1989 -محمد الغزالي-

فضيلة الشيخ محمد الغزالي السقا

 

نشأ في أسرة صالحة، حرصت على تربيته وتعليمه، فحفِظ كتاب الله في الصغر، ثم انتقل من قريته إلى الإسكندرية ليدرس العلوم الدينية وعمره عشرة أعوام، وتخرَّج في الأزهر حيث تخصص في الدعوة والإرشاد، ثم حصل على درجة التخصص في التدريس، المعادلة لدرجة الماجستير، من كلية اللغة العربية عام 1943.

بعد تخرُّجه، عمل إماماً وخطيباً في مسجد العتبة الخضراء ثم تدرّج في الوظائف، فأصبح مفتشاً في المساجد، ثم واعظاً بالأزهر، ثم وكيلاً لقسم المساجد، فمديراً لها، ثم مديراً للتدريب، فمديراً للدعوة والإرشاد. وتعرَّض للمضايقات والاعتقال أكثر من مرَّة بسبب مواقفه الجريئة، فقضى حوالي عام في معتقل الطور بسيناء، كما قضى فترة من الزمن في سجن طرَّة. وفي عام 1971، أُعير للمملكة العربية السعودية أستاذاً في جامعة أم القرى بمكة المكرمة، ثم التحق بكلية الشريعة في قطر. وفي عام 1981، عُيّن وكيلاً لوزارة الأوقاف بمصر، كما تولََّى رئاسة المجلس العلمي لجامعة الأمير عبدالقادر الجزائري الإسلامية بالجزائر لمدة خمسة أعوام.

يُعدّ الشيخ الغزالي واحداً من أهم المفكرين الإسلاميين في العصر الحديث. تعلّق منذ طفولته بالقراءة، وكان شديد الإعجاب بابن تيمية وأبي حامد الغزالي ومحمد عبده ورشيد رضا، فدرس أفكارهم العلمية والإصلاحية، كما نهل من دروس فطاحل الأزهر أمثال الشيخ عبدالعظيم الزرقاني، والشيخ محمود شلتوت، والشيخ عبدالعزيز بلال، والشيخ إبراهيم الغرباوي، وبذلك تنوَّعت مصادر فكره وثقافته. وكان مطّّلعاً على أحوال العالم الإسلامي وعلله، وسافر إلى معظم أقطاره محاضراً وخطيباً وعالم دين وأدب.

ضمّن الغزالي فكره وآراءه في حوالي 60 كتاباً، إلي جانب مئات المقالات والخطب والمحاضرات والدروس والمناظرات، فنفع بعلمه آلاف المسلمين في شتى أقطارهم. شهد العلماء المعاصرون، منهم الشيخ أبو الحسن الندوي والشيخ يوسف القرضاوي، بسعة علمه في مختلف مجالات الدعوة والتفسير والحديث والفقه، والأدب والسياسة والاقتصاد، كما شهدوا بجهاده المتواصل في محاربة الظلم الاجتماعي، ومواقفه الجريئة في التصدّي للاتجاهات العلمانية واليسارية، والفرق المنحرفة والمتطرّفة. وقال عنه الشيخ حسن البنا “إنه يكتب كما يتكلم ويتكلم كما يكتب.”

كان الشيخ الغزالي مدركاً لأهمية الكتابة والخطابة في تغيير المجتمع، فجنّد كل طاقاته وفكره لنشر الدعوة الإسلامية، ومكافحة الفساد والظلم والجهل، ولم يترك الجهاد الفكري بالقلم، والدفاع عن قيم الإسلام وتعاليمه طيلة حياته.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

 

1988 -أحمد دمعوكاو الونتو-

الدكتور أحمد دوموكاو ألونتو

 

حصل على الزمالة في الأدب من جامعة الفلبين في مانيلا عام 1934، ثم حصل على الليسانس في الحقوق من تلك الجامعة عام 1938. وتولَّى مناصب حكومية عدة، وانتُخِب عضواً في مجلس النواب، ثم عضواً في مجلس الشيوخ.

يُعدّ الدكتور ألونتو من أعظم قادة المسلمين في القرن العشرين، فقد قاد حركة النهضة الإسلامية في بلاده لأكثر من أربعين عامًا، وكان عملاقاً سياسياً، ومعلماً عظيماً، ومصلحاً اجتماعياً، ورجل سلام. بذل جهوداً عظيمة في سبيل تحسين أوضاع مسلمي الفلبين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، وتعزيز روابطهم بغيرهم من المسلمين، وإنشاء مراكز لهم، وتعريف زعماء العالم الإسلامي بأحوالهم. وكان داعية إلى نبذ العنف، وإلى التعايش السلمي بين مسلمي الفلبين ومسيحييها. ونجح من خلال عضويته في مجلس النواب ثم في مجلس الشيوخ الفلبيني في استصدار العديد من القوانين المتعلقة بحقوق المسلمين في الفلبين، وفي تأسيس هيئة تنمية مندناو، وفي ابتعاث عدد كبير من مسلمي بلاده للدراسة في الأزهر، والمدينة المنوّرة، ومكّة المكرّمة، والرياض، والكويت، ودمشق.

ترأس الدكتور ألونتو عدّة جمعيات إصلاحية، كما كان عضواً نشطاً في مؤسسات وهيئات ومنظمات إسلامية مختلفة، وعمل مرشداً عاماً لحركة أنصار الإسلام في الفلبين، وعضواً في المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، والمجلس التنفيذي لمؤتمر العالم الإسلامي، والمجلس المركزي للمنظمة الدولية للجامعات الإسلامية، وتبنَّى إنشاء مركز مندناو الإسلامي في مروي وهو أكبر مسجد ومركز إسلامي في الفلبين، كما رعى مشروع ترجمة القرآن الكريم إلى لغة المورو. وأصدر العديد من الكتب والمقالات؛ تأليفاً وترجمة، لشرح أصول الإسلام ومثله العليا. وشارك في العديد من المؤتمرات والحلقات الدراسية. مُنِح عدداً من الجوائز وأوسمة الاستحقاق والنياشين.

كان من ثمار كفاحه في خدمة مسلمي الفلبين، قيام جامعة مندناو عام 1961 لتدريس العلوم الإسلامية جنباً إلى جنب مع العلوم الطبيعية والآداب والدراسات الإنسانية، وأصبح ألونتو ثالث رئيس لها. وهي ثاني أكبر جامعات الفلبين.

تضمّ جامعة مندناو – التي أسسها الدكتور أحمد ألونتو – حالياً حوالي سبعين ألف طالب وطالبة وأكثر من ثلاثة آلاف عضو هيئة تدريس، وتوجد بها كليات الزراعة، والهندسة، والقانون، والعلوم الطبية، وتكنولوجيا المعلومات، وإدارة الأعمال؛ والإدارة العامة، والمعلمين، والتربية الرياضية، وعلوم الأسماك، بالإضافة الى مركز الملك فيصل للدراسات العربية والآسيوية.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

1987 -ابوبكر جومي-

فضيلة الشيخ أبو بكر محمود جومي

 

درس على أبيه القرآن الكريم ومبادئ العربية والفقه، ثم التحق بالدراسة النظامية، وحصل على شهادة المعلمين، وواصل تعليمه بالمدرسة الوطنية للموهوبين في شمال نيجيريا، ثم التحق بمدرسة العلوم العربية (كلية القضاء) في كانو حيث درس اللغة العربية إلى جانب الدراسات الإسلامية لمدّة خمسة أعوام. وبعد تخرجه عام 1947، حصل على منحة دراسية في معهد التربية في بخت الرضا في السودان، ونال شهادة الدبلوم العالي في القضاء. ولما رجع إلى نيجيريا، ارتبط بالزعيم أحمدو بللو، وأصبح ساعده الأيمن في الدعوة الإسلامية ومحاربة البدع والخرافات وشاركه في إنشاء منظمة جماعة نصر الإسلام، أكبر هيئة إسلامية في نيجيريا. وكان أول عالم أفريقي أقام جسراً للتواصل بين كتاب الله العظيم واللسان الهوساوي، من خلال جهوده وإنجازه لترجمة معاني القرآن إلى لغة الهوسا السائدة في غرب أفريقيا. ومنحه أحمدو بللو وساماً ذهبياً أمام الجماهير تكريماً له.

عمل الشيخ جومى لبعض الوقت في سلك التعليم، ثم التحق بالسلك القضائي. وبعد استقلال نيجيريا، أصبح مساعداً لرئيس القضاء في محكمة الاستئناف الشرعية العليا، ثم رئيساً للقضاء في الإقليم الشمالي من البلاد. كما تولَّى منصب المستشار الديني لرئيس وزراء إقليم شمال نيجيريا، وأصبح مديراً عاماً للشؤون الدينية بمجلس الشورى، ورئيساً للهيئة الوطنية لشؤون الحج والحجاج، في ذلك الإقليم. وفي عام 1976، عُيِّن مفتي البلاد الأكبر.

 

1986 -رجاء جارووي-

الدكتور روجيه جارودي

تعلَّم في مدارس مارسيليا بفرنسا، وشارك في الحرب العالمية الثانية، وتمَّ أسره في جلفة بالجزائر. وبعد انتهاء الحرب، انتُخِب عضوًا في البرلمان الفرنسي عام 1945. وفي عام 1970، اخُتِير عضوًا في مجلس الشيوخ. حصل على الدكتوراة في الفلسفة من جامعة السوربون، والدكتوراة في العلوم من جامعة موسكو، وهو مؤسس ورئيس المعهد الدولي للحوار بين الحضارات في باريس، ومؤسس المركز الحضاري في قرطبة، وعضو في أكاديمية المملكة المغربية، وفي المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية في الأردن.

اعتنق الدكتور جارودي البروتستانتية وهو في الرابعة عشرة من عمره، وانضم إلى الحزب الشيوعي الفرنسي وهو في العشرين من عمره، وتنقَّل بين السجون والمعتقلات، وكان عضوًا في الحوار المسيحي الشيوعي في الستينيات، وحاول أن يجمع بين الدين والشيوعية مما أدَّى إلى فصله من الحزب الشيوعي عام 1970. وانجذب جارودي للأديان منذ صغره، وقرأ العديد من الكتب المترجمة عن الإسلام وتفسير القرآن، كما ساعدته زوجته الفلسطينية في قراءة بعض المصادر العربية والإسلامية وترجمتها، خاصة كتب التراث. وبعد أعوام طويلة من البحث والدراسة والمقارنة اهتدى إلى الإسلام، وتولّدت لديه قناعة بأنه دين الفطرة، التي خلق الله الناس عليها، وأنه الدين الحق منذ أن خلق الله آدم، فأشهر إسلامه عام 1982، وأعلن ذلك في المؤسسة الثقافية بجنيف وأصبح يُسمَّى “رجاء” بدلًا عن روجيه.

اشتهر الدكتور جارودي بعدائه الشديد للامبريالية والصهيونية. وبعد مجازر صبرا وشاتيلا في لبنان، عام 1982، أصدر بيانًا وقّعه معه اثنان من رجال الدين المسيحي واحتلَّ صفحة كاملة من جريدة اللوموند الفرنسية بعنوان “معنى العدوان الإسرائيلي بعد مجازر لبنان”. وكان ذلك البيان بداية صدام بينه وبين المنظمات الصهيونية، التي شنَّت ضدّه حملة شرسة في فرنسا والعالم، واتَّهمته بالعنصرية ومعاداة السامية؛ وبخاصة بعد أن نشر بحثه “ملف إسرائيل”. تعرَّض للمحاكمة بتهمة التشكيك في المحرقة اليهودية في كتابه الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية، وحُكِّم عليه بغرامة مالية كبيرة، ولكن ذلك كله لم يحمله على التراجع عن موقفه أو يؤثَّر في صلابته رغم أنه تجاوز التسعين من عمره.

نشر جارودي أكثر من 40 كتابًا، منها: “حوار بين الحضارات”، “إنذار إلى الأحياء”، “كيف صار الإنسان إنسانًا؟”، “الإسلام يسكن مستقبلنا”، “محمد الإسلام”، “وعود الإسلام”، “المسجد مرآة الإسلام”، “فلسطين أرض الرسالات السماوية”، “القضية الإسرائيلية – كشف السياسة الصهيونية”، و”محاكمة الصهيونية الإسرائيلية”. وفي تلك الكتب، أبان مكانة الإسلام ومبادئه وصحة أصوله وقدرته على توفير الكرامة للإنسان على مرِّ العصور، وتخليصه من الويلات التي تهدِّد العالم؛ إضافة إلى ذلك، دافع عن فلسطين وأهلها من خلال مواقفه وخطبه وكتاباته. تُرجمت أعماله إلى أكثر من عشر لغات.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

1986 -أحمد ديدات-

الشيخ أحمد حسين ديدات

سافر إلى كوازولو (ناتال) في جنوب أفريقيا عام 1927 ليلحق بوالده الذي هاجر إلى هناك طلبًا للرزق. وتمكن الشيخ أحمد من تعلُّم اللغة بسرعة وكان تلميذًا نابغًا، ولكنه لم يتمكَّن من مواصلة دراسته بسبب الفقر، فانصرف إلى تجارة المفرَّق وهو دون السادسة عشرة من عمره. وسرعان ما لمس مدى سوء الفهم للإسلام في أوساط غير المسلمين، فعزم على مقارعة الحجة بالحجة، فانكبّ على تثقيف نفسه وعلى القيام بالدعوة وحلقات النقاش ليبيِّن لهم حقيقة الإسلام حتى أصبح من أشهر الدعاة إلى هذا الدين. وكان من أهم مميزاته إتقانه التام للغة الإنجليزية، وقدرته على الاستدلال، ليس فقط بالقرآن الكريم والأحاديث الشريفة، وإنما أيضًا بالإنجيل والكتب السماوية الأخرى، التي كان يعرفها عن ظهر قلب.

بدأ الشيخ ديدات نشاطه في مجال الدعوة قبل أكثر من ستين عامًا، وألقى أولى محاضراته، وكانت بعنوان “محمّد رسول السلام” في قاعة السينما بمدينة ديربان وفي حضور خمسة عشر شخصًا فقط، وخلال فترة وجيزة، بدأ الناس يتسارعون بأعداد كبيرة لسماع محاضراته وطرح الأسئلة عليه، متخطين حواجز الفصل العنصري التي كانت سائدة في جنوب أفريقيا في ذلك الوقت. ومع زيادة الإقبال على محاضراته ازداد نشاطه الدعوي، واشترك في كثير من المؤتمرات الإسلامية الإقليمية والدولية، وألقى محاضرات عدة عن طريق التلفاز وغيره في أقطار مختلفة حول العالم، وعقد مناظرات شهيرة مع خصوم الإسلام ومناوئيه، وسُجل عدد كبير من مناظراته، وتم توزيع نسخ منها على الناس. كما أنشأ المركز الدولي لنشر الإسلام لتدريب الطلاب على القيام بالدعوة، وتولى رئاسته.

ألَّف، وأصدر، عددًا من الكتيبات والمطبوعات التي ترد على خصوم الإسلام وتدحض مزاعمهم الباطلة، ومنها: “ماذا يقول الإنجيل عن محمد؟” “ما اسمه”، “ما هو دليل سفر يونان (عن التوراة)؟”، “هل الإنجيل كلمة الله؟”، “من أزاح الحجر؟”، “البعث أو الإنعاش؟”، “الصلب أو خرافة الصلب؟”، “المسيح في الإسلام”، و”صلاة المسلم”. وأسلم على يديه عدد غفير من الناس.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

1985 -عبدرب الرسول سيطاف-

الأستاذ عبد رب الرسول سيَّاف

 

حصل على درجة البكالوريوس من كلية الشريعة في جامعة كابُل عام 1967، ثم سافر إلى مصر عام 1971، حيث حصل على درجة الماجستير من قسم الحديث في كلية أصول الدين بالأزهر. وأصبح أستاذًا لمادة الحديث في كلية الشريعة ومادة النصوص الدينية في كلية الإدارة بجامعة كابُل.

أسس مع زملائه، عام 1963، أول جماعة للحركة الإسلامية في أفغانستان. وبعد انقلاب داود عام 1973، بدأ العمل مع إخوانه ضد الحكم الشيوعي في بلاده، فقُبض عليه وسُجن ستة أعوام. ثم غادر البلاد إلى مدينة بيشاور الحدودية في باكستان حيث تم تشكيل الاتحاد الإسلامي لتحرير أفغانستان واختير رئيسًا له. واستمر في رئاسته حتى عام 1982، حينما أُعيد دمج مختلف المنظمات الإسلامية التي تعمل في ميدان الجهاد، وأعلن عن إنشاء الاتحاد الإسلامي لمجاهدي أفغانستان، وتم اختياره رئيسًا له. رغم أن الاتحاد تفكك بعد فترة قصيرة من تكوينه، إلا أنه استمر في قيادته بنفس الاسم، مستفيدًا من الدعم الكبير الذي حصل عليه من العديد من الجهات الإسلامية.

رأس وفد المجاهدين الأفغان إلى مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية في إسلام آباد عام 1980، ومؤتمر القمة في الطائف عام 1981، ومؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية في النيجر عام 1982. وقام بدور بارز في التعريف بقضية أفغانستان، وجلب الدعم لها، حماية للحق والعدل والقيم الإنسانية، ودفاعًا عن العقيدة والكرامة والحرية .

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

 

1984 -الملك فهد بن عبدالعزيز-

خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود

 

التحق في طفولته بمدرسة الأمراء في الرياض، ثم درس بعدها فترة من الزمن في المعهد العلمي بمكّة المكرّمة حيث درس العلوم الشرعية والعربية. ثم بدأ والده في تدريبه على الأعمال السياسية والإدارية؛ وذلك من خلال إشراكه في وفود المملكة، ومنها اجتماع إنشاء هيئة الأمم المتحدة بمدينة سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1945. عُيّن وزيرًا للمعارف عام 1954، فكان أول وزير لها، وخطى التعليم في عهده خطوات جيّدة، ثم عُيّن وزيرًا للداخلية 1962، فأسهم في تعزيز الأمن الداخلي وتكريسه في البلاد وطوّر كلية قوى الأمن الداخلي (كلية الملك فهد الأمنية حاليًا)، كما أنشأ عددًا من المعاهد المتخصصة لتخريج الكوادر الوطنية المؤهلة في شؤون الأمن المختلفة.

لما تولَّى الملك فيصل الحكم، عيَّن أخاه فهد نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء، إلى جانب تولّيه وزارة الداخلية. وبعد تولِّي الملك خالد الحكم أصبح فهد وليًا للعهد ونائبًا أولًا لرئيس مجلس الوزراء، كما تولّى مسؤوليات أخرى عديدة ومنها رئاسة المجلس الأعلى للجامعات، والهيئة الملكية للجبيل وينبع، والمجلس الأعلى لسياسة التعليم، والمجلس الأعلى لرئاسة الشباب، والهيئة العليا لشؤون الحج، والهيئة الملكية لتطوير المدينة المنوّرة. وإلى جانب ذلك رأس وفود المملكة في مناسبات عديدة ومنها مؤتمرات القمّة في الدار البيضاء وعمّان وبغداد، ومؤتمر قمّة الشمال والجنوب في كانكون بالمكسيك.

عندما تُوفي الملك خالد عام 1982، بويع ولي عهده، فهد ، ملكًا للبلاد. فعمل جاهدًا لترسيخ قواعد الشريعة الإسلامية، وتحقيق المزيد من النهضة في البلاد، وخدمة الإسلام والمسلمين في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية؛ وبذل جهودًا خيِّرة لرأب الصدع، ولمِّ الشمل العربي والإسلامي، وتضميد جراح المسلمين في مختلف أنحاء العالم والوقوف معهم في أوقات الشدة.

حقّق خادم الحرمين الشريفين الملك فهد العديد من الإنجازات وفي مقدّمتها على الصعيد الإسلامي مشروع خادم الحرمين الشريفين لعمارة الحرمين الشريفين، فتمّت توسعتهما بحيث يستوعب المسجد الحرام أكثر من مليون ونصف مليون مصلّ، والحرم المدني أكثر من مليون ومئتي ألف مصلّ، بالإضافة إلى حركة الإنشاء و التعمير التي شملت الأراضي المحيطة بالحرمين لتوفير الراحة والأمن والاستقرار للحجاج والمعتمرين والزوار و المصلّـين. وهو أول من أعلن رسميًا استبدال لقب “صاحب الجلالة” ليكون اللقب الرسمي للملك هو “خادم الحرمين الشريفين”، وكان أحبّ لقب إليه.

لخادم الحرمين الشريفين أياد بيضاء ومواقف عربية وإسلامية نبيلة تجاه مختلف القضايا العربية والإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية من حيث الدعم السياسي والمادي والمعنوي. أما على الصعيد الداخلي فقد عاشت المملكة العربية السعودية في عهد الملك فهد نهضة حضارية عظيمة عمّت جميع مرافق الحياة، فقفز التعليم في عهده قفزات كبيرة من حيث الكم والكيف، وازدهرت الحركة العمرانية، و تحقّقت نهضة صناعية وزراعية كبيرة.

تميّز عهد الملك فهد بصدور النظام الأساسي للحكم، ونظام مجلس الشورى، ونظام المناطق. وتم في عهده أيضًا إنشاء جسر الملك فهد الواصل بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين والذي حقق فوائد اقتصادية للبلدين. وعلى الصعيد الخارجي نجح الملك فهد في وقف الحرب الأهلية والمحافظة على وحدة لبنان من خلال اتفاق الطائف؛ إضافة إلى ما قدَّم من دعم مادي وسياسي غير محدود لإنهاء اضطهاد المسلمين في البوسنة خلال حرب البلقان.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

1983 -الامير تنكو عبدالرحمن-

الأمير تنكو عبد الرحمن بوترا

 

التحق بالدراسة الابتدائية عام 1909، ثم انتقل إلى المدرسة الإنجليزية، في ألور ستار، وكان يتلقَّى دروسًا مسائية في القرآن. وفي عام 1911، أرسله والده إلى مدرسة دبسيرين في بانكوك، ثم التحق – عام 1915 – بمدرسة بينانج الحرة في ألور ستار، ثم سافر إلى بريطانيا حيث حصل على شهادة البكالوريوس في القانون والتاريخ من كلية سانت كاثرين في جامعة كيمبردج عام 1925. وبعد عودته إلى بلاده تولَّى مهام إدارية مختلفة في ولاية كيدا، ثم رجع إلى بريطانيا لإجراء دراسات عليا في القانون، ولكنه اضطر لقطع الدراسة والعودة إلى بلاده بعد نشوب الحرب العالمية الثانية.

بدأ الأمير تونكو عبدالرحمن نشاطه السياسي منذ أن كان طالبًا في بريطانيا. وبعد عودته إلى بلاده قاد حركة تحرير الملايو. وتولَّى رئاسة منظمة الاتحاد الوطني وقام بجولات واسعة في بلاده داعيًا إلى الوحدة والتعايش بين المجموعات العرقية المختلفة. أسفرت جهوده، عام 1955، عن قيام حزب الإتحاد الذي اكتسح أول انتخابات عامة عام 1957. وتم تعيينه الوزير الأول ووزيرًا للداخلية. وفي العام التالي، قاد مفاوضات شائكة مع بريطانيا تكللت بتوقيع اتفاقية استقلال الملايو مع الحكومة البريطانية عام 1957. وعلى إثر ذلك أنتُخِب تونكو عبدالرحمن أول رئيس للوزراء في بلاده، وأعيد انتخابه ثلاث مرات بعد ذلك. وفي تلك الأثناء انضمت سنغافورة وصباح وسراواك إلى الملايو لتكوين دولة ماليزيا في العشرين من أغسطس لعام 1963. ومن هنا يعدُّه الماليزيون أبًا لاستقلال بلادهم.

تولَّى تونكو عبدالرحمن رئاسة جامعة الملايو، الجامعة الأولى في ماليزيا، من عام 1960 إلى عام 1970. ثم أصبح أول أمين عام لمنظمة المؤتمر الإسلامي. وهو الذي اقترح إنشاء البنك الإسلامي للتنمية، ووضع القواعد الأساسية الأولى له حتى صار كيانًا عظيمًا معروفًا للجميع. وبعد عودته من جدّة إلى ماليزيا نشط في إعادة تنظيم أمور الجمعية الخيرية الإسلامية التي أسسها عام 1960، فأسلم بسببها عدد كبير من الماليزيين، ورعت من لجأ من المسلمين الكمبوديين إلى البلاد، كما بادر – بالتعاون مع رابطة العالم الإسلامي – إلى إنشاء المجلس الإقليمي للدعوة الإسلامية لمنطقة جنوب شرقي آسيا والمحيط الهادي عام 1980، ومقره الرئيسي في مدينة كوالالمبور. قام ذلك المجلس بدور تنسيقي وتنظيمي لجمعيات الدعوة الإسلامية الأعضاء في الاتحاد؛ خاصة في مجال تقوية الدعوة الإسلامية، وحلِّ مشاكلها ومشاكل الأقليَّات الإسلامية في المنطقة.

كان الأمير تونكو عبدالرحمن، رغم مشاغله ومسؤولياته الجسيمة، من عشاق كرة القدم، وكان رئيسًا للاتحاد الماليزي لكرة القدم، والاتحاد الآسيوي لكرة القدم، والاتحاد الآسيوي للبادمنتون، كما كان من هواة الجولف والمراكب الشراعية والتصوير.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

 

1983 -حسنين محمد مخلوق-

فضيلة الشيخ حسنين محمد مخلوف

 

تعهَّده أبوه الذي كان واحدًا من كبار علماء الأزهر بالتربية والتعليم، فحفظ القرآن الكريم وهو في العاشرة على يد الشيخ محمد علي الحسيني شيخ القرَّاء المصريين، وتعلَّم متون التجويد والقراءات والنحو على يد أبيه. ولما بلغ الحادية عشرة التحق بالأزهر وتتلمذ على كبار شيوخه، من أمثال الشيخ عبدالله دراز، ومحمد بخيت المطيعي، وأهله نبوغه ومثابرته للالتحاق بمدرسة القضاء الشرعي، وحاز على شهادتها العالية في القضاء عام 1914.

عمل الشيخ حسنين بعد تخرَُجه بالتدريس في الأزهر لمدة عامين، ثم التحق بسلك القضاء متنقلًا بين المحاكم الشرعية في قنا وديروط والفشن والقاهرة وطنطا حتى أصبح رئيسًا لمحكمة الإسكندرية الكليّة الشرعية عام 1941. ثم رُقِّي رئيسًا للتفتيش الشرعي بوزارة العدل، وأثناء توليه ذلك المنصب، ساهم في العديد من المشروعات الإصلاحية، مثل إصلاح قانون المحاكم الشرعية، وقانون المجالس الحسبية. وفي عام 1944، عُيِّن نائبًا لرئيس المحكمة العليا الشرعية وبعد ذلك بعامين، تولَّى منصب الإفتاء، وظلَّ يشغله حتى نهاية مدة خدمته القانونية عام 1950، فاشتغل بالتدريس في المسجد الحسيني إلى أن أُعيد مرة أخرى عام 1952 ليتولَّى منصب الإفتاء لمدّة عامين.

كان فضيلته عضوًا في هيئة كبار علماء الأزهر ورئيسًا للجنة الفتوى فيه وعضوًا في مجمع البحوث الإسلامية، ورئيسًا للجنة النهوض بالدعوة، وعضوًا مؤسسًا لرابطة العالم الإسلامي بالمملكة العربية السعودية، كما شارك في تأسيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

قام الشيخ حسنين بدور بارز في مجال التعليم الإسلامي ومحاربة البدع والخرافات، ونشر حوالي 15 عملًا في طليعتها: “كلمات القرآن: تفسير وبيان”، “صفوة البيان لمعاني القرآن”، و”كتاب المواريث في الشريعة الإسلامية”. كما شكّلت فتاواه ثروة فقهية ضخمة تمَّ جمعها في مجلدين كبيرين. نال الشيخ حسنين جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى من جمهورية مصر العربية عام 1982.

 

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

 

1982 -الشيخ بن باز-

سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

أصيب بمرض في عينيه، وتطوّر تدريجيًا حتى أفقده بصره وهو يقارب العشرين من عمره. ولكن ذلك لم يقلل من عزيمته وإصراره على طلب العلم. حفظ القرآن الكريم في صغره، ثم بدأ في تلّقي العلوم الشرعية والعربية على أيدي صفوة من كبار العلماء والمشايخ المتخصصين في العلوم الدينية واللغة العربية، ومن أبرزهم الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، والشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، والشيخ سعد بن عتيق، والشيخ حمد بن فارس، والشيخ سعد وقاص البخاري.

عمل الشيخ بن باز قاضيًا في الخرج بين عامي 1938-1952، ثم مدرّسًا للفقه والتوحيد والحديث في المعهد العلمي بالرياض لمدة عامٍ واحد، ثم في كلية الشريعة في الرياض لمدّة ثمانية أعوام. وفي عام 1962، عُيِّن نائبًا لرئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ثم رئيسًا لها. وفي عام 1975، تمّ تعيينه رئيسًا عامًا لإدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، ثم أصبح مفتيًا عامًا للمملكة العربية السعودية ورئيسًا لهيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء. وكان سماحته في جميع أعماله مثال العالم التقي الذي يسير على نهج السلف الصالح ولم تشغله المناصب عن مواصلة البحث وطلب العلم وتدريسه.

رأس الشيخ ابن باز عددًا من الهيئات الإسـلامية، أو كان عضوًا فيها. وفي طليعة تلك الهيئات: المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، والمجلس الأعلى للمساجد، والهيئة العليا للدعوة الإسلامية في المملكة، والمجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة التابع لرابطة العالم الإسلامي، والمجلس الاستشاري للندوة العالمية للشباب الإسلامي.

من أهم خدمات الشيخ عبد العزيز للإسلام والمسلمين مساعداته للقائمين بالدعوة الإسلامية، ودعمه للمشروعات العمرانية في العالم الإسلامي. وكان يمضي جل وقته؛ ليلًا ونهارًا، في خدمة الناس؛ إفتاءً وإرشادًا، وحلًا لمشاكلهم الخاصة والعامة. كما أصدر الكثير من الأعمـال العلمية والفتاوى المنشورة المفيدة في مختلف علوم الدين؛ عقيدة وشريعة.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.