1990 -محمد عرشابرا-

الدكتور محمد عمر عبد الكريم شابرا

 

حصل على درجتي البكالوريوس والماجستير من جامعة كراتشي عام 1956، ثم حصل على الدكتوراة في الاقتصاد بامتياز من جامعة مينيسوتا عام 1961. وعمل بالتدريس في جامعات كنتاكي، وويسكونسن، ومينيسوتا في الولايات المتحدة الأمريكية، والمعهد المركزي للبحوث الإسلامية في باكستان، كما عمل خبيراً اقتصادياً في معهد التنمية الباكستاني، ثم أصبح مستشاراً في مؤسسة النقد العربي السعودي.

بدأت أعمال الدكتور شابرا الرائدة في الاقتصاد الإسلامي بدراسة عنوانها: “النظام الاقتصادي في الإسلام: مناقشة أهدافه وطبيعته” صدرت في لندن وكراتشي، كما تُرجمت إلى العربية على شكل مقالات في مجلة المسلم المعاصر. نُشر له اثنا عشر كتاباً وأكثر من خمسة وسبعين بحثاً. من أهم أعماله كتابه: “نحو نظام نقدي عادل”، الذي تُرجم إلى لغات عديدة، واتّبع فيه منهجاً أصيلاً، كما أبرز فيه فهمه العميق للأسس الشرعية في المعاملات المالية ومشكلات العصر الاقتصادية وقدرة الشريعة على حلّ المشكلات الاقتصادية المعاصرة. أشاد بذلك الكتاب عدد من علماء الاقتصاد في العالم، ووصفته مجلة الجمعية البريطانية لدراسات الشرق الأوسط بأنه أصدق عرض صدر عن النظرية الاقتصادية في الإسلام، وأصبح من الكتب المقرَّرة في عدد من الجامعات. قام الدكتور شابرا أيضاً بتنظيم العديد من اللقاءات العلمية والندوات حول الاقتصاد الإسلامي، ودُعي لإلقاء المحاضرات في الكثير من الجامعات والمراكز البحثية حول العالم. وهو عضو في هيئات تحرير مجلات اقتصادية عالمية متخصصة. وقد قامت جهات عدّة بتكريمه، فنال الميدالية الذهبية لجامعة السند لحصوله على المركز الأول بين 25 ألف طالب عام في 1950، والميدالية الذهبية للتفوّق العلمي من جمعية التعليم والرعاية الاجتماعية في باكستان، وجائزة التميُّز العلمي من كلية التجارة والاقتصاد في جامعة كراتشي في عيدها الأربعيني عام 1986، وجائزة بنك التنمية الإسلامي لأبحاثه في الاقتصاد الإسلامي عام في 1989، والميدالية الذهبية لمعهد الباكستانيين في الخارج تقديراً لخدمته للإسلام والاقتصاد الإسلامي.

 

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

 

1989 -صالح أحمد العلي-

البروفيسور صالح أحمد العلي

 

حصل على الليسانس من دار المعلمين العالية في بغداد عام 1943، وعلى الدكتوراة من جامعة أكسفورد عام 1949، كما نال زمالة بحثية لمدة عام في جامعة هارفارد، وأصبح عضوًا في هيئة التدريس في كلية الآداب والعلوم في بغداد عام 1949، وكان عميدًا لمعهد الدراسات الإسلامية العليا وعضوًا في مجلس جامعة بغداد، ورئيسًا للمجمع العلمي العراقي، ورئيسًا بالوكالة لمركز إحياء التراث العلمي العربي، وعضوًا في مجامع اللغة العربية في الأردن والقاهرة والمجمع الملكي الأردني لبحوث الحضارة الإسلامية، والمعهد الإسباني في باريس، ونائبًا لرئيس هيئة كتابة التاريخ التابعة لمنظمة اليونسكو. وشارك في كثير من الندوات والمؤتمرات العلمية داخل العراق وخارجها.

كان البروفيسور العلي رائدًا في دراسات المدينة الإسلامية، وله في ذلك كتب عديدة قيِّمة؛ تأليفًا، أو تحقيقًا، أو ترجمة. وله كذلك عشرات البحوث في موضوعات تاريخية وحضارية وفكرية متنوعة، فكان يرى في تخطيط المدن الإسلامية وتاريخها مصدرًا مهمًّا لمتابعة تطوّر التاريخ الإسلامي عمومًا.

من أهم أعماله كتاباه: “التنظيمات الاجتماعية والاقتصادية في البصرة في القرن الأول الهجري”، و”خطط البصرة ومنطقتها”، اللذان أبرز فيهما نموذج المدينة الإسلامية في عصرها المبكّر، متبعًا في ذلك نهجًا علميًا رفيعًا، ومستندًا إلى مصادر دقيقة متعددة. تميَّز الكتابان بالأصالة وعمق التحليل والتعليل مما يجعلهما من المراجع الأساسية في هذا الموضوع. ومن كتبه المهمّة أيضًا: “خطط بغداد في القرن الخامس الهجري”، “معالم العراق العمرانية”، و”بغداد مدينة السلام”. كما اهتم البروفيسور العلي بالبحث في شؤون الدولة الإسلامية وإدارتها، ومن كتبه في هذا المجال: “الدولة في عهد الرسول”، و”دراسات في الإدارة”. ومن الكتب التي ترجمها إلى العربية كتاب “أطراف بغداد” لروبرت ماك، و”علم التاريخ عند المسلمين” لفرانز روزنثال.

حصل البروفيسور العلي على جائزة جلال صادق في القاهرة عام 1945.

 

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

 

1988 -مقداد يالجن محمد علي-

البروفيسور مقداد يالجن محمد علي

 

بدأ الدراسة في بلاده، ثم واصلها في سوريا، فمصر حيث تعلَّم في الأزهر، ثم في كلية دار العلوم. ونال درجة الدكتوراة عام 1976، كما حصل على الدبلوم العامة والدبلوم الخاصة في التربية من جامعة عين شمس في القاهرة. ثم عاد إلى تركيا ودرَّس في كلية الإلهيات بجامعة أنقرة. وفي عام 1980، أصبح من أعضاء هيئة التدريس في قسم التربية بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وترقّى فيها إلى مرتبة الأستاذيّة.

للبروفيسور يالجن مؤلفات كثيرة، بعضها في مجال التربية الإسلامية، وبعضها في مجالات قريبة منه. فقد نشر له حوالي ستين كتاباً، معظمها باللغة العربية و بعضها باللغة التركيّة، بالإضافة إلى عدد كبير من البحوث والمقالات. ومن بين كتبه باللغة العربية: “جوانب التربية الإسلامية”، “أهداف التربية الإسلامية وغاياتها”، “دليل التأصيل الإسلامي التربوي”، “دور التربية الإسلامية في بناء الفرد والمجتمع والحضارة”، و”علم النفس التربوي في الإسلام” (بالاشتراك مع يوسف مصطفى القاضي). وكان له حضور بارز في عدد من المؤتمرات التربوية المحلية والدولية.

تناول البروفيسور يالجن في كتبه وبحوثه أهداف التربية الإسلامية ومراحل نمو الفرد وفقاً لما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية، وحدد الجوانب الإسلامية الأساسية لشخصية المسلم وأخلاقه، وقضية بناء الأمة، ووقف موقف الناقد البصير من بعض جوانب الفكر التربوي الغربي.

 

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

1988 -محمد قطب- copy

الأستاذ محمد قطب إبراهيم شاذلي

 

تعلَّم حتى تخرَّج في قسم اللغة الانجليزية في جامعة القاهرة عام 1940، ثم حصل على دبلوم المعهد العالي في التربية وعلم النفس عام 1941. عمل الأستاذ قطب بالتدريس أربعة أعوام، ثم في دار الكتب المصرية، وبعدها أصبح مترجماً في وزارة المعارف المصرية، ثم انتقل إلى الإدارة العامة للثقافة في وزارة التعليم العالي مشرفاً على مشروع الألف كتاب، الذي يُعدُّ الكتب بثمن زهيد. وفي عام 1953، أصبح أستاذاً في كلية الشريعة في مكة المكرمة.

ألَّف الأستاذ قطب مجموعة من الكتب المهمَّة في مجالات التربية وعلم النفس والاجتماع والأدب بلغ عددها ستة عشر كتاباً. ومن أهمها كتابه: “منهج التربية الإسلامية” بجزأيه الأول والثاني، والذي أبرز فيه وجهة النظر التربوية الإسلامية. واستندت أفكاره في هذا الكتاب على القرآن والسُنَّة الشريفة، وجاء كتابه موثقاً وجامعاً بين الحقائق التربوية من واقع الحياة الراهنة والمنظور الإسلامي التربوي الأصيل.

 

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

1986 -عبدالعزيز الدوري-

البروفيسور عبدالعزيز الدوري

درس في بغداد، ثم حصل على درجة البكالوريوس من جامعة لندن عام 1940، كما حصل على الدكتوراة في التاريخ الإسلامي من تلك الجامعة عام 1942. عمل في التدريس في قسم التاريخ بجامعة بغداد؛. وأصبح عميداً لكلية الآداب والعلوم في تلك الجامعة، ثم رئيساً للجامعة بين عامي 1963-1968، كما كان أستاذاً زائراً للجامعة الأمريكية في بيروت، وكلية الدراسات الشرقية في جامعة لندن. ثم عمل لعدة أعوام أستاذاً للتاريخ الإسلامي في الجامعة الأردنية.

كان عضواً في المجمع العلمي العراقي، وعضواً مراسلاً في مجمع اللغة العربية بدمشق، ومجمع اللغة العربية بالقاهرة، وعضو شرف في مجمع اللغة العربية الأردني، وعضواً في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية (مؤسسة آل البيت)، وعضواً في مجلس رعاة مكتبة الإسكندرية، وساهم في العديد من المؤتمرات والندوات المحلية والعالمية.

ألَّف البروفيسور الدوري وحقَّق كتباً عديدة، فممّا ألَّف: “العصر العباسي الأول”، “تاريخ العراق الاقتصادي في القرن الرابع الهجري”، “مقدمة في تاريخ صدر الإسلام”، “نشأة علم التاريخ عند العرب”، “الجذور التاريخية للشعوبية”، و”التكوين التاريخي للأمة العربية”، الذي تُرجم إلى عدّة لغات. ومما حقَّق: “أخبار الدولة العباسية (أخبار العباس وولده)” لمؤلف مجهول من القرن الثالث الهجري، والقسم الثالث من كتاب: “أنساب الأشراف (العباس وولده)” للبلاذري. ويُعدّ الدوري صاحب نظرية خاصة في تفسير التاريخ، تقوم على إعطاء العرب أدواراً مميّزة في التاريخ على بقية الشعوب الإسلامية.

نُشر للبروفيسور الدوري نحو سبعين بحثاً في مجلات علمية متخصصة، أو ضمن كتب ذات موضوعات مختارة؛ وذلك باللغتين العربية والانجليزية. وتمتاز أعماله القيِّمة بمراعاة المنهج العلمي في البحث والاستقصاء والدقة والوضوح والأصالة.

مُنِح البروفيسور الدوري درجة الدكتوراة الفخرية من جامعة هالاويتبرغ في ألمانيا عام 1962، وجائزة المجمع العلمي العراقي، ووسام التربية الممتاز من المملكة الأردنية الهاشمية.

 

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

1985 -محمد رشاد سالم-

البروفيسور محمد رشاد محمد رفيق سالم

 

تعلَّم في القاهرة حتى تخرَّج في قسم الفلسفة بكلية الآداب في جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة) عام 1950، ثم التحق بجامعة كيمبردج وحصل على الدكتوراة عام 1959 في موضوع “موافقة العقل للشرع عند ابن تيمية”. بدأ البروفيسور سالم عمله التدريسي في جامعة عين شمس، ثم انتقل إلى جامعة الملك سعود، فجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حيث عمل أستاذًا في لكلية أصول الدين في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة.

البروفيسور محمد رشاد مؤلف ومُحقِّق له إسهامات بارزة في دراسات العقيدة الإسلامية، وتركَّزت تحقيقاته على كتب ابن تيمية واهتم اهتماماً كبيراً بنشر تراثه ودراسة آرائه وإخراج مكتبته الكبيرة. ومن أشهر ما حقَّقه “منهاج السُّنَّة النبوية” في ثمان مجلَّدات، “درء تعارض العقل والنقل” في أحد عشر مجلداً، “الصفديَّة” في مجلَّدين، و”الاستقامة” في مجلَّدين.

منحته الحكومة المصرية جائزة الدولة التشجيعية في الفلسفة الإسلامية من المجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية عام 1971، ووسام العلوم والآداب والفنون في العام ذاته.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

1985 -فاروق أحمد حسن دسوقي-

البروفيسور فاروق أحمد حسن دسوقي

 

حصل على ليسانس الآداب من جامعة الإسكندرية عام 1959، ثم نال ماجستير الآداب، والدكتوراة من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة عام 1978. وعمل محاضرًا، ثم أستاذًا، في قسم الثقافة الإسلامية بجامعة الملك سعود في المملكة العربية السعودية لعدّة أعوام.

شارك البروفيسور دسوقي بجهد علمي بارز في دراسات العقيدة الإسلامية وصدرت له مؤلفات عدِّة، تشمل: “القضاء والقدر في الإسلام”، “محاضرات في العقيدة الإسلامية”، “استخلاف الإنسان في الأرض”، “الإنسان والشيطان”، و”مقومات المجتمع المسلم”.

يُعد كتاب “القضاء والقدر في الإسلام” المكوَّن من ثلاثة أجزاء نموذجًا لما تميَّزت به كتابات البروفيسور دسوقي من الإلمام بالموضوع ودعمه بالأدلة الكافية المنبثقة من الكتاب والسُنَّة وسلامة الاستنتاج واستقامة الفكر وسهولة الأسلوب ووضوحه واعتداله.

 

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

 

1985 -مصطفي محمد حلمي سليمان-

الدكتور مصطفى محمد حلمي سليمان

 

حصل على ليسانس الآداب من قسم الدراسات الفلسفية والاجتماعية في جامعة الإسكندرية عام 1960، ثم نال درجة الدكتوراة في الآداب من الجامعة ذاتها عام 1971. بدأ البروفيسور مصطفى حلمي عمله مدرسًا في قسم الفلسفة الإسلامية بدار العلوم في القاهرة، وبعد ذلك درَّس في جامعة الملك سعود بالرياض. ثم عاد إلى التدريس في دار العلوم.

تتميَّز أعمال البروفيسور مصطفى حلمي بدقة المعلومات وحسن التوثيق والاستناد إلى المصادر الأصلية علاوة على سلامة منحاها الفكري وقوة الاستدلال فيها والنزاهة والتأدب في الأسلوب وسهولة العبارة ووضوحها. ومن مؤلفاته المهمَّة: “نظام الخلافة في الفكر الإسلامي”، “قواعد المنهج السلفي في الفكر الإسلامي”، “ابن تيمية والتصوف”، “التصوف والاتجاه السلفي في العصر الحديث”، و”السلفية بين العقيدة الإسلامية والفلسفة الغربية”. ومن تحقيقاته: “غياث الأمم في التياث الظلم” للجويني (بالاشتراك مع الدكتور فؤاد عبد المنعم).

 

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

1984 -مصطفي أحمد الزرقاء-

الشيخ مصطفى أحمد الزرقاء

نشأ في بيت علم وصلاح، فحفظ القرآن في صغره، ودرس الشريعة والفقه على يد كبار علماء عصره، وفي طليعتهم والده الشيخ أحمد الزرقاء، كما تعلَّم مبادئ اللغة الفرنسية وهو في العاشرة. ظل يتابع دراسته الشرعية والمدنية معًا في مختلف المراحل الدراسية، فنال شهادة البكالوريا في شعبة العلوم والآداب، وشهادة البكالوريا في شعبة الرياضيات والفلسفة، مُحرزًا في كليهما المركز الأول علي مستوى الدولة، ثم التحق بكليتي الحقوق والآداب بجامعة دمشق، وتخرج فيهما بتفوُّق عام 1933. وفي عام 1947، التحق بجامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليًا) ونال منها دبلوم الشريعة الإسلامية.

قام الشيخ الزرقاء – في شبابه – بالتدريس مكان والده في الجامع الأموي بحلب، وفي جامع الخير، والمدرسة الشعبانية، والمدرسة الخسروية؛ كما اشتغل في المحاماة في حلب عشرة أعوام، ثم انتقل إلى دمشق للتدريس في جامعتها لأكثر من عشرين عامًا، فكان يدرّس القانون المدني والشريعة الإسلامية في كلية الحقوق، كما كان يدرّس في كلية الآداب وكلية الشريعة. وكان عضوًا في مجلس النوّاب السوري، وأصبح وزيرًا للعدل والأوقاف في بلاده. ثم عمل عدة أعوام خبيرًا للموسوعة الفقهية التي أعدتها وزارة الأوقاف الكويتية، وقام بالتدريس في كلية الشريعة الأردنية، ومعهد الدراسات العربية العالية التابع لجامعة الدول العربية بالقاهرة. اختير عضوًا في المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي في مكّة المكرّمة، وخبيرًا في مجمع الفقه التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي في جدّة. وشارك في تطوير برامج كلية الشريعة في جامعة دمشق، وكليتي الشريعة وأصول الدين في الأزهر، والجامعة الإسلامية في المدينة المنوّرة، وكلية الشريعة في مكّة المكرّمة. وكان رئيسًا للجنة موسوعة الفقه الإسلامي في كلية الشريعة في جامعة دمشق، وعضوًا في لجنة قانون الأحوال الشخصية السوري، ورئيسًا لمشروع قانون الأحوال الشخصيّة الموحَّد لمصر وسورية أثناء الوحدة، كما ساهم في وضع قانون مدني موحَّد مستمدّ من الفقه الإسلامي للبلاد العربية.

للشيخ الزرقاء منجزات علمية جمَّة في أقطار عربية مختلفة، وإنتاج علمي غزير يشمل اثني عشر كتابًا والعديد من البحوث. وتأتي في طليعة كتبه سلسلتان: فقهية وقانونية. وأشهر كتبه الفقهية: “الفقه الإسلامي في ثوبه الجديد”، و”أحكام الأوقاف”، و”عقد التأمين وموقف الشريعة منه”. أما أشهر كتبه القانونية فهي: “شرح القانون المدني – مصادر الالتزام الإرادية: العقد والإدارة المنفردة”، و”شرح القانون المدني وأحكام الالتزام في ذاته”، و”شرح القانون المدني – عقد البيع والمقايضة”، و”نظرية العقد في القانون المدني السوري”.

مما تميَّزت به السلسلتان أن الفقهية تضمَّنت مقارنات مهمَّة بالقانون، بينما حوت القانونية مقارنات كثيرة بالفقه. وتُبرز كل تلك المقارنات بوضوح وقوة مزية الفقـه الإسلامي وفضل ما فيه من إحاطة وشمول ومنطقية ودقة، كما تجيب خصوصًا عن سؤالات، وتزيل شكوكًا لدى بعض القانونيين. وتميَّزت كتاباته بأسلوب مبتكر منسَّق يفهمه الفقيه الشرعي والقانوني والطالب.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

1983 -محمد عبدالخالق عظيمة-

الشيخ الدكتور محمد عبد الخالق عضيمة

 

التحق بكتّاب القرية وحفظَ القرآنَ الكريم. وبعد أن أتمَّ تعليمَه الأَوَّلي، التحق بمعهدِ طنطا الأزهريِّ وتخرَّج فيه عام 1930، ثم التحقَ بكليةِ اللغةِ العربيةِ في الأزهرِ، حيث درس النحو والصرف والأدب والتاريخ على يد صفوة من العلماءِ مثل الشيخِ إبراهيمَ الجبالي، والشيخِ سليمان نوّار، والشيخِ محمَّد محيي الدّين، والأستاذِ أحمد نجاتي، والأستاذِ عليِّ الجارم، والدكتور عبدالوهاب عزّام. وبعد تخرُّجه من كلية اللغة العربية عام 1934، التحقَ بالدِّراساتِ العليا التي أنشئت في ذلكَ الوقتِ، وحصلَ على شهادةِ التخصُّصِ، وهي توازي درجة الماجستير عام 1940، والعالميَّةِ العاليَّةِ، وهي توازي درجة الدكتوراة عام 1943.

بعدَ حصولِ الشيخِ عضيمة على الشهادةِ العالميةِ أوفد في عام 1947 إلى مكّةَ المكرمة وفيها بدأ العملَ في كتابِه الشهير: “دراساتٍ لأسلوب القرآنِ الكريمِ”، ثم انتقل للعمل في مركزِ الدراساتِ العليا في واحةِ جغبوب في ليبيا، وبقيَ فيها حتى عام 1969. وفي عام 1972، التحق بجامعة الإمام محمّد بن سعود الإسلامية في الرياض بالمملكة العربية السعودية.

للشيخ عضيمة إنتاج علمي متميِّز في طليعته كتابه: “دراسات لأسلوب القرآن الكريم”، في أحد عشر مجلدًا، تزيدُ صفحاتُ كلِّ مجلدٍ منها على ستمائة صفحة. وهو عمل ضخم وجليل، لم يسبقه إليه أحد، استغرق تأليفه حوالي 35 عامًا، وعرَّفه مؤلفه بأنه معجم نحوي صرفي للقرآن الكريم. وهو في الحقيقة عمل علمي عظيم وأوسع من أن يقتصر على كونه معجمًا نحويًا وصرفيًا، بل هو أول بحث يتناول دراسة أسلوب القرآن في جميع رواياته التي وصلتنا ما تواتر منها وما لم يتواتر؛ وينم عن معرفةٌ صاحبه العميقة لدقائقِ علمِ النحوِ وعلمِ الصرفِ وعلمِ اختلافِ الأساليبِ.

كان للشيخ عضيمة – إلى جانب التدريس والتأليف – جهود عظيمة في الإشراف على رسائل الماجستير والدكتوراة في جامعة الإمام محمد بن سعود. ونال على وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى من جمهورية مصر العربية تقديرًا لأعماله الجليلة.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.