تعلَّم مبادئ القراءة والكتابة في كتاتيبها وحفظ القرآن وهو في السادسة من عمره، ثم أكمل تعليمه في مدارس بغداد النظامية. اهتم بدراسة اللغة العربية والأدب العـربي وعلوم الشريعة الإسلامية، كما درس اللغات التركية والفرنسية والإنجليزية. ودفعه شغفه بالمعرفة للاتصال بكبار العلماء في بغداد أمثال محمود شكري الألوسي فتتلمذ عليه وتأثر به. تدرَّج في وظائف تعليمية وإدارية شتى فكان مدرّسًا للعربية، ومفتشًا في وزارة المعارف، ومديرًا الإدارة العامة للأوقاف. وشارك في تأسيس المجمع العلمي العراقي وأصبح نائبًا لرئيسه ومشرفًا على تحرير مجلته عام 1949. كما أصبح عضوًا في مجامع اللغة العربية في القاهرة، ودمشق، والأردن، والمملكة المغربية، وعضوًا بالمجلس الاستشاري الأعلى للجامعة الإسلامية بالمدينة المنوّرة.
في عام 1951، نُدب الأستاذ الأثري لتدريس الأدب وفلسفة الأخلاق في كلية الشرطة، إلى جانب أعماله الأخرى في وزارة المعارف والمجمع، كما كانت له أعمال مشهودة في تعمير المساجد أثناء تولّيه الإدارة العامة للأوقاف. وبعد تقاعده عن العمل الحكومي عام 1963، انصرف إلى البحث والتأليف والتحقيق وكتابة الشعر. شارك في العديد من المؤتمرات الأدبية واللغوية، وحاضر في جامعات مختلفة خارج العراق، وساهم بقدر جليل في خدمة اللغة العربية وآدابها وفكرها من خلال نشاطه الفكري وإنتاجه العلمي الغزير تأليفًا وتحقيقًا. فمن أشهر مؤلفاته: “أعلام العراق”، “المجمل في تاريخ الأدب العربي”، “المدخل في تاريخ الأدب العربي”، “الاتجاهات الحديثة في الإسلام”، و”محمود شكري الألوسي: حياته وآراؤه اللغوية”. ومن تحقيقاته: “المختصر من مناقب بغداد” لابن الجوزي، “أدب الكتابة” للوزير أبي بكر المولي، “بلوغ الأرب في أحوال العرب” للألوسي، “الضرائر وما يسوغ للشاعر دون الناثر” للألوسي، و”خريدة القصر وجريدة العصر: قسم شعراء العراق” للعماد الأصفهاني، إضافة إلى ديواني شعره: “ملاحم .. وأزهار”، و”ديوان الأثري” اللّذان طبعهما المجمع العلمي العراقي. أكسبته تلك الأعمال المتميّزة تقدير الأوساط الأدبية والثقافية العربية.
كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.