حصل على الدكتوراة في الفيزياء والرياضيات من جامعة فيينا عام 1971. عمل أستاذاً في جامعة إِنزْبرَك، أكبر جامعات النمسا وأعرقها، والجامعة التقنية في ميونخ، وأستاذاً غير متفرغ في جامعة أمْهرِست بالولايات المتحدة، كما عمل أستاذاً زائراً في جامعات همبولدت وأكسفورد وباريس ومعهد ماساتشوستس التقني والجامعة التقنية بفيينا. وهو حالياً أستاذ الفيزياء ومدير معهد الفيزياء التجريبية في جامعة فيينا.
يُعدّ البروفيسور تسايلينغر في طليعة علماء الفيزياء الكمّية في العالم، حيث تركَّزت بحوثه في أسس الفيزياء الكمّية على المستويين النظري والتجريبي، وأجرى في مطلع حياته العلمية تجارب ناجحة أثبت من خلالها عدداً من النظريات الأساس في علم الفيزياء الكمّية. شكَّلت تلك التجارب أساساً لتقانة جديدة تماماً هي تقانة المعلومات الكمّية. وتمكَّن وفريقه من القيام بتجارب رائدة في مجال الاتصال الكمّي، والتعمية الكمّية، والنقل الكمّي عن بعد، والحاسوب الكمّي، مما أثار ضجّة علمية كبيرة وأوجد مفهوماً جديداً لعلم الميكانيكا الكمّية، تحتل فيه تقانة المعلومات مركز الصدارة.
بعد سلسلة من الدراسات العميقة في الفيزياء الكمّية التجريبية امتدت لأكثر من ثلاثين عامًا في النمسا والولايات المتحدة، تمكَّن البروفيسور تسايلينغر وفريقه من نقل تقانة المعلومات الكمّية من المختبرات إلى أرض الواقع، فقاموا بنقل جزيئات الضوء (الفوتونات) المتشابكة عبر نهر الدانوب في فيينا، محققين بذلك أول تطبيق ميداني ناجح للنقل الكمّي عن بُعد. وأتبعوا ذلك بأول عملية تطبيقية للتعمية الكمّية – والتي لا يمكن اعتراضها أو السطو عليها – وذلك بإجراء تحويل مالي إلى أحد بنوك فيينا، ثم عمل تسايلينغر على إنشاء شبكة عالمية للاتصالات الكمّية عبر الأقمار الصناعية، وعلى تطوير حاسوب كمّي يستخدم خصائص الضوء وسرعته، ويشكل مفهوماً جديداً في علم الحواسيب.
نُشر للبروفيسور تسايلينغر أكثر من 355 بحثاً علمياً وأحد عشر كتاباً، كما دُعي لإلقاء أكثر من 500 محاضرة في شتى جامعات العالم. ولاقى كتابه المنشور باللغة الألمانية بعنوان “قناع آينشتاين” رواجاً كبيراً بين الناطقين بالألمانية، لما تضمّنه من معلومات مثيرة حول عالم الفيزياء الكمّية، وظل لفترة طويلة على قائمة أفضل الكتب الألمانية، وتجرى حالياً ترجمته إلى عدّة لغات أخرى.
نالت إنجازات البروفيسور تسايلينغر الرائدة، وإسهاماته في تطوير علم الفيزياء الكميّة، تقديراً علمياً كبيراً، فحصل على عدة جوائز من الأكاديميات والمؤسسات العلمية في أوروبا والولايات المتحدة. كما حصل علي وسام التميُّز من جمهورية النمسا، ووسام التميُّز في الآداب والفنون من جمهورية ألمانيا، والميدالية الذهبية الكبرى لمدينة فيينا، وميدالية ولهلم-اكسنر، وميدالية لورنز-أوكن للعلوم الطبيعية والآداب. وقد منحته كل من جامعة برلين وجامعة غدانسك درجة الدكتوراة الفخرية. وهو زميل الجمعية الأمريكية للفيزياء وعضو أو عضو فخري في عدّة أكاديميات علمية أوروبية، وأستاذ فخري في جامعة العلوم والتقنية بالصين.
كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.