2006 -يوسف الحجي-

الشيخ يوسف بن جاسم بن محمد الحجّي

 

تلقَّى تعليمه الأساسي في مدارس الكويت، كما تتلمذ على يد عدد من كبار العلماء في ذلك الوقت مثل الشيخ عبدالله خلف الديحان والشيخ عبدالوهاب الفارس والشيخ محمّد الفارسي. وكان لحضوره مجالسهم وتلقّيه دروس العلم بالمساجد أكبر الأثر في تكوين شخصيته وتوجهه. بدأ حياته العملية موظفًا صغيرًا في شركة أرامكو بالسعودية. ثم عاد إلى الكويت في أوائل الأربعينات والتحق عام 1943 بالعمل في وزارة الصحة وتدرَّج في وظائفها من مسؤول عن مخازن الأدوية إلى مدير للنقليَّات والمشتروات فوكيلًا للوزارة. وأشرف إبَّان تلك الفترة على بناء أول مستشفى حكومي في الكويت، كما قام بافتتاح مستشفيات أخرى عدة، وكان له دور بارز في السعي إلى إدخال الخدمات الصحية في القرى خارج مدينة الكويت. وهو من الأعضاء المؤسسين للهلال الأحمر الكويتي وكان رئيسًا له.

وبين عامي 1976-1984، أصبح وزيرًا للأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت، وأثناء تولِّيه الوزارة، سعى سعيًا حثيثًا لتأسيس بيت التمويل الكويتي وكلية الشريعة في جامعة الكويت وبرنامج الدعاة، كما قام بإطلاق مشروع الموسوعة الفقهية وإصدار أول أعدادها.

وفي عام 1984، شارك الشيخ الحجِّي في تأسيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، واختير رئيسًا لمجلس إدارتها. وقامت تلك المؤسسة الخيرية العملاقة بإنشاء عدد كبير من المستشفيات والمدارس والمراكز المهنيّة وملاجئ الأيتام والمساجد والمشروعات الزراعية والآبار وغير ذلك من الأعمال الإنسانية التي استفاد منها ملايين الفقراء خصوصًا في إفريقيا وآسيا. على أن مشاركته في تأسيس تلك الهيئة والهلال الأحمر الكويتي لا تمثل سوى جزء من إسهاماته الجليلة الأخرى في مجال العمل الخيري، فقد رأس اللجنة الكويتية للإغاثة التي قامت بدور كبير في إغاثة المناطق المنكوبة في العالم الإسلامي مثل البوسنة والهرسك والصومال ولبنان والسودان والعراق. كما أسس الحجِّي، وشارك في تأسيس وإدارة، عدد من الجمعيات الخيرية في الكويت. وكان نائب رئيس مجلس إدارة بيت الزكاة الكويتي، ونائب رئيس المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة بالقاهرة، ورئيس لجنة التمويل فيه، وعضو في مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية في السودان، والمؤسسة الإسلامية في ليستر في المملكة المتحدة، والجامعات الإسلامية في كل من إسلام آباد (باكستان) وشيتاجونج (بنجلادش) وسابقًا الكونغو والنيجر. كما كان عضو في المجلس الأعلى العالمي للمساجد التابع لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، وعضو سابق في مجلس إدارة بنك دبي الإسلامي. شارك في المؤتمرات والندوات الإسلامية في العديد من الدول. وله عدة مقالات تتناول الأهداف النبيلة للإغاثة الإسلامية وتدافع عنها، وتُبيّن أثرها البالغ في تخفيف المعاناة ومكافحة الفقر والجهل والمرض على نطاق العالم أجمع.

وتقديرًا لإسهامات الشيخ الحجِّي الجليلة في مجال العمل الخيري الإسلامي والتعليم، منحته دولة الكويت وسام روَّاد العمل الخيري عام 1988. كما حصل الحجِّي على الوسام الذهبي للعمل الخيري من جمهورية البوسنة عام 1996، والدكتوراة الفخرية من جامعة أوغندا عام 2004.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

2006 -صالح الحصين-

معالي الشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصيِّن

 

تخرَّج في كلية الشريعة بالمملكة عام 1955، ثم حصل على درجة الماجستير في الدراسات القانونية من معهد الدراسات العربية في القاهرة عام 1960. كما درس اللغتين الإنجليزية والفرنسية وألمَّ بهما، وتلَّقى دراسات في حلقات العلم في المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، وحفظ القرآن الكريم على يد الشيخ اسحق كردي. بدأ حياته العلمية في التدريس، ثم أصبح مستشارًا قانونيًا في وزارة المالية السعودية، فرئيسًا لهيئة التأديب عام 1970. وبعد ذلك، أصبح وزير دولة وعضوًا في مجلس الوزراء، وشغل منصب الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين، ورئيس اللجنة الرئاسية لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، كما كان عضوًا في المجلس الأعلى للدعوة والإرشاد.

قام معالي الشيخ الحصيِّن بدور بارز في مجال الدعوة الإسلامية ليس من خلال دعوته إلى التمسك بالتعاليم الإسلامية القائمة على الحق والعدل والمساواة فحسب، ولكن أيضًا من خلال دعوته للوسطية في الإسلام والتعايش بين المسلمين وغيرهم. وهو إلى جانب ذلك من القائمين على أعمال البر. فقد شارك في تأسيس عدد من المؤسسات الخيرية الإنسانية وإدارتها، منها:

  1. جمعية المدينة المنورة للخدمات الاجتماعية التي ابتكرت برامج للخدمة الاجتماعية واحتذت بها الجمعيات الأخرى.
  2. مؤسسة المستودع الخيري بالمدينة المنورة التي نجحت في تقديم مختلف أنواع الخدمات الاجتماعية والإعانات الأسرية للمحتاجين.
  3. الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية التي عُرفت بنشاطها الكبير في مجال العمل الإنساني العالمي دون تمييز بين المحتاجين بسبب العرق أو الدين أو الموطن.

أما في مجال الفكر، فقد ظلَّ معاليه يساهم بنشاط في مجال “المصرفية الإسلامية”؛ وذلك من خلال كتابة المقالات وعقد الندوات وإلقاء المحاضرات في محاولة لتصحيح مسار المصارف الإسلامية، ومقاومة انحرافها عن وظيفتها المميزة؛ أي التعامل بالنقود لا في النقود، كما رسمها المنظرون الأولون للمصرفية الإسلامية، وتحقيقها المبادئ القرآنية للتعامل في المال بأن يكون قيامًا للناس، وأن لا يكون دولة بين الأغنياء منهم، وأن لا يُظلم فيه الناس ولا يظلمون في مجال العمل. للشيخ الحصيِّن كذلك دور مهم في دعم التعليم حيث أنه كان عضوًا في مجالس عدد من الجامعات السعودية.

وبالإضافة إلى علمه الشرعي الغزير وعمق فكره الحصيف والتفاني في عمل الخير، فقد عُرف الشيخ صالح بالزهد عن مغريات الدنيا، وحسن الدعوة إلى الله؛ تواضعًا في تعامله مع الآخرين، وتحببًا إليهم.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

2005 -أحمد محمد علي-

معالي الدكتور أحمد محمد علي

 

تلقَّى تعليمه الأساسي في المدينة المنورة، ثم التحق بجامعة القاهرة وحصل على بكالوريوس التجارة عام 1957، وليسانس الحقوق عام 1959. ثم سافر للولايات المتحدة الأمريكية لإكمال الدراسات العليا في حيث حصل على ماجستير الإدارة العامة من جامعة ميشيغان في آن آربر عام 1962، والدكتوراة في الإدارة المالية من جامعة ولاية نيويورك في ألباني عام 1967.

بدأ الدكتور أحمد محمد علي حياته العملية في حقل التعليم وتنمية القوى البشرية بوزارة المعارف السعودية، ثم أصبح مديرًا للمعهد الإسلامي العلمي في عدن. وعُيِّن، بين عامي 1967-1972، رئيسًا بالنيابة لجامعة الملك عبدالعزيز في جدة، وأصبح وكيلاً لوزارة المعارف للشؤون الفنية من عام 1972 إلى عام 1975.

عندما قرَّرت الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي إنشاء البنك الإسلامي للتنمية، بمبادرة من الملك فيصل بن عبدالعزيز، اختير الدكتور أحمد محمد علي أول رئيس له عام 1975. وفي عام 1995، تولَّى الأمانة العامّة لرابطة العالم الإسلامي لمدة عام واحد، ثم عاد لرئاسة البنك الإسلامي. شهد البنك تحت رئاسته تطورًا عظيمًا مكَّنه من تحقيق الكثير من أهدافه المتمثلة في تطوير العمل البنكي الإسلامي وفقًا لأحكام الشريعة الغرَّاء، وتعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي للدول الأعضاء والأمة الإسلامية بشكل عام. وخلال رئاسته للبنك التي امتدت لأكثر من ثلاثين عامًا، شهد البنك ازدهارًا غير مسبوق، واتسع نشاطه الاقتصادي، وأُنشئت له عدَّة مكاتب إقليمية في الدول الإسلامية، وتضاعف عدد الدول الأعضاء فيه.

إيمانًا منه بأهمية العلم والتقنية في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية في العالم الإسلامي، أنشأ برنامج المنح الدراسية، وشارك في دعم المؤسسات العلمية والتقنية في الدول الإسلامية، كما أنشأ جوائز البنك للعلوم والتقنية.

اتَّسعت أهداف البنك لتشمل أعمال الإغاثة والعون. ومن أعظم ما أنجز في هذا الصدد، مشروع الاستفادة من لحوم الهدي والأضاحي. فبعد أن كان أكثر من نصف مليون ذبيحة تُبدّد سنويًا في موسم الحج أصبح ممكنًا، من خلال تعاون البنك الإسلامي مع حكومة المملكة العربية السعودية، تجهيز هذه الذبائح على أرقى مستوى، ونقلها إلى المحتاجين في أرجاء العالم الإسلامي. وأصبح المشروع مثلًا للعمل الخيري الإسلامي المستدام.

على الرغم من مسؤولياته الجسيمة، يشارك الدكتور أحمد علي بانتظام في الحياة العلمية والثقافية في المملكة العربية السعودية وخارجها من خلال العديد من المحاضرات والمقالات وأوراق العمل التي يقدِّمها حول الاقتصاد الإسلامي، والعمل البنكي الإسلامي، والتعليم. وهو عضو في مجلس إدارة الصندوق السعودي للتنمية، وفي مجالس التعليم العالي في عدّة جامعات سعودية.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

مؤسسة الحريري 2005 copy

مؤسسة الحريري الخيرية

تُعدُّ مؤسسة الحريري في لبنان، التي أسسها الشيخ رفيق الحريري، رئيس وزراء لبنان الأسبق، رحمه الله، من أكبر المؤسسات الخيرية في العالمين العربي والإسلامي، ولها فروع في فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية. وقد قامت منذ إنشائها عام 1979 بأعمال إسلامية جليلة؛ لاسيما في مضمار الرعاية التربوية والتعليمية، وفي دعم النشاط المتصل بالهوية الثقافية والاجتماعية العربية والإسلامية.

بدأت مؤسسة الحريري نشاطها في صيدا في أعقاب الحرب الأهلية في لبنان تحت مُسمّى “المعهد الإسلامي للثقافة والتعليم العالي”، وفي عام 1984، تغيّر اسمها إلى مؤسسة الحريري وانتقل مقرّها الرئيس إلى بيروت، وأنشأت لها فروع في طرابلس والبقاع، إضافة إلى مكاتبها في صيدا. ومن أعظم إنجازات مؤسسة الحريري مساعدة ما يقارب 35 ألف طالب وطالبة – بغض النظر عن ديانتهم أو انتماءاتهم السياسية –  على إكمال دراستهم الجامعية، أو الدراسات العليا، في أكثر من 1700 جامعة ومعهد في أرجاء العالم، بينهم حوالي 4000 مهندس وأكثر من 1500 طبيب. حصل أكثر من 835 من هؤلاء الطلاب على درجة الدكتوراة في كبرى الجامعات العالمية. كما أقامت المؤسسة عددًا من البرامج الإعدادية ومشروعات التدريب الجامعي، خاصة في الهندسة والطب واللغتين الإنجليزية والفرنسية. إلى جانب ذلك، قامت مؤسسة الحريري بترميم بعض المباني التاريخية، كما قامت بتنظيم المعارض الثقافية والفنية ونشر العديد من البحوث والدراسات.

أنشأت مؤسسة الحريري، أيضًا، عددًا من المدارس والمعاهد الجامعية والتقنية، والمراكز الصحية والاجتماعية والرياضية في لبنان، ورعت مؤسسات العجزة والأيتام في ذلك البلد. كما قدَّمت الدعم لدور الإفتاء والمؤسسات الإسلامية الخيرية، كجمعيات المقاصد الإسلامية في بيروت، وصيدا.

وفي إطار جهودها للمحافظة على التراث الإسلامي قامت مؤسسة الحريري بترميم بعض المساجد التاريخية العريقة، مثل الجامع الأموي في بعلبك، والكيخيا والعمري في صيدا، وجامع صور القديم، وجامع القشيطة. وبنت مساجد جديدة على الطراز المعماري الإسلامي.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامها للجائزة.

2004 - عبدالرحمن سوار الدهب-

فخامة المشير عبد الرحمن محمد سوار الذهب

 

قدم والده إلى أم درمان من مدينة الأبيض في غرب السودان، ثم عاد بعد عامين إلى الأبيض ليواصل نشاطه في نشر العلم وتحفيظ القرآن. وهنالك تلقَّى تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانوي، ليلتحق بعد ذلك بالكلية الحربية في الخرطوم. ثم تخرَّج ضابطًا في القوات المسلحة السودانية عام 1955، أي قبل عام واحد من استقلال السودان، كما تلقَّى علومًا عسكرية عُليا في بريطانيا والولايات المتحدة ومصر والأردن.

تدرَّج عبدالرحمن سوار الذهب في السلك العسكري حتى أصبح رئيسًا لهيئة أركان الجيش السوداني ووزيراً للدفاع. وفي عام 1985، تسلَّم مقاليد الحكم في بلاده للخروج بها من أزمة سياسية طاحنة، متعهدًا بتسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة خلال عام واحد. وكان برًّا بوعده، فرفض البقاء في الحكم، واعتزل العمل السياسي ليتفرَّغ للعمل التطوعي الإسلامي وخدمة المسلمين، مسخرًا لذلك كل طاقته ومكانته وفكره.

اختير عبدالرحمن سوار الذهب، إلى جانب مسؤولياته في منظمة الدعوة الإسلامية، نائبًا لرئيس المجلس الإسلامي العالمي للدعوة بالقاهرة، ونائبًا لرئيس الهيئة الإسلامية العالمية في الكويت، ونائبًا لرئيس “ائتلاف الخير” في لبنان، ونائبًا لرئيس أمناء مؤسسة القدس الدولية، وعضوًا مؤسسًا في العديد من المنظمات والجمعيات الخيرية والاجتماعية الإسلامية والعالمية الأخرى، وقام بجهود كبيرة في مجال الإغاثة في فلسطين والصومال والشيشان وأذربيجان، وفي حل النزاعات بين بعض الدول والجماعات الإسلامية وتحقيق السلام في جنوب السودان، كما كان عضوًا في الوفد العالمي للسلام بين العراق وإيران.

شارك عبدالرحمن سوار الذهب بفكره وخبرته في كثير من المؤتمرات المحلية والإقليمية والعالمية المهتمَّة بالعمل التطوعي والدعوة الإسلامية. وكان له دور كبير في دعم التعليم والعمل الصحي والاجتماعي في بلاده. فكان رئيس مجلس أمناء جامعة كردفان، التي منحته درجة الدكتوراة الفخرية تقديرًا لدوره في قيامها، ومؤسس كلية شرق النيل الجامعية، وأحد المساهمين في تأسيس جامعـة أم درمان الأهلية. وكان رئيس لعدد من جمعيات أصدقاء المرضى، وعضو في عدد آخر منها، ورئيس الصندوق القومي للسلام في السودان، ورئيس هيئة جمع الصف الوطني التي تُعنى بإيجاد الحلول للقضايا السودانية وفي مقدّمتها قضية دارفور.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

2003 -مؤسسة سلطان الخيرية_

مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية

 

تقدم المؤسسة الرعاية الصحية والاجتماعية للمسنين والتأهيل الشامل للمعوقين والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من الجنسين، وتنشر الوعي بمستلزمات الرعاية المنزلية والاجتماعية للمعاقين والمسنين، وتوفر الأجهزة التعويضية والمساندة التي تساعدهم على التكيف مع ظروفهم، وتضع كافة الإمكانات والوسائل المساعدة للتخفيف عن معاناتهم، علاوة على منح مشروعات الإسكان الخيرية وعدد من البرامج التعليمية والصحية الأخرى.

يتكوَّن مجلس إدارة المؤسسة من رئيس أعلى، ونائب للرئيس، وأمين عام، ومجلس للأمناء، تساعدهم هيئة استشارية عُليا. وتمكَّنت هذه المؤسسة العملاقة خلال فترة زمنية قياسية من إنجاز العديد من البرامج والمشروعات الخيرية والإنسانية التي أنتفع بها عدد كبير من المسلمين داخل المملكة وخارجها.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامها للجائزة.

2002 -الشيخ القاسمي-

سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي

 

تلقَّى تعليمه الأساسي في الشارقة والكويت ودبي، وحصل على البكالوريوس في الهندسة الزراعية من جامعة القاهرة، والدكتوراة في التاريخ من جامعة إكستر، والدكتوراة في الجغرافيا السياسية للخليج من جامعة درم في بريطانيا. ثم عُيِّن سموه عام 1971 وزيرًا للتربية والتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيسًا للديوان الأميري في الشارقة، وأصبح منذ عام 1972، حاكمًا للشارقة وعضوًا في المجلس الأعلى لدولة الإمارات.

اهتم سمو الشيخ سلطان بالتعليم، وقد تطوَّرت إمارة الشارقة في عهده حتى أصبحت تعرف بعاصمة الثقافة للوطن العربي لما فيها من مؤسسات تعليمية ومتاحف ومعاهد للفنون والعلوم المسرحية ومراكز للمحافظة على البيئة والحياة الصحراوية. وهو الرئيس الأعلى لجامعة الشارقة، والجامعة الأمريكية بالشارقة، والرئيس الفخري لمجلس الخدمات الجامعية العالمية، والمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، والجمعية المصرية للدراسات التاريخية، ورئيس اتحاد جمعيّات اللغة العربية في الوطن العربي، وأستاذ زائر في جامعة إكستر، وعضو هيئة التدريس في جامعة الشارقة.

ألَّف سمو الشيخ سلطان ستة عشر كتابًا بالعربية والانجليزية. وتتناول هذه الكتب تاريخ منطقة الخليج العربي، وكشف بها مظالم الاستعمار الغربي وادِّعاءاته. ومن هذه الكتب: “أسطورة القرصنة العربية في الخليج”، “تقسيم الإمبراطورية العمانية”، “الاحتلال البريطاني لعدن”، و”صراع النفوذ والتجارة في الخليج”.

أما من الناحية الإنسانية، فسموه رجل بر مرموق، ساهم في أعمال البر في بلاده وفي شتى بقاع العالم، فقام ببناء المدارس والمعاهد والجامعات، وتقديم المنح الدراسية لطلاب العلم من المسلمين، وإنشاء المراكز الصحية، وإقامة السدود، وإعانة المتضررين من الفيضانات والكوارث الطبيعية، وعمارة المساجد، وتعبيد الطرق، وتجهيز شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي، كما قاد بلاده قيادة حكيمة تتمثل في حرصه الدائم على الالتزام بأوامر الشريعة، ومكافحة ما يضر بمواطنيه دينيًا وأخلاقيًا.

نال سموّه التكريم من مختلف المؤسسات العلمية عبر العالم، فاختير زميلًا فخريًا في مركز الدراسات الشرق أوسطية والإسلامية في جامعة درم البريطانية عام 1977، وعضوًا فخريًا في معهد الدراسات الأفريقية في جامعة الخرطوم عام 1992، وحصل على درجات الدكتوراة الفخرية في الآداب من جامعة اكستر عام 1993، وفي الآداب والعلوم الإنسانية من جامعة أدنبره عام 2001، وفي القانون من جامعة الخرطوم في السودان عام 1986، وفي التربية من الجامعة الإسلامية في ماليزيا عام 2001. كما نال دبلوم الشرف من الاتحاد العالمي للفنانين التشكيليين في باريس لجهوده في إحياء الفنون الدولية عام 1998، وجائزة معهد الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية في اسطنبول التي تقدمها منظمة المؤتمر الإسلامي عام 1990، وجائزة ابن سينا من منظمة اليونسكو عام 1998، ووسام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، والميدالية الذهبية الممتازة من المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة عام 1998.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

2001 -اللجنة العليا لجمع التبرعات- السعودية

الهيئة العليا لجمع التبرعات لمسلمي البوسنة والهرسك

تأسست الهيئـة العليا لجمع التبرعات لمسلمي البوسنة والهرسك في المملكة العربية السعودية سنة 1412هـ/1992م، واسـتطاعت – رغم ظروف الحرب وضراوتها – أن تقوم بدور إنساني نبيل تجاه أولئك المسلمين إبَّان محنتهم، فقدَّمت لهم مختلف أشكال العون، تحقيقاً لمبدأ التكافل والتعاضد بين المسلمين، كما قامت بالتعريف بمأساتهم، ومحاولات التطهير العرقي التي تعرضوا لها من قبل الصرب، ودعت المواطنين والمقيمين في المملكة العربية السعودية للتبرُّع لهم، والمساهمة في تخفيف معاناتهم.

وقد تميَّزت المساعدات الإنسانية التي قدَّمتها الهيئة العليا للمسلمين في البوسنة والهرسك بالتنوع والشمول. ففي بداية المحنة قامت الهيئة بتأمين أكثر من مئة ألف طن من مواد الإغاثة من طعام وكساء وأدوية وعلاج، وحوالي 4300 طن من وقود التدفئة، ونقلتها جوّاً وبحراً، وأشرفت على توزيعها من خلال مكاتبها في أوروبا، كما قامت بإنشاء مخيمات للمهجرين واللاجئين، وتقديم الخدمات الاجتماعية والطبية لهم، وكفالة أكثر من ثلاث مئة عائلة مسلمة، وسبعة آلاف يتيم.

وبعد انتهاء الحرب، شاركت الهيئة في برامج إعادة المهجَّرين إلى بلادهم، وأشرفت على تنفيذ العديد من برامج الإعمار والتنمية في البوسنة، بما في ذلك بناء الكليات والمدارس والمراكز الثقافية والمساكن وملاجئ الأيتام وترميمها، وإعادة تأهيل خط السكة الحديد، وشبكات الكهرباء والمياه، وتوفير البذور وآلات الزراعة. وإلى جانب ذلك، قامت الهيئة بتدعيم برامج الدعوة والتعليم، وإنشاء المعاهد الدينية، ووضع الخطط والمناهج التعليمية لها، وطباعة الكتب، وتوزيع المصاحف (أكثر من نصف مليون مصحف)، وتقديم المنح الدراسية، وتغطية أجور الأئمة والدعاة والمعلمين، والإشراف على برامج الإفطار الرمضانية، وبرامج الحج لمسلمي البوسنة، والتي تحمّل تكاليفها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، رحمه الله. كما أقامت عدداً من المكتبات الإسلامية المقروءة والمسموعة، وأشرفت على تعليم القرآن لأكثر من خمسة آلاف طفل في سراييفو وحدها، وبنت أو أعادت بناء حوالي ست مئة مسجد في أقاليم البوسنة، أو وفرت لها الأثاثات ونظم التدفئة، ومن أهمها مسجد ومركز خادم الحرمين الشريفين في سراييفو، الذي يُعدّ أكبر مجمّع إسلامي في شرق أوروبا، إذ تزيد مساحته على ثمانية آلاف متر مربع ويتسع مسجده لأكثر من خمسة آلاف مصلي. أما المركز الثقافي الملحق به فيضمّ قسم اللغة العربية، وقاعة محاضرات، ووحدات لخدمات الحاسوب، والترجمة الفورية، وصالة رياضية، ومعرض دائم، ومطعم، ومكتبة مركزية من أكبر المكتبات باللغة العربية في منطقة البلقان. وقد أقيم له فرع في مدينة موستار الشرقية ذات الهويّة الإسلامية. كما ساهمت الهيئة العليا في إنشاء عدد من المستوصفات والمراكز الطبية ومنها مركز الأمير سلمان بن عبد العزيز لغسيل الكلى في سراييفو لخدمة سكان العاصمة البوسنية والمدن المجاورة لها.

وقد اختيرت الهيئة “الشخصية الإنسانية لسنة 1415هـ/1994م” وحصلت على الوشاح الذهبي من رئاسة حكومة البوسنة والهرسك.

مُنِحَت الهيئة العليا لجمع التبرعات لمسلِمي البوسنَة والهرسك الجائزة؛ وذلك لقيامها بأعمال جليلة تتلخص فيما يأتي:
1- برامج إغاثة شملت دعم حكومة البوسنة والهرسك للصمود أمام أعدائها، تأمين المواد الإغاثية لمواطنيها من طعام وكساء وأدوية وعلاج، وإقامة مخيَّمات للمهجَّرين منهم.
2- برامج مسَاعدات اجتماعية شملت إيجارات السكن وتكاليف الكهرباء ووسائل التدفئة، كما شملت إمدَاد الأسر المحتاجة بالنقود، وكفَالة الأيتام الذين بلغ عددهم ثلاثين ألفاً.
3- برامج إعمار وتنمية شملت بناء المسَاجد والمدارس والكليّات والمسَاكن وترميمها، وإعادة تأهيل خط سكة الحديد وشبكات الكهرباء، وتوفير البذور الزراعية وآلات الزراعة.
4- برامج دعوة وتعليم شملت – إضافة إلى بناء الوسَائل المادية كالمدارس والكليات – وضع الخطط والمناهج التعليميَّة، وطباعة الكتب وتوزيع المصَاحف، وتقديم المنح الدرَاسيَّة، وإعطاء مرتّبات للأئمة والدعَاة ومعلمي القرآن.

2000 -الازهر الشريف

الأزهر الشريف

قام الأزهر الشريف بدور كبير في خدمة الإسلام والمسلمين منذ أكثر من ألف عام. فقد بُني الجامع الأزهر عام 971، بأمر من الخليفة المعز لدين الله الفاطمي وإشراف القائد جوهر الصقلي، وأصبح بعد فترة وجيزة موئلًا لطلاب العلم من أرجاء العالم الإسلامي. وقام، عبر القرون، بدور رائد في التعليم الإسلامي والدعوة إلى الدين الحنيف والمحافظة على التراث واللغة، ومقاومة محاولات التغريب.

جامع الأزهر هو أهمّ المساجد في مصر، وواحد من أقدم الجامعات في العالم. وقد كان عند إنشائه يتألف من قسمين: فناء فسيح تطلّ عليه ثلاثة أروقة، أكبرها رواق القبلة، ومقصورة الصلاة، ثم أضيفت إليه في عصور مختلفة زيادات كثيرة حتى أصبحت مساحته حاليًا حوالي 11,000 متر مربع، عدا الملاحق. وكانت فيه مئذنة واحدة، ثم أصبح فيه الآن خمس مآذن مختلفة الطراز، ويوجد فيه ثلاثة عشر محرابًا بديعًا متقن الصنعة، وفيه أروقة سكنية. وكان لكل جهة من جهات مصر رواق خاص لطلبتها، كما كانت هناك أروقة لطلبة كل قطر من أقطار العالم الإسلامي، ولكل رواق شيخ ينتخبه الطلبة للإشراف عليهم والاهتمام بشؤونهم. وقد بلغ عدد تلك الأروقة في القرن التاسع عشر الميلادي 25 رواقا. كان للأزهر– عبر تاريخه – مواقف مشهودة في المحافظة على التراث العربي واللغة العربية وفي التصدّي للظلم ومقاومة المحتلّين.

بدأ التعليم في الأزهر عام 976، وأنشئت به عدّة مدارس فُتحت أبوابها للدارسين من أرجاء العالم الإسلامي، ودرَّس فيه عدد من مشاهير علماء المذاهب السنية الأربعة، كما تخرَّج فيه الكثيرون من علماء المسلمين وقادتهم البارزين. وكانت الدراسة والإقامة في الأزهر بالمجان. وفي عهد الخديوي إسماعيل، في أواخر القرن الثالث عشر الهجري، بدأ الأزهر منح خريجيه درجة العالمية، وأنشئت فيه ثلاث كليات جامعية عام 1929، هي كليات الشريعة، وأصول الدين، واللغة العربية. ثم تطوَّرت مؤسساته التعليمية لتصبح منذ عام 1963، جامعة حديثة يدرس فيها الطب والهندسة والزراعة، إلى جانب العلوم الدينية واللغة العربية، كما تأسس فرع خاص للدراسات الجامعية للبنات. وللأزهر مؤسساته الأكاديمية والبحثية الأخرى؛ إضافة إلى فروع ومعاهد أزهرية في عدد من البلدان الإسلامية. ويقوم الأزهر في كل عام بإيفاد الوُعاظ والأئمة والدعاة إلى كثير من الدول، علاوة على تقديم المنح الدراسية وغير ذلك من وجوه النشاط، ويستقبل طلابًا من 85 دولة من مختلف قارات العالم.

يطّلع الأزهر بدور نشط في المحافظة على التراث الإسلامي ودراسته ونشره، وفي إظهار حقيقة الإسلام وأثره في تقدُّم البشرية ورقيّ الحضارة، كما يهتم بالتراث العلمي والفكري للأُمَّة العربية وإظهار دور العرب والمسلمين في رقيّ الآداب والعلوم والفنون، ويعمل على توثيق الروابط الثقافية والعلمية مع الجامعات والهيئات الإسلامية والعربية والعالمية. ويوجد بالأزهر مكتبة ضخمة تضم مئات الآلاف من الكتب والمجلدات، بما في ذلك عدد كبير من المخطوطات النادرة التي يعود بعضها إلى القرن الهجري الثاني.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

1999 - جمعة الماجد عبدالله-

الشيخ جمعة الماجد عبد الله

 

درس العلوم الدينية والقرآن الكريم واللغة العربية، ثم عمل بالتجارة ونجح فيها حتى أصبح في طليعة رجال الأعمال في منطقة الخليج. حفلت حياته بالعديد من أعمال الخير والبر النابعة من إيمانه العميق وحبِّه للإسلام والمسلمين؛ إذ لم تشغله مسؤولياته الجسيمة وأعماله الخاصة والعامة عن شغفه بالعلم وخدمته للإسلام. ومن الأمثلة العديدة على ذلك إنشاؤه للمدارس الأهلية الخيرية التي يتلقَّى أكثر من تسعة آلاف طالب وطالبة علومهم فيها بالمجان، إلى جانب كلية الدراسات الإسلامية والعربية التي تضم أكثر من أربعة آلاف طالب وطالبة، ويوجد بها قسم خاص للدراسات العليا. ومن أعظم إنجازاته أيضًا إنشاؤه مركز جمعة الماجد للثقافة، الذي يهتم بالفكر والثقافة والمحافظة على التراث العربي والإسلامي، وفيه مكتبة مرجعية تضم حوالي نصف مليون كتاب ووثيقة ودورية؛ إضافة إلى ألوف المخطوطات والمواد السمعية والبصرية، وحوالي ألف فهرس للمخطوطات العربية والإسلامية الموجودة في بقية أنحاء العالم، ويقوم المركز بإصدار العديد من المطبوعات الثقافية والعلمية، كما يقوم بتنظيم المحاضرات واللقاءات الفكرية، وله علاقات تبادل ثقافي مع أكثر من 300 جهة ثقافية.

أما من النواحي الاجتماعية والإنسانية والتربوية، فقد ساهم الشيخ جمعة الماجد في تأسيس جمعية بيت الخير لرعاية العائلات الفقيرة، واهتم بدعم الجمعيات الخيرية والمستشفيات والمستوصفات داخل بلاده وخارجها، وقدَّم العديد من المعونات المالية للمراكز الثقافية الإسلامية، وأنشأ المساجد في البلاد الإسلامية وفي أمريكا وأوروبا. وما زال يواصل تشجيعه ودعمه للعلماء والباحثين، ويرعى الأنشطة التي تخدم التوجه الإسلامي والعربي. وهو عضو في المجلس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، وعضو في مؤسسة الفكر العربي، وعضو سابق في اللجنة الاستشارية لمركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة هارفارد الأمريكية.

نال الشيخ جمعة الماجد تقدير العديد من الجهات داخل بلاده وخارجها، فكرّمته الحكومة الكويتية لدوره في تأسيس لجنة الإخاء الإماراتية الكويتية، وحصل على جائزة سلطان العويس “لشخصية السنة الثقافية” في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1992، وعلى جائزة دبي “رجل أعمال العام” عام 1994. كما حصل على شهادات تقدير من جمعية المؤرخين المغاربة، والمجلس العلمي بجامعة سانت بطرسبورغ.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.