1998 -الرئيس عبده ديوب-

فخامة الرئيس عبدو ضيوف

 

تلقَّى تعليمه الابتدائي والثانوي في مدرسة الليسيه فدربي في سانت لويس، ودرس القانون في جامعة داكار، ثم حصل على ليسانس الحقوق والعلوم السياسية من جامعة السوربون في باريس عام 1959، وعلى الشهادة العليا من المدرسة الوطنية الفرنسية عام 1960. وفور عودته إلى بلاده، عُيِّن مديرًا لبرنامج التعاون الفني الدولي، فمساعدًا للأمين العام للحكومة وأمينًا عامًا لوزارة الدفاع السنغالية. وفي العام التالي، انضم إلى الحزب التقدمي السنغالي وعُيِّن حاكمًا لإقليم سين سالوم. وفي أوائل عام 1962، اختاره الرئيس السنغالي ليوبولد سنغور رئيسًا لموظفي مكتبه، وكان عمره وقتها لا يتجاوز 27 عامًا. يُعدُّ الرئيس عبدو ضيوف من أبرز قادة أفريقيا الذين ساهموا في دفع مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في تلك القارة. 

تدرَّج عبدو ضيوف في مراتب متعددة في الحزب الحاكم في بلاده على مدى أربعين عامًا. وكان مقرَّبًا من الرئيس سنغور، الذي أوكل إليه وزارات الدفاع والشؤون الخارجية والتخطيط والصناعة خلال عقد السبعينات من القرن الماضي. ثم أصبح رئيسًا للحكومة بين عامي 1970-1980. وفي عام 1981، انتخب رئيسا للجمهورية خلفًا للرئيس سنغور الذي تنازل له عن الرئاسة. وكان أول رئيس مسلم لبلاده وثاني رؤسائها بعد الاستقلال.

اتَّبع الرئيس عبدو ضيوف – خلال فترة رئاسته – سياسة حكيمة، فرفع الحظر عن أحزاب المعارضة، وأرسى مبدأ التداول السلمي للسلطة، وبذل جهودًا بارزة للتطوير والتخطيط في مختلف المجالات الزراعية والصناعية والصحية والتعليمية والسياسية في السنغال، ارتقاء بشعبه وتحقيقًا لطموحات بلده المسلم. كما ترأس فخامته عدة منظمات إقليمية لغرب أفريقيا أكثرها ذات طابع اقتصادي، وأشرف على برنامج الأمم المتحدة للإنعاش الاقتصادي والتنمية في أفريقيا عام 1986، ورأََّس منظمة الوحدة الأفريقية بين عامي 1985-1986، ومنظمة المؤتمر الإسلامي بين عامي 1991-1992، واللجنة الإقليمية الدائمة لمكافحة الجفاف في غرب أفريقيا بين عامي 1986-1987، وحقَّق نجاحًا باهرًا في الحملة التي قادها للحيلولة دون تسرُّب مرض الإيدز. كما كانت له مواقف مشهودة ضد سياسة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.

أعيد انتخاب الرئيس عبدو ضيوف رئيسًا لبلاده ثلاث مرات على مدى عشرين عامًا، رغم تكتل أحزاب المعارضة العديدة ضدّه. ولما تمكَّن منافسه أخيرًا من الفوز في الانتخابات، لم يتردَّد عبدو ضيوف في التخلي عن السلطة مما أثار إعجاب العالم حتى أن منافسه الرئيس عبد الله واد قال وقتها: “إن عبدو ضيوف يستحق جائزة نوبل بجدارة فقد ضرب المثل لحكام أفريقيا الآخرين.”

نال عبدو ضيوف على إحدى عشرة شهادة دكتوراة فخرية، كما مُنِح جائزة قيادات أفريقيا عام 1987، وميدالية منظمة الأغذية والزراعة العالمية عام 1997، والجائزة الكبرى للأكاديمية الفرنسية للفرانكوفونية في العام ذاته. وهو يشغل حالياً منصب الأمين العام للمنظمة الدولية للفرانكوفونية.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

 

1997 -مهاتير محمد-

دولة الدكتور مهاتير بن محمد

 

درس في كلية السلطان عبدالحميد في ألور ستار ثم التحق بكلية الملك إدوارد السابع للطب في سنغافورة وتخرَّج فيها عام 1954. ثم عمل طبيبًا في حكومة بلاده لمدّة عامين، ثم تفرَّغ للعمل الخاص.

بدأ نشاطه السياسي منذ عام 1946 حينما انضم إلى حزب “المنظمة الوطنية المتحدة لأبناء الملايو”، وانتخب في العام نفسه عضوًا في البرلمان، وفي المجلس الأعلى للحزب. واختير عام 1974 وزيرًا للتعليم، وفي العام التالي، أصبح نائبًا لرئيس الوزراء ونائبًا لوزير الداخلية؛ إضافة إلى منصبه، ثم أصبح وزيرًا للتجارة والصناعة عام 1978. ثم انتخب نائبًا لرئيس حزب المنظمة الوطنية المتحدة لأبناء الملايو، فوكيلًا لذلك الحزب، فرئيسًا له. وأصبح عام 1981 رئيساً لمجلس وزراء ماليزيا. شهدت بلاده في عهده نهضة كبيرة في مختلف المجالات السياسية والاقتصاديّة والاجتماعية، وتحولت خلال فترة قصيرة إلى دولة صناعية حديثة، وأصبحت واحدة من أكثر دول جنوب شرق آسيا تقدّمًا ورخاء، وارتفع مستوى المعيشة فيها بحوالي عشرين ضعفًا وتطوّر التعليم تطوّرًا كبيراَ وزادت نسبته على 80% ، وأصبح التعليم والتأمين الصحي متوفرين لجميع المواطنين.

ألف الدكتور مهاتير العديد من الكتب والمقالات التي توضح فكره السياسي والاقتصادي والإسلامي، ومن كتبه: “معضلة الملايو”، “التحدِّي”، “الإسلام والأمّة الإسلامية”، “حافة المحيط الهادي في القرن الحادي والعشرين”، “اتفاق آسيا”، “العولمة والحقائق الجديدة”، “تأملات في آسيا”، و”دور الماليزيين من أصل صيني”. أصبحت سيرة الدكتور مهاتير الذاتية وفكره الاقتصادي وجهوده الرائدة في قيادة وطنه موضوعًا للعديد من الكتب.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة

1996 -عبدالرحمن السميط-

الدكتور عبد الرحمن بن حمود السميط

 

أكمل تعليمه الأساسي في مدارس الكويت، ثم حصل على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة بغداد، ودبلوم أمراض المناطق الحارة من جامعة ليفربول في بريطانيا، ثم تخصص في طب الأمراض الباطنة والجهاز الهضمي في مستشفى مونتريال العام في كندا. وكان باحثًا في أورام الكبد في مستشفى كلية الملوك بجامعة لندن، ثم طبيبًا استشاريًا في مستشفى الصباح في الكويت لثلاثة أعوام، ثم تفرغ، منذ عام 1981، للعمل في إدارة جمعية مسلمي أفريقيا (التي تغيّر اسمها لاحقًا إلى جمعية العون المباشر).

بذل الدكتور السميط منذ مطلع شبابه جهودًا عظيمة في خدمة الإسلام والمسلمين، فشارك في تأسيس ورئاسة جمعية الأطباء المسلمين في الولايات المتحدة وكندا، وفي تأسيس فروع جمعية الطلبة المسلمين في مونتريال بكندا، كما أسس لجنة الإغاثة الكويتية، ولجنة مسلمي ملاوي في الكويت. وكان عضوًا مؤسسًا في المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، وعضوًا مؤسسًا في الهيئة الخيرية الإسلامية، وعضوًا في جمعية الهلال الأحمر الكويتي، وجمعية النجاة الخيرية، ومجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية في السودان، ومجلس أمناء جامعة العلوم والتكنولوجيا في اليمن، ورئيسًا لمجلس إدارة كلية التربية في زنجبار، وكلية الشريعة والدراسات الإسلامية في كينيا، ورئيسًا لتحرير مجلة الكوثر المتخصصة في الشأن الأفريقي. من أبرز أعماله، قيامه بتأسيس لجنة مسلمي أفريقيا، التي تولَّى أمانتها العامة منذ تأسيسها، ومباشرته ميدانيًا لأعمالها. وكان من ثمرة ذلك بناء أكثر من 2200 مسجد، و124 مستشفى ومستوصف، و204 مركزًا إسلاميًا متكاملًا، و214 مركزًا لتدريب النساء، إضافة إلي تنظيم حوالي 1500 دورة تدريبية للمعلمين وأئمة المساجد، ودفع رواتب آلاف الدعاة والأئمة. كما قامت اللجنة بتشييد 840 مدرسة قرآنية في أفريقيا، وكلية للشريعة في كينيا، وأخرى للتربية في زنجبار، ودفعت الرسوم الدراسية عن 95 طالبًا أفريقيا فقيرًا، وقدَّمت 200 منحة دراسية للطلبة الأفارقة لمواصلة الدراسات العليا في الطب والهندسة والتكنولوجيا في الجامعات الغربية. ومن أجل مساعدة مسلمي أفريقيا على الحياة الكريمة، قامت اللجنة بحفر آلاف الآبار الارتوازية، ومئات الآبار السطحية، وأقامت عددًا من السدود والمشروعات الزراعية خصوصًا في المناطق المتأثرة بالجفاف، كما كفلت قرابة عشرة آلاف يتيم، ووزّعت حوالي 160 ألف طن من الأغذية والأدوية والملابس، وأكثر من 50 مليون نسخة من المصحف الشريف، وستمائة مليون كتيب إسلامي بمختلف اللغات الأفريقية.

نشر الدكتور السميط أربعة كتب هي: “لبيك أفريقيا”، “دمعة على أفريقيا”، “رحلة خير في أفريقيا: رسالة إلى ولدي”، و”العرب والمسلمون في مدغشقر”، بالإضافة إلي العديد من البحوث وأوراق العمل ومئات المقالات الصحفية.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

 

1995 -جاد الحق علي جاد الحق-

فضيلة الشيخ جاد الحق علي جاد الحق

 

بدأ تعليمه الأولي في قريته، فحفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، ثم أكمل المرحلة الابتدائية بالمعهد الأحمدي في طنطا، والثانوية بالمعهد الديني في القاهرة ليلتحق بعد ذلك بكلية الشريعة التي حصل منها على الشهادة العالمية عام 1944، وعلى إجازة القضاء عام 1946.

تدرَّج فضيلته في مناصب مهمَّة منذ التحاقه بالقضاء الشرعي عام 1947، فتولَّى أمانة الفتوى في دار الإفتاء عام 1954، وأصبح مستشارًا بمحاكم الاستئناف عام 1976. وفي عام 1978، عُيِّن مفتيًا للديار المصرية فعمل على تنشيطها، والمحافظة على تراثها الفقهي، ونشره في مجلّدات بلغت عشرين مجلدًا، مما شكّل ثروة فقهية ثمينة. نشرت المجلات القانونية في مصر كثيرًا من أحكامه أثناء عمله في القضاء لما اشتملت عليه من بحوث وتعليلات واجتهادات في التطبيق، وأحكام لما استجدَّ من مستحدثات لم يعالجها الحكم الفقهي من قبل.

في عام 1982، عُيِّن وزيرًا للأوقاف. وبعد ذلك بشهرين، اختير ليكون الشيخ الثاني والأربعين للأزهر، كما اختير عام 1988 رئيسًا للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة إلى جانب مشيخته للأزهر.

شارك في مؤتمرات إسلامية كثيرة داخل مصر وخارجها. وتولَّى رئاسة العديد منها، كما شارك في مجالس علمية وإسلامية متعدِّدة. وله عدّة مؤلفات، منها: “الفقه الإسلامي مرونته وتطوره”، “بحوث وفتاوى إسلامية في قضايا معاصرة” في أربعة أجزاء، “رسالة في الاجتهاد وشروطه”، و”رسالة في القضاء في الإسلام”. مُنِح وشاح النيل من جمهورية مصر العربية في مناسبة العيد الألفي للأزهر عام 1983، ووسام الكفاءة الفكرية والعلوم من الدرجة الممتازة من جلالة الملك الحسن الثاني، ملك المغرب عام 1984.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

1994 -محمد بن عثمين-

فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

وُلِد الشيخ محمد بن صالح العثيمين في مدينة عنيزة بالمملكة العربية السعودية سنة 1347هـ/1929م، وحفظ القرآن الكريم في سن مُبكِّرة، ثم درس التفسير والحديث والتوحيد والفقه وأصوله والفرائض والنحو علي شيخه العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي، كما قرأ على عدد من المشايخ الآخرين فقرأ على الشيخ عبد الرحمن بن علي بن عودان في علم الفرائض، والشيخ عبد الرزاق عفيفي في النحو والبلاغة، والشيخ عبد العزيز بن باز في الحديث ورسائل شيخ الإسلام إبن تيمية. ثم واصل طلب العلم، حتى تخرَّج من كلية الشريعة في الرياض سنة 1377هـ/1958هـ.

ولما تُوفي شيخه عبد الرحمن بن سعدي، سنة 1376هـ/1957م، خلفه في إمامة مسجد الجامع الكبير بعنيزة والتدريس فيه. ثم أصبح يُدرِّس في كلية الشريعة وأصول الدين بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود في القصيمَ، وكان عضواً في المجلس العلمي للجامعة لسنتين، وعضواً في مجلس كلية الشريعة وأصول الدين ورئيساً لقسم العقيدة. وأختير سنة 1407هـ/1987م عضواً في هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية.

أما أعمال الشيخ محمد العثيمين في خدمة الإسلام فعديدة، ومنها التأليف، فقد ألَّـف ما يزيد على تسعين كتاباً أو رسالة في أصول الدين وفروعه المتعددة. ومن كتبه: الشرح الممتع في الفقه؛ وهو خمسة عشر مجلداً. وتفسير القرآن الكريم، وقد صدر منه عشرة

مجلَّدات، وشرح رياض الصالحين في ستة مجلّدات. وقد اختير بعض مؤلفاته مقررات في المعاهد العلمية في المملكة، فانتفع بها الطلاب كثيراً. وإضافة إلى عمله الرسمي مدرساً في المعهد العلمي وكلية الشريعة كان يلقي دروساً يومية في المسجد يحضرها عشـرات الطلاب خلال السنة الدراسية، ومئات الطلبة خلال العطلة الصيفية من داخل المملكة وخارجها. وكان شديد الحرص على توجيه طلبة العلم وإرشادهم والصبر على تعليمهم والاهتمام بأمورهم. وكان يلقي، أيضاً، دروساً في المسجد الحرام في شهر رمضان نفع الله بها كثيراً من المسلمين. وإلى جانب ذلك كله كان لفتاواه في البرنامج الإذاعي المشهور نور على الدرب أثر طيب.

وقد امتاز الشيخ محمد العثيمين في كتاباته وخطبه ومحاضراته وفتاواه بالعلم الغزير، والفهم الواضح للدين؛ عقيدة وشريعة، والأسلوب الجيِّد في العرض، واتِّباع الحكمة في أسلوب الدعوة، وتقديم المثل الحي لمنهج السلف الصالح فكراً وعملاً وسلوكا. وكان يتحلى بأخلاق العلماء الفاضلة والتي من أبرزها الورع والزهد والتواضع ورحابة الصدر.

مُنِح فَضِيلَة الشَّيخ محمَّد بن صَالِح العثيمين الجائزة لسَجَاياه وجهُوده المتمثِّلة فيما يلي:

  1. تحلِّيه بأخلاق العُلمَاء الفَاضِلة التي من أبرَزها الورَع، والزهد، ورحَابة الصَّدر، وقول الحق، والعَمل لمصلحَة المسلمين، والنصْح لخاصتهم وعَامتهم.
  2. انتفاع الكثيرين بعلمه، تدريساً، وإفتاءً، وتأليفاً. فهُو يدرِّس علوم الدين والُّلغَة العَربيِّة منذ خمسَة وأربعين عَاماً؛ جَامعاً بين غزارة العِلم وجودة اسلوب عرضه. وهوَ يبذل نفسه للإفتاء بطرق متعدِّدة؛ مفيداً كثيراً من الناس دَاخل المملكة وخَارجها. وقد ألَّف حوالى أربعين كتاباً أو رسالة نافعة لطلاب العِلم ولجمهُور المسلمين.
  3. إلقَاؤه المحَاضرات العَامَّة المفيدَة لمن يحضرها أو يسْتمع إليهَا في أمور الدين والدنيَا.
  4. مشَاركته المفيدَة في مؤتمرات إسلاميَّة كبيرة.
  5. إتبَاعه أسلوباً متميِّزاً في الدعوَة إلى الله بالحكمة والموعِظة الحسَنَة، وتقديمه مثلاً حياً لِمنهج السَّلف الصَّالح؛ فِكراً وسِلوكاً، مما جَعَل كثِيراً من المسلمين يطمئنُّون إلى ما يدعو إليه ويستفيدون به.

تُوفِّي الشيخ محمد العثيمين، رحمه الله، في مدينة جدّة سنة 1422هـ/2001م بعد حياة زاخرة بالعطاء والعمل الدؤوب لمصلحة المسلمين.

1993 -الرئيس علي عزت ميجوفيتش-

فخامة الرئيس علي عزت بيجوفيتش

 

انتقل منذ صغره إلى سراييفو حيث نشأ وأكمل تعليمه فيها حتى حصل على الشهادة العليا في الاقتصاد، وشهادة التأهيل في القانون من جامعة سراييفو. عمل لمدّة 25 عامًا مستشاراً قانونياً لجهات علمية وتجارية مختلفة وفي مقدمتها جامعة سراييفو. وهو يتحدث اللغات الفرنسية والإنجليزية والألمانية إلى جانب اللغة اليوغسلافية.

التحق الدكتور بيجوفيتش بمنظمة الشباب المسلمين عام 1940، فسُجن لنشاطه فيها لمدة ثلاثة أعوام. وفي عام 1982، كان أول المتهمين في محاكمة سراييفو المشهورة، فحُكم عليه بالسجن لمدة 14 عامًا، ولكن أُطلق سراحه حينما تفكَّك الإتحاد السوفيتي وبعد أن أمضى خمسة أعوام في السجن. وفي عام 1989، أنشأ حزب العمل الديمقراطي – وهو حزب إسلامي سياسي – وانتخب رئيساً له عام 1990.

وقف الدكتور بيجوفيتش بشجاعة منذ فجر شبابه مدافعاً عن حقوق المسلمين الذين كانوا يتعرضون للاضطهاد والتصفية الجسدية في بلاده. فسُجن مرتين، ولكن ذلك لم يزده إلا صموداً وتضحية، كما كتب كتابات علمية رصينة يُبين فيها الدور العالمي للإسلام في تقدُّم الفرد والمجتمعات. وكان لهذه الكتابات عظيم الأثر في يوغوسلافيا وخارجها. وفي مقدَّمة كتبه: “البيان الإسلامي”، الذي يتناول أساسيات النظام الإسلامي وقد تُرجم إلى العربية والأسبانية والإنجليزية، و”الإسلام بين الشرق والغرب”، الذي تُرجم إلى الإنجليزية والتركية والماليزية والهندية، وتناول فيه نظرة الغرب الرافضة للإسلام رغم ما قدّمه المسلمون من إسهامات حضارية راقية، ومُنع ذلك الكتاب في فرنسا بيد أنه لقي رواجاً منقطع النظير في بقية أنحاء أوروبا، ووصفه أحد الكتاب البريطانيين بأنه أعظم كتاب صدر في أوروبا في الثمانينات. في كتابه “الإسلام بين الشرق والغرب”، تناول الأبعاد الفكرية والثقافية والفنيّة للإسلام، ناقداً في الوقت نفسه الحضارة الغربية بطريقة علمية ومنهجية دقيقة، وكتابه الأقليات الإسلامية في الدول الشيوعية الذي تناول فيه أوضاع المسلمين وما يتعرضون له من ظلم في تلك الدول. لذلك فإن بيجوفيتش يمثِّل؛ سيرة وعملاً، نموذجاً فريداً بين المسلمين البارزين؛ فكراً وسياسة، لخدمة الإسلام والمسلمين.

نال الدكتور بيجوفيتش عدداً من الجوائز، منها: جائزة مفكّر السنة من مؤسسة علي وعثمان حافظ، وجائزة الدفاع عن الديمقراطية الدولية من المركز الأمريكي للدفاع عن الديمقراطيات والحريات، وجائزة جلال الدين الرومي الدولية لخدمة الإسلام بتركيا، وجائزة الشخصية الدولية من الإمارات العربية المتحدة.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

1992 -حامد الغابد-

الدكتور حامد الغابد

 

تدرَّج في التعليم حتى نال درجة الدكتوراة من جامعة السوربون في باريس عام 1988. تولَّى مناصب قيادية مهمَّة في بلاده، منها عدّة مناصب وزارية حيث كان وزيرًا للدولة للشؤون الخارجية بين عامي 1979-1981، ووزيرًا للتجارة بين عامي 1981-1983، ووزيرًا للمالية عام 1983؛ ثم أصبح رئيسًا لوزراء النيجر بين عامي 1983-1988. وفي عام 1989، اختير الدكتور حامد الغابد أمينًا عامًا لمنظمة المؤتمر الإسلامي.

تتمثَّل خدمة الدكتور الغابد للإسلام في إنشائه المؤسسة الإسلامية للعلوم الاجتماعية المهتمة ببناء مؤسسات إسلامية، وفي عمله الدؤوب من خلال الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي على تنمية التعاون بين البلدان الإسلامية، وتحقيق التضامن بينها في شتى الحقول الاجتماعية والعلمية والثقافية والاقتصادية والسياسية، ودفاعه عـن حقوق الأقليات الإسلامية، ومحاولته تحسين أوضاعها، وكذلك جهوده الحثيثة في إحقاق الحق في النزاع بين الدول الإسلامية، والتغلُّب على مشكلاتها ونزاعاتها الداخلية، وحثِّه الدول الغنية لتقديم المساعدة للدول الإسلامية الفقيرة، ونجاحه في إعادة الثقة في صندوق التضامن الإسلامي الذي يقوم بمساعدة البلدان المتضرِّرة بالكوارث الطبيعية.

شغل الدكتور الغابد منصب أمين عام منظمة العالم الإسلامي ثمانية أعوام. ونظرًا لمكانته المرموقة وخبرته الدبلوماسية الطويلة، اختاره الاتحاد الأفريقي ممثلًا له ووسيطًا في قضية دارفور (السودان)، حيث عمل جاهدًا لترتيب المباحثات بين الحكومة السودانية والثائرين ضدّها من أجل تحقيق السلام والاستقرار في ذلك الإقليم.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

1991 -عبدالله عمر نصيف-

معالي الدكتور عبد الله بن عمر نصيف

 

تعلَّم في مدارس جدة حتى نهاية المرحلة الثانوية، ثم حصل على بكالوريوس العلوم في الكيمياء من جامعة الملك سعود عام 1964، ثم نال درجة الدكتوراة في الجيولوجيا من جامعة ليدز في بريطانيا عام 1971، ودرَّس في جامعة الملك سعود في الرياض والملك عبدالعزيز في جدّة، وتدرَّج في الرتب الأكاديمية حتى حصل على مرتبة الأستاذية. وهو زميل الجمعية الجيولوجية بلندن، والجمعية الجيولوجية الأمريكية.

تولَّى الدكتور نصيف بين عامي 1973-1974 رئاسة قسم الجيولوجيا في كلية العلوم بجامعة الملك عبدالعزيز، ثم أصبح أمينًا عامًا للجامعة بين عامي 1974-1976، فوكيلًا لها بين عامي 1976-1980. وفي عام 1980، عُيِّن مديرًا للجامعة. وبعد ذلك بثلاثة أعوام، أصبح أمينًا عامًا لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، واختير نائبًا لرئيس الندوة العالمية للشباب الإسلامي في المملكة العربية السعودية.

وهو عضو في مجلس أمناء جامعة دار السلام في نيومكسيكو، والكلية الإسلامية الأمريكية في شيكاغو بالولايات المتحدة، والأكاديمية الإسلامية في كيمبردج ببريطانيا، والأكاديمية الملكية المغربية، ونائب الرئيس الأعلى للجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد، ورئيس مجلس أمناء كل من: معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية في جامعة فرانكفورت بألمانيا، والمركز الثقافي الإسلامي في جنيف بسويسرا، والمركز الإسلامي الثقافي في سيدني باستراليا، والجامعة الإسلامية في النيجر، والجامعة العالمية الإسلامية في شيتاجونج، وجامعة دار الإحسان في بنجلاديش.

تمثَّلت جهود الدكتور نصيف، قبل تولِّيه الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي، بالنشاط المتصل بين الشباب الجامعي والمشاركة في مختلف اللقاءات الإسلامية. أما إبَّان تولِّيه الأمانة العامـة للرابطة فقد تحقَّق، بفضل سماحته وحيويته، كثير من مناهج العمل الإسلامي في الرابطة، وبذل جهودًا كثيرة لدراسة أوضاع الأقليات الإسلامية وحلّ مشكلاتها، وبرز جهده هذا في مشروع الإغاثة الإسلامية المعروف بسنابل الخير الذي يرمي لإنقـاذ الجموع الفقيرة في أطراف العالم الإسلامي من الفقر والجهل والمرض.

 

1990 -خورشيد أحمد-

البروفيسور خورشيد أحمد

 

حصل على درجتي بكالوريوس إحداهما في القانون والثانية في التشريع، ثم على شهادتي ماجستير إحداهما في الحقوق والأخرى في الدراسات الإسلامية، كما حصل على درجة الدكتوراة الفخرية في التربية، والدكتوراة الفخرية في الاقتصاد الإسلامي من الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا. وهو من كبار الدعاة ومن أشهر علماء الاقتصاد الإسلامي في العالم وأكثرهم عطاءً، وله تحرك دائم في مختلف مناطق العالم؛ داعيًا ومحاضرًا ومناظرًا في المراكز الإسلامية وبين الأقليات والجاليات المسلمة. شارك في العديد من الندوات في أوروبا وأمريكا يناقش قضية التنصير ويُحاور المنصِّرين ويناظرهم، وأصدرت المؤسسة الإسلامية، التي يرأسها في ليستر في إنجلترا، عدَّة نشرات متتابعة رصدت فيها جهود المنصِّرين في البلاد الإسلامية.

لم يكن غريبًا أن تؤهله خدماته الجليلة للإسلام والتعليم والاقتصاد العالمي؛ وبخاصة للمجتمعات الإسلامية، لتولِّي العديد من المناصب والمسؤوليات فكان وزيرًا فيدراليًا للتخطيط والتنمية ونائبًا لرئيس هيئة التخطيط في الحكومة الباكستانية، ورئيس لجنته الدائمة للتمويل والشؤون الاقتصادية والتخطيط، وأستاذًا في جامعة كراتشي لأكثر من عشرة أعوام، وباحثًا في جامعة ليستر بالمملكة المتحدة، ورئيسًا للمعهد الدولي للاقتصاد الإسلامي في الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام أباد، وأكاديمية البحوث الإسلامية في كراتشي ولاهور، ومؤسسة الدراسات السياسية في ليستر، كما كان عضوًا في مجالس العديد من مراكز البحوث الإسلامية العالمية، منها: المجلس العلمي الاستشاري لمؤسسة الدراسات السياسية والاقتصادية المقارنة بجامعة جورج تاون بالولايات المتحدة، والمجلس الاستشاري العالمي للمركز الدولي للبحوث والاقتصاد الإسلامي في جامعة الملك عبدالعزيز بجدّة، ومعهد البحوث الإسلامية والتدريب التابع للبنك الإسلامي للتنمية في جدّة، والمجلس الاستشاري لمركز الدراسات الإسلامية والعلاقات الإسلامية – المسيحية في كلية سالى اوك في برمنجهام، ومجلس أمناء المركز الإسلامي في زاريا (نيجيريا)، والجامعة الإسلامية في باكستان، والأكاديمية الملكية للحضارة الإسلامية في عمَّان (الأردن)، ونائب رئيس المؤتمر الدائم للأديان السماوية في لندن وبرلين. وهو مؤسس معهد الدراسات والتخطيط في إسلام أباد والمؤسسة الإسلامية في ليستر ورئيسهما.

نشر البروفيسور خورشيد سبعين كتابًا باللغة الإنجليزية وسبعة عشر كتابًا بالأردية. وتناولت كتبه موضوعات إسلامية واقتصادية متنوعة. كما أشرف على تحرير ترجمان القرآن الشهرية لأكثر من 35 عامًا، وشارك في أكثر من مائة مؤتمر. اتسمت حياته وأعماله بالصمود والكفاح في سبيل التوعية الإسلامية ونشر الفكر الإسلامي، وتميَِّزت كتاباته ومحاضراته بأسلوبها المحبَّب النفَّاذ إلى قلوب قرَّائه ومستمعيه على اختلاف أنواعهم.

نال البروفيسور خورشيد أحمد على جائزة بنك التنمية الإسلامي الأولى في الاقتصاد عام 1988.

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.

 

1990 -علي الطنطاوي-

فضيلة الشيخ علي الطنطاوي

كان جدّه الشيخ محمد بن مصطفى عالمًا أزهريًا وخبيرًا في الفلك والرياضيات. وقد انتقل بعلمه من مصر إلى ديار الشام في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي. أما أبوه الشيخ مصطفى فكان أمينًا للفتوى، ثم رئيسًا لمحكمة النقض في دمشق.

تلقَّى الشيخ علي الطنطاوي دراسته الابتدائية الأولى في المدرسة التجارية، ثم التحق بالمدرسة السلطانية الثانية، فالمدرسة الجقمقية، ثم دخل مكتب عنبر، الذي كان الثانوية الوحيدة في دمشق، لينال البكالوريا عام 1927. والتحق بعد ذلك بكلية الحقوق في جامعة دمشق حتى نال الليسانس عام 1932. جمع فضيلته بين الدراسة النظامية وتلقِّي العلوم الدينية وعلوم اللغة العربية والعلوم على يد كبار المشايخ.

عمل – منذ مطلع شبابه – بالتدريس في المدارس الأهلية والحكومية في دمشق وتعرَّض لمضايقات عديدة بسبب مواقفه الوطنية وجرأته في مقاومة الفرنسيين وأعوانهم مما اضطره للانتقال إلى العراق عام 1936، حيث عمل في مدارس بغداد وكركوك والبصرة. ثم عاد للتدريس في سوريا، كما قام بالتدريس في كلية الشريعة ببيروت لمدة عام. وفي عام 1941، التحق بسلك القضاء، فعُيِّن قاضيًا في النبك، ثم قاضيًا في دوما، ثم قاضيًا ممتازًا في دمشق، فمستشارًا لمحكمة النقض في الشام، ثم مستشارًا لمحكمة النقض في القاهرة أيام الوحدة مع مصر.

في عام 1964، قدم الشيخ الطنطاوي إلى المملكة العربية السعودية، فأخذ يُدَّرس في كلية اللغة العربية وكلية الشريعة في الرياض، ثم انتقل إلى التدريس في كلية الشريعة في مكَّة المكرَّمة، ثم تفرَّغ للعمل في مجال الإعلام. وكان له برنامج إذاعي يومي بعنوان “مسائل ومشكلات” وآخر تلفزيوني أسبوعي بعنوان “نور وهداية”، وظلَّ يقدمهما لحوالي ربع قرن. وكان من أقدم الإعلاميين العرب، إذ بدأ يحاضر في إذاعة يافا عام 1932، وإذاعة بغداد عام 1940، وإذاعة دمشق عام 1942. أما أول مقالة صحفية له، فقد نُشرت عام 1926، ولم ينقطع عن النشر في الصحف منذ ذلك التاريخ.

قام الشيخ الطنطاوي بجهود خيِّرة في مجال الدعوة الإسلامية عقودًا؛ وذلك من خلال الدروس والمحاضرات والكتب والمقالات والمؤتمرات والأسفار، ومن خلال الصحف والإذاعة والتلفزيون. وتقلَّبت به الدنيا وهو ثابت لم يتغيَّر ولم يتقلَّب. ألَّف عشرات الكتب، وكتب مئات المقالات، وأذاع آلاف الأحاديث، والتقى بمستويات شتَّى من البشر تتفاوت وتتباين في المستوى الاجتماعي والثقافي. وظلَّ عند هؤلاء جميعًا داعيًا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، مُبيّنًا فضائل الإسلام أو مُقدِّمًا النصيحة والمشورة، أو رادًا على الشُّبَه والتزييف، أو مشاركًا في صياغة القوانين والأنظمة، أو عاملًا في إعداد المناهج التعليمية. وقد وظّف ثقافته وعلمه وأسلوبه الأدبي في خدمة الدعوة الإسلامية، فأجاد وأفاد، وانتفع بعلمه عدد لا يحصى من البشر.

 

كتبت هذه السيرة الذاتية في عام استلامه للجائزة.