2010 - Professor Enrico Bombieri-

البروفيسور إنريكو بومبيري

 

شُغِف بعلم الرياضيات من الصغر، فقرأ عن نظرية الأعداد وهو في الثالثة عشرة من عمره، وحصل على الدكتوراة من جامعة ميلانو وهو في الثالثة والعشرين، وعُيِّن فور تخرجه أستاذاً مساعداً في تلك الجامعة. سافر لمواصلة دراساته في نظرية الأعداد مع البروفيسور هارولد دافنبورت في كلية ترِنتي في جامعة كيمبردج بالمملكة المتحدة عام 1964. وفي العام التالي عُيِّن أستاذاً للرياضيات في جامعة كالياري (1965)، ثم في جامعة بيزا (1966 – 1974) فمدرسة الدراسات المتقدمة في بيزا (1974–1977) قبل التحاقه بمعهد الدراسات المتقدمة في جامعة برنستون بالولايات المتحدة الأمريكية حيث يشغل حالياً كرسي جون فون نيومان للرياضيات.

البروفيسور بومبيري رياضيّ عبقري، من أبرز المتخصصين في نظرية الأعداد والتحليل في العالم. وهو صاحب إسهامات رائدة ومؤثِّرة في حقول الرياضيات المختلفة وتَميَّزت أعماله بالأصالة والتمكُّن والعرض الواضح، وعُنِيَت بحوثه الأساسية – على مدى أربعين عاماً – بمعالجة المسائل الصعبة في نظرية الأعداد والهندسة الجبرية والتحليل المركب والسطوح المثلى، كما غَطَّت إسهاماته طيفاً واسعاً من الموضوعات اشتملت على توزيع الأعداد الأولية والهندسة الحسابية والجموع الأُسيّة، وكان من أبرزها حَلُّه لمسائل في السطوح المُثلَى وتطوير مفهوم “المصفاة الكبرى” التي أَدَّت إلى نظرية بومبيري – فينوجرادوف. كما ازدادت شهرته من خلال “نظرية بومبيري – لانج” و”قاعدة بومبيري” وغيرهما من إنجازات رائدة. ويُتوقَّع أن يكون لبعض النتائج التي تَوصَّل إليها؛ وبخاصة في نظرية الأعداد الأولية تطبيقات مُهمَّة في الشيفرة وأمن المعلومات.

نال بومبيري العديد من الجوائز الرفيعة؛ ومنها ميدالية فيلدز الشهيرة، وجائزة قلترينللي، وجائزة بالزان، ودرجة الدكتوراة الفخرية من جامعة بيزا، ووسام التميُّز الأكاديمي برتبة فارس من فرنسا، ووسام الامتياز الأعلى برتبة فارس، وهو أرفع وسام تمنحه الجمهورية الإيطالية، وجائزة جوزيف دووب بالاشتراك مع والتر جبلر عن كتابهما (Heights in Diophantine Geometry). وهو عضو في الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة، وأكاديمية العلوم الوطنية الإيطالية، والأكاديمية الأوروبية للعلوم والآداب والعلوم الإنسانية، وأكاديمية كوارنتا الوطنية في روما، وأكاديمية لنسي الوطنية. وهو أيضاً زميل الأكاديمية الأمريكية للآداب والعلوم، والمعهد الفرنسي، وعضو مراسل في الجمعية الملكية السويدية، وعضو شرف في الجمعية البريطانية للرياضيات. وقد عمل بضع سنوات في اللجنة التنفيذية للاتحاد العالمي للرياضيين. للبروفيسور بومبيري ثلاثة كتب وأكثر من 160 بحثا منشورا في كبرى المجلات العلمية العالمية.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

2009 - Prof. Rashid A. Sunyaev -

البروفيسور راشد عليفتش سنييف

 

تخرَّج في معهد الفيزياء والتقنية في جامعة موسكو عام 1966. ثم حصل على إجازة العلوم المعادلة لدكتوراة الفلسفة عام /1968، ثم على دكتوراة العلوم عام 1973 من جامعة موسكو. عمل باحثاً علمياً في معهد الرياضيات التطبيقية بالأكاديمية الروسية للعلوم بين عامي 1968–1982، فرئيساً لمختبر فيزياء الفلك النظرية بالأكاديمية من عام 1974 حتى 1982، كما تبوأ كرسي الأستاذية في معهد الفيزياء والتقنية في جامعة موسكو بين عامي 1975-2001، ورئيساً لقسم الفيزياء الفلكية عالية الطاقة في معهد بحوث الفضاء بالأكاديمية الروسية للعلوم. وهو حالياً مدير معهد ماكس بلانك لفيزياء الفلك في ألمانيا وباحث رئيس في معهد أبحاث الفضاء في موسكو.

يُعد البروفيسور راشد سنييف واحداً من أبرز علماء الفيزياء الكونية والفلكية في العالم؛ حيث حقَّق – خلال الثلاثين عاماً الماضية – إنجازات علمية باهرة في فيزياء الفلك والفيزياء الكونية مما كان له أثر كبير في تطوير هذين المجالين. من أبرز تلك الإنجازات فرضيته المعروفة باسم (تأثير سنييف – زلدوفيتش) حيث اقترح – بالاشتراك مع البروفيسور زيلدوفيتش– أن تناثر الفوتونات الميكروموجية المكوّنة للخلفية الإشعاعية الكونية بفعل الإلكترونات الناتجة عن مجموعات من المجرَّات يؤدِّي إلى تناقص الدفق الإشعاعي الميكروموجي. وثبتت صحة هذه الفرضية تجريبياً وأصبحت تستخدم لقياس ثابت هوبل واستكشاف بنية الكون، كما طوَّر – بالاشتراك مع البروفيسور شاكورا – نموذجاً لتراكم المادة المتحركة لولبياً حول الثقوب السوداء. وأصبح ذلك النموذج (ويسمَّى قرص شاكورا – سنييف القياسي) أساساً لدراسة كتلة الثقوب السوداء. كذلك قام البروفيسور سنييف بدور مركزي في تطوير برنامج الفضاء الروسي وبرنامج الفضاء الأوروبي. فقاد الفريق الذي بنى نظام المراقبة بالأشعة السينية في محطة مير الفضائية الروسية، وقمر المراقبة المعروف باسم GRANAT التابع لوكالة الفضاء الأوروبية. ويساهم سنييف حالياً قي تطوير قمر صناعي للدراسات الفلكية بواسطة الأشعة السينية وفي بعض التجارب المتعلقة بالتحضير لبعثة بلانك الفضائية.

نال البروفيسور سنييف تقدير العديد من الجهات العلمية فاختير عضو شرف في أكاديمية بخارستان وأكاديمية تتارستان للعلوم. وهو عضو في الاتحاد العالمي للفلكيين، ونائب رئيس لجنة بحوث الفضاء فيه، وعضو ونائب سابق لرئيس الجمعية الفلكية الأوروبية، وعضو في الجمعية الأمريكية للفيزياء، والجمعية الفلسفية الأمريكية، وزميل خارجي بالجمعية الملكية الفلكية في المملكة المتحدة. اختير أستاذ شرف أو أستاذاً أو باحثاً زائراً في العديد من الجامعات والمعاهد العلمية العالمية المرموقة ومنها جامعة جونز هوبكنز، وجامعة فرجينيا، وجامعة كولومبيا، وجامعة كاليفورنيا في بيركلي، ومعهد سميثونيان للفيزياء الفلكية في جامعة هارفارد، وجامعة لودفيج – ماكسميلان في ميونيخ، وجامعة ليدن في هولندا، وجامعة كيمبردج في المملكة المتحدة، ومعهد كاليفورنيا التقني، ومعهد ماساشوستس التقني، ومعهد الدراسات المتقدّمة في جامعة برنستون ومركز بوز الوطني للعلوم الأساسية في الهند، كما حصل على العديد من الجوائز الرفيعة، منها: جائزة كرافورد من الأكاديمية الملكية السويدية، وجائزة هاينمان في فيزياء الفلك والميدالية الذهبية من الجمعية الملكية البريطانية للفلكيين.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

2009 - Prof. Sir Richard H. Friend-

البروفيسور السير ريتشارد هنري فريند

 

حصل على بكالوريوس الآداب (مرتبة الشرف الأولى) في الفيزياء النظرية من كلية ترينتي بجامعة كيمبردج عام 1974، وعلى الدكتوراة في مختبر كاڤندش بالجامعة نفسها عام 1979. ثم انضم إلى هيئة التدريس في قسم الفيزياء بجامعة كيمبردج منذ عام 1980، وهو حالياً أستاذ كرسي كاڤندش الشهير في الفيزياء، وزميل كلية سانت جونز، ورئيس مجلس العلوم الفيزيائية، ومدير مختبر كاڤندش في كيمبردج، وأستاذ كرسي تان شن توان في جامعة سنغافورة.

كان لبحوث البروفيسور فريند الرائدة في فيزياء أشباه الموصلات وهندسة الأجهزة المصنّعة من المواد الكربونية أثر عظيم في علم الفيزياء والعلوم المرتبطة به. فقد ابتدع فرعاً جديداً في علم الالكترونيات يقوم على استخدام أشباه الموصلات العضوية، وكان فريقه أول من صنّع صمّاماً ثنائياً عالي المردودية باستخدام البوليمرات المترافقة. وكانت مساهمته حاسمة في بلورة فهمنا لدور الإكسيتون في آلية الانبعاث الضوئي في هذه المواد. كما استحدث تقنية لتصنيع تلك الأجهزة عن طريق الطباعة المباشرة مما يختلف اختلافاً جذرياً عن التقانات التقليدية ويوفر وسيلة أرخص وأكثر كفاءة في تصنيع أشباه الموصلات. ومهّد بذلك الطريق أمام تطوير تطبيقات عديدة للأجهزة المصنّعة من المواد العضوية عديدة البلمرة بما في ذلك الأجهزة الكهروضوئية والدوائر الترانزيستورية. كما قاد البروفيسور فريند الجهود التي أدت إلى إنتاج هذه المواد على المستوى التجاري.

احتفت الأوساط العلمية بالبروفيسور فريند، ومنحته العديد من الجوائز والميداليات والتقدير العلمي، فاختير زميلاً في الجمعية الملكية بلندن والأكاديمية الملكية الهندسية البريطانية وزميل شرف في كل من الجمعية الملكية للكيمياء، وجامعة ويلز وكلية ترينيتي في جامعة كيمبردج. منحته عدّة جامعات درجة الدكتوراة الفخرية ومنها جامعة لينكوبنج بالسويد، وجامعة مونز هاينوت في بلجيكا، وجامعة هيريوت وات في أدنبرة. ومن بين الجوائز الرفيعة التي حصل عليها: ميدالية رامفورد الشهيرة من الجمعية الملكية، والميدالية الفضية من الجمعية الهندسية الأمريكية، وميدالية فراداي من معهد الهندسة الإلكترونية، والميدالية الذهبية من الجمعية الأوروبية لبحوث المواد وجائزة سقراط من الإتحاد الأوروبي. كما منحته ملكة بريطانيا درجة فارس عام 2003 تقديراً لإنجازاته في مجال الفيزياء.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

2008 - Prof. Rudiger Wehner-

البروفيسور رودجر فينر

 

درس العلوم الطبيعية والفلسفة في جامعة فرانكفورت وتخرج عام 1960، ثم حصل على الدكتوراة من جامعة فرانكفورت عام 1967. عمل بالتدريس في جامعة زيورخ لأكثر من 40 عامًا، وأصبح أستاذاً منذ عام 1974، وتولَّى العديد من المهام العلمية والاستشارية والإدارية في جامعة زيورخ وخارجها. وبعد تقاعده عام 2005، أعادت الجامعة تعيينه أستاذاً باحثاً، كما عيَّنته جامعتا هارفرد وييل بالولايات المتحدة أستاذاً فيهما.

يُعدّ البروفيسور فينر واحداً من أعظم علماء بيولوجية الجهاز العصبي والسلوك، فقد أمضى أكثر من ثلاثين عامًا يبحث في كيفية تحكُّم نملة صحراوية تزن حوالي جزء واحد من الجرام بواسطة دماغها الذي يزن حوالي جزء واحد من عشرة آلاف من الجرام في تحديد الاتجاهات والملاحة في الصحراء الكبرى، مبيّناً القدرات العصبية والبصرية المذهلة لهذا الكائن الحي، ومنها أنه يتحرك ببراعة عجيبة بحثاً عن الغذاء، ويقطع مسافات بعيدة للغاية، وفي مختلف الاتجاهات، وبسرعة تفوق أي كائن حي آخر، ومع ذلك يتمكَّن من العودة بسهولة وسرعة إلى مسكنه رغم عدم وجود علامات مرئية أو روائح ترشده في الصحراء. واكتشف فينر أن ذلك النمل (ويعرف أيضاً بالنمل الفضي واسمه العلمي Cataglyphis fortis) يستخدم “بوصلة دماغية” تقوم بتحديد الاتجاهات بواسطة أضواء سماوية مستقطبة لا تراها عين الإنسان، و”عداد مسافات” دماغي يسجل عدد الخطوات التي خطاها أثناء تجواله، ثم تقوم خلايا بصرية في عينه وخلايا عصبية متخصّصة في دماغه بمعالجة تلك المعلومات وتنسيقها، وتُكوّن دوائر كهربية عصبية، تُجرى عمليات حسابية، وترسم للنملة خارطة دماغية تمكّنها من العودة إلى مسكنها بأقصر الطرق وأسرعها دون أن تضلّ الطريق. سمّى فينر هذا النظام الدماغي الفريد “ملاحة المتجهات”، وصمّم إنساناً آلياً، أسماه “روبوت الصحراء Sahabot”، لمحاكاته، و إرسال المعلومات إلى مختبر أقامه في الصحراء التونسية لتحليلها. كما درس سلوك هذا النمل وقدرته الفائقة على تحمّل الحرارة. نشر أكثر من 225 بحثاً علمياً، وأربعة كتب، أشهرها كتاب “علم الحيوان”، الذي أعيد طبعه عدّة مرّات، وترجم إلى سبعة لغات. أهدى كتابه “ملاحة الحشرات بالأضواء السماوية” لعائلة بدوية تعرّف عليها أثناء عمله في الصحراء التونسية. كما ألَّف كتاباً عن الطبيب السويسري فليكس سانتشي، الذي عشق مدينة القيروان وأمضى معظم حياته فيها خلال القرن الماضي.

احتفت الأوساط العلمية بالبروفيسور فينر ومنحته العديد من الجوائز والميداليات ودرجات الشرف، وفي طليعتها جائزة مارسيل بينويست السويسرية الشهيرة، وجائزة همبولدت الألمانية، وجائزة التميُّز العلمي من جامعة ييل، وجامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، وميدالية الأكاديمية الألمانية للعلوم الطبيعية في ليبولدينا وجائزتها، وميدالية وجائزة كارل ريتر من الجمعية الألمانية لعلم الحيوان. كما منحته كل من جامعة لُنْد بالسويد، وجامعتي همبولدت وأولدنبورغ في ألمانيا الدكتوراة الفخرية. دعته كبرى المؤسسات العلمية في العالم لإلقاء المحاضرات. وهو رئيس الجمعية السويسرية لعلم الحيوان، وزميل معهد الدراسات المتقدّمة في برلين، وعضو في عدة أكاديميات علمية.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

1986 -Prof. Gian Franco Bottazzo-

البروفيسور جيان فرانكو بوتاتزو

 

حصل على بكالوريوس الطب من جامعة بادوا عام 1971، ثم أجرى دراساته العليا في جامعة فلورنسا، وحصل على دبلوم التخصّص في الغدد الصماء من جامعة بادوا عام 1979. عمل البروفيسور بوتازو مديرًا لمختبر مستضد الكريات البيضاء البشرية (HLA) والأمراض المعدية في كلية الطب بمستشفى سانت بارثولوميو في لندن. 

أجرى البروفيسور بوتاتزو سلسلة من الدراسات المهمّة على مدى خمسة عقود في أمراض المناعة الذاتية ومرض البول السكري خاصة. ومن أبرز أعماله اكتشافه للأجسام المضادة الذاتية لخلايا بيتا التي تفرز الأنسولين في جزر لانجرهانز بالبنكرياس لدى الأطفال المصابين بداء السكري من النوع I، ومن ثم دراساته عن الأسس الوراثية لذلك المرض. وتُعد أعماله حلقة وصـل ما بين الدراسات السريرية وعلوم البيولوجية الجزيئية، وقد فتحت الباب أمام عدد كبير من الباحثين في طبيعة تلك الأجسام المضادة، وخواصها الكيميائية والحيوية، وسبل الاستفادة منها في تشخيص المرض وتوقعه المُسبق، وإمكانية التحكُّم به بالوسائل المناعية وغير ذلك.

نُشرت بحوث البروفيسور بوتاتزو في مجلات طبية مرموقة، ونال بسببها عدداً من الجوائز الرفيعة، كما اختير عضواً في عدة جمعيات علمية، وفي هيئات تحرير عدة مجلات طبية متخصصة.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

2006 - Prof. S.K. Donaldson -

البروفيسور سايمون كيروان دونالدسن

حصل على بكالوريوس الآداب في الرياضيات من جامعة كيمبردج عام 1980 والدكتوراة من جامعة أكسفوردعام 1983. برزت عبقريته في الرياضيات منذ أن كان طالباً بالدراسات العليا حيث حقق نتائج أذهلت الرياضيين في العالم أجمع. وبعد حصوله على الدكتوراة، عُيّن باحثاً في جامعة أكسفورد، وأُرسل إلى معهد الدراسات المتقدمة في جامعة برنستون في الولايات المتحدة لمدّة عام. وبعد ذلك بعامين فقط، تبوأ كرسي الأستاذية في جامعة أكسفورد وعمره لا يتجاوز 28 عامًا. وفي العام التالي، حصل على زمالة الكلية الملكية، وفي الوقت نفسه حصل على ميدالية فيلدز، أرفع تقدير في علم الرياضيات. ظل في منصبه بجامعة أكسفورد حتى عام 1997، ثم التحق لمدة عام أستاذاً في جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة، وانتقل بعد ذلك إلى كلية إمبريال بلندن رئيساً لمعهد العلوم الرياضية، وأستاذ كرسي الجمعية الملكية لبحوث الرياضيات البحتة.

تتمثل الإنجازات الفريدة للبروفيسور دونالدسن في ثلاثة مجالات: تطبيق نظرية القياس في طبولوجيا متعددات الطيات، والهندسة التفاضلية لحزم المتجهات، والهندسة التماسكية. وبرهنت دراساته على عمق العلاقة بين الرياضيات والفيزياء، وساهمت في إقامة قاعدة صحيحة للنظريات الفيزيائية المتعلقة بالمادة. واحتلت نظرياته في الهندسة الجبرية مكاناً بارزاً في علوم الرياضيات المعاصرة، وربطتها ربطاً وثيقاً بالنظريات السابقة من ناحية، والأفكار الحديثة المستمدة من الفيزياء النظرية من ناحية أخري، وفتحت بذلك آفاقاً جديدة للباحثين في هذا المجال.

نشر البروفيسور دونالدسن العديد من البحوث العلمية والكتب، وأشرف على حوالي 35 طالب دراسات عليا في جامعة أكسفورد. وأثبت في مطلع حياته العلمية إحدى فرضيّات ناراسيمان الشهيرة. وهو عضو في

هيئات تحرير كبرى مجلات الرياضيات، ومنها مجلة الطبولوجيا التي رأس تحريرها على مدى ستة أعوام. وكان نائب رئيس الاتحاد العالمي للرياضيين، وعضواً في مجلس جمعية لندن للرياضيات، واللجان العلمية في كل من معهد ماكس بلانك في ألمانيا ومعهد الدراسات العلمية المتقدمة في فرنسا ومعهد نيوتن في جامعة كيمبردج.

نال تقدير العديد من الأوساط العلمية العالمية، إذ منحته الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم جائزة كرافورد؛ كما حصل على جائزة بوليا من جمعية لندن للرياضيات. دُعي لإلقاء محاضرات الشرف في المؤتمرات الأوروبية والدولية للرياضيين والمؤتمر العالمي للفيزياء الرياضية، وانتخب زميلاً خارجياً للأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة، وزميل شرف في كل من كلية بيمبروك في جامعة كيمبردج، وكلية سانت آن في جامعة أكسفورد.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

2008 -Prof. Donald D. Trunkey-

البروفيسور دونالد دين ترنكي

 

عمل في صباه مزارعاً وبنّاء وعاملاً في المناجم، مواصلاً – فى الوقت نفسه – تعليمه حتى حصل على البكالوريوس من جامعة ولاية واشنطن عام 1959، والدكتوراة من كلية الطب في جامعة واشنطن عام 1963. بعد تخرُّجه، تدرَّب لمدّة عام في قسم الجراحة في مستشفى جامعة أوريجون للعلوم الصحية، ثم أمضى فترة الخدمة الإلزامية طبيباً في الجيش الأمريكي في ألمانيا، وواصل تدريبه في الجراحة في جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو، وحصل على زمالة لدراسة طب وجراحة الحوادث في المركز الطبي لجنوب غرب تكساس في سان انطونيو. التحق – عام 1970 – بالعمل في مستشفيات جامعة كاليفورنيا حيث تركَّز اهتمامه في طب وجراحة الحوادث، إضافة إلى جراحة الأوعية الدموية والصدر، وأصبح مدير مركز علاج الحروق في مستشفى سان فرانسيسكو العام، وأسس فيه مختبراً لدراسة تأثير الصدمة الناتجة عن الحروق الشديدة والحوادث الأخرى على وظائف الجسم، وبخاصة خلايا عضلة القلب ونظام المناعة. وفي عام 1978، عُيِّن رئيساً لقسم الجراحة في مستشفى سان فرانسيسكو العام، وأصبح – منذ عام 1986– أستاذ كرسي الجراحة في جامعة أوريجون للعلوم الصحية، وتولَّى رئاسة قسم الجراحة لنحو 14 عامًا طوّره خلالها وأنشأ فيه برنامجاً ممتازاً لتدريب الجرّاحين، حيث عين بعدها أستاذاً فخرياً عام 2007. كما تولَّى العديد من المهام الأكاديمية والعلمية والإدارية، منها: رئاسة اللجنة القومية لطب الحوادث في الكلية الأمريكية للجراحة، والجمعية الأمريكية لجراحة الحوادث، والفرع الأمريكي للاتحاد العالمي للجراحين، ومجموعة الجراحين الدولية، ونائب رئيس اتحاد الجراحين في الولايات المتحدة، وعضو البورد الأمريكي للجراحة.

يعتبر البروفيسور ترنكي من أعظم روَّاد طب الحوادث، حيث سخَّر حياته العلمية لتطوير هذا الفرع الطبي، ونشر 170 بحثاً علمياً و24 كتاباً وحوالي 200 فصل في كتاب. احتفت الدوائر العلمية والطبية بالبروفيسور ترنكي، ومنحته العديد من الجوائز والميداليات والزمالات، منها: جائزة الخدمة الممتازة من الكلية الأمريكية للجرّاحة، وجائزة الجمعية العالمية للجرّاحين، وجائزة باري جولدووتر للجراحة، وميدالية الامتياز من ملك أسبانيا، وميدالية الكلية الملكية للطب في انجلترا، وكرسي الأستاذية في كلية الجراحين الملكية في أدنبرة، وعضوية الشرف في الكلية البرازيلية للجراحين، والاتحاد البريطاني للطوارئ وطب الحوادث. كما حصل على الزمالة الفخرية لكل من الكلية الملكية للجراحين في أدنبرة، والكلية الملكية للأطباء والجراحين في جلاسكو، والكلية الملكية للجرّاحين في إيرلندا، والكلية الملكية للجرّاحين في انجلترا، وكلية جراحي جنوب أفريقيا. دُعي لإلقاء العديد من محاضرات الشرف، وأطلق اسمه على إحداها.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

2006 - Prof. M.S. Narasimhan-

البروفيسور مودومباي ناراسيمان

 

حصل على البكالوريوس في الرياضيات بمرتبة الشرف من كلية لويولا في جامعة مدراس (شنَّاي) عام 1953، والدكتوراة من جامعة بومباي عام 1960. عمل لأكثر من 25 عامًا أستاذاً للرياضيات في معهد تاتا للبحوث الأساسية في مومباي، وحصل على رتبة أستاذ متميِّز في ذلك المعهد المرموق منذ عام 1980. وفي عام 1993، دعاه عالم الفيزياء الباكستاني الشهير عبدالسلام لتأسيس مركز للرياضيات في المركز الدولي للفيزياء النظرية في مدينة تريستا في إيطاليا. وخلال الأعوام الستة التالية، أصبح للمركز – تحت إدارته – مكانةً رفيعةً في علم الهندسة الجبرية بفروعها المختلفة، كما قام بتدريب أكثر من 500 باحث وطالب من جميع أنحاء العالم في علوم الرياضيات. اختير ناراسيمان بعد ذلك أستاذاً زائراً في المعهد العالمي للدراسات المتقدمة في إيطاليا، ثم عاد إلى بلاده حيث عمل كزميل شرف في معهد تاتا وكان عضواً في المركز الدولي للفيزياء النظرية.

تركَّزت معظم بحوث البروفيسور ناراسيمان في مجال الهندسة الجبرية؛ خاصة النظريات المتعلقة بحزم المتجهات إلاَّ أن عمله الدؤوب خلال نصف قرن من الزمن غطّى كافة فروع الهندسة الجبرية الأخرى. ونال إعجاب العديدين لقدرته الفريدة على الربط بين أعمال مشاهير الرياضيين السابقين والمعاصرين. تميَّزت بحوثه بالعمق والأصالة والدقة المتناهية، وأفاد من علمه عدد كبير ممن تتلمذوا على يديه حتى أصبحوا بدورهم من كبار علماء الرياضيات.

لقي البروفيسور ناراسيمان تقدير المجتمع العلمي في مجال تخصصه، ودعي على إثر ذلك إلى كبرى الجامعات والمعاهد العالمية لإلقاء المحاضرات، كما اختارته الجمعية الملكية البريطانية عضوًا فيها. ومنحته الجمهورية الفرنسية وسام التميُّز برتبة فارس ومنحته الحكومة الهندية وسام بادما بوشان الذهبي، وكان رئيساً للجنة القومية للرياضيات المتقدمة في الهند، وعضواً في الاتحاد العالمي للرياضيات، ورئيس لجنة التطوير والتبادل العلمي في ذلك الاتحاد، ونائباً لرئيس مركز الرياضيات البحتة والتطبيقية في فرنسا. واعترافاً بفضله، نظّم زملاؤه وتلاميذه مؤتمراً خاصاً لمناقشة إسهاماته في الهندسة الجبرية وذلك عند بلوغه سنّ السبعين. وما زالت أعمال البروفيسور ناراسيمان تحتل مركز الصدارة في الرياضيات الحديثة. عُرف عنه، أيضاً، اهتمامه الشديد بحضارة التاميل وثقافتهم وفنونهم.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

2005 - Prof. Frank Wilczek-

البروفيسور فرانك ويلتشيك

 

حصل على البكالوريوس في الرياضيات من جامعة شيكاغو، ثم انتقل إلى جامعة برنستون حيث حصل على درجتي ماجستير في الرياضيات والفيزياء، والدكتوراة في الفيزياء. عمل بعد ذلك في جامعة برنستون وتبوأ كرسي الأستاذية فيها، ثم التحق بمعهد الفيزياء النظرية التابع لتلك الجامعة في سانتا باربارا أستاذاً لكرسي روبرت هتنباخ في الفيزياء. وفي عام 1990، انتقل إلى معهد الدراسات المتقدمة في برنستون أستاذاً لكرسي روبرت أوبنهايمر. وفي عام 2000، انضم إلى معهد ماساتشوستس التقني حيث يشغل حالياً منصب أستاذ كرسي هيرمان فيشباخ في الفيزياء وأستاذ في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وأستاذ مساعد في مركز الدراسات الاقتصادية في فالديفيا في شيلي. كما عمل أستاذاً زائراً في جامعة هارفرد، وجامعة لايدن.

حقّق البروفيسور ويلتشيك إنجازات عظيمة في مجال الفيزياء النظرية وفي طليعتها اكتشافه قوانين قوّة رابعة في الطبيعة هي القوة الصُلبة لبنية نواة الذرة، وتحليله لمظاهر الدينامية اللونية الكمية، وكان عمره وقتئذ لا يتجاوز 21 ربيعاً. أتبع ذلك الكشف الفريد بالعديد من الإنجازات الرائدة الأخرى في شتى مجالات الفيزياء النظرية، والكونية، ونظرية الجزيئات، وفيزياء الحالة الصلبة. ونُشر له حوالي 350 بحثاً في أشهر المجلات العلمية، ودُعي لإلقاء المحاضرات في العديد من الجامعات العالمية الكبرى، كما قام في الأعوام الأخيرة بنشاط واسع في تناول الموضوعات الحديثـة والمثيرة في الفيزياء من منظور فلسفي، وفي شرح معانيها للمجتمع العلمي العريض من خلال كتاباته المنتظمة في مجلة الفيزياء اليوم ومجلة الطبيعة، ووُضعـت محاضرته الشهرية وصفة العالم الرقمية على شبكة الإنترنت ليطّلع عليها الجميع بالمجان. ووجدت كتاباته رواجاً كبيراً ونالت مرتين جائزة “أفضل الكتابات العلمية الأمريكية”، كما نشر – بالاشتراك مع زوجته – كتاباً رائعاً بعنوان “الشوق إلى التناغم: أفكار أساسية وتغيّرات من الفيزياء الحديثة”.

مُنِح ويلتشيك العديد من الجوائز الرفيعة تقديراً لإنجازاته، ومنها جائزتا ساكوري وليلنفلد من الجمعية الفيزيائية الأمريكية، وجائزة وميدالية ديراك من المركز الدولي للفيزياء النظرية، وميدالية اورنتز من جمعية الفيزياء الهولندية. وفي عام 2004، مُنِح جائزة نوبل في الفيزياء. وهو عضو في الأكاديمية الوطنية للعلوم بالولايات المتحدة، والأكاديمية الملكية الهولندية للآداب وللعلوم، والأكاديمية الأمريكية للآداب والعلوم، وزميل الجمعية الأمريكية لتقدُّم العلوم، والجمعية الفلسفية الأمريكية. وهو – أيضاً – عضو في مجلس أمناء جامعة شيكاغو، ورئيس هيئة تحرير حولية الفيزياء، ومستشار، أو عضو، في هيئات تحرير عدد من دوريات الفيزياء المرموقة الأخرى.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

2008 -Prof. Basil A. Pruitt Jr.-

البروفيسور باسل آرثر بروت

 

تعلَّم في كلية هارفرد وكلية الدراسات العليا للعلوم والآداب وتخرج في جامعة هارفرد (تخصُّص العلوم الجيولوجية) عام 1952، وتخرَّج بامتياز في كلية الطب في جامعة تَفْتز عام 1957، ثم عُيِّن طبيب امتياز بمستشفى مدينة بوسطن العام، فطبيباً مقيماً في قسم الجراحة العامة بمستشفى بوسطن ومستشفى بروك العام. نال زمالة الكلية الأمريكية للجراحين عام 1964، وعمل لمدّة 35 عامًا جراحاً في الجيش الأمريكي، وتولَّى قيادة مركز الحروق بالمعهد العسكري الأمريكي لأبحاث الجراحة في جنوب تكساس، وظلَّ يديره لمدّة 27 عامًا، وقام بتطوِّيره إلى مركز بحثي من الطراز الأول. وفي عام 1996، التحق البروفسور بروت بجامعة تكساس في سان أنطونيو، وكان أستاذ الجراحة في مركز العلوم الصحيَّة التابع لتلك الجامعة، وأستاذ الجراحة في الجامعة العسكرية للعلوم الصحيَّة في مارى لاند، واستشاري بالمعهد العسكري الأمريكي لأبحاث الجراحة.

البروفيسور بروت مشهود له عالميّاً رائداً في مجال جراحة الحروق الخطيرة وعلاجها والتعامل معها، حيث تناولت بحوثه جوانب شتى متعلقة بالحروق ومشاكلها، بما في ذلك تأثير الصدمة الناتجة عن الحروق الشديدة وما تسبّبه الحروق من مضاعفات خطيرة أخرى، مثل الجلطات الدموية، وقروح الأمعاء، واختلال توازن الماء والملح بالجسم، والتسمُّم والتلوُّث. أَدَّت بحوثه إلى تحسن كبير في أساليب علاج الحروق ومضاعفاتها.

نشر – خلال الخمسين عامًا الماضية – حوالي 440 بحثاً علمياً، و13 كتاباً، و220 موجز بحث، أو تعليقاً، أو مقالة استعراضية. كما شارك في عشرات المؤتمرات، ودُعي لإلقاء محاضرات الشرف والمحاضرات التذكارية في كثير من المؤسسات العلمية في الولايات المتحدة وكندا وأمريكا الجنوبية وبريطانيا وجنوب أفريقيا وآسيا. كما دُعي أستاذاً زائراً في أكثر من 200 جامعة ومركز طبي عبر العالم. كان البروفيسور بروت عضوًا ورئيسًا في أربعين جمعية طبية وعلمية، وعضو شرف فى أربعة عشر جمعية أخرى. عمل في هيئات تحرير عدة مجلات طبية، في طليعتها مجلة “طب الحوادث” الشهيرة. ودرَّب عشرات الجراحين في الولايات المتحدة وخارجها في علاج الحروق.

نال العديد من الجوائز والميداليات، من بينها: جائزة التميُّز من المجلس القومي الأمريكي للسلامة، وجائزة الجمعية الدولية لطب الحروق، وجائزة دانيس من الجمعية العالمية للجراحة، وميدالية الإنجاز العلمي من جمعية الجراحين الأمريكية، وجائزة وتاكر العالمية، وجائزة تانر العالمية لطب الحروق، وجائزة جمعية الجراحين الأكاديميين، وميدالية روزيل-بارك. وأطلقت جمعية الناجين من الحروق اسمه على صندوقها الخيري الخاص بمساعدة المحتاجين من ضحايا الحروق في ولاية تكساس.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.