كما أصدر في الوقت نفسه كتاب النشاطات التبشيرية في تركيا. وفي عام 1920، انتقل إلى دلهي حيث كلّفته جمعية علماء الهند برئاسة تحرير صحيفة المسلم، ثم صحيفة الجمعيات، واستمر رئيسًا لتحرير الأخيرة لأكثر من عشرين عامًا. وأثناء إقامته في دلهي تعمّق المودودي في دراسة العلوم الإسلامية واللغتين العربية والفارسيّة، كما تعلم الإنجليزية وأتقنها في فترة وجيزة، ممّا مكََّنه من الاطلاع على الآداب الإنجليزية والتاريخ والفلسفة والعلوم الاجتماعية، والمقارنة بين ما تنطوي عليه الثقافة الإسلامية وما تتضمَّنه الثقافة الغربية.

رغم أن المودودي كان صحافيًا بالمهنة إلا أنه اشتهر في أرجاء العالم مفكّرًا إسلاميًا، وداعية إلى التمكين للإسلام، وإعلاء كلمة الحق، والإصلاح الشامل للحياة على أساس إسلامي صحيح، واتخاذ الشريعة الإسلامية دستورًا للحكم. وأصدر – عام 1923 – مجلة ترجمان القرآن الشهرية، التي أصبحـت منبر هداية لمسلمي شبه القارة الهندية. وكان يتولَّى إدارتها وتحريرها بمفرده فيكتب المقالات والافتتاحيات ويرد على أسئلة القراء ويشرف علي طباعتها ومراجعتها وإرسالها إلى المشتركين. نشأت الجماعة الإسلامية في لاهور عام 1941 استجابة لجهود الشيخ المودودي، وكان سماحته أول رئيس (أمير) لها، وغيَّرت تلك الجماعة مجرى الحياة الفكرية لكثير من المسلمين، وأصبحت لها فروع في الهند وباكستان وبنغلاديش وكشمير وسري لانكا. وفي عام 1943، نقل المركز الرئيسي للجماعة الإسلامية من لاهور إلى دار السلام في بتهانكوت. وعند إعلان استقلال باكستان عام 1947، انتقل المودودي إلى باكستان للمطالبة بتشكيل النظام الباكستاني طبقًا لقوانين الشريعة الإسلامية. وظلَّ المودودي أميرًا للجماعة الإسلامية الباكستانية حتى عام 1972 عندما تنحَّى عن رئاستها لأسباب صحيّة.

كان للمودودي بما يملكه من حجة قوية، وقدرة على الإقناع، وثبات على المبدأ، وصلابة في التصدِّي لأعداء الإسلام، فضل كبير في تقوية الجماعة الإسلامية، رغم أنه تعرَّض لمضايقات شديدة وسُجن عدّة مرات بعد قيام دولة باكستان. وفي عام 1953، حُكِّم عليه بالإعدام، فحدث هياج شديد بين أنصاره وتدخل كبار علماء المسلمين مما اضطر السلطات لوقف الحكم والإفراج عنه بعد سجن دام 25 شهرًا ألَّف خلالها عددًا من كتبه.

نُشر للمودودي نحو سبعين مؤلفًا بين كتاب ورسالة وكان من أبرزها كتابه مبادئ الإسلام، الذي ترجم إلى 30 لغة. وبعد ذلك بدأ كتاباته المعروفة بتفهيم القرآن، وهي التي بسط فيها القول عن رسالة القرآن الحقيقية كما أنزلها المولى سبحانه لتغيير الحياة البشرية كافة. أما كتابه “القانون والدستور الإسلامي” فيُعدُّ أول محاولة باللغتين الأوردية والإنجليزية لتوضيح مفهوم تنفيذ الدستور الإسلامي ومجاله وأسلوبه، وهو يضع الأساس الذي ينبني عليه سمو القانون الإسلامي وطبيعة التشريع في الإسلام والمبادئ الأساسية أو المُسلَّمات في الفلسفة السياسية الإسـلامية. إضافة إلى ذلك، فقد صدر للشيخ المودودي العديد من الكتابات التي تتناول الإسلام؛ فكرًا وعملًا.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.