1988 -Prof. Janet D. Rawley-

البروفيسورة جانيت ديفسن راولي

 

تفوقت في دراستها منذ صغرها، فقبلتها جامعة شيكاغو للدراسة المجانية في برنامج خاص بالمتفوقين، قبل أن تُكمل دراستها الثانوية، وكان عمرها وقتئذ 15 عامًا. وبعد قضاء عامين في جامعة شيكاغو، أكملت دراستها في نفس الجامعة، حيث حصلت على بكالوريوس في الفلسفة، وكان عمرها آنذاك 19 عامًا، ثم حصلت – خلال عامين – على درجة بكالوريوس أخرى في العلوم، وبعد ذلك بعامين، حصلت على درجة الدكتوراة في الطب من جامعة شيكاغو. ثم أمضت فترة زمالة في جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة، وسرعان ما تقلَّدت مناصب علمية مهمّة في عدة مستشفيات ومراكز بحوث، وأصبحت منذ عام 1984 أستاذة كرسي بلوم – رايز المتميِّزة بقسم الطب وقسم الوراثة الجزيئية وبيولوجيا الخلية في جامعة شيكاغو. تَمكَّنت البروفيسورة راولي أن توفق ببراعة بين عملها كطبيبة وباحثة وأستاذة جامعية وأم لأربعة أطفال، وحقَّقت أعظم اكتشاف طبي لها وهي تعمل من منزلها. ولم تتفرغ تفرغاً كاملاً للبحث والتدريس في جامعة شيكاغو إلا بعد أن بلغ أصغر أطفالها الثانية عشرة من عمره.

أجرت البروفيسورة راولي سلسلة من البحوث الرائدة حول سرطان الدم وسماته وطرق تشخيصه وعلاجه، وتركزت دراساتها في البحث عن تغيرات وراثية نمطيّة تُميِّز الخلية السرطانية عن الخلية السويَّة، وكانت أول من أثبت أن السبب وراء التحوُّل السرطاني للخلايا هو “إزفاء الكروموسومات”، أي انفصال جزء من أحد الكروموسومات وانتقاله إلى كروموسوم آخر، أو تبادل الأجزاء بين زوج من الكروموسومات. ساهمت بحوث البروفيسورة راولي المتواصلة لعدّة عقود في إلقاء الضوء على كثير من الأسس الوراثية والجزيئية لسرطان الدم والأمراض الخبيثة الأخرى، واعتبرتها الأوساط الطبية عبر العالم مُؤسِّسة علم وراثة الأورام.

مُنِحت البروفيسورة جانيت راولي العديد من الجوائز القيِّمة تقديراً لإنجازاتها العلمية الرفيعة، منها جائزة داميشيك عام 1982، وجائزة إستر لانغر عام 1983، وجائزة الكويت للسرطان عام 1984. ومُنِحت راولي – أيضاً – العديد من زمالات الشرف في المؤسسات العلمية الكبرى؛ مثل الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم، كما منحتها عدّة جامعات درجة الدكتوراة الفخرية في الطب والعلوم.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامها للجائزة.

1987 -Prof. Barrie Russel Jones-

البروفيسور باري رسل جونز

 

حصل على بكالوريوس العلوم من كلية فكتوريا بجامعة ولنجتون عام 1942، ثم على بكالوريوس الطب من جامعة أوتاجو عام 1946، وبعد ذلك انتقل إلى بريطانيا عام 1952 حيث تخصص في طب وجراحة العيون ونال الجنسية البريطانية.

نذر البروفيسور باري جونز حياته لدراسة أسباب أمراض العيون وخصائصها وطرق تشخيصها وعلاجها والوقاية منها. وبعد تخصصه في هذا المجال تقلَّد مناصب علمية رفيعة في عدد من المستشفيات والمعاهد والجامعات والمنظمات الدولية، وألقى كثيراً من المحاضرات القيِّمة في أرجاء العالم، كما شارك في مؤتمرات دولية عديدة، وقام بزيارات ميدانية لكثير من المؤسسات العلمية والجمعيات المتخصصة في العالم.

عمل البروفيسور جونز أستاذاً لطب الوقاية من العمى، ورئيساً للمركز العالمي لصحة العين في معهد طب العيون بجامعة لندن، ورئيساً لمركز الوقاية من العمى والتراخوما بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وقد أصبح المركز العالمي لصحة العين، الذي أنشأه عام 1981، رائداً في تعليم أطباء العيون من كل جهات العالم وتدريبهم.

نُشر للبروفيسور باري جونز مئات البحوث في مجلات طبية متخصصة، كما نُشر له وحده، أو بالاشتراك مع آخرين، 23 كتاباً. وركَّز بحوثه على مرض عمى الأنهار المنتشر في السودان وبلدان أفريقية أخرى، وتوصل إلى خطة موفقة لمكافحته. وقام بجهود كبيرة على نطاق عالمي للوقاية من العمى؛ متعاوناً مع منظمة الصحة العالمية والهيئات والجمعيات الخيرية. ولذا لم يكـن غريباً حصوله على ما يستحق من تقدير، ونيله عدداً من الجوائز والميداليات الرفيعة والزمالات.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

1986 -Prof. Lelio Orci-

البروفيسور ليليو أورشي

تعلَّم في بلاده حتى تخرَّج من كلية الطب بجامعة روما عام 1964. بدأ عمله أستاذاً مساعداً في معهد علم الأنسجة والأَجنَّة التابع لكلية الطب في جامعة جنيف عام 1966، وتدرَّج في المناصب حتى أصبح أستاذاً في ذلك المعهد ورئيساً لقسم المورفولوجيا بالجامعة منذ عام 1972. كما عمل باحثاً أو أستاذاً زائراً في عدّة جامعات أخرى، أغلبها في الولايات المتحدة الأمريكية.

 

البروفيسور أورشي من كبار علماء بيولوجية الخلية والبيولوجية الجزيئية، وقد أجرى بحوثاً ودراسات قيِّمة شملت دراسات دقيقة حول تركيب خلايا البنكرياس ووظائفها وسماتها البيوكيميائية؛ مستخدماً في ذلك تقانات الكيمياء المناعية والتصوير الإشعاعي والفحص المجهري الإلكتروني وبعض التقانات الدينامية الأخرى، مما ساهم كثيراً في توضيح التراكيب الدقيقة لتلك الخـلايا وتركيب أغشيتها وطريقة عملها في تشييد الأنسولين وتخزينه وإفرازه، ودور هرمون جلوكاقون في داء البول السكري وآليات تنظيم الإفرازات الهرمونية للبنكرياس. وقد أسهمت تلك الدراسات إسهاماً كبيراً في إثراء المعرفة بأمراض البول السكري وطرق علاجها.

نُشر للبروفيسور أورشي أكثر من 3
00 بحث علمي في الدوريات المتخصصة، وهو من أكثر العلماء استشهاداً بأعمالهم، حسب تصنيف المعهد العلمي للمعلومات (ISI) ومجلة Scientist الأمريكية. وقد احتفت به الأوساط العلمية عبر العالم، فحصل على عشر جوائز وثلاث ميداليات من مؤسسات علمية وطبية مشهورة. حصل على جائزة ماك فوستر عام 1978، وميدالية بانتينغ عام 1981، وميدالية دايل عام 1983، ودُعي لإلقاء كثير من المحاضرات التذكارية والفخرية. منحته كل من جامعة ل جويلف في كندا درجة الدكتوراة الفخرية في الطب، واختير عضواً في الجمعية الأرجنتينية لعلوم وظائف الأعضاء.

 

 

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

1986 -⁨Prof. Albert E. Renold-

البروفيسور البرت رينولد

 

أكمل دراسة الطب عام 1948. وبعد ذلك تولَّى مسؤوليات بحثية وتدريسية واستشارية وإدارية مهمَّة في جامعة هارفارد الأمريكية لمدة تزيد على عشرة أعوام. ثم أصبح أستاذاً زائراً في عدة جامعات مرموقة، ومستشاراً لدى الكثير من الجمعيات والهيئات الطبية. وكان يعمل قبل وفاته أستاذاً في كلية الطب في جامعة جنيف، ومديراً لمعهد الكيمياء الحيوية التابع لها.

ركَّز البروفيسور رينولد بحوثه ودراساته على أمراض البول السكري وما يتصل بها، وتوصل إلى نتائج مهمّة تتعلق بآليات عمل الأنسولين وتأثيره على تمثيل الجلوكوز والطاقة وما يصحب ذلك من تغيُّرات كيميائية وحيوية. وكان أيضا أول من أظهر تأثيرا مباشرا للأنسولين على الأنسجة الدهنية عام 1950. وكان له دور كبير في إثراء المعرفة والبحث العلمي بهذه الأمراض في أوروبا والعالم بأسره. ونُشر له حوالي 400 بحث في مجلات علمية وطبية متخصصة، كما نُشر له كتاب في علم وظائف الأعضاء.

نظراً لمكانة البروفيسور رينولد العلمية الرفيعة، اختير رئيساً لجمعيات طبية مشهورة، وعضواً في أكثر من 16 جمعية طبية وعلمية. وكان أول أمين عام للاتحاد الأوروبي لدراسات أمراض السكّري بين عامي 1965-1970، ورئيساً لذلك الاتحاد بين عامي 1974-1977، ورئيساً للاتحاد العالمي لداء السكري بين عامي 1979-1982، كما كان نائباً لرئيس الأكاديمية السويسرية للعلوم الطبيّة، وعضواً في هيئات تحرير سبع مجلات علمية متخصصة. وحصل على أكثر من عشر جوائز وميداليات تقديراً لأعماله الرائدة.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

2010 - Professor Terence Chi-Shen Tao-

البروفيسور تيرينس تشاي شن تاو

 

هاجر والداه من هونج كونج إلى أستراليا، وتعلَّم فيها حتى بلوغه سن السابعة عشرة، حيث واصل تعليمه في الولايات المتحدة الأمريكية واستقر فيها.

تجلّت عبقرية تاو في الرياضيات منذ طفولته، حتى إنه تَعلَّم بعض العمليات الحسابية البسيطة وعمره عامان، وذلك من خلال مشاهدته إحدى مسلسلات الأطفال التلفزيونية. التحق تاو – وعمره لا يتعدى سبعة أعوام – بالمدرسة الثانوية حيث بدأ دراسة حساب التفاضل والتكامل ونبغ فيه، فأُذن له وهو في التاسعة من العمر بحضور مقررات الرياضيات في الجامعة. وفي الحادية عشرة، بدأ يشارك في أولمبياد الرياضيات الدولي فحصل على الميدالية البرونزية عام 1986، والفضية عام 1987 والذهبية عام 1988. وفي سن الرابعة عشرة، التحق بمعهد البحوث العلمية في جامعة فلندرز في أديلايد بأستراليا، ونال درجتي البكالوريوس والماجستير في الرياضيات بمرتبة الشرف وعمره سبعة عشر عامًا. وبعد ذلك بفترة وجيزة، حصل على منحة للدراسة في الولايات المتحدة، ونال درجة الدكتوراة في الرياضيات من معهد الدراسات المتقدّمة في جامعة برنستون الشهيرة وعمره عشرون عامًا، وتم تعيينه فور تخرجه أستاذاً مساعداً في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس. وخلال أربعة أعوام فقط، ترقَّى إلى رتبة الأستاذية وأصبح أستاذ كرسي جيمس وكارول كولبنر ورئيس قسم الرياضيات في تلك الجامعة. وهو، أيضاً، أستاذ شرف في الجامعة الوطنية الأسترالية وزميل زائر لجامعة نيو ساوث ويلز، ورئيس تحرير مجلة الجمعية الأمريكية للرياضيات ومجلة التحليل والمعادلات التفاضلية الجزئية، ورئيس التحرير المشارك للمجلة الأمريكية للرياضيات و”دينامية المعادلات التفاضلية الجزئية”، وعضو الهيئة الاستشارية لكل من “معهد الرياضيات البحتة والتطبيقية” و”الإحصائية العالمية لبحوث الرياضيات”. ونُشر له حوالي 170 بحثاً بما في ذلك ستة كتب. وتمت الإشارة إلى بحوثه في المجلات العلمية أكثر من 2200 مرة.

عمل البروفيسور تاو في عدد من فروع الرياضيات بما في ذلك التحليل التوافقي، والمعادلات التفاضلية الجزئية، والتوافقيات، ونظرية الأعداد، والهندسة الجبرية، ومعالجة الإشارات. اشتهر بحلوله المبتكرة للمسائل الصعبة، وأشهر أعماله نظرية جرين– تاو التي تنص على وجود متواليات حسابية عشوائية طويلة من الأعداد الأولية. كما اشتهر في أبحاثه حول معادلة شرُودينجر اللاخطية. وصفه البروفيسور جاريت، رئيس قسم الرياضيات السابق في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، بأنه موزارت الرياضيات؛ “فالرياضيات تنساب تلقائياً من بين يديه كما تنساب الموسيقى من بين أنامل موزارت. إنه معجزة لا تصدّق، ولعله أفضل الرياضيين في العالم في هذا الوقت”.

نال البروفيسور تاو – تقديراً لإنجازاته الباهرة – سلسلة متصلة من الجوائز الكبرى وفي طليعتها ميدالية فيلدز، التي تُعدُّ أرفع تقدير علمي في الرياضيات. وكان عمره حينذاك واحدِِ وثلاثين عاماً. وهو واحد من 48 عالماً حصلوا على تلك الميدالية المرموقة منذ إنشائها قبل 80 عاماً، كما أنه الأسترالي الوحيد، وعضو هيئة التدريس الوحيد في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس الذي حصل عليها.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

2010 - Professor Enrico Bombieri-

البروفيسور إنريكو بومبيري

 

شُغِف بعلم الرياضيات من الصغر، فقرأ عن نظرية الأعداد وهو في الثالثة عشرة من عمره، وحصل على الدكتوراة من جامعة ميلانو وهو في الثالثة والعشرين، وعُيِّن فور تخرجه أستاذاً مساعداً في تلك الجامعة. سافر لمواصلة دراساته في نظرية الأعداد مع البروفيسور هارولد دافنبورت في كلية ترِنتي في جامعة كيمبردج بالمملكة المتحدة عام 1964. وفي العام التالي عُيِّن أستاذاً للرياضيات في جامعة كالياري (1965)، ثم في جامعة بيزا (1966 – 1974) فمدرسة الدراسات المتقدمة في بيزا (1974–1977) قبل التحاقه بمعهد الدراسات المتقدمة في جامعة برنستون بالولايات المتحدة الأمريكية حيث يشغل حالياً كرسي جون فون نيومان للرياضيات.

البروفيسور بومبيري رياضيّ عبقري، من أبرز المتخصصين في نظرية الأعداد والتحليل في العالم. وهو صاحب إسهامات رائدة ومؤثِّرة في حقول الرياضيات المختلفة وتَميَّزت أعماله بالأصالة والتمكُّن والعرض الواضح، وعُنِيَت بحوثه الأساسية – على مدى أربعين عاماً – بمعالجة المسائل الصعبة في نظرية الأعداد والهندسة الجبرية والتحليل المركب والسطوح المثلى، كما غَطَّت إسهاماته طيفاً واسعاً من الموضوعات اشتملت على توزيع الأعداد الأولية والهندسة الحسابية والجموع الأُسيّة، وكان من أبرزها حَلُّه لمسائل في السطوح المُثلَى وتطوير مفهوم “المصفاة الكبرى” التي أَدَّت إلى نظرية بومبيري – فينوجرادوف. كما ازدادت شهرته من خلال “نظرية بومبيري – لانج” و”قاعدة بومبيري” وغيرهما من إنجازات رائدة. ويُتوقَّع أن يكون لبعض النتائج التي تَوصَّل إليها؛ وبخاصة في نظرية الأعداد الأولية تطبيقات مُهمَّة في الشيفرة وأمن المعلومات.

نال بومبيري العديد من الجوائز الرفيعة؛ ومنها ميدالية فيلدز الشهيرة، وجائزة قلترينللي، وجائزة بالزان، ودرجة الدكتوراة الفخرية من جامعة بيزا، ووسام التميُّز الأكاديمي برتبة فارس من فرنسا، ووسام الامتياز الأعلى برتبة فارس، وهو أرفع وسام تمنحه الجمهورية الإيطالية، وجائزة جوزيف دووب بالاشتراك مع والتر جبلر عن كتابهما (Heights in Diophantine Geometry). وهو عضو في الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة، وأكاديمية العلوم الوطنية الإيطالية، والأكاديمية الأوروبية للعلوم والآداب والعلوم الإنسانية، وأكاديمية كوارنتا الوطنية في روما، وأكاديمية لنسي الوطنية. وهو أيضاً زميل الأكاديمية الأمريكية للآداب والعلوم، والمعهد الفرنسي، وعضو مراسل في الجمعية الملكية السويدية، وعضو شرف في الجمعية البريطانية للرياضيات. وقد عمل بضع سنوات في اللجنة التنفيذية للاتحاد العالمي للرياضيين. للبروفيسور بومبيري ثلاثة كتب وأكثر من 160 بحثا منشورا في كبرى المجلات العلمية العالمية.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

2009 - Prof. Rashid A. Sunyaev -

البروفيسور راشد عليفتش سنييف

 

تخرَّج في معهد الفيزياء والتقنية في جامعة موسكو عام 1966. ثم حصل على إجازة العلوم المعادلة لدكتوراة الفلسفة عام /1968، ثم على دكتوراة العلوم عام 1973 من جامعة موسكو. عمل باحثاً علمياً في معهد الرياضيات التطبيقية بالأكاديمية الروسية للعلوم بين عامي 1968–1982، فرئيساً لمختبر فيزياء الفلك النظرية بالأكاديمية من عام 1974 حتى 1982، كما تبوأ كرسي الأستاذية في معهد الفيزياء والتقنية في جامعة موسكو بين عامي 1975-2001، ورئيساً لقسم الفيزياء الفلكية عالية الطاقة في معهد بحوث الفضاء بالأكاديمية الروسية للعلوم. وهو حالياً مدير معهد ماكس بلانك لفيزياء الفلك في ألمانيا وباحث رئيس في معهد أبحاث الفضاء في موسكو.

يُعد البروفيسور راشد سنييف واحداً من أبرز علماء الفيزياء الكونية والفلكية في العالم؛ حيث حقَّق – خلال الثلاثين عاماً الماضية – إنجازات علمية باهرة في فيزياء الفلك والفيزياء الكونية مما كان له أثر كبير في تطوير هذين المجالين. من أبرز تلك الإنجازات فرضيته المعروفة باسم (تأثير سنييف – زلدوفيتش) حيث اقترح – بالاشتراك مع البروفيسور زيلدوفيتش– أن تناثر الفوتونات الميكروموجية المكوّنة للخلفية الإشعاعية الكونية بفعل الإلكترونات الناتجة عن مجموعات من المجرَّات يؤدِّي إلى تناقص الدفق الإشعاعي الميكروموجي. وثبتت صحة هذه الفرضية تجريبياً وأصبحت تستخدم لقياس ثابت هوبل واستكشاف بنية الكون، كما طوَّر – بالاشتراك مع البروفيسور شاكورا – نموذجاً لتراكم المادة المتحركة لولبياً حول الثقوب السوداء. وأصبح ذلك النموذج (ويسمَّى قرص شاكورا – سنييف القياسي) أساساً لدراسة كتلة الثقوب السوداء. كذلك قام البروفيسور سنييف بدور مركزي في تطوير برنامج الفضاء الروسي وبرنامج الفضاء الأوروبي. فقاد الفريق الذي بنى نظام المراقبة بالأشعة السينية في محطة مير الفضائية الروسية، وقمر المراقبة المعروف باسم GRANAT التابع لوكالة الفضاء الأوروبية. ويساهم سنييف حالياً قي تطوير قمر صناعي للدراسات الفلكية بواسطة الأشعة السينية وفي بعض التجارب المتعلقة بالتحضير لبعثة بلانك الفضائية.

نال البروفيسور سنييف تقدير العديد من الجهات العلمية فاختير عضو شرف في أكاديمية بخارستان وأكاديمية تتارستان للعلوم. وهو عضو في الاتحاد العالمي للفلكيين، ونائب رئيس لجنة بحوث الفضاء فيه، وعضو ونائب سابق لرئيس الجمعية الفلكية الأوروبية، وعضو في الجمعية الأمريكية للفيزياء، والجمعية الفلسفية الأمريكية، وزميل خارجي بالجمعية الملكية الفلكية في المملكة المتحدة. اختير أستاذ شرف أو أستاذاً أو باحثاً زائراً في العديد من الجامعات والمعاهد العلمية العالمية المرموقة ومنها جامعة جونز هوبكنز، وجامعة فرجينيا، وجامعة كولومبيا، وجامعة كاليفورنيا في بيركلي، ومعهد سميثونيان للفيزياء الفلكية في جامعة هارفارد، وجامعة لودفيج – ماكسميلان في ميونيخ، وجامعة ليدن في هولندا، وجامعة كيمبردج في المملكة المتحدة، ومعهد كاليفورنيا التقني، ومعهد ماساشوستس التقني، ومعهد الدراسات المتقدّمة في جامعة برنستون ومركز بوز الوطني للعلوم الأساسية في الهند، كما حصل على العديد من الجوائز الرفيعة، منها: جائزة كرافورد من الأكاديمية الملكية السويدية، وجائزة هاينمان في فيزياء الفلك والميدالية الذهبية من الجمعية الملكية البريطانية للفلكيين.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

2009 - Prof. Sir Richard H. Friend-

البروفيسور السير ريتشارد هنري فريند

 

حصل على بكالوريوس الآداب (مرتبة الشرف الأولى) في الفيزياء النظرية من كلية ترينتي بجامعة كيمبردج عام 1974، وعلى الدكتوراة في مختبر كاڤندش بالجامعة نفسها عام 1979. ثم انضم إلى هيئة التدريس في قسم الفيزياء بجامعة كيمبردج منذ عام 1980، وهو حالياً أستاذ كرسي كاڤندش الشهير في الفيزياء، وزميل كلية سانت جونز، ورئيس مجلس العلوم الفيزيائية، ومدير مختبر كاڤندش في كيمبردج، وأستاذ كرسي تان شن توان في جامعة سنغافورة.

كان لبحوث البروفيسور فريند الرائدة في فيزياء أشباه الموصلات وهندسة الأجهزة المصنّعة من المواد الكربونية أثر عظيم في علم الفيزياء والعلوم المرتبطة به. فقد ابتدع فرعاً جديداً في علم الالكترونيات يقوم على استخدام أشباه الموصلات العضوية، وكان فريقه أول من صنّع صمّاماً ثنائياً عالي المردودية باستخدام البوليمرات المترافقة. وكانت مساهمته حاسمة في بلورة فهمنا لدور الإكسيتون في آلية الانبعاث الضوئي في هذه المواد. كما استحدث تقنية لتصنيع تلك الأجهزة عن طريق الطباعة المباشرة مما يختلف اختلافاً جذرياً عن التقانات التقليدية ويوفر وسيلة أرخص وأكثر كفاءة في تصنيع أشباه الموصلات. ومهّد بذلك الطريق أمام تطوير تطبيقات عديدة للأجهزة المصنّعة من المواد العضوية عديدة البلمرة بما في ذلك الأجهزة الكهروضوئية والدوائر الترانزيستورية. كما قاد البروفيسور فريند الجهود التي أدت إلى إنتاج هذه المواد على المستوى التجاري.

احتفت الأوساط العلمية بالبروفيسور فريند، ومنحته العديد من الجوائز والميداليات والتقدير العلمي، فاختير زميلاً في الجمعية الملكية بلندن والأكاديمية الملكية الهندسية البريطانية وزميل شرف في كل من الجمعية الملكية للكيمياء، وجامعة ويلز وكلية ترينيتي في جامعة كيمبردج. منحته عدّة جامعات درجة الدكتوراة الفخرية ومنها جامعة لينكوبنج بالسويد، وجامعة مونز هاينوت في بلجيكا، وجامعة هيريوت وات في أدنبرة. ومن بين الجوائز الرفيعة التي حصل عليها: ميدالية رامفورد الشهيرة من الجمعية الملكية، والميدالية الفضية من الجمعية الهندسية الأمريكية، وميدالية فراداي من معهد الهندسة الإلكترونية، والميدالية الذهبية من الجمعية الأوروبية لبحوث المواد وجائزة سقراط من الإتحاد الأوروبي. كما منحته ملكة بريطانيا درجة فارس عام 2003 تقديراً لإنجازاته في مجال الفيزياء.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

2008 - Prof. Rudiger Wehner-

البروفيسور رودجر فينر

 

درس العلوم الطبيعية والفلسفة في جامعة فرانكفورت وتخرج عام 1960، ثم حصل على الدكتوراة من جامعة فرانكفورت عام 1967. عمل بالتدريس في جامعة زيورخ لأكثر من 40 عامًا، وأصبح أستاذاً منذ عام 1974، وتولَّى العديد من المهام العلمية والاستشارية والإدارية في جامعة زيورخ وخارجها. وبعد تقاعده عام 2005، أعادت الجامعة تعيينه أستاذاً باحثاً، كما عيَّنته جامعتا هارفرد وييل بالولايات المتحدة أستاذاً فيهما.

يُعدّ البروفيسور فينر واحداً من أعظم علماء بيولوجية الجهاز العصبي والسلوك، فقد أمضى أكثر من ثلاثين عامًا يبحث في كيفية تحكُّم نملة صحراوية تزن حوالي جزء واحد من الجرام بواسطة دماغها الذي يزن حوالي جزء واحد من عشرة آلاف من الجرام في تحديد الاتجاهات والملاحة في الصحراء الكبرى، مبيّناً القدرات العصبية والبصرية المذهلة لهذا الكائن الحي، ومنها أنه يتحرك ببراعة عجيبة بحثاً عن الغذاء، ويقطع مسافات بعيدة للغاية، وفي مختلف الاتجاهات، وبسرعة تفوق أي كائن حي آخر، ومع ذلك يتمكَّن من العودة بسهولة وسرعة إلى مسكنه رغم عدم وجود علامات مرئية أو روائح ترشده في الصحراء. واكتشف فينر أن ذلك النمل (ويعرف أيضاً بالنمل الفضي واسمه العلمي Cataglyphis fortis) يستخدم “بوصلة دماغية” تقوم بتحديد الاتجاهات بواسطة أضواء سماوية مستقطبة لا تراها عين الإنسان، و”عداد مسافات” دماغي يسجل عدد الخطوات التي خطاها أثناء تجواله، ثم تقوم خلايا بصرية في عينه وخلايا عصبية متخصّصة في دماغه بمعالجة تلك المعلومات وتنسيقها، وتُكوّن دوائر كهربية عصبية، تُجرى عمليات حسابية، وترسم للنملة خارطة دماغية تمكّنها من العودة إلى مسكنها بأقصر الطرق وأسرعها دون أن تضلّ الطريق. سمّى فينر هذا النظام الدماغي الفريد “ملاحة المتجهات”، وصمّم إنساناً آلياً، أسماه “روبوت الصحراء Sahabot”، لمحاكاته، و إرسال المعلومات إلى مختبر أقامه في الصحراء التونسية لتحليلها. كما درس سلوك هذا النمل وقدرته الفائقة على تحمّل الحرارة. نشر أكثر من 225 بحثاً علمياً، وأربعة كتب، أشهرها كتاب “علم الحيوان”، الذي أعيد طبعه عدّة مرّات، وترجم إلى سبعة لغات. أهدى كتابه “ملاحة الحشرات بالأضواء السماوية” لعائلة بدوية تعرّف عليها أثناء عمله في الصحراء التونسية. كما ألَّف كتاباً عن الطبيب السويسري فليكس سانتشي، الذي عشق مدينة القيروان وأمضى معظم حياته فيها خلال القرن الماضي.

احتفت الأوساط العلمية بالبروفيسور فينر ومنحته العديد من الجوائز والميداليات ودرجات الشرف، وفي طليعتها جائزة مارسيل بينويست السويسرية الشهيرة، وجائزة همبولدت الألمانية، وجائزة التميُّز العلمي من جامعة ييل، وجامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، وميدالية الأكاديمية الألمانية للعلوم الطبيعية في ليبولدينا وجائزتها، وميدالية وجائزة كارل ريتر من الجمعية الألمانية لعلم الحيوان. كما منحته كل من جامعة لُنْد بالسويد، وجامعتي همبولدت وأولدنبورغ في ألمانيا الدكتوراة الفخرية. دعته كبرى المؤسسات العلمية في العالم لإلقاء المحاضرات. وهو رئيس الجمعية السويسرية لعلم الحيوان، وزميل معهد الدراسات المتقدّمة في برلين، وعضو في عدة أكاديميات علمية.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

1986 -Prof. Gian Franco Bottazzo-

البروفيسور جيان فرانكو بوتاتزو

 

حصل على بكالوريوس الطب من جامعة بادوا عام 1971، ثم أجرى دراساته العليا في جامعة فلورنسا، وحصل على دبلوم التخصّص في الغدد الصماء من جامعة بادوا عام 1979. عمل البروفيسور بوتازو مديرًا لمختبر مستضد الكريات البيضاء البشرية (HLA) والأمراض المعدية في كلية الطب بمستشفى سانت بارثولوميو في لندن. 

أجرى البروفيسور بوتاتزو سلسلة من الدراسات المهمّة على مدى خمسة عقود في أمراض المناعة الذاتية ومرض البول السكري خاصة. ومن أبرز أعماله اكتشافه للأجسام المضادة الذاتية لخلايا بيتا التي تفرز الأنسولين في جزر لانجرهانز بالبنكرياس لدى الأطفال المصابين بداء السكري من النوع I، ومن ثم دراساته عن الأسس الوراثية لذلك المرض. وتُعد أعماله حلقة وصـل ما بين الدراسات السريرية وعلوم البيولوجية الجزيئية، وقد فتحت الباب أمام عدد كبير من الباحثين في طبيعة تلك الأجسام المضادة، وخواصها الكيميائية والحيوية، وسبل الاستفادة منها في تشخيص المرض وتوقعه المُسبق، وإمكانية التحكُّم به بالوسائل المناعية وغير ذلك.

نُشرت بحوث البروفيسور بوتاتزو في مجلات طبية مرموقة، ونال بسببها عدداً من الجوائز الرفيعة، كما اختير عضواً في عدة جمعيات علمية، وفي هيئات تحرير عدة مجلات طبية متخصصة.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.