1982 --محمد نجاة الله صديقي-

البروفيسور محمد نجاة الله صدّيقي

تعلَّم حتى نال درجة الدكتوراة في الاقتصاد من جامعة عليكرة الإسلامية عام 1966. ثم عمل بالتدريس في تلك الجامعة حتى أصبح أستاذًا للدراسات الإسلامية والاقتصادية فيها. ثم اختير أستاذًا للاقتصاد في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة. جمع البروفيسور صدِّيقي بين دراسة الإسلام ودراسة علوم الاقتصاد الغربي الحديث، فقدَّم إضافات جمَّة للفكر الاقتصادي الإسلامي؛ وفتح الباب لنظريات اقتصادية ذات أساس إسلامي يتناسب مع هذا العصر.

يُعدّ البروفيسور صدِّيقي أحد بناة الفكر الاقتصادي الإسلامي الحديث، ونُشر له حوالي عشرين كتابًا بالعربية والإنجليزية ما بين تأليف وتحقيق وترجمة، و55 بحثًا في مجلات وندوات متخصصة؛ فضلًا عن مشـاركته الفعالة في النـدوات والمؤتمرات في شتى أنحاء العالم. ومن أشهر كتبه: “مبادىء المشاركة واقتسام الربح في الإسلام، و”نظام مصرفي بلا فوائد”، و”المشروع الاقتصادي في الإسلام”، و”بعض جوانب الاقتصاد الإسلامي”، والتأمين في الاقتصاد الإسلامي”، و”الكتابات المعاصرة عن الاقتصاد الإسلامي”، و”الفكر الاقتصادي الإسلامي”، و”مدخل إسلامي إلى علم الاقتصاد وبحوث في النظام المصرفي الإسلامي”.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

1980 -محمد مصطفي الاعظمي--

البروفيسور محمد مصطفى الأعظمي

 

ألحقه والده بالمدرسة العربية، بعد أن أخرجه من المدرسة الإنجليزية بسبب الاستعمار. ثم واصل تعليمه حتى تخرَّج في كلية دار العلوم في ديوبند عام 1952. وفي العام ذاته، التحق بالأزهر في مصر لتقوية لغته العربية، كما التحق بقسم التخصص التدريسي بكلية اللغة العربية، وحصل على شهادة العالمية مع إجازة التدريس. ثم عاد إلى الهند عام 1955. وفي عام 1956، عمل في قطر مدرسًا للغة العربية لغير الناطقين بها، وفي العام التالي، أصبح أمينًا لدار الكتب القطرية، وكانت تُسمَّى “المكتبة العامة”. وفي عام 1966، نال درجة الدكتوراة من جامعة كيمبردج في بحث عن الأدبيات المُبكرة للحديث. ثم قدم إلى المملكة العربية السعودية، ودرَّس في كلية الشريعة بمكة المكرمة، ثم في كلية التربية في الرياض؛ أستاذًا لمادة مصطلح الحديث في قسم الثقافة الإسلامية عام 1973.

أجرى البروفيسور الأعظمي دراسات قيِّمة مركَّزة على السُنَّة النبوية؛ اكتشافًا لبعض المخطوطات فيها وتحقيقًا لها، وبيانًا لمنهج المحدِّثين في نقدهم، وردًا على هجمات أعداء السُنَّة من مستشرقين وغيرهم. ويأتي في طليعة كتبه: “دراسات في الأدبيات المُبكِّرة للحديث”، “منهج النقد عند المحدِّثين”، “دراسات في الحديث النبوي وتاريخ تدوينه” و”كُتّاب النبي صلَّى الله عليه وسلَّم”، وتحقيق “صحيح ابن خزيمة”، و”العلل” لابن المديني. تُرجمت العديد من أعمال البروفيسور الأعظمي إلى عدّة لغات. كما أنشأ، بعد أعوام من العمل الدؤوب، مركزًا لخدمة السُنَّة على شبكة الإنترنت، وقام بتخزين عدد من كتب السنّة فيه.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

1979 -فؤاد سزكين-

البروفيسور فؤاد سزكين

 

حصل على درجة الماجستير عام 1947 في أقسام الشرقيات والرياضيات والدراسات الرومانية بجامعة إسطنبول. كما تعلَّم العربية وأجادها. ثم حصل على درجة الدكتوراة في العلوم الإسلامية والدراسات الإيرانية والفلسفة عام 1950. عمل البروفيسور سزكين بالتدريس في معهد الدراسات الإسلامية بجامعة إسطنبول. ثم انتقل إلى ألمانيا عام 1960 واتخذها موطناً له. وأصبح، بعد أعوام قليلة، أستاذ تاريخ العلوم الطبيعية العربية الإسلامية بجانب تواريخ العلوم للبيئات الأخرى في جامعة فرانكفورت.

بدأ اهتمام البروفيسور سزكين بجمع تاريخ العلوم الإسلامية وإعادة نشره منذ وقت مبكِّر، وأصدر كتبًا عظيمة حول هذا الموضوع أهمها وأشهرها: “تاريخ التراث العربي الإسلامي باللغة الألمانية”، الذي بدأ بجمع مواده عام 1947، وكان يريده في البداية ذيلًا لتاريخ الأدب العربي لكارل بروكلمان. ثم قام بتجديده وتطويره عدّة مرَّات حتى جعله مرجعًا رفيعًا وتاريخًا للعلوم العربية الإسلامية؛ لا كتابًا ببليوجرافيًا فقط. وواصل جهوده حتى خرج كتابه القيِّم إلى النور في ثلاثة عشر جزءً؛ شاملًا للتراث العربي الإسلامي في مختلف العلوم والمعارف والفنون. جعل الجزء الأخير من الكتاب مدخلًا إلى العلوم العربية الإسلامية، فعالج نشأة تلك العلوم وتطوُّرها ومكانتها في تاريخ العلوم العامة، وتناول النقد والأمانة والتطوُّر والإنصاف عند العلماء المسلمين، وقارن بينهم وبين الإغريق واللاتين في تلك المبادئ، كما تناول أثر العلوم الإسلامية على العلوم في أوروبا من جميع النواحي. وهو أول من أعاد تصنيع الآلات التي ابتكرها المسلمون وذلك على أساس المعلومات التي حصل عليها من المخطوطات القديمة.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

2013 -رائد صلاح محاجنة-

الشيخ رائد صلاح محاجنة

 

تَلقَّى تعليمه الإبتدائي والإعدادي والثانوي مدينة أم الفحم، ثم حصل على البكالوريوس في الشريعة الإسلامية من الجامعة الإسلامية في الخليل. ينتمي الشيخ رائد صلاح سليمان أبو شقرة المحاجنة إلى أسرة فلسطينية تَمسَّكت بأرضها ورفضت التهجير عام 1948. وهو رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، ورئيس المجلس الأعلى للدعوة، ومؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية، ومؤسسة الإغاثة الإنسانية. ويُعدّ من أبرز الشخصيات الإسلامية الفلسطينية وأكثرها تَصدِّيًا للسياسات العدوانية الصهيونية بحق الفلسطينيين ومُقدَّساتهم.

بدأ الشيخ رائد صلاح نشاطه الإسلامي مُبكِّرًا، وعمل في مجال الدعوة الإسلامية منذ أن كان في المرحلة الثانوية. وكان من مؤسسي الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني في أوائل السبعينيات من القرن الماضي. وعمل مُحرِّرًا في مجلة الصراط الإسلامية، كما خاض غمار العمل السياسي نيابة عن الحركة الإسلامية من خلال ترشيح نفسه لانتخابات بلدية أُمِّ الفحم؛ التي نجح في رئاستها 3 مرات. ثم تَفَّرغ بعد ذلك لمهمَّات أخرى كإعمار المسجد الأقصى، والدفاع عنه، وتنظيم المسيرات الحاشدة إليه.

اهتم الشيخ رائد صلاح اهتمامًا كبيرًا بحماية المُقدَّسات الإسلامية من محاولات الصهاينة الاعتداء عليها وتحويلها لأغراض أخرى بعد رحيل أهلها عنها. وانتُخِب في أغسطس، عام 2000م، رئيسًا لجمعية الأقصى لرعاية المُقدَّسات الإسلامية، التي أسهمت في الدفاع عن المساجد في كافة أراضي فلسطين، وكشفت عن محاولات الاحتلال المُتكرِّرة للحفر تحت المسجد الأقصى.

قام الشيخ رائد صلاح بدور كبير في إعمار المسجد الأقصى وبقية المُقدَّسات الإسلامية، وتَمكَّن من إفشال المخططات الصهيونية الرامية إلى إفراغ الأقصى من عمارة المسلمين، حيث قام بجلب عشرات الآلاف من عرب الداخل إلى الصلاة فيه عبر مشروع مسيرة البراق. نجح مع زملائه في إعمار المُصلَّى المرواني داخل الحرم القدسي الشريف وفتح بواباته العملاقة، وأشرف على إعمار الأقصى القديم وتنظيف ساحاته وإضاءتها، وإقامة أماكن للاغتسال والوضوء في باب حطة والأسباط وفيصل والمجلس. وقاد أحداث الروحة عام 1998، ونجح مع لجنة الروحة الشعبية في تحرير غالبية أراضي الروحة ومنع مصادرتها. كما عمل على إحياء دروس المصاطب التاريخية، وأبرزها “درس الثلاثاء” في المسجد الأقصى الذي يَؤمُّه نحو خمسة آلاف مسلم أسبوعيًّا. أسهم في إنشاء مشروع صندوق طفل الأقصى الذي يهتم برعاية نحو 16 ألف طفل، وفي تنظيم المسابقة العالمية “بيت المقدس في خطر” التي تجرى أعمالها كل عام خلال شهر رمضان للكبار والصغار بمشاركة عشرات الآلاف من الفلسطينيين في الداخل؛ إضافة إلى مسابقة الأقصى العلمية الثقافية. وساعد، أيضًا، في إصدار عدة أفلام وثائقية وكتب عن المسجد الأقصى المبارك؛ ومنها “المرابطون”، وكتاب “دليل أولى القبلتين”، وشريط “الأقصى المبارك تحت الحصار”.

قام من خلال الحركة الإسلامية داخل فلسطين المحتلة، التي يرأسها، بتنظيم مهرجان صندوق الأقصى في أغسطس 2002. أثار نشاطه قلق السلطات الصهيونية، فاعتُقِل مع بعض زملائه بتُهَمٍ مُلفَّقة، ولكن سلطات الاحتلال فشلت في إدانتهم. كما تَعرَّض لمحاولة اغتيال على يد قوات الاحتلال خلال مواجهات انتفاضة الأقصى، وأصيب برصاصة في وجهه. ومع استمراره في الدفاع عن المُقدَّسات الإسلامية، حاول جيش الاحتلال إبعاده عن مدينة القدس فمُنع من دخولها إلا بإذن خاص عام 2009، ثم اصدرت المحكمة الصهيونية عام 2010 قرارًا بسجنه تسعة أشهر فكان رده “إننا سوف ندافع عن المسجد الأقصى حتى من داخل السجون”، داعيًا الأمة الإسلامية إلى الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك. وفي مايو 2010، شارك في أسطول الحرية سعيًا لفك الحصار عن قطاع غزة حيث تَعرَّض الأسطول لهجوم من السفن الحربية الصهيونية قُتِل فيه اكثر من 16 من المتضامنين العُزَّل، وأُصِيب أكثر من 38 جريحًا، واعُتِقل – بعد محاولة اغتياله – إثر وصول الأُسطول قسرًا إلى أُسدود.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

2012 -الشيخ سليمان الراجحي-

الشيخ سليمان بن عبد العزيز الراجحي

 

انتقل من البكيرية في القصيم إلى الرياض بعد أن ضاق بأبيه الحال، وبدأ العمل وهو في التاسعة من عمره. ظلَّ يتنقل في عدة أعمال متواضعة، إلى أن فتح متجرًا صغيرًا وجمع منه ثروة بسيطة. لكنها لم تدم طويلًا، إذ باع متجره ليتزوَّج؛ وهو في الخامسة عشرة من عمره. ثم عمل عند أخيه الأكبر صالح في مجال الصرافة، إلى أن استقل بالعمل عام 1956، وسافر إلى مكة وبدأ بالعمل بالصرافة مع الحجيج، ونجح في ذلك، فبدأت ثروته بالتنامي عبر الأعوام، حتى أصبح واحدًا من أهم الروَّاد في مجال الصرافة في العالم. ظَلَّ – منذ احترافه مجال الصرافة – يُطبِّق تعاليم الإسلام في كل تعاملاته وفي حياته الشخصية، مما أعانه على تحقيق نجاح منقطع النظير في عمله وحياته. وأصبح رئيس مجلس الإدارة والمساهم الرئيس في تأسيس منشأة مصرفية إسلامية عملاقة تُعدُّ أُنموذجًا للمصارف الإسلامية الساعية إلى الالتزام بالشريعة الإسلامية في تعاملاتها. كما أقام عددًا من المشروعات الاستثمارية الضخمة التي تُحقِّق نوعًا من الاكتفاء الغذائي الذاتي في بلاده وتخدم قطاعات الصناعة والتشييد وغير ذلك. وحرصًا منه على تنمية المجتمعات المسلمة تَوجَّه، أيضًا، للاستثمار في البلدان الإسلامية وتقوية أواصر الصلات التجارية معها.

عُرِف عن الشيخ سليمان الراجحي حُبُّه الشديد لعمله، وأمانته، وقدرته على تنظيم وقته رغم مشاغله الكثيرة. كما عُرِف عنه أن حرصه ومتابعته لأعماله التجارية لم ينسه العمل لآخرته من خلال العمل الخيري والبذل والعطاء، فشرع في بناء المساجد وتشييد المساكن للفقراء، ورعاية الأسر المحتاجة، وتأسيس صندوق عائلة الراجحي الخيري؛ فضلًا عن إسهاماته الخيرية المستمرة في معالجة مشكلة الفقر، ودعم الجمعيات الخيرية المَحلِّية والدولية بالمساعدات المالية وبالتدريب والتأهيل والعطاء العيني.

في منتصف العام الماضي، وقف الشيخ سليمان أكثر من نصف ثروته الطائلة، التي تزيد على عشرة مليارات دولار لأعمال البر، بينما قسَّم بقية ثروته وممتلكاته على أولاده وزوجاته، مكتفيًا بأخذ مصروفاته الشخصية من أموال الوقف. أنشأ مؤسسة خاصة هي مؤسسة سليمان العبدالعزيز الراجحي الخيرية لمتابعة الوقف الخيري، وحفظه، ووضعه في مصارفه التي حُدِّدت له، ومنها إنشاء جامعة الراجحي الخيرية في البكيرية عام 2009، وتشمل كليات الطب، والتمريض، والأعمال، ومؤسسة خاصة بالمناهج الدراسية العربية والإسلامية باللغات المختلفة، ومعهدًا لتعليم العربية لغير الناطقين بها، ومعهدًا لتعليم المهارات المالية، ومستشفى خيريًا، كما سيتم مستقبلًا إنشاء كلية للاقتصاد، ومركز الراجحي الاقتصادي. منها، أيضًا، بناء عدة جوامع كبيرة في مقدَّمها جامع الراجحي بالرياض. وتحتوي هذه الجوامع على أماكن للصلاة وأخرى للحلقات وثالثة للاعتكاف. ويؤمل أن تصبح تلك الجوامع يومًا ما أشبه بكليات للعلوم الشرعية والعربية. اعتنى الشيخ سليمان بكتاب الله العزيز من خلال دعم حلقات تحفيظ القرآن الكريم، وتكريم حفظته من خلال الجمعيات الخيرية المعنية، وطباعة مئات الألوف من المصاحف وتوزيعها عالميًا، وبخاصة في أفريقيا. وإضافة إلى الجوامع وتحفيظ القرآن الكريم ومكافأة حفظته، فإن مصارف الوقف سوف تشمل الخدمات التي تحتاج إلى تطوير مثل مرافق محطات الطرق.

حصل على وسام الملك عبد العزيز عام 2000.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

2011 -عبدالله أحمد بدوي-

دولة الرئيس عبد الله أحمد بدوي

نشأ في أسرة دينية عريقة، حيث كان جدّه الشيخ عبدالله بدوي فهيم زعيمًا إسلاميًا ووطنيًا مرموقًا، وأحد الأعضاء المؤسسين لحزب المسلمين (حاليًا الحزب الإسلامي الماليزي)، كما كان أبوه من الشخصيات الإسلامية المحترمة ومن أعضاء المنظمة القومية الماليزية المتحدة؛ وهي أكبر حزب في ماليزيا. تَلقَّى عبدالله بدوي علومه الأساسية حتى المرحلة الثانوية العليا في مدارس بنانج، قبل التحاقه بجامعة ماليزيا التي حصل منها على بكالوريوس الآداب في الدراسات الإسلامية بمرتبة الشرف.

بعد تخرج الرئيس عبدالله بدوي من الجامعة، انضم إلى سلك الخدمة المدنية وتَولَّى عددًا من المناصب المهمة، فكان مديرًا لوحدة الشباب، فنائبًا للأمين العام لوزارة الثقافة والشباب والرياضة، وسكرتيرًا للمجلس القومي للطوارئ. وفي عام 1978، استقال من وظيفته الحكومية للانخراط في العمل السياسي، وانتخب عضوًا في البرلمان في العام نفسه. تَولَّى عددًا من المناصب الوزارية، فأصبح وزيرًا للتعليم، فوزيرًا للدفاع؛ فوزيرًا للشؤون الخارجية؛ ونائباَ لرئيس الوزراء، ورئيسًا للشؤون الداخلية. وفي عام 2003، أصبح رئيسًا لحزب المنظمة القومية الماليزية المتحدة، الحاكم والرئيس الخامس لوزراء ماليزيا خلفًا للرئيس محاضير محمد. وأثناء رئاسته لمجلس الوزراء في ماليزيا، التي امتدت لستة أعوام، تَولَّى رئاسة منظمة المؤتمر الإسلامي، والأمانة العامة لحركة عدم الانحياز، كما أصبح عضوًا في مجلس حكام بنك التنمية الآسيوي؛ ممثلًا لبلاده. وعقب انتهاء رئاسته لمجلس الوزراء الماليزي عام 2009، منحه ملك ماليزيا لقب “تون TUN” وهو أعلى تكريم مدني في بلاده تلك البلاد تقديرًا لخدماته الوطنية؛ بفضل ما عرف عنه من بر واستقامة أخلاقية لُقب بـ “السيد النظيف”.

قدّم دولة الرئيس عبدالله بدوي خدمات جليلة للإسلام والمسلمين في ماليزيا والعالم الإسلامي، وكان من أبرز إنجازاته تعزيز التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف بين بلاده والبلدان الأخرى وذلك من خلال قيادته النشيطة لرابطة دول جنوب شرق آسيا وحركة عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الإسلامي أثناء رئاسته لتلك المنظمات، كما قام بدور بارز في تعزيز قدرة الاقتصاد الماليزي التنافسية ومتانته من خلال توسيع نطاق الزراعة الحديثة والصناعات عالية الدقة. وعمل على تطوير رأس المال البشري باعتباره دعامة أساسية لإدارته وعلى تعزيز التعليم العام والعالي في ماليزيا. وقد أولى اهتمامًا خاصًا بتشجيع الدراسات الدينية الإسلامية، وقام بتأسيس المدارس الدينية الخاصة لكي تصبح جزءً من النظام التعليمي الأساس، كما اهتم بتطوير الإدارة القانونية الإسلامية وتعزيز مؤسسات الزكاة والأوقاف والحج، وأنشأ مؤسسة (المعهد الدولي للدراسات الإسلامية العليا) عام 2008 لتوسيع مجال الخطاب الفكري الإسلامي ليتجاوز الأحزاب السياسية.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة

2010--رجب-طيب-اردوغان-

دولة الرئيس رجب طيِّب أردوغان

 

قُتِل جَدُّه في المعارك مع الروس والأرمن عام 1916، وانتقلت أسرته من باتومي (حاليًا جورجيا) إلى تركيا، حيث أمضى أردوغان طفولته المُبكِّرِة في ريزة على البحر الأسود. ثم عاد مع أسرته، مرة أخرى، إلى إسطنبول حيث نشأ في حيِّ قاسم باشا، أحد أفقر أحياء إسطنبول. وكان أثناء دراسته يبيع المشروبات الغازية والبطيخ والسميط ليُوفِّر لنفسه ولوالده دخلًا إضافيًا. أكمل تعليمه الثانوي في مدرسة الإمام خطيب الدينية، ثم واصل دراسته الجامعية في الاقتصاد وإدارة الأعمال في كلية أكساري لعلوم الاقتصاد والإدارة (التي أصبحت، فيما بعد، كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية في جامعة مرمرة ). وكان في شبابه يمارس كرة القدم في نادٍ رياضي مَحلِّي سُمِّي لاحقًا على شرفه.

بدأ أردوغان نشاطه السياسي بانضمامه – في أواخر السبعينات من القرن الميلادي الماضي – إلى حزب الرفاه بقيادة نجم الدين أربكان. ولكن، بوقوع الانقلاب العسكري في تركيا عام 1980، تَمَّ إلغاء جميع الأحزاب السياسية، ولدى عودة الحياة الحزبية إلى تركيا عام 1983، واصل نشاطه في حزب الرفاه في محافظة إسطنبول، وفي العام التالي، رَشَحه الحزب لمنصب عمدة إسطنبول، وفاز على منافسيه بالمنصب. وكانت بلدية إسطنبول ترزح تحت ديون ثقيلة عندما أصبح عمدة لها، فنجح في التغلُّب على الديون خلال فترة وجيزة، وحَقَّق طفرة اقتصادية ومُعَّدل نُموٍّ يزيد عن 7 بالمائة. وقام بزيادة أجور العمال، وأنجز إصلاحات أساسية في مجالي الصحة والرعاية الاجتماعية لسكان المدينة، مما أكسبه شعبية كبيرة في إسطنبول وعموم تركيا. واختاره حزب الرفاه رئيسًا لفرع الحزب في إسطنبول، ومن ثم عضوًا في اللجنة المركزية للحزب. وفي عام 1986، أصدرت المحكمة الدستورية التركية حكمًا بإلغاء حزب الرفاه بدعوى مناهضة الدستور وتهديد النظام العلماني في تركيا، وقضت بحرمان رئيسه أربكان من المشاركة في الحياة السياسية. ولكن أردوغان لم يَتوقَّف عن النضال، فأُلقي القبض عليه بعد قراءته – في إحدى الاجتماعات الجماهيرية – أبياتًا من الشعر التركي جاء فيها: “مساجدنا ثكناتنا؛ وقبابنا خوذاتنا؛ ومآذننا رماحنا؛ والمؤمنون جنودنا؛ وهذا الجيش المقدّس يحرس ديننا”. وقضت محكمة أمن الدولة التركية بسجنه وحرمانه من العمل الحكومي والترشُّح للبرلمان، وفقد وظيفته كعمدة لمدينة إسطنبول. وفي عام 2001، أسس – مع عبد الله غول – حزب التنمية والعدالة، الذي اكتسح انتخابات 2003 النيابية في تركيا، وتَمَّ تعديل الدستور مما سمح لأردوغان بِتولِّي رئاسة الوزراء.

قام بحملات من التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على المستوى الوطني والتي أدَّت إلى نهضة حقيقية في بلاده جعلتها تواكب مسيرة الدول المتقدمة؛ اقتصاديًا وصناعيًا، مع التمسُّك بمبادئ الديمقراطية والعدالة. وعلى المستوى الإسلامي قام؛ مُؤيَّدًا بثقة الشعب التركي العظيم وتأييده، بخدمة قضايا الأمة الإسـلامية وفي طليعتها قضية فلسطين العادلة حيث برهن على أنه في طليعة المدافعين عن حقوق الشـعب الفلسـطيني. أما على المستوى العالمي، فإنه في طليعة المؤسسين المسـلمين لتآلف الحضارات على أساس من الحوار البناء والانفتاح؛ انطلاقًا من مبادئ التعاون والتفاهم الدولي مما جعل لوطنه تركيا مكانة مقدَّرة بين شعوب العالم ودوله.

تقديرًا لإنجازات أردوغان العظيمة، نال تقدير العديد من المحافل، وفي عام 2004، اختارته منظمة صوت أوروبا رجل أوروبا الأول؛ كما نال جائزة الشجاعة لدوره في تعزيز السلام بين الثقافات؛ وجائزة البحر المتوسط؛ وجائزة بحر قزوين لتنسيق شؤون الطاقة؛ وجائزة بناء الجسور من اتحاد علماء الاجتماع المسلمين في بريطانيا؛ وجائزة مؤسسة الديمقراطية والحرية في فرنسا؛ ووسام باكستان (أعلى وسام مدني في باكستان)؛ وجائزة تورغوت أوزال للسلام العالمي. كما منحته تسع جامعات أمريكية، وأوروبية؛ وعربية درجة الدكتوراة الفخرية.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

2009 -الجمعية الشرعية

الجمعية الشرعية الرئيسية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية

أُنشئت الجمعية الشرعية الرئيسية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية في مصر على يد فضيلة الشيخ محمود محمد خطاب السبكي، وظلَّت – على مدى قرن من الزمان – تعمل على ترسيخ مفهوم الدعوة الخالصة إلى الله تعالى، بعيدًا عن أيِّ مطامع سياسية.

سارت هذه الجمعية الرائدة نحو أهدافها بخطى ثابتة، وانتقلت من نجاح إلى آخر، حتى أصبح لها حاليًا 5000 فرع في أرجاء جمهورية مصر العربية، وأكثر من 50 معهدًا لإعداد الدعاة والقرَّاء، يدرس فيها حوالي 20 ألف طالب وطالبة. كما أنشأت أكثر من خمسة آلاف مسجد، وأكثر من 1150 مكتبًا لتحفيظ القرآن الكريم، ينخرط فيها حوالي 70 ألف فتى وفتاة، وإدارة خاصة لرعاية الطلاب الوافدين من الدول الإسلامية للدراسة في الأزهر (عددهم 7000 طالب من 68 دولة).

تضم الجمعية الشرعية في عضويتها حاليًا نحو 400 أستاذ بجامعة الأزهر، وحوالي 2000 واعظ و200 واعظة، يتولَون العمل الدعوي من خلال الخطب الدينية والدروس والندوات الأسبوعية والشهرية والقوافل الدعوية في مدن مصر وقراها ونجوعها. وتعتمد الجمعية في جميع أنشطتها الدعوية ومساجدها ومعاهدها على إحياء السنة وإماتة البدع والخرافات.

إلى جانب ذلك، تقوم الجمعية الشرعية بنشاطات اجتماعية وإنسانية عديدة داخل مصر وخارجها؛ ومن أبرز أعمالها، مشروع كفالة اليتيم حيث تكفل الجمعية حوالي 560 ألف طفل يتيم، وترعاهم ماديًا ومعنويًا، وتتولَّى تعليمهم ومتابعتهم. ومن إنجازاتها أيضًا، تيسـير متطلبات الزواج لأكثر من 40 ألف فتاة يتيمة والمساهمة في توفير فرص العمل لأمهات الأيتام وعددهن في المشروع أكثر من 250 ألف أرملة. كما تقوم الجمعية برعاية حوالي 32 ألف من طلاب العلم من خلال 850 فرعًا ومكتبًا موزّعة في أنحاء مصر،

بالإضافة إلى 1686 فصلًا لمحو الأمية، تخرَّج منها حتى الآن أكثر من 12 ألف خريج. أنشأت الجمعية أيضًا عددًا من المخابز تقوم بتوزيع الخبز مجانًا على 1200 أسرة فقيرة وعددًا من مشاريع الإنتاج الحيواني التي تم تمليكها لبعض الأسر الفقيرة في الأرياف.

كما قامت الجمعية بإنشاء 700 حضّانة لعلاج الأطفال المبتسرين، ومستشفيان كبيران لعلاج الأورام والحروق بأحدث الطرق، وأربعين وحدة لغسيل الكلى، ومركزًا تخصُّصيًا للأشعة التشخيصية، وآخر لتشخيص أمراض العيون وعلاجها بالليزر، وثلاثة مراكز للمناظير وحقن دوالي المريء، وعدّة مراكز لرعاية المعاقين، إضافة إلى تسيير قافلتين طبيتين أسبوعيًا يشارك فيهما كبار الأطباء والاستشاريين في مختلف التخصُّصات. وتقوم الجمعية من خلال خدماتها الطبيّة بتوفير العلاج مجانًا أو بأسعار رمزية للمحتاجين من المسلمين أو غيرهم على السواء.

من منطلق عضويتها في المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، تساهم الجمعية في أعمال الإغاثة العالمية خصوصًا بالنسبة للفلسطينيين، حيث قامت أثناء العدوان الأخير على غزة بإرسال أدوية وأجهزة طبية ومستشفيات ميدانية وحوالي 1700 طن من الأغذية والأغطية والملابس بلغت قيمتها الإجمالية نحو 200 مليون دولار. وللجمعية مساهمات إنسانية أخرى عديدة تمثَّلت في تسيير القوافل الطبية ومواد الإغاثة لكل من السودان والنيجر وجزر القمر وموريتانيا والصومال وأثيوبيا. وكان لها أيضًا نشاط مماثل أثناء كارثة تسونامي في إندونيسيا، وفي كشمير، وبنغلاديش ولبنان أيام الحرب. تصدر الجمعية شهريًا مجلة إسلامية وثقافية هي مجلة “التبيان” التي يتوقع أن تصبح مجلة أسبوعية عمّا قريب. كما أقامت موقعًا على الشبكة البينية (الإنترنت) للتعريف بالإسلام وإبراز محاسنه ونشر أحكامه وفكره القويم.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامها للجائزة.

2008 -الملك عبدالله بن عبدالعزيز-

خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود

 

نشأ في كنف والده الملك عبدالعزيز آل سعود، وتأثر به كثيرًا، وأفاد من تجاربه في الحكم والسياسة والإدارة، فنشأ متمسّكًا بدينه، محبًا لوطنه، حريصًا على مصالح مواطنيه. تلقّى تعليمه على يد عدد من العلماء والمعلّمين، كما تلقى تعليمًا عامًا في مدارس الرياض النموذجية، وتخرج برتبة ملازم ثانٍ من الكلية العسكرية للحرس الوطني عام 1942.

في عام 1963، تمّ تعيينه رئيسًا للحرس الوطني فطوّره خلال فترة وجيزة إلى مؤسسة عسكرية حديثة، ذات اهتمامات حضاريّة وثقافية متنوّعة. وحرص على تطويره ورعاية منسوبيه من خلال إنشاء الكليّات العسكرية والفنية، والمجمّعات السكنيّة، والمستشفيات الحديثة، والمرافق الخدمية الأخرى التابعة للحرس. وفي عام 1975، عُيّن نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء. ولما تولّي خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبدالعزيز، الحكم عام 1982، أصبح عبدالله وليًا للعهد، ونائبًا أول لرئيس مجلس الوزراء. من أبرز ما قام به إبّان ولايته للعهد، إطلاق مبادرته للسلام في الشرق الأوسط أثناء مؤتمر القمّة العربية في بيروت عام 2004. كما قام بالعديد من الزيارات الخارجية لتوطيد علاقة بلاده بالدول الصديقة والشقيقة. وفي عام 2005، بويع عبدالله بن عبدالعزيز ملكًا على البلاد خلفًا لأخيه المغفور له الملك فهد.

من المعروف عن خادم الحرمين الشريفين اتّصافه بالشجاعة وقوّة الشكيمة، وحبّه للقراءة والرياضة، خاصةً رياضة الفروسية، واهتمامه بالتعليم، ورعايته للموهوبين، و حرصه على ربط الأصالة بالحداثة من خلال مهرجان الجنادرية السنوي للثقافة والتراث والحضارة في مدينة الرياض، فضلًا عن أياديه البيضاء في مجال العمل الخيري والإنساني عامة.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

2007 -منتيمير شايميف-

فخامة الرئيس منتيمير شريف الله شايمييف

 

نُزعت أراضي جدّه في بداية تطبيق نظام المزارع الجماعية إبَّان الحكم الشيوعي مما أضطره إلى التنقل مع أفراد أسرته من مكان إلى مكان، كما عمل والده طيلة حياته في إحدى المزارع الجماعية، وأصبح رئيسًا لها لأكثر من ربع قرن. ولم يبتعد الرئيس شايمييف كثيرًا عن سيرة جده وأبيه من شغفٍ بالزراعة، فدرس الميكنة في معهد قازان الزراعي، وعمل بعد تخرُّجه مهندسًا زراعيًا، فمهندسًا أول ثم أصبح مديرًا لمنطقة منزلِسـك، ثم نائبًا لرئيس اللجنة الإقليمية لمصلحة الزراعة في قازان. وكان إثباته لمقدرته الإدارية، وكفاءته القيادية، في كل عمل تولاَّه السبيل إلى اختياره وزيرًا لإصلاح الأراضي والموارد المائية في تتارستان وعمره حينذاك لم يتجاوز الثانية والثلاثين. وتدرَّج بعد ذلك في المناصب السياسية المهمّة، فأصبح النائب الأول لرئيس الوزراء بين عامي 1983-1990 ثم رئيسًا، عام 1990، للمجلس الأعلى لجمهورية تتارستان السوفيتية، وهو المجلس الذي أعلن استقلال البلاد في إطار جمهوريات روسيا الاتحادية، وانتخب شايمييف في العام التالي أول رئيس للجمهورية. وكان اختياره لتولي تلك المناصب نابعًا من حب شعبه بمختلف أعراقه ودياناته له، وتقديره لتفانيه وإخلاصه في أداء عمله إضافة إلى تقدير القيادة الروسية العليا لنهجه القيّم القادر على الجمع بين تحقيق آمال شعب تتارستان في السيادة، والانسجام الواعي مع جمهوريات روسيا الاتحادية. 

تمكن الرئيس شايمييف – بما لديه من براعة ذاتية عملية ومثابرة اشتهر بها – كما اشتهر بها قومه التتاريون – من التوصل بعد محادثات شائكة مع الرئيس الروسي الأسبق بوريس يلتسن إلى اتفاقية لم تمكِّنه من تقاسم السلطة مع قادة موسكو فحسب؛ بل مكَّنته أيضًا من الحصول على السيادة الكاملة لبلاده على مواردها النفطية ومنشآتها الصناعية الكبيرة، وعلى أن تكون اللغة التتارية لغة رسمية لبلاده. تمكَّن خلال حكمه من توطيد السلام والاستقرار والوحدة بين أفراد شعب تتارستان، كما تصدَّى ببراعة للتحديات الاجتماعية والاقتصادية التي كانت تجابه بلاده مما أكسبه احترام شعبه والعالم، فأعيد انتخابه ثلاث مرّات رئيسًا للجمهورية. وهو عضو في مجلس الدولة للاتحاد الروسي، ونائب رئيس حزب روسيا المتحدة.

تمثَّلت خدمات الرئيس شايمييف المتميِّزة للإسلام والمسلمين في جهوده العظيمة لإحياء الثقافة والتراث الإسلامي؛ وبخاصة في قازان عاصمة الجمهورية التتارستانية، ودعمه المتواصل لنشر المعرفة والقيم الإسلامية بين المسلمين في بلاده. شملت إنجازاته بناء أكثر من ألف مسجد، معظمها أُعيد بناؤه بعد تدميره على يد الغزاة في العهود السابقة، ومنها أربعون مسجدًا تم بناؤها في قازان، التي لم يكن فيها سوى أربعة مساجد إبَّان الحكم الشيوعي، كما تم في عهده تأسيس العديد من المدارس والجمعيات الإسلامية ودور النشر لطباعة القرآن الكريم والكتب الإسلامية الرئيسة، وتشييد أول جامعة إسلامية في روسيا تقدِّم مقرراتها باللغات الروسية والتترية والعربية لخدمة مسلمي جمهوريات روسيا الاتحادية الذين يربو عددهم على عشرين مليونًا، كما قام بافتتاح مسجد قول شريف في قازان، الذي أُعيد بناؤه في الموضع الذي كان يقوم عليه قبل خمسمائة عام، وأطلق عليه اسم العالم الشاعر والقائد العظيم سيد قول شريف، الذي قاوم إيفان الرهيب بصمود فذ. وهو أكبر مسجد في روسيا الاتحادية كما أنه تحفة معمارية فريدة. حرص الرئيس على أن يكون الافتتاح في الذكرى الألفية لتأسيس العاصمة قازان إحياءً لتاريخها الإسلامي المجيد. وحضر الافتتاح نحو خمسة آلاف مدعو بينهم وفود رفيعة المستوى من أرجاء العالم الإسلامي.

استطاع الرئيس شايمييف بما تميَّزت به سياسته من الحكمة وبُعد النظر، أن يحوز على احترام العالم بأسره، وتكلَّلت إنجازاته في مختلف المجالات الثقافية والسياسية والدولية بالعديد من الجوائز والأوسمة الرفيعة داخل بلاده وخارجها. رغم مسؤولياته الجسيمة، ظل الرئيس شايمييف يمارس هوايات مختلفة مثل الفروسية والتزلج على الجليد، ويكتب الشعر أحيانًا. واشتهر، أيضًا، بدعمه المتواصل للفنانين والصحفيين والرياضيين في بلاده.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.