وُلِد الشيخ محمد بن صالح العثيمين في مدينة عنيزة بالمملكة العربية السعودية سنة 1347هـ/1929م، وحفظ القرآن الكريم في سن مُبكِّرة، ثم درس التفسير والحديث والتوحيد والفقه وأصوله والفرائض والنحو علي شيخه العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي، كما قرأ على عدد من المشايخ الآخرين فقرأ على الشيخ عبد الرحمن بن علي بن عودان في علم الفرائض، والشيخ عبد الرزاق عفيفي في النحو والبلاغة، والشيخ عبد العزيز بن باز في الحديث ورسائل شيخ الإسلام إبن تيمية. ثم واصل طلب العلم، حتى تخرَّج من كلية الشريعة في الرياض سنة 1377هـ/1958هـ.
ولما تُوفي شيخه عبد الرحمن بن سعدي، سنة 1376هـ/1957م، خلفه في إمامة مسجد الجامع الكبير بعنيزة والتدريس فيه. ثم أصبح يُدرِّس في كلية الشريعة وأصول الدين بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود في القصيمَ، وكان عضواً في المجلس العلمي للجامعة لسنتين، وعضواً في مجلس كلية الشريعة وأصول الدين ورئيساً لقسم العقيدة. وأختير سنة 1407هـ/1987م عضواً في هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية.
أما أعمال الشيخ محمد العثيمين في خدمة الإسلام فعديدة، ومنها التأليف، فقد ألَّـف ما يزيد على تسعين كتاباً أو رسالة في أصول الدين وفروعه المتعددة. ومن كتبه: الشرح الممتع في الفقه؛ وهو خمسة عشر مجلداً. وتفسير القرآن الكريم، وقد صدر منه عشرة
مجلَّدات، وشرح رياض الصالحين في ستة مجلّدات. وقد اختير بعض مؤلفاته مقررات في المعاهد العلمية في المملكة، فانتفع بها الطلاب كثيراً. وإضافة إلى عمله الرسمي مدرساً في المعهد العلمي وكلية الشريعة كان يلقي دروساً يومية في المسجد يحضرها عشـرات الطلاب خلال السنة الدراسية، ومئات الطلبة خلال العطلة الصيفية من داخل المملكة وخارجها. وكان شديد الحرص على توجيه طلبة العلم وإرشادهم والصبر على تعليمهم والاهتمام بأمورهم. وكان يلقي، أيضاً، دروساً في المسجد الحرام في شهر رمضان نفع الله بها كثيراً من المسلمين. وإلى جانب ذلك كله كان لفتاواه في البرنامج الإذاعي المشهور نور على الدرب أثر طيب.
وقد امتاز الشيخ محمد العثيمين في كتاباته وخطبه ومحاضراته وفتاواه بالعلم الغزير، والفهم الواضح للدين؛ عقيدة وشريعة، والأسلوب الجيِّد في العرض، واتِّباع الحكمة في أسلوب الدعوة، وتقديم المثل الحي لمنهج السلف الصالح فكراً وعملاً وسلوكا. وكان يتحلى بأخلاق العلماء الفاضلة والتي من أبرزها الورع والزهد والتواضع ورحابة الصدر.
مُنِح فَضِيلَة الشَّيخ محمَّد بن صَالِح العثيمين الجائزة لسَجَاياه وجهُوده المتمثِّلة فيما يلي:
تُوفِّي الشيخ محمد العثيمين، رحمه الله، في مدينة جدّة سنة 1422هـ/2001م بعد حياة زاخرة بالعطاء والعمل الدؤوب لمصلحة المسلمين.