درس العلوم الطبيعية في جامعة كيمبردج، ثم حصل على الماجستير في الإحصاء من جامعة لندن. وبعد أن عمل لعامين في وحدة بحوث الإحصاء التابعة لمجلس البحوث الطبية في لندن، انتقل إلى جامعة أكسفورد باحثاً ومحاضراً، ثم أستاذاً مشاركاً في قسم الطب. وأصبح – منذ عام 1992 – أستاذاً للإحصاء الطبي وعلم الوبائيات، ومديراً لوحدة بحوث التجارب السريرية في جامعة أكسفورد، ومؤسسها، وأخصائياً في الإحصاء في مشروع حماية القلب وهو مشروع عالمي كبير، يتم بإشراف مركز البحوث الطبية في بريطانيا ومؤسسة القلب البريطانية.
البروفيسور السير ريتشارد بيتو في طليعة علماء الوبائيات والإحصاء الطبي المعاصرين، حيث قام بدراسات رائدة حول أسباب السرطان عموماً وتأثير التدخين على وجه الخصوص. كما أجرى دراسات واسعة النطاق تتعلق بالجوانب الوبائية لأمراض القلب والأوعية الدموية وغيرها، وأدخل مفهوماً جديداً في التحليل الإحصائي للتجارب السريرية. عمل لعدِّة عقود إلى جانب السير ريتشارد دول في بحث الآثار الخطيرة الناتجة عن التدخين، وأصبحا سوياً أشهر عالمين في هذا المجال، وتميَّزا بقدرة فائقة على إيصال نتائج بحوثهما بأسلوب بسيط وفعَّال يفهمه عامة الناس.
إضافة إلى بحوث البروفيسور السير ريتشارد بيتو المشتركة مع البروفيسور السير ريتشارد دول، فقد أجرى السير ريتشارد بيتو دراسات واسعة المدى في الصين، والهند، وغيرهما من الدول النامية الأخرى؛ بما في ذلك مصر وكوبا والمكسيك، حول أخطار التدخين. وقام بتقصِّي التاريخ الطبي لأكثر من مليون متوفى ومليونين من الأحياء في مختلف الدول النامية تبيَّن منها أن التدخين يسبب حالياً نسبة أكبر من الوفيات في الدول النامية مقارنة مع الدول المتقدمة، وأن مخاطره آخذة في الازدياد. ومن أهم أعماله الدراسة التي أجراها بالاشتراك مع هيئة الصحة العالمية والتي قدَّرت أن يصل عدد المتوفين نتيجة أمراض مرتبطة بالتدخين في نهاية القرن الحالي إلى بليون نسمة ما لم تُبذل جهود جادة لمكافحة التدخين على نطاق العالم. وامتدت دراساته في الآونة الأخيرة إلى بيان فوائد الإقلاع عن التدخين.
كان للدراسات التي أجراها البروفيسور السير ريتشارد بيتو مع البروفيسور السير ريتشارد دول والآخرين أثر عظيم في رسم السياسات القومية للصحة في دول عديدة وفي توجيه جهود منظمة الصحة العالمية نحو مكافحة هذا الوباء الخطير الذي صنعه الإنسان.
نُشر له مئات البحوث العلمية، كما مُنِح العديد من الجوائز والدرجات الفخرية والزمالات، ودُعي أستاذاً زائراً في جامعات عديدة، ومحاضراً في مختلف المحافل العلمية، وعضواً في أكاديميات العلوم، وفي هيئات تحرير مجلات طبية وعلمية شهيرة. واختير زميلاً للكلية الملكية في لندن عام 1989، ومُنِح لقب “فارس” (سير) عام 1999 تقديراً لإنجازاته المُتميِّزة في علم الوبائيات ومكافحة السرطان.
كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.