2003 -مؤسسة سلطان الخيرية_

مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية

 

تقدم المؤسسة الرعاية الصحية والاجتماعية للمسنين والتأهيل الشامل للمعوقين والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من الجنسين، وتنشر الوعي بمستلزمات الرعاية المنزلية والاجتماعية للمعاقين والمسنين، وتوفر الأجهزة التعويضية والمساندة التي تساعدهم على التكيف مع ظروفهم، وتضع كافة الإمكانات والوسائل المساعدة للتخفيف عن معاناتهم، علاوة على منح مشروعات الإسكان الخيرية وعدد من البرامج التعليمية والصحية الأخرى.

يتكوَّن مجلس إدارة المؤسسة من رئيس أعلى، ونائب للرئيس، وأمين عام، ومجلس للأمناء، تساعدهم هيئة استشارية عُليا. وتمكَّنت هذه المؤسسة العملاقة خلال فترة زمنية قياسية من إنجاز العديد من البرامج والمشروعات الخيرية والإنسانية التي أنتفع بها عدد كبير من المسلمين داخل المملكة وخارجها.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامها للجائزة.

2002 -الشيخ القاسمي-

سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي

 

تلقَّى تعليمه الأساسي في الشارقة والكويت ودبي، وحصل على البكالوريوس في الهندسة الزراعية من جامعة القاهرة، والدكتوراة في التاريخ من جامعة إكستر، والدكتوراة في الجغرافيا السياسية للخليج من جامعة درم في بريطانيا. ثم عُيِّن سموه عام 1971 وزيرًا للتربية والتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيسًا للديوان الأميري في الشارقة، وأصبح منذ عام 1972، حاكمًا للشارقة وعضوًا في المجلس الأعلى لدولة الإمارات.

اهتم سمو الشيخ سلطان بالتعليم، وقد تطوَّرت إمارة الشارقة في عهده حتى أصبحت تعرف بعاصمة الثقافة للوطن العربي لما فيها من مؤسسات تعليمية ومتاحف ومعاهد للفنون والعلوم المسرحية ومراكز للمحافظة على البيئة والحياة الصحراوية. وهو الرئيس الأعلى لجامعة الشارقة، والجامعة الأمريكية بالشارقة، والرئيس الفخري لمجلس الخدمات الجامعية العالمية، والمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، والجمعية المصرية للدراسات التاريخية، ورئيس اتحاد جمعيّات اللغة العربية في الوطن العربي، وأستاذ زائر في جامعة إكستر، وعضو هيئة التدريس في جامعة الشارقة.

ألَّف سمو الشيخ سلطان ستة عشر كتابًا بالعربية والانجليزية. وتتناول هذه الكتب تاريخ منطقة الخليج العربي، وكشف بها مظالم الاستعمار الغربي وادِّعاءاته. ومن هذه الكتب: “أسطورة القرصنة العربية في الخليج”، “تقسيم الإمبراطورية العمانية”، “الاحتلال البريطاني لعدن”، و”صراع النفوذ والتجارة في الخليج”.

أما من الناحية الإنسانية، فسموه رجل بر مرموق، ساهم في أعمال البر في بلاده وفي شتى بقاع العالم، فقام ببناء المدارس والمعاهد والجامعات، وتقديم المنح الدراسية لطلاب العلم من المسلمين، وإنشاء المراكز الصحية، وإقامة السدود، وإعانة المتضررين من الفيضانات والكوارث الطبيعية، وعمارة المساجد، وتعبيد الطرق، وتجهيز شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي، كما قاد بلاده قيادة حكيمة تتمثل في حرصه الدائم على الالتزام بأوامر الشريعة، ومكافحة ما يضر بمواطنيه دينيًا وأخلاقيًا.

نال سموّه التكريم من مختلف المؤسسات العلمية عبر العالم، فاختير زميلًا فخريًا في مركز الدراسات الشرق أوسطية والإسلامية في جامعة درم البريطانية عام 1977، وعضوًا فخريًا في معهد الدراسات الأفريقية في جامعة الخرطوم عام 1992، وحصل على درجات الدكتوراة الفخرية في الآداب من جامعة اكستر عام 1993، وفي الآداب والعلوم الإنسانية من جامعة أدنبره عام 2001، وفي القانون من جامعة الخرطوم في السودان عام 1986، وفي التربية من الجامعة الإسلامية في ماليزيا عام 2001. كما نال دبلوم الشرف من الاتحاد العالمي للفنانين التشكيليين في باريس لجهوده في إحياء الفنون الدولية عام 1998، وجائزة معهد الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية في اسطنبول التي تقدمها منظمة المؤتمر الإسلامي عام 1990، وجائزة ابن سينا من منظمة اليونسكو عام 1998، ووسام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، والميدالية الذهبية الممتازة من المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة عام 1998.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

2001 -اللجنة العليا لجمع التبرعات- السعودية

الهيئة العليا لجمع التبرعات لمسلمي البوسنة والهرسك

تأسست الهيئـة العليا لجمع التبرعات لمسلمي البوسنة والهرسك في المملكة العربية السعودية سنة 1412هـ/1992م، واسـتطاعت – رغم ظروف الحرب وضراوتها – أن تقوم بدور إنساني نبيل تجاه أولئك المسلمين إبَّان محنتهم، فقدَّمت لهم مختلف أشكال العون، تحقيقاً لمبدأ التكافل والتعاضد بين المسلمين، كما قامت بالتعريف بمأساتهم، ومحاولات التطهير العرقي التي تعرضوا لها من قبل الصرب، ودعت المواطنين والمقيمين في المملكة العربية السعودية للتبرُّع لهم، والمساهمة في تخفيف معاناتهم.

وقد تميَّزت المساعدات الإنسانية التي قدَّمتها الهيئة العليا للمسلمين في البوسنة والهرسك بالتنوع والشمول. ففي بداية المحنة قامت الهيئة بتأمين أكثر من مئة ألف طن من مواد الإغاثة من طعام وكساء وأدوية وعلاج، وحوالي 4300 طن من وقود التدفئة، ونقلتها جوّاً وبحراً، وأشرفت على توزيعها من خلال مكاتبها في أوروبا، كما قامت بإنشاء مخيمات للمهجرين واللاجئين، وتقديم الخدمات الاجتماعية والطبية لهم، وكفالة أكثر من ثلاث مئة عائلة مسلمة، وسبعة آلاف يتيم.

وبعد انتهاء الحرب، شاركت الهيئة في برامج إعادة المهجَّرين إلى بلادهم، وأشرفت على تنفيذ العديد من برامج الإعمار والتنمية في البوسنة، بما في ذلك بناء الكليات والمدارس والمراكز الثقافية والمساكن وملاجئ الأيتام وترميمها، وإعادة تأهيل خط السكة الحديد، وشبكات الكهرباء والمياه، وتوفير البذور وآلات الزراعة. وإلى جانب ذلك، قامت الهيئة بتدعيم برامج الدعوة والتعليم، وإنشاء المعاهد الدينية، ووضع الخطط والمناهج التعليمية لها، وطباعة الكتب، وتوزيع المصاحف (أكثر من نصف مليون مصحف)، وتقديم المنح الدراسية، وتغطية أجور الأئمة والدعاة والمعلمين، والإشراف على برامج الإفطار الرمضانية، وبرامج الحج لمسلمي البوسنة، والتي تحمّل تكاليفها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، رحمه الله. كما أقامت عدداً من المكتبات الإسلامية المقروءة والمسموعة، وأشرفت على تعليم القرآن لأكثر من خمسة آلاف طفل في سراييفو وحدها، وبنت أو أعادت بناء حوالي ست مئة مسجد في أقاليم البوسنة، أو وفرت لها الأثاثات ونظم التدفئة، ومن أهمها مسجد ومركز خادم الحرمين الشريفين في سراييفو، الذي يُعدّ أكبر مجمّع إسلامي في شرق أوروبا، إذ تزيد مساحته على ثمانية آلاف متر مربع ويتسع مسجده لأكثر من خمسة آلاف مصلي. أما المركز الثقافي الملحق به فيضمّ قسم اللغة العربية، وقاعة محاضرات، ووحدات لخدمات الحاسوب، والترجمة الفورية، وصالة رياضية، ومعرض دائم، ومطعم، ومكتبة مركزية من أكبر المكتبات باللغة العربية في منطقة البلقان. وقد أقيم له فرع في مدينة موستار الشرقية ذات الهويّة الإسلامية. كما ساهمت الهيئة العليا في إنشاء عدد من المستوصفات والمراكز الطبية ومنها مركز الأمير سلمان بن عبد العزيز لغسيل الكلى في سراييفو لخدمة سكان العاصمة البوسنية والمدن المجاورة لها.

وقد اختيرت الهيئة “الشخصية الإنسانية لسنة 1415هـ/1994م” وحصلت على الوشاح الذهبي من رئاسة حكومة البوسنة والهرسك.

مُنِحَت الهيئة العليا لجمع التبرعات لمسلِمي البوسنَة والهرسك الجائزة؛ وذلك لقيامها بأعمال جليلة تتلخص فيما يأتي:
1- برامج إغاثة شملت دعم حكومة البوسنة والهرسك للصمود أمام أعدائها، تأمين المواد الإغاثية لمواطنيها من طعام وكساء وأدوية وعلاج، وإقامة مخيَّمات للمهجَّرين منهم.
2- برامج مسَاعدات اجتماعية شملت إيجارات السكن وتكاليف الكهرباء ووسائل التدفئة، كما شملت إمدَاد الأسر المحتاجة بالنقود، وكفَالة الأيتام الذين بلغ عددهم ثلاثين ألفاً.
3- برامج إعمار وتنمية شملت بناء المسَاجد والمدارس والكليّات والمسَاكن وترميمها، وإعادة تأهيل خط سكة الحديد وشبكات الكهرباء، وتوفير البذور الزراعية وآلات الزراعة.
4- برامج دعوة وتعليم شملت – إضافة إلى بناء الوسَائل المادية كالمدارس والكليات – وضع الخطط والمناهج التعليميَّة، وطباعة الكتب وتوزيع المصَاحف، وتقديم المنح الدرَاسيَّة، وإعطاء مرتّبات للأئمة والدعَاة ومعلمي القرآن.

2000 -الازهر الشريف

الأزهر الشريف

قام الأزهر الشريف بدور كبير في خدمة الإسلام والمسلمين منذ أكثر من ألف عام. فقد بُني الجامع الأزهر عام 971، بأمر من الخليفة المعز لدين الله الفاطمي وإشراف القائد جوهر الصقلي، وأصبح بعد فترة وجيزة موئلًا لطلاب العلم من أرجاء العالم الإسلامي. وقام، عبر القرون، بدور رائد في التعليم الإسلامي والدعوة إلى الدين الحنيف والمحافظة على التراث واللغة، ومقاومة محاولات التغريب.

جامع الأزهر هو أهمّ المساجد في مصر، وواحد من أقدم الجامعات في العالم. وقد كان عند إنشائه يتألف من قسمين: فناء فسيح تطلّ عليه ثلاثة أروقة، أكبرها رواق القبلة، ومقصورة الصلاة، ثم أضيفت إليه في عصور مختلفة زيادات كثيرة حتى أصبحت مساحته حاليًا حوالي 11,000 متر مربع، عدا الملاحق. وكانت فيه مئذنة واحدة، ثم أصبح فيه الآن خمس مآذن مختلفة الطراز، ويوجد فيه ثلاثة عشر محرابًا بديعًا متقن الصنعة، وفيه أروقة سكنية. وكان لكل جهة من جهات مصر رواق خاص لطلبتها، كما كانت هناك أروقة لطلبة كل قطر من أقطار العالم الإسلامي، ولكل رواق شيخ ينتخبه الطلبة للإشراف عليهم والاهتمام بشؤونهم. وقد بلغ عدد تلك الأروقة في القرن التاسع عشر الميلادي 25 رواقا. كان للأزهر– عبر تاريخه – مواقف مشهودة في المحافظة على التراث العربي واللغة العربية وفي التصدّي للظلم ومقاومة المحتلّين.

بدأ التعليم في الأزهر عام 976، وأنشئت به عدّة مدارس فُتحت أبوابها للدارسين من أرجاء العالم الإسلامي، ودرَّس فيه عدد من مشاهير علماء المذاهب السنية الأربعة، كما تخرَّج فيه الكثيرون من علماء المسلمين وقادتهم البارزين. وكانت الدراسة والإقامة في الأزهر بالمجان. وفي عهد الخديوي إسماعيل، في أواخر القرن الثالث عشر الهجري، بدأ الأزهر منح خريجيه درجة العالمية، وأنشئت فيه ثلاث كليات جامعية عام 1929، هي كليات الشريعة، وأصول الدين، واللغة العربية. ثم تطوَّرت مؤسساته التعليمية لتصبح منذ عام 1963، جامعة حديثة يدرس فيها الطب والهندسة والزراعة، إلى جانب العلوم الدينية واللغة العربية، كما تأسس فرع خاص للدراسات الجامعية للبنات. وللأزهر مؤسساته الأكاديمية والبحثية الأخرى؛ إضافة إلى فروع ومعاهد أزهرية في عدد من البلدان الإسلامية. ويقوم الأزهر في كل عام بإيفاد الوُعاظ والأئمة والدعاة إلى كثير من الدول، علاوة على تقديم المنح الدراسية وغير ذلك من وجوه النشاط، ويستقبل طلابًا من 85 دولة من مختلف قارات العالم.

يطّلع الأزهر بدور نشط في المحافظة على التراث الإسلامي ودراسته ونشره، وفي إظهار حقيقة الإسلام وأثره في تقدُّم البشرية ورقيّ الحضارة، كما يهتم بالتراث العلمي والفكري للأُمَّة العربية وإظهار دور العرب والمسلمين في رقيّ الآداب والعلوم والفنون، ويعمل على توثيق الروابط الثقافية والعلمية مع الجامعات والهيئات الإسلامية والعربية والعالمية. ويوجد بالأزهر مكتبة ضخمة تضم مئات الآلاف من الكتب والمجلدات، بما في ذلك عدد كبير من المخطوطات النادرة التي يعود بعضها إلى القرن الهجري الثاني.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

1999 - جمعة الماجد عبدالله-

الشيخ جمعة الماجد عبد الله

 

درس العلوم الدينية والقرآن الكريم واللغة العربية، ثم عمل بالتجارة ونجح فيها حتى أصبح في طليعة رجال الأعمال في منطقة الخليج. حفلت حياته بالعديد من أعمال الخير والبر النابعة من إيمانه العميق وحبِّه للإسلام والمسلمين؛ إذ لم تشغله مسؤولياته الجسيمة وأعماله الخاصة والعامة عن شغفه بالعلم وخدمته للإسلام. ومن الأمثلة العديدة على ذلك إنشاؤه للمدارس الأهلية الخيرية التي يتلقَّى أكثر من تسعة آلاف طالب وطالبة علومهم فيها بالمجان، إلى جانب كلية الدراسات الإسلامية والعربية التي تضم أكثر من أربعة آلاف طالب وطالبة، ويوجد بها قسم خاص للدراسات العليا. ومن أعظم إنجازاته أيضًا إنشاؤه مركز جمعة الماجد للثقافة، الذي يهتم بالفكر والثقافة والمحافظة على التراث العربي والإسلامي، وفيه مكتبة مرجعية تضم حوالي نصف مليون كتاب ووثيقة ودورية؛ إضافة إلى ألوف المخطوطات والمواد السمعية والبصرية، وحوالي ألف فهرس للمخطوطات العربية والإسلامية الموجودة في بقية أنحاء العالم، ويقوم المركز بإصدار العديد من المطبوعات الثقافية والعلمية، كما يقوم بتنظيم المحاضرات واللقاءات الفكرية، وله علاقات تبادل ثقافي مع أكثر من 300 جهة ثقافية.

أما من النواحي الاجتماعية والإنسانية والتربوية، فقد ساهم الشيخ جمعة الماجد في تأسيس جمعية بيت الخير لرعاية العائلات الفقيرة، واهتم بدعم الجمعيات الخيرية والمستشفيات والمستوصفات داخل بلاده وخارجها، وقدَّم العديد من المعونات المالية للمراكز الثقافية الإسلامية، وأنشأ المساجد في البلاد الإسلامية وفي أمريكا وأوروبا. وما زال يواصل تشجيعه ودعمه للعلماء والباحثين، ويرعى الأنشطة التي تخدم التوجه الإسلامي والعربي. وهو عضو في المجلس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، وعضو في مؤسسة الفكر العربي، وعضو سابق في اللجنة الاستشارية لمركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة هارفارد الأمريكية.

نال الشيخ جمعة الماجد تقدير العديد من الجهات داخل بلاده وخارجها، فكرّمته الحكومة الكويتية لدوره في تأسيس لجنة الإخاء الإماراتية الكويتية، وحصل على جائزة سلطان العويس “لشخصية السنة الثقافية” في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1992، وعلى جائزة دبي “رجل أعمال العام” عام 1994. كما حصل على شهادات تقدير من جمعية المؤرخين المغاربة، والمجلس العلمي بجامعة سانت بطرسبورغ.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

1998 -الرئيس عبده ديوب-

فخامة الرئيس عبدو ضيوف

 

تلقَّى تعليمه الابتدائي والثانوي في مدرسة الليسيه فدربي في سانت لويس، ودرس القانون في جامعة داكار، ثم حصل على ليسانس الحقوق والعلوم السياسية من جامعة السوربون في باريس عام 1959، وعلى الشهادة العليا من المدرسة الوطنية الفرنسية عام 1960. وفور عودته إلى بلاده، عُيِّن مديرًا لبرنامج التعاون الفني الدولي، فمساعدًا للأمين العام للحكومة وأمينًا عامًا لوزارة الدفاع السنغالية. وفي العام التالي، انضم إلى الحزب التقدمي السنغالي وعُيِّن حاكمًا لإقليم سين سالوم. وفي أوائل عام 1962، اختاره الرئيس السنغالي ليوبولد سنغور رئيسًا لموظفي مكتبه، وكان عمره وقتها لا يتجاوز 27 عامًا. يُعدُّ الرئيس عبدو ضيوف من أبرز قادة أفريقيا الذين ساهموا في دفع مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في تلك القارة. 

تدرَّج عبدو ضيوف في مراتب متعددة في الحزب الحاكم في بلاده على مدى أربعين عامًا. وكان مقرَّبًا من الرئيس سنغور، الذي أوكل إليه وزارات الدفاع والشؤون الخارجية والتخطيط والصناعة خلال عقد السبعينات من القرن الماضي. ثم أصبح رئيسًا للحكومة بين عامي 1970-1980. وفي عام 1981، انتخب رئيسا للجمهورية خلفًا للرئيس سنغور الذي تنازل له عن الرئاسة. وكان أول رئيس مسلم لبلاده وثاني رؤسائها بعد الاستقلال.

اتَّبع الرئيس عبدو ضيوف – خلال فترة رئاسته – سياسة حكيمة، فرفع الحظر عن أحزاب المعارضة، وأرسى مبدأ التداول السلمي للسلطة، وبذل جهودًا بارزة للتطوير والتخطيط في مختلف المجالات الزراعية والصناعية والصحية والتعليمية والسياسية في السنغال، ارتقاء بشعبه وتحقيقًا لطموحات بلده المسلم. كما ترأس فخامته عدة منظمات إقليمية لغرب أفريقيا أكثرها ذات طابع اقتصادي، وأشرف على برنامج الأمم المتحدة للإنعاش الاقتصادي والتنمية في أفريقيا عام 1986، ورأََّس منظمة الوحدة الأفريقية بين عامي 1985-1986، ومنظمة المؤتمر الإسلامي بين عامي 1991-1992، واللجنة الإقليمية الدائمة لمكافحة الجفاف في غرب أفريقيا بين عامي 1986-1987، وحقَّق نجاحًا باهرًا في الحملة التي قادها للحيلولة دون تسرُّب مرض الإيدز. كما كانت له مواقف مشهودة ضد سياسة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.

أعيد انتخاب الرئيس عبدو ضيوف رئيسًا لبلاده ثلاث مرات على مدى عشرين عامًا، رغم تكتل أحزاب المعارضة العديدة ضدّه. ولما تمكَّن منافسه أخيرًا من الفوز في الانتخابات، لم يتردَّد عبدو ضيوف في التخلي عن السلطة مما أثار إعجاب العالم حتى أن منافسه الرئيس عبد الله واد قال وقتها: “إن عبدو ضيوف يستحق جائزة نوبل بجدارة فقد ضرب المثل لحكام أفريقيا الآخرين.”

نال عبدو ضيوف على إحدى عشرة شهادة دكتوراة فخرية، كما مُنِح جائزة قيادات أفريقيا عام 1987، وميدالية منظمة الأغذية والزراعة العالمية عام 1997، والجائزة الكبرى للأكاديمية الفرنسية للفرانكوفونية في العام ذاته. وهو يشغل حالياً منصب الأمين العام للمنظمة الدولية للفرانكوفونية.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

 

1997 -مهاتير محمد-

دولة الدكتور مهاتير بن محمد

 

درس في كلية السلطان عبدالحميد في ألور ستار ثم التحق بكلية الملك إدوارد السابع للطب في سنغافورة وتخرَّج فيها عام 1954. ثم عمل طبيبًا في حكومة بلاده لمدّة عامين، ثم تفرَّغ للعمل الخاص.

بدأ نشاطه السياسي منذ عام 1946 حينما انضم إلى حزب “المنظمة الوطنية المتحدة لأبناء الملايو”، وانتخب في العام نفسه عضوًا في البرلمان، وفي المجلس الأعلى للحزب. واختير عام 1974 وزيرًا للتعليم، وفي العام التالي، أصبح نائبًا لرئيس الوزراء ونائبًا لوزير الداخلية؛ إضافة إلى منصبه، ثم أصبح وزيرًا للتجارة والصناعة عام 1978. ثم انتخب نائبًا لرئيس حزب المنظمة الوطنية المتحدة لأبناء الملايو، فوكيلًا لذلك الحزب، فرئيسًا له. وأصبح عام 1981 رئيساً لمجلس وزراء ماليزيا. شهدت بلاده في عهده نهضة كبيرة في مختلف المجالات السياسية والاقتصاديّة والاجتماعية، وتحولت خلال فترة قصيرة إلى دولة صناعية حديثة، وأصبحت واحدة من أكثر دول جنوب شرق آسيا تقدّمًا ورخاء، وارتفع مستوى المعيشة فيها بحوالي عشرين ضعفًا وتطوّر التعليم تطوّرًا كبيراَ وزادت نسبته على 80% ، وأصبح التعليم والتأمين الصحي متوفرين لجميع المواطنين.

ألف الدكتور مهاتير العديد من الكتب والمقالات التي توضح فكره السياسي والاقتصادي والإسلامي، ومن كتبه: “معضلة الملايو”، “التحدِّي”، “الإسلام والأمّة الإسلامية”، “حافة المحيط الهادي في القرن الحادي والعشرين”، “اتفاق آسيا”، “العولمة والحقائق الجديدة”، “تأملات في آسيا”، و”دور الماليزيين من أصل صيني”. أصبحت سيرة الدكتور مهاتير الذاتية وفكره الاقتصادي وجهوده الرائدة في قيادة وطنه موضوعًا للعديد من الكتب.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة

1996 -عبدالرحمن السميط-

الدكتور عبد الرحمن بن حمود السميط

 

أكمل تعليمه الأساسي في مدارس الكويت، ثم حصل على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة بغداد، ودبلوم أمراض المناطق الحارة من جامعة ليفربول في بريطانيا، ثم تخصص في طب الأمراض الباطنة والجهاز الهضمي في مستشفى مونتريال العام في كندا. وكان باحثًا في أورام الكبد في مستشفى كلية الملوك بجامعة لندن، ثم طبيبًا استشاريًا في مستشفى الصباح في الكويت لثلاثة أعوام، ثم تفرغ، منذ عام 1981، للعمل في إدارة جمعية مسلمي أفريقيا (التي تغيّر اسمها لاحقًا إلى جمعية العون المباشر).

بذل الدكتور السميط منذ مطلع شبابه جهودًا عظيمة في خدمة الإسلام والمسلمين، فشارك في تأسيس ورئاسة جمعية الأطباء المسلمين في الولايات المتحدة وكندا، وفي تأسيس فروع جمعية الطلبة المسلمين في مونتريال بكندا، كما أسس لجنة الإغاثة الكويتية، ولجنة مسلمي ملاوي في الكويت. وكان عضوًا مؤسسًا في المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، وعضوًا مؤسسًا في الهيئة الخيرية الإسلامية، وعضوًا في جمعية الهلال الأحمر الكويتي، وجمعية النجاة الخيرية، ومجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية في السودان، ومجلس أمناء جامعة العلوم والتكنولوجيا في اليمن، ورئيسًا لمجلس إدارة كلية التربية في زنجبار، وكلية الشريعة والدراسات الإسلامية في كينيا، ورئيسًا لتحرير مجلة الكوثر المتخصصة في الشأن الأفريقي. من أبرز أعماله، قيامه بتأسيس لجنة مسلمي أفريقيا، التي تولَّى أمانتها العامة منذ تأسيسها، ومباشرته ميدانيًا لأعمالها. وكان من ثمرة ذلك بناء أكثر من 2200 مسجد، و124 مستشفى ومستوصف، و204 مركزًا إسلاميًا متكاملًا، و214 مركزًا لتدريب النساء، إضافة إلي تنظيم حوالي 1500 دورة تدريبية للمعلمين وأئمة المساجد، ودفع رواتب آلاف الدعاة والأئمة. كما قامت اللجنة بتشييد 840 مدرسة قرآنية في أفريقيا، وكلية للشريعة في كينيا، وأخرى للتربية في زنجبار، ودفعت الرسوم الدراسية عن 95 طالبًا أفريقيا فقيرًا، وقدَّمت 200 منحة دراسية للطلبة الأفارقة لمواصلة الدراسات العليا في الطب والهندسة والتكنولوجيا في الجامعات الغربية. ومن أجل مساعدة مسلمي أفريقيا على الحياة الكريمة، قامت اللجنة بحفر آلاف الآبار الارتوازية، ومئات الآبار السطحية، وأقامت عددًا من السدود والمشروعات الزراعية خصوصًا في المناطق المتأثرة بالجفاف، كما كفلت قرابة عشرة آلاف يتيم، ووزّعت حوالي 160 ألف طن من الأغذية والأدوية والملابس، وأكثر من 50 مليون نسخة من المصحف الشريف، وستمائة مليون كتيب إسلامي بمختلف اللغات الأفريقية.

نشر الدكتور السميط أربعة كتب هي: “لبيك أفريقيا”، “دمعة على أفريقيا”، “رحلة خير في أفريقيا: رسالة إلى ولدي”، و”العرب والمسلمون في مدغشقر”، بالإضافة إلي العديد من البحوث وأوراق العمل ومئات المقالات الصحفية.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

 

1995 -جاد الحق علي جاد الحق-

فضيلة الشيخ جاد الحق علي جاد الحق

 

بدأ تعليمه الأولي في قريته، فحفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، ثم أكمل المرحلة الابتدائية بالمعهد الأحمدي في طنطا، والثانوية بالمعهد الديني في القاهرة ليلتحق بعد ذلك بكلية الشريعة التي حصل منها على الشهادة العالمية عام 1944، وعلى إجازة القضاء عام 1946.

تدرَّج فضيلته في مناصب مهمَّة منذ التحاقه بالقضاء الشرعي عام 1947، فتولَّى أمانة الفتوى في دار الإفتاء عام 1954، وأصبح مستشارًا بمحاكم الاستئناف عام 1976. وفي عام 1978، عُيِّن مفتيًا للديار المصرية فعمل على تنشيطها، والمحافظة على تراثها الفقهي، ونشره في مجلّدات بلغت عشرين مجلدًا، مما شكّل ثروة فقهية ثمينة. نشرت المجلات القانونية في مصر كثيرًا من أحكامه أثناء عمله في القضاء لما اشتملت عليه من بحوث وتعليلات واجتهادات في التطبيق، وأحكام لما استجدَّ من مستحدثات لم يعالجها الحكم الفقهي من قبل.

في عام 1982، عُيِّن وزيرًا للأوقاف. وبعد ذلك بشهرين، اختير ليكون الشيخ الثاني والأربعين للأزهر، كما اختير عام 1988 رئيسًا للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة إلى جانب مشيخته للأزهر.

شارك في مؤتمرات إسلامية كثيرة داخل مصر وخارجها. وتولَّى رئاسة العديد منها، كما شارك في مجالس علمية وإسلامية متعدِّدة. وله عدّة مؤلفات، منها: “الفقه الإسلامي مرونته وتطوره”، “بحوث وفتاوى إسلامية في قضايا معاصرة” في أربعة أجزاء، “رسالة في الاجتهاد وشروطه”، و”رسالة في القضاء في الإسلام”. مُنِح وشاح النيل من جمهورية مصر العربية في مناسبة العيد الألفي للأزهر عام 1983، ووسام الكفاءة الفكرية والعلوم من الدرجة الممتازة من جلالة الملك الحسن الثاني، ملك المغرب عام 1984.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

1994 -محمد بن عثمين-

فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

وُلِد الشيخ محمد بن صالح العثيمين في مدينة عنيزة بالمملكة العربية السعودية سنة 1347هـ/1929م، وحفظ القرآن الكريم في سن مُبكِّرة، ثم درس التفسير والحديث والتوحيد والفقه وأصوله والفرائض والنحو علي شيخه العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي، كما قرأ على عدد من المشايخ الآخرين فقرأ على الشيخ عبد الرحمن بن علي بن عودان في علم الفرائض، والشيخ عبد الرزاق عفيفي في النحو والبلاغة، والشيخ عبد العزيز بن باز في الحديث ورسائل شيخ الإسلام إبن تيمية. ثم واصل طلب العلم، حتى تخرَّج من كلية الشريعة في الرياض سنة 1377هـ/1958هـ.

ولما تُوفي شيخه عبد الرحمن بن سعدي، سنة 1376هـ/1957م، خلفه في إمامة مسجد الجامع الكبير بعنيزة والتدريس فيه. ثم أصبح يُدرِّس في كلية الشريعة وأصول الدين بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود في القصيمَ، وكان عضواً في المجلس العلمي للجامعة لسنتين، وعضواً في مجلس كلية الشريعة وأصول الدين ورئيساً لقسم العقيدة. وأختير سنة 1407هـ/1987م عضواً في هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية.

أما أعمال الشيخ محمد العثيمين في خدمة الإسلام فعديدة، ومنها التأليف، فقد ألَّـف ما يزيد على تسعين كتاباً أو رسالة في أصول الدين وفروعه المتعددة. ومن كتبه: الشرح الممتع في الفقه؛ وهو خمسة عشر مجلداً. وتفسير القرآن الكريم، وقد صدر منه عشرة

مجلَّدات، وشرح رياض الصالحين في ستة مجلّدات. وقد اختير بعض مؤلفاته مقررات في المعاهد العلمية في المملكة، فانتفع بها الطلاب كثيراً. وإضافة إلى عمله الرسمي مدرساً في المعهد العلمي وكلية الشريعة كان يلقي دروساً يومية في المسجد يحضرها عشـرات الطلاب خلال السنة الدراسية، ومئات الطلبة خلال العطلة الصيفية من داخل المملكة وخارجها. وكان شديد الحرص على توجيه طلبة العلم وإرشادهم والصبر على تعليمهم والاهتمام بأمورهم. وكان يلقي، أيضاً، دروساً في المسجد الحرام في شهر رمضان نفع الله بها كثيراً من المسلمين. وإلى جانب ذلك كله كان لفتاواه في البرنامج الإذاعي المشهور نور على الدرب أثر طيب.

وقد امتاز الشيخ محمد العثيمين في كتاباته وخطبه ومحاضراته وفتاواه بالعلم الغزير، والفهم الواضح للدين؛ عقيدة وشريعة، والأسلوب الجيِّد في العرض، واتِّباع الحكمة في أسلوب الدعوة، وتقديم المثل الحي لمنهج السلف الصالح فكراً وعملاً وسلوكا. وكان يتحلى بأخلاق العلماء الفاضلة والتي من أبرزها الورع والزهد والتواضع ورحابة الصدر.

مُنِح فَضِيلَة الشَّيخ محمَّد بن صَالِح العثيمين الجائزة لسَجَاياه وجهُوده المتمثِّلة فيما يلي:

  1. تحلِّيه بأخلاق العُلمَاء الفَاضِلة التي من أبرَزها الورَع، والزهد، ورحَابة الصَّدر، وقول الحق، والعَمل لمصلحَة المسلمين، والنصْح لخاصتهم وعَامتهم.
  2. انتفاع الكثيرين بعلمه، تدريساً، وإفتاءً، وتأليفاً. فهُو يدرِّس علوم الدين والُّلغَة العَربيِّة منذ خمسَة وأربعين عَاماً؛ جَامعاً بين غزارة العِلم وجودة اسلوب عرضه. وهوَ يبذل نفسه للإفتاء بطرق متعدِّدة؛ مفيداً كثيراً من الناس دَاخل المملكة وخَارجها. وقد ألَّف حوالى أربعين كتاباً أو رسالة نافعة لطلاب العِلم ولجمهُور المسلمين.
  3. إلقَاؤه المحَاضرات العَامَّة المفيدَة لمن يحضرها أو يسْتمع إليهَا في أمور الدين والدنيَا.
  4. مشَاركته المفيدَة في مؤتمرات إسلاميَّة كبيرة.
  5. إتبَاعه أسلوباً متميِّزاً في الدعوَة إلى الله بالحكمة والموعِظة الحسَنَة، وتقديمه مثلاً حياً لِمنهج السَّلف الصَّالح؛ فِكراً وسِلوكاً، مما جَعَل كثِيراً من المسلمين يطمئنُّون إلى ما يدعو إليه ويستفيدون به.

تُوفِّي الشيخ محمد العثيمين، رحمه الله، في مدينة جدّة سنة 1422هـ/2001م بعد حياة زاخرة بالعطاء والعمل الدؤوب لمصلحة المسلمين.